اجتماع تشاوري بالسمارة حول مشروع المخطط الجهوي لإعداد التراب يقابل بالامتعاض والتحفظ الشديدين السيد العامل الإقليمي : محمد سالم السبطي يترأس الجلسة
سَيْــرًا على التوصية التي تقدم بها السيد والي جهة كلميم السمارة، وكذا رئيس الجهة، أثناء انعقاد مكتب الجهة بتاريخ 26 نونبر 2012 من أجل إجراء مشاورات حول برنامج العمل المُعَدِّ من طرف مكاتب الدراسات، وذلك في أفق تفعيل الجهوية الموسعة، احتلت جهة كلميم السمارة المرتبة الثانية بعد جهة تادلة أزيلال، حيث استطاعت إخراج هذه الوثيقة الى حيز الوجود.
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن الوزارة راسلت رئيس الحكومة قصد عقد اللجنة البَيْن وزارية الدائمة لإعداد التراب من أجل تداول برنامج الجهوية المندمجة الجاهزة، والتي سيتولى مسؤوليتها رئيس الجهة أمام هذه اللجنة. وبعد الانتهاء من هذه المشاورات ستعقد اللجان القطاعية المعنية اجتماعها بمقر الجهة لتدارس المشاريع المقترحة.
وبهذه المناسبة تعتبر هذه المرحلة ذات أهمية بالغة نظرا لكونها تعتمد على وضع إستراتيجية عمل ترتكز على التشاور والتفاوض والتعاقد والمتابعة والتقييم، لذا فإن المصالح المعنية بالمشاريع المقترحة مطالبة بتحديد المشاريع ذات الأولوية خلال الخمس سنوات الأولى.
عرفت قاعة الاجتماعات بمقر العمالة الإقليمية بالسمارة صباح يوم الأربعاء 26 دجنبر 2012 أشغال اليوم التشاوري حول مناقشة المشاريع المقترحة ببرنامج العمل الجهوي المندمج المعد من طرف مكاتب الدراسات التابع للمفتشية الجهوية لجهة كلميم السمارة، وذلك في إطار المخطط الجهوي لإعداد التراب، وقد قام بترأس الاجتماع السيد العامل الإقليمي محمد سالم الصبتي الذي لم يكن حضوره شرفيا فحسب، بل تشاركيا بامتياز، عبر مداخلاته الدقيقة التي سلطت الضوء على ما يعانيه إقليم السمارة منذ أمد من عدم ايفائه حقه الوافي من قبل مجلس الجهة، بحيث لا تستجيب لطموحاته وتطلعات مجالسه المنتخبة ومجتمعه المدني وساكنته، التي عانت الأمَرَّين مع انتمائها للجهة التي أجهضت حقوقها لعقود من الزمن. الأمر الذي حظي بتزكية من كل المتدخلين الذين استاؤوا من التهميش الذي طال مجالهم الترابي ولا يزال...
وقد حضر هذا اللقاء عدد من المنتخبين و رؤساء المصالح الخارجية ومهتمين من فعاليات المجتمع المدني، ورجال الصحافة والإعلام.
وحسب مداخلة السيد المفتش الجهوي ، فالمخطط يرتكز إعداده على ثلاث مراحل أساسية بوَّبها المتحدث في ثلاث مراحل:
* المرحلة الأولى : همت عملية التشخيص، إذ من خلال هذه المرحلة تم إنجاز تشخيص مجالي للجهة حُدِّدت فيه الإشكاليات الأساسية مع القيام بزيارات وعقد لقاءات وكذا إنجاز بحوث ميدانية إضافية في الميادين ذات الأهمية الإستراتيجية.
* المرحلة الثانية : همت عملية تحديد مجالات المشاريع حيث حدَّدت مكاتب الدراسات في هذه المرحلة مجالات المشاريع، تنبني كل واحدة منها على مقاربة وإستراتيجية ملائمة في إطار إستراتيجية تهيئة جهوية مندمجة.
* المرحلة الثالثة : همَّت عملية تقديم التقدير التركيبي النهائي وبرنامج العمل الجهوي المندمج الذي يتضمن 54 مشروعا من أصل 141 والتي سيتم التعاقد بشأنها بين الدولة والجهة بعدما تم أخد بعين الاعتبار كل الملاحظات المدلات من طرف المصالح الخارجية وكذلك الشركاء.
ومن خلال تتبع المفتشية لهذه الدراسة فقد قامت المفتشية بتاريخ 02 يناير 2012 بتوزيع جدول يتضمن المشاريع المقترحة بالمخطط الجهوي رفقة منهجية صياغة برنامج العمل الجهوي المندمج على جميع الشركاء (الولاية،الجهة، الأقاليم التابعة للجهة والمصالح الخارجية)، وذلك قصد الدراسة وإبداء الرأي، وموافاة المفتشية بالملاحظات المبداة بشأن المشاريع المقترحة.
وتمحيصا للمعطيات التي سرَدها المفتش الجهوي سَرْدَ عابر سَّبيل لم يحُط الرِّحال إلا مضطرا، وفق ما حتم به منطق الضرورة والاضطرار، لم تنل بالمرَّة استحسان المجتمعين، الذين صبُّوا جامَّ غضبهم على السطحية التي جاء بها العرض وما اكتنفه من غموض غير مبرَّر، شاء المفتش الجهوي ومساعده إلا أن يُدِرَّا من خلاله الغبار على الأعين، لغاية في نفس مقر الجهة قضتها، وانطلت سياساتها التدبيرية على إقليم السمارة ردحا من الزمن، شاءت الأقدار إلا أن تدرج الإقليم ضمن التقطيع الجغرافي الجديد، والإنتماء لجهة العيون، عسى البديل يكون خيرا..وكم من حاجة قضيناها بتركها..
ورجوعا إلى الأسس والمرجعيات المتعلقة بالتشاور والبناء التشاركي، بغية أجرأة مستدامة لسياسة المدينة، فهل فعـَّلت الجهة دور هيئات التشاور من فاعلين اجتماعيين في إعداد السياسات العمومية؟ وإلى أي مدى ساهمت في إحداث آليات الحكامة الجيدة، وإيفاء العاصمة الروحية والعلمية للأقاليم الصحراوية نصيبها وافيا مستوفيا..نصيب تمَّ تقزيمُه عند مَدخَل بَوَّابَةِ الصَّحْرَاءِ...
لكن، ومع المقاربة التنموية التي تنهجها الإدارة الإقليمية على يد السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم السمارة، فإن موازين القوى بَدَا اختِلالها جَلِـيـًّا، وخصوصا وأن البساط بَدأ يُسْحَبُ من تحت أقدام الوَادِنـُونِيينَ، كيف لا وإقليم السمارة أضحى يخطِف الأضواء ويَنبَعِث من رَمَادِهِ كَالعَنـْقـَاءِ...