بسم الله الرحمن الرحيم
إن الجهل بالدين الإسلامي الحنيف هو الذي يجعل كثيرا من التعليقات على أحداث مقهى أركانة وللأسف الشديد تطغى عليها العاطفة والعشوائية في مناقشة موضوع الإرهاب وبالتالي جعل أصابع الاتهام تتوجه إلى جهة واحدة ناسين أو متناسين أننا كشعوب مسؤولين على ما يجري فكل راع وكل مسؤول على رعيته، وأننا لو كان عندنا فهم صحيح للدين وفقه في أمرر الواقع ما كنا لنعيش كل هذه المظاهرات والثورات وحرق الأنفس والمطالبة بتغيير الأنظمة لأنها ليست من دين الله ولا من تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأننا في الجانب الآخر عندما نتهم الحكومة بأنها وراء تفجير مقهى أركانة فإن الإسلام علمنا قاعدة: "البينة على المدعي واليمين على من أنكر" وأن الظن لا يغني من الحق شيئا، بل إن بعض الظن إثم والاتهام عندما يخلو من الدليل فإن المتهَم يستحق العقوبة والتعزير والتوبة إلى الله تعالى. إن من عقيدة أهل السنة والجماعة طاعة أولياء الأمور وعدم الخروج عليهم أو التحريض عليهم والدعاء لهم، وفي هذا المجال يُنصح قراءة كتاب "معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة " للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله ليعلم أصحاب العواطف المتحمسين والمتأثيرن بوسائل الإعلام الهدامة ورؤساء الجمعيات والأحزاب والفرق المنحرفة أن العلماء قديما وحديثا لم يُنادوا أبدا بالمظاهرات والثورات وتغيير الأنظمة فلقد عاش بعض الصحابة في عصر الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان يطبع بخاتم على أعناق من كان يشك أنهم يبغضونه منهم ومع ذلك كله لم يثورا ولم يحرضوا عليه العوام، ولما خرج ابن الأشعث على الحجاج وعلى الخليفة ابن مروان كانت الكارثة التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة ألف وانتحار ابن الأشعث، فمن باب أولى أن نثور على أنفسنا ونغير أنفسنا وأهلينا ونعمل على وحدة البلاد وأمنها، حيث أنه من السياسة ترك السياسة ولتنظر كل نفس ما قدمت لغد، والإنسان إذا قارن المغرب بغيره سيجد أننا نعيش في أمن وأمان تحت قيادة ملك عادل حفظه الله تعالى الذي يقضي معظم وقته في خدمة الشعب والوطن حيث يتمنى غيرنا لو كان عندهم ملك أو رئيس مثله فلنساعده ولو بالدعاء له وعدم الخروج أو التحريض عليه، والله ولي التوفيق