ابن الخالة عضو نشيط
عدد الرسائل : 687 العمر : 70 Localisation : الجديدة النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6959 خاصية الشكر : 1 تاريخ التسجيل : 05/02/2007
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: باب في الملك والسلطان وطاعة ولاة أمور الإسلام السبت 10 مارس 2012, 18:19 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جاء في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف باب في الملك والسلطان وطاعة ولاة أمور الإسلام وما يجب للسلطان على الرعية وما يجب لهم عليه روي عن الحسن أنه قال للحجاج: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقروا السلاطين وبجلوهم، فإنهم عز الله وظله في الأرض إذا كانوا عدولاً، فقال الحجاج: ألم نكن فيهم إذا كانوا عدولاً؟ قال: قلت بلى. وعن عمر رضى الله تعالى عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجساد ما هو؟ قال: ظل الله في الأرض، فإذا أحسن فله الأجر وعليكم الشكر، وإذا أساء فعليه الأصر وعليكم الصبر". وعنه عليه الصلاة والسلام ، أيما راع استرعى رعيته، ولم يحطها بالأمانة والنصيحة من ورائها إلا ضاقت عليه رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء. وقال مالك بن دينار رضي الله تعالى عنه: وجدت في بعض الكتب يقول الله تعالى: "أنا ملك الملوك، رقاب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، لا تشغلوا ألسنتكم بسب الملوك، ولكن توبوا إلى الله يعطفهم عليكم". وقال جعفر بن محمد رحمة الله تعالى عليه: كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان. وقال كسرى لسيرين: ما أحسن هذا الملك لو دام، فقال: لو دام لأحد ما انتقل إلينا. ومر طارق السرطي بابن شبرمه في موكبه قال: أراها وإن كانت تحب فإنهـا ***** سحابة صيف عن قليل تقشع وجلس الإسكندر يوماً فما رفع إليه حاجة فقال: لا أعد هذا اليوم من أيام ملكي. وقال الجاحظ: ليس شيء ألذ ولا أسر من عز الأمر والنهي، ومن الظفر بالأعداء، ومن تقليد المن إعتاق الرجال لأن هذه الأمور تصيب الروح، وحظ الذهن وقسمة النفس، وقيل: الملك خليفة الله في عباده، ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته. وقال الحجاج: سلطان تخافه الرعية خير من سلطان يخافها. وقال أردشير لابنه: يا بني الملك والدين أخوان لا غنى لأحدهما عن الآخر، فالدين أس والملك حارس، وما لم يكن له أس فمهدوم، وما لم يكن له حارس فضائع. قيل: لما دنت وفاة هرمز وامرأته حامل، عقد التاج على بطنها وأمر الوزراء بتدبيرالمملكة حتى يولد له ولد، فتملك، وأغار العرب على نواحي فارس في صباه، فلما أدرك ركب، وانتخب من أهل النجدة فرساناً وأغار على العرب، فانتهكهم بالقتل، ثم خلع أكتاف سبعين ألفاً، فقيل له: ذو الأكتاف، وأمر العرب حينئذ بإرخاء الشعور ولبس المصبغات، وأن يسكنوا بيوت الشعر، وأن لا يركبوا الخيل إلا عراة. وقيل من أخلاق الملوك حب التفرد. كان أردشير إذا وضع التاج على رأسه لم يضع أحد على رأسه قضيب ريحان، وإذا لبس حلة لم ير أحد مثلها، وإذا تختم بخاتم كان حراماً على هل المملكة أن يتختموا بمثله. وكان سعيد بن العاص بمكة إذا اعتم لم يعتم أحد بمثل عمامته ما دامت على رأسه. وكان الحجاج إذا وضع على رأسه عمامة لم يجترىء أحد من خلق الله أن يدخل عليه بمثلها. وكان عبد الملك إذا لبس الخف الأصفر لم يلبس أحد مثله حتى ينزعه. وأخبرني من سافر إلى اليمن أنه لا يأكل الأوز بها أحد غير الملك. وقيل: من حق الملك أن يفحص عن أسرار الرعية فحص المرضعة عن ابنها، وكان أردشير متى شاء قال: لأرفع أهل مملكته وأوضعهم كان عندك في هذه الليلة كيت وكيت، حتى كان يقال يأتيه ملك من السماء، وما ذاك إلا بتفحصه وتيقظه. وكان علم عمر رضي الله عنه بمن نأى عنه كعلمه بمن بات معه على وساد واحد. ولقد اقتفى معاوية أثره وتعرف إلى زياد رجل، فقال: أتتعرف إلي وأنا أعرف بك من أبيك وأمك، وأعرف هذا البرد الذي عليك. ففزع الرجل حتى ارتعد من كلامه. وعن بعض العباسيين قال: كلمت المأمون رحمه الله تعالى في امرأة خطبتها، وسألته النظر إليها، فقال: يا أبا فلان من قصتها وحليتها وفعلها وشأنها كيت وكيت، فوالله ما زال يصفها ويصف أحوالها حتى أبهتني. ومما جاء في طاعة ولاة أمور الإسلام: أمر الله تعالى بذلك في كتابه العزيز على لسان نبيه الكريم فقال تعالى: "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" النساء: 59،. وروينا في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم. وسئل كعب الأحبار عن السلطان، فقال: ظل الله في أرضه من ناصحه اهتدى، ومن غشه ضل. وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، لا تسبوا السلطان فإنه ظل الله في الأرض، به يقوم الحق ويظهر الدين، وبه يدفع الله الظلم ويهلك الفاسقين. وقال عمر بن عبد العزيز لمؤدبه، كيف كانت طاعتي لك؟ قال: أحسن طاعة. قال: فأطعني كما كنت أطيعك، خذ من شاربك حتى تبدو شفتاك، ومن ثوبك حتى تبدو عقباك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أمري فقد أطاعني، ومن عصى أمري فقد عصاني". وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن النبي أمر بالسمع والطاعة لولي الأمر ومناصحته ومحبته والدعاء له. ولو تتبعت ذلك لطال الكلام، لكن اعلم أرشدني الله وإياك إلى الاتباع، وجنبنا الزيغ والابتداع، أن من قواعد الشريعة المطهرة والملة الحنيفية المحرزة أن طاعة الأئمة فرض على كل الرعية، وأن طاعة السلطان تؤلف شمل الدين وتنظم أمور المسلمين، وأن عصيان السلطان يهدم أركان الملة، وأن أرفع منازل السعادة طاعة السلطان، وأن طاعته عصمة من كل فتنة، وبطاعة السلطان تقام الحدود وتؤدى الفروض، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل، وما أحسن ما قالت العلماء: إن طاعة السلطان هدى لمن استضاء بنورها وأن الخارج عن طاعة السلطان منقطع العصمة بريء من الذمة، وأن طاعة السلطان حبل الله المتين ودينه القويم، وأن الخروج منها خروج من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ومن غش السلطان ضل وزل، ومن أخلص له المحبة والنصح حل من الدين والدنيا في أرفع محل، وأن طاعة السلطان واجبة أمر الله تعالى بها في كتابه العظيم المنزل على نبيه الكريم. وقد اقتصر في ذلك على ما أوردناه واكتفينا بما بيناه، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وأن يصلح شأننا، إنه قريب مجيب، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين. | |
|