منتديات المغرب الملكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المغرب الملكي

موقع و منتديات كل الملكيين و الملكيات بالمغرب الملكي
 
دخولالبوابةأحدث الصورالتسجيلالرئيسية

 

 كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abidar faiçal
عضو متطور
عضو متطور
abidar faiçal


عدد الرسائل : 77
العمر : 33
Localisation : sidi ifni _ maroc
. : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                3dflag21
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6423
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 03/05/2007

بطاقة الشخصية
royal: 1

كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                Empty
مُساهمةموضوع: كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟    كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                I_icon_minitimeالأربعاء 11 مايو 2011, 03:43

الغربة قاتله
مهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من العودة إلى مرابع الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة. فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة! وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن يستمتع بحياة الاغتراب! وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كي يوفر الدريهمات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاًً في ربوع الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان!
وكم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل الذي كانوا يرنون إليه! لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً، وهو الاحتمال الأرجح!
لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية. وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذلك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن. لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة!
ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم. فكم أضحكني أحد الأثرياء قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك!! وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم!!
كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية. ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار.
إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي، بل هو قريب منه. وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن، فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم.
كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال: ” لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل”.
لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها. إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر، لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز الوحيد الذي بوسعك تناوله.
أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد: “سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”.
إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة، ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل- بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم. لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة؟ إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد. وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.
إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه. ويقول دانتي في هذا السياق:” فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن. إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا”.
لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم. تقول القصيدة: “تحية للفجر، انظر لهذا اليوم! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير. كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الجمال. إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن، فهكذا تؤدي تحية الفجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abidar faiçal
عضو متطور
عضو متطور
abidar faiçal


عدد الرسائل : 77
العمر : 33
Localisation : sidi ifni _ maroc
. : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                3dflag21
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6423
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 03/05/2007

بطاقة الشخصية
royal: 1

كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟    كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                I_icon_minitimeالأربعاء 11 مايو 2011, 03:44

كل مغترب على ارض المغرب يكتب لنا شعوره الان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
momed el hasnaouy
عضو متطور
عضو متطور
momed el hasnaouy


عدد الرسائل : 120
العمر : 50
Localisation : yahya al marariba
. : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                3dflag21
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 5586
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 06/01/2010

كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟    كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                I_icon_minitimeالسبت 14 مايو 2011, 11:09

fi al bidyati cokran 3ala hada almawdou3e,inna ihsasi fi bilad al mahjah kana fi bidayati al amr ihsason ijabiyon.wa lakin ma3a morori al wa9te badaa cho3on bi alyaesi wa al ihbate.wa dalika li3idati asbab:ba3d mowatini hadi albilad yandoro ilayka ka annaka hayawan moftaris 9adim min ifri9ya wa lihada fi nadarihim yajib atta3amol ma3aka bi al wasail al omonasibati.wa akharon yantadirona al forsati li i9tinasik wa istidrajika fi a3malihim al 9abihati. fi al ha9i9ati al almahjar madrasaton tatakharajo minha al ijabiyat wa assilbiyat .fi nadari yajibo ittikhad al haytati wa al hadari mina al mohajirina bi sifatin 3amatin. assalamo 3alaykom
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
charifa67
عضو متطور
عضو متطور
charifa67


عدد الرسائل : 76
العمر : 57
Localisation : مراكش
. : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                3dflag21
اوسمة العضو (ة) : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                47426732hu6
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 5150
خاصية الشكر : 5
تاريخ التسجيل : 24/01/2011

كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                Empty
مُساهمةموضوع: جزء من غربتي..   كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                I_icon_minitimeالسبت 14 مايو 2011, 18:03

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عشت 10سنوات مغتربة انا وزوجي في بلاد عربية .......
قضينا اياما سعيدة رغم الضروف الصعبة في تلك البلاد وحتى تفهمنى لقد تغربنا في بلاد حتى اهلها يشعرون بالغربة تحت ضل حاكم ديكتاتور احمق لا ينضر الى رعيته بل ينضر الى السماء تكبرا وتعجرفا وكان الباقي كلهم كما قال جردان
عشت وسط اسر غاية في الروعة اناس طيبون لكنا كنا نعاني من ضروف مادية صعبة لان الحاكم الظالم نهب خيرات بلاده ليصبح ملك الملوك على افريقيا واهمل شعبه وحتى اولئك الدين يعملون في بلاده من اجانب عرب وافارقة.. لكنه والحق يقال كان مهتما باليهود البولونيين حيت جاء بافقرهم وجعله مديرا على شركات المضبغة والاحدية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انعم الله علي باربعة اولاد هناك وهدا الشعب يقدر المراة الصالحة ويحبون الاولاد لذلك عاملوني معاملة حسنة كانوا يحترمون زوجي ويقدرونه
عشنا اياما سعيدة هناك بعيدا عن مشاكل الاحباب رغم اننا كنا نشتاق لاهالينا خصوصا في المناسبات والاعياد لكني عدا هذا الشوق كنت احيى وكاني في بلادي لم اكن احرم نفسي من شيئ ولا اخبئ للتفاخر عند العودة بل عشت برفقة زوجي وابنائي حياة سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى والذى جعلني اعود لوطني //التعليم//فطبعا التعليم كان هناك جد متردي كان اولادي هم الاوائل هناك لكني خشيت عليهم من الضياع ..قبل العودة الى بلادي طلبت من السفارة المغربية ان تساعدنا لاخد حق زوجي المادي فقد قضى18 سنة هناك من العمل لكن فوجئنا ان السفارة تطلب منا الدهاب وقالوا لنا احمدو الله تعالى اذا خرجتم من هذه البلاد بسلام فليس لنا مع من نتحاور لان هذه البلاد لا قوانين فيها تحمي حقوقكم
ومن هنا بدات متاعبنا عدت لبلاد القانون لاجد صدمة اخرى تنتضرني ان المال الدي دفعناه في ارض ببرشد في جمعيت النجاح قد نهب ..راسلت جميع الجهات دون جدوى ومن هنا بدات غربتي الحقيقية في وطني الحبيب..
احب وطني رغم انه لم ياتني بحقي لا في الخارج ولا في الداخل عانيت انا وزوجي وابنائي طويلا وهاقد مرت 10سنوات اخرى ولازلت لم اجد عملا ولا سكنا وغربتي تكمن في بعد زوجي عني فهو يعمل في البيضاء وانا اسكن في بن جرير انا وخمس ابناء

ومع ذلك اشكر الله اني عدت لوطني والذي اتمنى ان يحقق الله لي حلمي فيه فيجمع شملي مع زوجي وابنائي في بيت واحد اللهم امين



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
momed el hasnaouy
عضو متطور
عضو متطور
momed el hasnaouy


عدد الرسائل : 120
العمر : 50
Localisation : yahya al marariba
. : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                3dflag21
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 5586
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 06/01/2010

كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟    كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                I_icon_minitimeالجمعة 09 سبتمبر 2011, 03:28

assalamo 3alaykom:la9ad chara3at ba3d al monaddamat al 3onsoriyati fi harbiha assirriyati 3ala al mohajirina al moslimina wa bi sifatin khasa (al maghariba)wa dalika ,bi tadyi9i al khina9i 3alayhim fi koli al jawanib wa...... ,likay yarji3o ila boldanihim tai3ina.......wa assalamكيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب للمغرب
عضو جديد
عضو جديد
محب للمغرب


عدد الرسائل : 32
العمر : 49
Localisation : السودان
. : كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                3dflag14
النقاط المكتسبة من طرف العضو : 4872
خاصية الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 31/08/2011

بطاقة الشخصية
royal: 1

كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟    كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟                                                I_icon_minitimeالجمعة 09 سبتمبر 2011, 09:40

abidar faiçal كتب:
الغربة قاتله
مهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من العودة إلى مرابع الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة. فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة! وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن يستمتع بحياة الاغتراب! وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كي يوفر الدريهمات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاًً في ربوع الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان!
وكم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل الذي كانوا يرنون إليه! لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً، وهو الاحتمال الأرجح!
لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية. وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذلك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن. لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة!
ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم. فكم أضحكني أحد الأثرياء قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك!! وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم!!
كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية. ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار.
إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي، بل هو قريب منه. وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن، فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم.
كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال: ” لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل”.
لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها. إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر، لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز الوحيد الذي بوسعك تناوله.
أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد: “سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”.
إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة، ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل- بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم. لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة؟ إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد. وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.
إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه. ويقول دانتي في هذا السياق:” فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن. إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا”.
لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم. تقول القصيدة: “تحية للفجر، انظر لهذا اليوم! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير. كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الجمال. إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن، فهكذا تؤدي تحية الفجر


رائع
مشكور
تقبل مروري
[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف هو إحساس الغربة عن الوطن ؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إحساس مؤلم أن أكون مسلما ولا أعرف قيمة الاسلام
» قساوة*الغربة*
»  قساوة *الغربة*
» جحيم الغربة و نعيم العودة
» flifla فنانة مغربية تشتغل خادمة في الغربة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المغرب الملكي :: المنتديات العامة :: قسم الاخبار و الاحداث الغريبة و الطريفة-
انتقل الى: