الذكرى السابعة لوفاة جلالة المغفور له الحسن الثاني الذي أرسى دعائم الدولة المغربية الحديثة، التي تنعم بوارف من نعماء الاستقلال والحرية والاستقرار والطمأنينة.
فقد تمكن المغرب، بفضل السياسة النيرة التي كان ينهجها الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، من تحقيق وحدته الترابية وتثبيت ركائز دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون، مما أهله لاحتلال موقع متميز على الساحة الدولية بل وساهم في إرساء السلم والأمن في بقاع شتى من العالم .
hassan_ii_98ولا يمكن بأي حال من الأحوال، فصل تاريخ المغرب الحديث عن شخص الحسن الثاني، الذي قاد رفقة والده جلالة المغفور له محمد الخامس معركة الاستقلال، وأبان خلال تقلده مهام الملك، عن عبقرية فذة ونبوغ كبير، إذ عرف، طيب الله ثراه، كيف يؤسس لدولة عصرية حديثة ويرسي قواعد ثقافة السلم في علاقة المملكة بالبلدان الأخرى، كما عرف كيف يشيعها ويدعو إليها على المستوى الدولي.
ويعتبر الراحل، في هذا الشأن، أحد قادة الدول العظام في القرن الماضي الذين خلفوا وراءهم إرثا دبلوماسيا ثريا يشكل استلهام تجلياته على المستوى الوطني والدولي دروسا توجيهية لكل دبلوماسية تنشد حيويتها ونجاحها عن طريق تكريس مبادئ السلام والوفاق.
smوقد وجهت هذه السياسة الحكيمة للملك الراحل خطى المغرب نحو استرجاع أقاليمه الصحراوية بطرق سلمية مشروعة إذ طلب الرأي من محكمة العدل الدولية وتوخى الحوار مع إسبانيا ثم وجه رعاياه لاسترداد ما أكدت المحكمة الدولية أنه حق مشروع للمغرب أثبتته وشائج البيعة المتجددة بين سكان الصحراء وسلاطين وملوك المغرب وذلك بواسطة مسيرة سلمية اعتبرت بحق ملحمة بين قائد محنك وشعب وفي.
ويعود الفضل كذلك إلى الملك الراحل في إرساء دعائم استراتيجية السلم الاجتماعي عن طريق فسح المجال، منذ استقلال البلاد، أمام التعددية الحزبية وحرية ممارسة العمل النقابي وحرية النشر والصحافة وإقامة المؤسسات الدستورية العصرية وسن سياسة التناوب السياسي.
أما بالنسبة لقضية الشرق الأوسط فإن نظرة الملك الراحل الثاقبة والمستشرفة للمستقبل فكانت على الدوام محل تقدير واهتمام من طرف المجتمع الدولي
كما أن جهوده المتواصلة من أجل إحلال السلام العادل والدائم وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني جعلت القيادات الإسلامية تجمع على اختياره رئيسا للجنة القدس، وكيف لا وهو ملك قوي الإيمان برسالة الإسلام النبيلة والمدافع المستميت عن قضايا الأمة وقيمها الثابتة التي ظلت على الدوام موضع اهتمامه.
ومن السمات البارزة لشخصية الحسن الثاني أنه كان، قدس الله روحه، منفتحا على الفكر الإنساني بكل أبعاده عاشقا للفلسفة والتاريخ والعلوم القانونية محبا للتواصل الثقافي والتفاعل الفكري والتسامح الديني، شغوفا بالفنون والتراث.
واليوم والمغاربة يخلدون الذكرى السابعة لوفاة هذا الملك العظيم، فإنهم يشهدون جهود وارث سره جلالة الملك محمد السادس الذي وضع المغرب بثقة وتفاؤل على سكة القرن الواحد والعشرين، مع ما يتطلبه ذلك من عصرنة وتحديث، عنوانها الأوراش الكبرى التي فتحها جلالته في ظرف وجيز والتي طالت جميع الميادين بدون استثناء
منقول