سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن أوضح في بداية عهده أنه ملك الأغلبية وليس ملك الإجماع، ولهذه النازلة قصة دارت أطوارها في عهد الملك الراحل محمد الخامس.
كان الملك محمد الخامس يستعد يوما للخروج من القصر الملكي للتوجه إلى أداء صلاة الجمعة بالطريقة الرسمية التي كانت معتمدة آنذاك، إلا أنه قيل له إن هناك مظاهرة بجانب المسجد تضم أناسا يرفعون شعارات ليست في صالح الملك وجماعة أخرى تؤيده فقرر الملك محمد الخامس عدم الخروج وإلغاء مراسيم موكب الذهاب إلى المسجد.
هذه القصة رواها الملك الراحل الحسن الثاني بعد اعتلائه العرش في جلسة مع المقربين إليه عندما كان يوضح لهم الفرق بينه وبين والده في تدبير شؤون الحكم بالمغرب، إذ قال: “لو كنت مكان والدي لسألت عن عدد المعارضين وعد الموالين، فإن قيل لي أن 85 في المائة يقولون “يحيا الملك” وأن 15 في المائة يقولون “سقط الملك” فسأخرج بدون أي تردد…” وأضاف: “أنا لا يهمني أن يكون حولي الإجماع، فالإجماع لا يقع على أحد، أنا رجل يحكم بالديمقراطية، أي الأغلبية”، وإذا كان الملك الحسن الثاني يسعى للحكم بالأغلبية، فإن والده الملك محمد الخامس ظل يسعى للحكم بالإجماع.
وهذا الطرح يذكرنا بأطروحة القضاء على الثلث لإنقاذ الثلثين إن دعت الضرورة لذلك
منقول