إذا رَأيْتَ نُيُوبَ الذئب بارِزَةً

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لعل الناس فهمت غلطا المغزى من البيت الذي قاله المتنبي
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً **** فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
فقد قاله عن نفسه مفتخرا و مثل نفسه كالأسد قوة و مهابة لأنه لا يضرب المثل بالأسد إلا شجاعة و مهابة و ليس للتحذير من مكر الماكرين و كيد الكائدين فلو كان كذلك لقال على سبيل المثال
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ الذئب بارِزَةً ****فَلا تَظُنّنّ أنّ الذئب يَبْتَسِمُ
لأن الذئب عنوان المكر و الغدر و ليس جديرا بلإئتمان
و ذلك معروف في الوسط الأدبي
لكن الشاعر مثل نفسه كالأسد مهابة و قوة و عبر عن إظهار أنيابه كعنوان للحلم و التروي بعد أن يكسوه جلال البطل الهمام
ولذلك لا يجب الخلط بين أنياب الذئب و أنياب الأسد
و إنما المكر من صفات الذئاب و التعالب وليس من صفات الأسود

سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا ****بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي ****وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا**** وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي****حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً **** فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها**** أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ ****وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ ****حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني****وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً ****حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ

شكرا للأخ الكريم للموضوع المميز
بارك الله فيك