عندما زار ملك إسبانيا خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا، في غضون سنة 2005 المغرب، تركزت عيون المغاربة على شاشات التلفزة، وبالضبط، على الأميرة سلمى، الزوجة الشابة للملك محمد السادس. وعند استقبال الضيفين الملكيين الإسبانيين، في مطار المنارة بمدينة مراكش، وقفت الأميرة الجميلة ذات الشعر الأحمر بتواضع خلف زوجها الملك محمد السادس؛ لكن وجودها كان علامة على تكسير تقليد جرى العمل به على امتداد قرون في المملكة المغربية، حيث لم يكن لزوجات الملوك العلويين دور في الحياة العامة للبلاد. ولم تحضر الأميرة لالة سلمى إلى المطار من أجل إجراء بروتوكول رسمي فحسب، بل التقطت لها مجموعة من الصور طوال الزيارة الملكية، وبدت من خلالها بهية، تحمل لمسات من الأناقة الغربية دون محو لمسات التعبير عن الهوية المغربية الأصيلة في كل حركة من حركاتها المتزنة.
وقد أجمعت كل الكتابات والتغطيات، التي واكبت زيارة العاهل الإسباني للمغرب، على القول إن مهندسة الإعلاميات (مهندسة الكمبيوتر) السابقة، البالغة من العمر 28 سنة، تتمتع بالثقة في النفس، وهي تستطيع أن تساهم في إعطاء صورة أكثر حداثة للمغرب، وأكثر جاذبية من الطريقة التي وصمت بها الملكة رانيا المملكة الهاشمية (الأردن).
كما أن العديد من وسائل الإعلام الغربية ثمنت نشر صور زفاف الملك محمد السادس، وعلقت على هذا الأمر كثيرا وقارنت الأمر بزواج الملك الحسن الثاني عندما حدث، ولم يتعرف الشعب المغربي على زوجته "لالة لطيفة أم الأمراء" التي لم يسبق أن ظهرت في الصورة العائلية، إلا في لقطات عابرة سريعة، بمناسبة زفاف إحدى الأميرات، شقيقة الملك محمد السادس، لكن دون أن يتعرف عليها أغلب المغاربة. وكانت أول خطوة قام بها الملك محمد السادس بعد اعتلائه العرش، أنه أنهى مسألة الحريم ومنح لقب "أميرة" لزوجته بشكل رسمي وعلني، وهذا في خضم شن جلالته حملة لصالح حقوق المرأة.
وعندما أنجب الملك محمد السادس والأميرة لالة سلمى ولدهما مولاي الحسن، نشرت صور للملك ولزوجته برفقة ولي العهد. كما أن الأميرة لالة سلمى بدأت تظهر في المناسبات، وتشارك في بعض المراسيم، وتقوم ببعض المهام والزيارات الرسمية، مثل افتتاح مهرجان مراكش السينمائي وهي مرتدية لباسا عربيا من تصميم "ديور" و "فالنتينو".
ومن مميزات الأميرة لالة سلمى التي شدت انتباه المغاربة والأجانب، القيمة التواصلية. وفي مقابلته مع مجلة باري ماتش الفرنسية، أشاد الملك محمد السادس بقدرة زوجته على التحول سريعا إلى زوجة وأم ملكية، في حين اكتفت الأميرة لالة سلمى بكلمات محدودة لكن ذات دلالات كبيرة، إذ قالت سموها أنها تحاول دائما تحديد كيف يمكن أن تكون مفيدة لبلادها لأقصى حد وأنها لا تقوم بنشاط رسمي مثل شقيقات الملك اللواتي تشاركن في أمور مثل العناية بالبيئة وذوي الاحتياجات الخاصة وقضايا المرأة. والآن أضحت الأميرة لالة سلمى شخصية شعبية، تقلد الشابات المغربيات تسريحات شعرها، وتعتبرها نموذج المرأة المغربية الواجب الإقتداء بها، آنيا ومستقبلا
منقول