الاستراتيجية الجهوية لمحاربة داء السرطان بفاس.. برامج وأنشطة واعدة لمكافحة هذا

فاس (و م ع) ـ انسجاما مع أهداف المخطط الوطني لمحاربة داء السرطان، اعتمدت جهة فاس بولمان مقاربة واعدة لمحاربة هذا الداء، تتضمن العديد من الأنشطة والبرامج التي تروم جميعها تكوين أرضية صلبة في ميدان مكافحة هذا المرض.

وتنطلق الاستراتيجية الجهوية لمحاربة داء السرطان٬ التي تم اعتمادها من طرف المركز الاستشفائي الجامعي بفاس٬ من معطى أساسي هو أن داء السرطان ليس مجرد مشكل خاص بالطب وبالمؤسسات الصحية، بل يتعداه إلى كونه إشكالية مجتمعية على اعتبار أن 40 في المائة من حالات الإصابة بهذا الداء يمكن تفاديها من خلال اعتماد نمط حياة سليم، و50 في المائة يمكن معالجتها إذا ما تم تشخيصها في الوقت المناسب .

وفي هذا الإطار، أطلق المركز الاستشفائي الجامعي بفاس عدة عمليات وبرامج من أجل محاربة داء السرطان، بدءا من الوقاية والتشخيص المبكر، مرورا بطرق ووسائل المعالجة والبحث السريري ووصولا إلى برامج وعمليات تستهدف بالخصوص تحسين جودة الحياة لفائدة المرضى .

ورغم الإكراهات٬ المرتبطة خصوصا بشساعة محيط تدخل المركز الاستشفائي الجامعي بفاس، الذي يتجاوز جهة فاس بولمان إلى الجهات المجاورة (أكثر من 4 ملايين نسمة)٬ فإن التعبئة تظل مستمرة من أجل مواجهة هذا الداء عبر التحسيس بضرورة الوقاية والقيام بعمليات الكشف المبكر وكذا من خلال تقديم خدمات صحية للمصابين .

وتمثلت الانطلاقة الأولية لهذه المقاربة في تنظيم حملات تحسيسية، انصبت حول إظهار مخاطر التدخين ومضاره، وإحداث لجنة خاصة بمكافحة هذه الآفة، مع إعطاء الانطلاقة لإنجاز أبحاث ودراسات حول داء السرطان وطرق معالجته وكذا حول تحسين جودة حياة المرضى المصابين إلى جانب القيام بحملات تحسيسية للوقاية من هذا الداء .

وفي ميدان الكشف المبكر عن داء السرطان، كانت الشراكة التي جمعت بين المركز الاستشفائي الجامعي لفاس وجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان٬ حيوية جدا ومهمة في هذا المجال باعتبارها ركزت٬ بالخصوص٬ على إحداث مراكز للتشخيص المبكر والتكوين وكذا للتكفل مجانا بالتشخيص المبكر لدى المرضى الذين يتابعون علاجهم بالمراكز والمستشفيات العمومية، مع إعطاء الانطلاقة لقوافل طبية متنقلة من أجل التشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم .

أما في ميدان التكفل بالمرضى فإن الاستراتيجية الجهوية لمحاربة داء السرطان تضمنت عدة برامج وأنشطة تمحورت حول التكفل بالتشخيص الطبي والجراحي، من خلال وضع العديد من التجهيزات والمعدات الطبية الحديثة رهن إشارة العاملين في قطاع الصحة من أجل القيام بتشخيص معمق ودقيق للمرضى وإخضاعهم للعلاج الملائم .

كما تم وضع خطة عملية لتدبير الأدوية الخاصة بمحاربة داء السرطان وفق مقاربة ترتكز على عقد شراكات لضمان وصول هذه الأدوية٬ التي يتم اقتناؤها بأثمنة تفضيلية٬ إلى المرضى، إلى جانب وضع مدونة خاصة بأدوية محاربة السرطان بالإضافة إلى التكفل بالمرضى الذين يتوفرون على التغطية الصحية فضلا عن إدماج التكنلوجيات الحديثة من أجل تحسين شروط عملية التكفل بالمرضى وتتبع العلاجات التي يخضعون لها .

ولا تقف هذه الاستراتيجية الجهوية عند عمليات التشخيص والمعالجة، بل تتعداها إلى مجال البحث حول داء السرطان وطرق معالجته من خلال إنجاز دراسات وأبحاث تهم مختلف الإشكالات والقضايا العلمية المرتبطة بهذا الداء بمختلف أنواعه بالإضافة إلى القيام بأبحاث حول السبل الكفيلة بتحسين جودة حياة المرضى المصابين بهذا الداء سواء قبل الخضوع للعلاج أو بعده .

المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية.. وظائف خاصة وآجال مضبوطة لتفعيلها

فاس (و م ع) ـ يتضمن المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية٬ الذي قدم إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمس الثلاثاء بفاس٬ مجموعة من الوظائف الخاصة بالمستعجلات الطبية تستهدف بالأساس إنقاذ حياة الأشخاص، الذين يوجدون في وضعية استعجالية في انتظار إخضاعهم لعمليات التشخيص المعمقة .

وتتوزع وظائف المخطط هذه على عدة مستويات٬ يتعلق المستوى الأول منها بالوحدات الطبية الاستعجالية للقرب، التي تتضمن وظائف المداومة الطبية على مدار الساعة والتشخيص السريري للاستغاثة والحركات الأولية للإسعاف الطبي ثم مراقبة المريض (غرفة المراقبة) قبل القيام بالتحاليل البيولوجية الأساسية ليصل إلى مرحلة الترحيل الصحي العادي.

أما المستوى الثاني فيهم المستعجلات الطبية الاستشفائية الأساسية ويتكون من مجموعة من الوظائف٬ منها الوحدات الاستعجالية للقرب والحركات الأولية للإنعاش والفحوصات التكميلية الأساسية وحقن الدم والاستشفاء، ثم وظيفة التدخل الجراحي (غرفة العمليات)، في حين يتكون المستوى الثالث٬ المتعلق بالمستعجلات الطبية الاستشفائية الكاملة٬ من عدة وظائف منها الإنعاش الاستشفائي المتعدد الاختصاصات والفحوصات التكميلية الكاملة والترحيل الصحي المتخصص٬ بالإضافة إلى التكوين المستمر في مجال العلاجات الاستعجالية والعلاجات المركزة .


وبخصوص برنامج تشغيل مراكز استقبال المكالمات الهاتفية على الرقم ( 141 ) فسيتم على مجموعة من المراحل تبدأ الأولى انطلاقا من شهر مارس الجاري، وتشمل ثماني جهات هي فاس بولمان٬ وتازة الحسيمة تاونات ٬ومراكش تانسيفت الحوز٬ وتادلة أزيلال٬ ومكناس تافيلالت٬ والرباط سلا زمور زعير٬ والغرب شراردة بني حسن٬ والدارالبيضاء الكبرى .

أما المرحلة الثانية (يونيو 2013) فتشمل جهتين، هما الشرق وسوس ماسة درعة٬ بينما تشمل المرحلة الثالثة (أكتوبر 2013) ست جهات هي طنجة تطوان٬ والعيون بوجدور الساقية الحمراء٬ وكلميم السمارة، ووادي الذهب لكويرة٬ والشاوية ورديغة ودكالة عبدة .

وبالنسبة لمخطط انتشار الأنظمة الجهوية للإسعاف الطبي، فسيتم على ثلاث مراحل تتضمن الأولى (مارس 2013) مدن فاس والرباط والدار البيضاء ومراكش ووجدة٬ بينما تهم المرحلة الثانية (أكتوبر 2013) مدن العيون وأكادير ومكناس والقنيطرة٬ في حين تشمل المرحلة الثالثة (يونيو 2014) مدن سطات وآسفي وبني ملال والحسيمة وطنجة وتطوان .

أما برنامج تشغيل المروحيات الأربع الخاصة بالنقل الصحي الاستعجالي٬ التي تم اقتناؤها في إطار هذا المخطط الوطني٬ فستنطلق من مراكش (2013) قبل وجدة والعيون (2014) ثم طنجة (2015) .

ويتطلب تنفيذ المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية٬ الذي يمتد على أربع سنوات٬ مبلغا ماليا يقدر بـ500 مليون درهم، موزعة ما بين اقتناء سيارات الإسعاف (244 مليون درهم) واقتناء أربع مروحيات خاصة بالنقل الصحي (66 مليون درهم) واقتناء التجهيزات والمعدات الخاصة بـ11 مركزا للضبط والتنظيم (30 مليون درهم) وتأهيل وحدات الاستعجال الطبي للقرب ومصالح الاستقبال بالمستعجلات (120 مليون درهم) مع تجهيز مراكز التكوين في العلاجات الاستعجالية ومعاهد تكوين الأطر الصحية (40 مليون درهم) .

منقول