مند اندلاع الثورات العربية وظهور حركة ما يسمى ب 'حركة 20 فبراير'عرف الموقع الاجتماعي 'الفايسبوك' حركة نوعية تمثلت في تأسيس مجموعة من الشباب من محبي الملك لعدد من المجموعات على' الفايسبوك' تنادي بالإصلاحات بعيد عن نهج هذه الحركات ،فأصبحت صور الملك تملأ صفحات هذه المجموعات ومن بين هذه المجموعات النشيطة نجد مجموعة –كلنا مع ثورة الملك محمد السادس ضد الفقر والفساد--ضد حركة 20 فبراير—مع الملكية لتحقيق كرامة الشعب المغربي-...الخ
وانطلاقا من حرص هذه المجموعات على الاستقرار،وإيمانها بأهمية الوحدة والالتفاف حول العرش خصوصا في هذه الطرفية الدقيقة التي يمر بها العالم العربي ،قامت بإصدار بيانات نشرت في العديد من الصحف الوطنية تدعوا فيها إلى محاسبة هذه الحركات ،وتؤكد اختيارها للإصلاح في ضل النظام الحالي المستقر بقيادة ملك البلاد دون المرور من البوابة التونسية أو المصرية .
وبعد الخطاب الملكي ليوم 9 مارس ، لاحظنا أن هناك نقاش حاد على صفحات هذه المجموعات ،تمحورت هذه النقاشات أساسا حول مستقبل المغرب والملكية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، ومشاكل التنمية بالمغرب، ومعضلة الرشوة والفساد الإداري، إضافة إلى كيفية تطبيق الجهوية الموسعة بالمغرب ،هذه الأسئلة وغيرها خلقت حوارا وطنيا داخل هذه المجموعات بين جميع مكونات المجتمع المغربي.
وأجمعت كل الآراء على أن هذه المبادرة الملكية لم تكن وليدة اليوم وإنما هي نتاج إحدى عشر سنة من الإصلاحات التي قادها الملك حفظه الله ،وأن هذه المبادرة التاريخية وضعت البلاد على سكة مرحلة جديدة في تاريخ المغرب المعاصر جعلت الرهان الأكبر يكمن في مدى قدرة الأحزاب والمجتمع المدني على تفعيل مضامين هدا التوجيه الملكي.
ولكن من أجل النهوض بالأمة المغربية يجب على المؤولين مواكبة تطلعات هؤلاء الشباب والإنصات إليهم ومحاورتهم عبر لقاءات وطنية هادفة ، وموائد للنقاش ،من أجل تجاوز المرحلة الراهنة دون عنف ،وأيضا من أجل إنتاج جيل جديد من المواطنين الفخورين بانتمائهم لهذا الوطن الحبيب بقيادة رمز البلاد وحامي حمى الوطن والدين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
مبارك السمان
http://www.hibapress.com/details-5692.html