قال المغفور له الملك الحسن الثاني طيّب الله "بقي لنا ان نتوجه الى أرضنا، الصحراء فتحت لنا أبوابها قانونيا، اعترف العالم بأسره بأن الصحراء كانت لنا منذ قديم الزمن ، واعترف العالم لنا أيضا بأنه كانت بيننا وبين الصحراء روابط ، وتلك الروابط لم تقطع تلقيائيا وانما قطعها الاستعمار لم يبق شعبي العزيز الا شيء واحد، اننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب الى جنوبه ومن شرق المغرب الى غربه".
وعليه تجند المغاربة في المسيرة سلمية سلاحهم الوحيد هو القرآن والأعلام المغربية انطلقت المسيرة بقدر كبير من الانتظام والدقة، أما إسبانيا فقد عارضت المسيرة بشدة وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن لمواجهة هذه المسيرة، كما ادعت من خلال مندوبها في مجلس الأمن أن المسيرة الخضراء ليست مسيرة سلمية، بل هي زحف عسكري مسلح، حيث قامت بتحريك أسطولها البحري إلى المياه الإقليمية المغربية لإجبار المغرب العدول عن تنفيذ المسيرة، كما أعلنت أنها قامت بإعداد حقول ألغام في الصحراء الغربية.
أثار التصرف الأسباني ردود فعل عالمية، وأدى إصرار المغرب رغم التهديدات إلى نجاح المسيرة الخضراء في تحقيق هدفها وإلى إعادة التوازن في الموقف الإسباني تجاه المشكلة، فبعد أن توغلت المسيرة لمسافة 15 كم داخل إقليم الصحراء المغربية، بدأت الاتصالات والمفاوضات ظهر خلالها تغير في الموقف الإسباني، أصدر الحسن الثاني أوامره بعودة المتطوعين في المسيرة إلى طرفاية، واعتبر البعض ذلك نجاحا سياسيا للمغرب.
وقد شارك فيها ثلاثمائة وخمسون ألفاً من المغاربة ، إضافة إلى مشاركة كل من سفراء المملكة العربية السعودية، والأردن، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان، والسودان، والجابون، ووفد من السنغال، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وقد اعلنت عدة وسائل الاعلام أن الجالية المغربية ببروكسيل نظمت مسيرة سلمية يوم الأحد 4 نونبر 2012على الساعة الثانية ظهرا تحت شعار الكلمة الخالدة للمغفور له الملك الحسن الثاني طيّب الله تراه "غدا إن شاء الله ستخترق الحدود, غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء, غدا إن شاء الله ستطئون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز".
وقد انطلقت المسيرة السلمية التي نسّقتها الرابطة المغربية للمجتمع المدني ببلجيكا .مع عدّة فعاليات من أصل مغربي . ،كانت انطلاقة المسيرة هذه المرّة من متطوّعين ومتطوّعات الجالية المغربية القاطنة بكثير من الدوّل الأوروبية ،لمشاركة إخوانهم مغاربة الداخل في تخليد ذكرى 37 للمسيرة الخضراء المظفّرة ،يتقدّمهم السيد سمير الظهر سفير المملكة المغربية ببروكسيل ولوكسمبورج ،والذي أبان على حنكة كبيرة وشخصية متواضعة في قيادته شخصيا للمسيرة.وشخصيات دبلوماسية وحكومية،كما شارك في المسيرة مسؤول فرع جمعية المحامين المغاربة الشباب بإيطاليا (أجامي) ببروكسيل الأستاذ بدران محمد،وفعّاليات الهيئات والجمعيات المغربية الأخرى وأطر أحزاب وكوادر،وشخصيات متعددة ومن كل أطياف الجالية المغربية القاطنة بدول الجوار ،من فرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا ودوّل مختلفة.انطلقت المسيرة من ساحة شومان، من أمام مجلس الإتحاد الأوروبي إلى مقرّ السفارة المغربية . في جوّ مشحون بكل فخر واعتزاز لأعز ذكرى وأغلى ملحمة مجيدة ،وراء القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله،من أجل تحقيق الوحدة الترابية المهدّدة. واستكمال شعار المغرب الموحّد.تخليدا لمسيرة 350.000 من إخوة لهم تطوّعوا قبل 37 سنة مضت ،من كل ربوع الوطن
إنّها مسيرة ترابط وتلاحم أفراد الجالية المغربية القاطنة بالخارج بوطنهم الأصلي المغرب، وبأهداب العرش العلوي المجيد. بغية التحسيس بشرعية وعدالة قضيتهم وتجندهم كبارا وصغارا،نساء ورجالا للدفاع عن مقدساتهم الدينية وهويتهم الوطنية .
لقد مرّت المسيرة المباركة في جوّ مواطنة كاملة ومكتملة ،لم تطفئ حرارته لا برودة الطقس ولا الأمطار الخفيفة التي رحّبت بالمسيرة منذ انطلاقتها.في جوّ مشتعل من الحماس الوطني الملتهب،سارت المسيرة مجّددة آيات ولائها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، ومؤكدة تجندها التام تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله ،بأصوات مهللة بالتكبير،ونفوس صامدة طول المسير، ،تسير على أملين اثنين : سيادة مغربية على ملف الصحراء ، وحكم ذاتي لإخوتها في الجنوب في ظل السيادة الوطنية كحل سياسي ونهائي للنزاع المفتعل حول هذا الملف المشتعل. رافعين أحرّ التبريك والتهاني لصالح الجلالة والمهابة،أدام الله نصره وعزّه،وخلّد في الصالحات ذكره .
منقول