مستشفى الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس

فاس (و م ع ) ـ يشكل مستشفى الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس٬ الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الثلاثاء٬ تجسيدا عمليا آخر لعزم المملكة على التنزيل الأمثل لمختلف التدابير المسطرة في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان ولبنة أساسية في مسلسل تنفيذه٬ وذلك خلال الفترة الممتدة من 2010 إلى 2019.

وتتضمن هذه المنشأة الصحية النموذجية٬ التي أنجزت في ظرف خمس سنوات بتمويل من الميزانية العامة للدولة عبر قرض للبنك السعودي بالنسبة لأشغال البناء٬ مصلحة للطب النووي (سريران) ومصلحة للأنكولوجيا الطبية (11 سريرا و17 كرسيا للعلاج الكيميائي) وأخرى للعلاج بالأشعة (10 أسرة).

ويتكون الطاقم الطبي والتقني لمستشفى الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس من 15 طبيبا و5 فيزيائيين و45 ممرضا و8 إداريين٬ في حين تشتمل بنيته التقنية على مجموعة من التجهيزات الطبية الحديثة من قبيل محطة لتخطيط العلاجات٬ وماسح ضوئي٬ ومسرع خطي من نوع "فاريان"٬ وسكانير مجهز بنظام المحاكاة الافتراضية٬ وكاميرا مزدوجة مع جهاز سكانير"كاما" .

ويعكس إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشين هذه المنشأة الصحية النوعية٬ العناية الخاصة التي ما فتئ جلالته يوليها لقطاع الصحة٬ لاسيما من خلال العمل على تطوير البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية والرفع من جودتها وتقريبها من المواطنين٬ كما يجسد حرص جلالته الراسخ على ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات وضمان جودتها٬ خاصة بالنسبة للفئات الاجتماعية في وضعية الهشاشة.

وبالنسبة لمصلحة الأنكولوجيا الطبية٬ فقد انطلق العمل بها منذ سنة 2007 لتغطية حاجيات سكان يقدر تعدادهم بأربعة ملايين نسمة٬ حيث تتلخص أنشطة هذه المصلحة في العلاج الكيميائي والهرموني والمناعتي٬ إلى جانب توفير العلاجات المتعلقة بالتخفيف من حدة الألم والقيام بالأبحاث العلمية المرتبطة بهذه العلاجات٬ علما أنها تتوفر على 17 فراشا بمستشفى النهار مفتوحة من الثامنة صباحا إلى غاية الثامنة مساء.

وتتمثل خدمات هذه المصلحة في العلاج الكيميائي الخارجي والتحاقن بواسطة الدم ومشتقاته٬ كما تتوفر على 9 أسرة في غرف انفرادية مخصصة للعلاج الكيميائي ذي الأمد الطويل ولتدبير التعقيدات المحتملة للعلاج وتكييف المريض مع العلاج المضاد للألم.

أما مصلحة الطب النووي فتعنى بتقديم خدمات طبية تشخيصية وعلاجية للمرضى٬ كما تسهر على تكوين الأطباء الداخليين والمقيمين٬ فضلا عن توفير التكوين الطبي المستمر للأطر الطبية وشبه الطبية والإشراف على البحوث٬ حيث إنها تستعمل العناصر المشعة الاصطناعية في شكل مصادر مشعة من أجل التشخيص (للحصول على صور ومظانية من نوع وظيفي أو استقلابي) أو بهدف علاجي.

وبالنسبة لمصلحة العلاج بالأشعة، فهي تستقبل جميع الحالات المصابة بالسرطان بعد تشخيصها من طرف مختلف المصالح الطبية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني ومختلف المستشفيات الإقليمية والجهوية٬ كما تقدم الاستشارات والفحوصات الطبية للمرضى المصابين بداء السرطان حديثا ومراقبة الحالات التي سبق علاجها٬ علما أن البنية التقنية للمصلحة تمكن من معالجة مختلف أنواع السرطانات بواسطة تقنيات حديثة ومتطورة جدا.

الجدير بالذكر أن المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان يعتمد خلال الفترة 2010 - 2019 حوالي 78 إجراء٬ منها 30 إجراء وقائي٬ا و13 إجراء للتشخيص المبكر٬ و18 إجراء للتكفل من حيث التشخيص والعلاج٬ و13 إجراء في مجال العلاجات المخففة للآلام٬ و4 إجراءات في مجال المصاحبة.

كما يعتمد المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان٬ الذي أطلق رسميا في 24 مارس 2010، كثمرة لشراكة استراتيجية تجمع بين جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، ووزارة الصحة٬ مع الاعتماد على مساهمة عدد من الاختصاصيين المغاربة والأجانب٬ 78 إجراء عمليا قابلا للتفعيل في المجالات الاستراتيجية٬ من قبيل الوقاية٬ والكشف المبكر٬ والتكفل العلاجي٬ والعلاجات المخففة٬ وإجراءات مواكبة المرضى.

والأكيد أن هذا المخطط٬ المندرج في إطار المقرر 5822 المعتمد في ماي 2005 من طرف الجمعية العالمية للصحة، التي أوصت كافة الدول بتعزيز الأعمال الرامية لمحاربة السرطان من خلال إعداد مخططات تتناسب والسياق السوسيو- اقتصادي لبلدانها٬ يعتمد رؤية تقوم على الوقاية والمراقبة السرطان٬ وذلك عبر مقاربة متعددة القطاعات تقترح أعمالا ملموسة ومستدامة٬ علما أن هدفه الأساس يتمثل في تقليص الوفيات وضمان جودة عيش المرضى وأقاربهم.

ولوقف معاناة المصابين وضمان التكفل العلاجي بهم٬ لاسيما أولئك الذين يعانون العوز والهشاشة الاجتماعية٬ فقد تمكنت "جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان" من وضع برنامج للتكفل العلاجي المجاني للفئات المعوزة من مرضى السرطان يعفيهم من تحمل التكلفة الباهظة لشراء أدوية العلاج الكيماوي٬ وذلك بموجب اتفاقية شراكة مبرمة بين "جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان" ومختبر "روش" للأدوية في المغرب

مسؤول: مستشفى الأنكولوجيا بفاس سيخفف من عناء تنقل مرضى السرطان للمراكز المتخصصة البعيدة

فاس (و م ع) ـ قال رئيس قسم الأنكولوجيا الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، عمر المصباحي، إن مستشفى الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني٬ الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الثلاثاء بفاس٬ يعتبر منشأة صحية نوعية ستمكن مرضى السرطان الوافدين من جهة فاس- بولمان والجهات المجاورة من الحصول على خدمات استشفائية نوعية٬ وبالتالي التخفيف من عناء تنقلهم للمراكز المتخصصة البعيدة.

وأضاف المصباحي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذا المستشفى يعد "معلمة صحية أخرى تنضاف إلى باقي البنيات المماثلة التي رأت النور خلال السنوات الأخيرة"٬ والتي تقدم خدمات صحية جليلة لمرضى السرطان٬ لاسيما من خلال توفير العلاجات الكيماوية والعلاجات بالأشعة وفحوصات الطب النووي.

وأوضح أن هذا المركز٬ الذي سيستقبل 200 حالة سنويا، خاصة من جهة فاس- بولمان والنواحي٬ سيمكن من تقريب الخدمات الصحية لمرضى السرطان، الذين كانوا يضطرون إلى التنقل في السابق إلى مدن بعيدة للحصول على العلاجات٬ مما كان يحول٬ في أحيان كثيرة٬ دون استكمالهم للعلاج.

وأكد أن هذه البنية ستستقبل ما بين 30 و50 حالة يوميا٬ مبرزا أن العلاجات المقدمة للمرضى تشكل في أغلبيتها ثمرة لعدد من الإعانات الممنوحة٬ على الخصوص٬ من طرف وزارة الصحة، وجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان٬ فضلا عن الأدوية التي يوفرها المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني.

يشار إلى أن مستشفى الأنكولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني٬ هذه المنشأة الصحية النموذجية، التي أنجزت في ظرف خمس سنوات بتمويل من الميزانية العامة للدولة عبر قرض للبنك السعودي بالنسبة لأشغال البناء٬ تتوفر على مصلحة للطب النووي (سريران) ومصلحة للأنكولوجيا الطبية (11 سريرا و17 كرسيا للعلاج الكيميائي) وأخرى للعلاج بالأشعة (10 أسرة).

منقول