"الدارالبيضاء سنة 2020، ستكون متكاملة، في ظل حركية التعمير المدروسة والمتعددة الاختصاصات، لتكون أشبه بـالمدينة الفاضلة، من حيث تجلياتها في الحياة اليومية للبيضاويين"
هذا ما وعد به عدد من المسؤولين في مجلس المدينة، في تصريحات لـ"المغربية"، موضحين، بتفاؤل كبير، أن المدينة ستكون في المدى القريب، متمدنة، ومهيكلة القطاعات، اقتصاديا وسياحيا وتجاريا واجتماعيا ورياضيا، ومنسجمة الأهداف والأبعاد، وستتحسن ظروف الحياة فيها، باعتبارها ولاية كبرى تحتضن عددا كبيرا من السكان، وقطبا مستقطبا لمختلف الأنشطة والاستثمارات.
وفي ظل الأوراش والأشغال التي تشهدها العاصمة الاقتصادية منذ شهور، ارتأت "المغربية" طرق أبواب المسؤولين في مجلس المدينة، قصد الحصول على معلومات وافية حول المشاريع التي ستنجز خلال السنوات المقبلة، وحسب تعبير أغلب المستشارين فإن الدارالبيضاء تحولت إلى "ورش مفتوح"، وأنها مقبلة على صورة حضارية جديدة، ستمكن البيضاويين والوافدين على المدينة من العيش في ظروف يميزها النظام والتحضر، لتكون مدينة بطراز يجمع بين الأصالة والحداثة، من خلال إصلاح المرافق التاريخية، وإعادة الاعتبار لها، وإنشاء مركبات ومجمعات سكنية وسياحية ورياضية وثقافية جديدة.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها "المغربية"، فإنه وفق برنامج استثماري مهم، سيجري تجديد أسطول الحافلات من خلال إضافة 510 حافلة على مدى 3 سنوات، ثم إضافة 960 حافلة سنة 2019، كما سيخلق خط ثان لـ"الطرامواي" سيعبر أحياء جنوب الدارالبيضاء وشارع محمد السادس، وعمالة مولاي رشيد ابن امسيك، بكلفة تقدر بحوالي 800 مليار سنتيم.
مشروع معالجة المياه
شكلت البيئة عنصرا مهما داخل الدارالبيضاء بوصفها مدينة كبيرة وآهلة بالسكان، لهذا حرص المعنيون على أن تتحقق مشاريع تهم تحسين البيئة، من خلال محاربة التلوث بمنطقة شرق المدينة، بجمع المياه المستعملة التي تصرف حاليا في عمق البحر، وسينجز هذا المشروع على مساحة 150 هكتار، 40 منها في عين حرودة، وسيكون مشروع معالجة المياه بالمنطقة الصناعية سيدي البرنوصي.
كما أن هناك مشروع تهيئة مطرح نفايات مديونة، عن طريق بناء جدار، إلى جانب تشييد بنايات أخرى ومرائب وتبليط الطرقات، ثم إنشاء خزانات مائية بمساحة 8 هكتارات مربعة، وخلق مصارف عمودية وأفقية لسحب البيوغاز، وكذا خلق 3 جسور، وكلفة المشروع تقدر بـ 67 مليون درهم كل سنة.
أما عن قطاع النظافة المتعلق بجمع النفايات المنزلية، فإن الشركات المعنية مثل "تيكميد"، و"سيطا"، وسيجيديما"، فتسهر على جمع الأزبال الضخمة، واعتماد الكنس اليدوي، والكدس بالشاحنات، وجمع النفايات والتنظيف.
مشروع حديقة سندباد
حظي مشروع حديقة سندباد، بعمالة مقاطعات آنفا، بأهمية لتدارك الإهمال الذي لحق بها لسنوات طويلة، إذ ستعاد تهيئة الحديقة بإحداث إقامات وملاهي للأطفال، بكلفة مالية تناهز 2.4 مليار درهم، وسيستغرق مشروع ملاهي الحديقة 3 سنوات، بينما الإقامات سيستغرق 6 سنوات، إلى جانب مشروع "مارينا"، بالعمالة نفسها الذي، يهم بناء ميناء سياحي وترفيهي يتضمن مجموعات سكنية، من بينها قصر المؤتمرات وإقامات سكنية ومكاتب وفنادق ومتاجر، وستتطلب المساحة المبنية ما يقارب 476 ألف متر مربع، دون احتساب المرائب، إذ ستحتل فيها المكاتب نسبة 33 في المائة، والإقامات السكنية 30 في المائة، و المتاجر 15 في المائة، والفنادق 12 في المائة، والملاهي وباقي الخدمات 10 في المائة، وسيكلف المشروع حوالي 5 ملايير درهم.
محطة القطار المدينة
في ما يخص محطة القطار المدينة، التي بدأت الأشغال فيها منذ فترة قصيرة، فتمتد مساحتها على 2500 متر مربع، ألف متر مربع منها، تهم المكاتب ومرآب تحت أرضي، يضم 380 مكان، كما ستتضمن واجهة المحطة حيزا للفنادق والمكاتب على مساحة تمتد إلى 15 ألف متر مربع، وحيز تجاري على مساحة 7 آلاف متر مربع، ومرآب تحت أرضي يتوفر على 240 مكانا، ويكلف المشروع في شطره الأول 300 مليون درهم، وسيخلق 400 منصب شغل.
المسرح الكبير
أما عن مشروع المسرح الكبير التابع لمقاطعة سيدي بليوط، الذي أثار جدلا حين اقتراحه أول الأمر، حسب ما ذكر بريجة، فإن الأشغال جارية به، وسيضم قاعة للعروض تضم ألفا و800 مكان، وقاعة للمسرح تضم 600 مكان، وقاعة للمناسبات والاحتفالات وفضاء للعروض واللقاءات ومطاعم ومتاجر وقرية للفنانين والتقنيين، وتقدر كلفة المشروع بـ 12 مليار درهم.
من جهة أخرى، سيشيد قصر للمؤتمرات التابع للمقاطعة ذاتها، على مساحة ألفين و200 متر مربع، سيضم قاعة للعروض ستحتل 5 آلاف متر مربع، وقاعة للاجتماعات وقاعة للاحتفالات، ومطاعم، وتقدر كلفة المشروع بحوالي 400 مليون درهم.
مشروع كازا أنفا
سيتحول حي المطار إلى قطب حضاري واقتصادي ومالي، في قلب مدينة الدارالبيضاء، إذ المشروع الجديد "كازا آنفا"، سيضم مركزا حضاريا جديدا على مساحة 350 هكتارا، وسيكون المشروع متعدد المهام والاختصاصات، إلى جانب تهيئة الفضاءات بالمساحات الخضراء، وسيكلف المشروع حوالي 10.5 ملايير درهم، دون احتساب تكاليف تشييد العقارات، كما سيخلق المشروع مابين 80 ألفا و100 ألف منصب شغل.
وسيشيد قطب مالي دولي له ثلاث أهداف استراتيجية، الأول يتمثل في خلق شركات مالية، خاصة بالبنوك والأعمال والاستثمار، وسوق رؤوس الأموال وشركات التأمين، وشركات التدبير، والهدف الثاني يتجلى في خلق شركات الخدمات المهنية خاصة بالمكاتب وإعادة تدقيق الحسابات والنصائح، وشركات الخدمات المالية المختصة، والهدف الثالث يكمن في خلق شركات جهوية مالية وغير مالية لتسهر على مراقبة وتنسيق النشاطات المنجزة في بلد أو عدة بلدان أجنبية، وسيؤمن هذا المشروع المالي في إطار مشروع "كازا أنفا"، مناصب شغل مهمة، تتراوح ما بين 15 ألف و 20 ألف منصب".
الملعب الكبير
من جهة أخرى، سيجري إحداث الملعب الكبير للدارالبيضاء، الذي بدأت الأشغال فيه سنة 2011، بمنطقة الهراويين، وسيستوعب حوالي 80 ألف مقعد، وتقدر كلفة المشروع بحوالي 2،08 مليار درهم.
وحسب ما استخلصته "المغربية" من حديثها مع عدد من المعنيين بمجلس المدينة، فهذه المشاريع هي جزء من المشاريع المبرمجة، ومجلس المدينة، بتنسيق مع المتدخلين والمستثمرين، يسعى إلى جعل الدارالبيضاء مدينة تعرف تطورا حضاريا يطبع معالمها ومنشآتها ومرافقها، لتواكب الركب الحضاري لباقي مدن العالم المتقدمة، بعد اكتساب مواصفات عمرانية حديثة وصيانة خصوصيات تاريخية.
منقول