ابن الخالة عضو نشيط
عدد الرسائل : 687 العمر : 70 Localisation : الجديدة النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6967 خاصية الشكر : 1 تاريخ التسجيل : 05/02/2007
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: خطاب جلالة الملك الحسن الثاني غداة أحداث الصخيرات الإثنين 28 فبراير 2011, 19:28 | |
|
21 حمادي الأولى سنة 1391ه
خطاب جلالة الملك المعظم إثر الحادثة المؤلمة في ليلة الأحد 11 يوليوز سنة 1971م
قال أدام الله عزه: الحمد لله و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و آله و صحبه شعبي العزيز كادت بلادنا في الساعات الأخيرة أن تمر بنكبة من أعمق و أخطر النكبات من حياتها ـ ذلك أن بعض الظباط من القوات المسلحة الملكية ، تحت إمرة الجنرال المذبوح الذي كنت أحسبه من المعينين الأقربين ـ و الذي كان يشغل منصب مدير البلاط العسكري ـ أقول تحت قيادة الجنرال المذبوح هجموا على قصر الصخيرات على الساعة الثانية إلا ربع و نحن إذ ذاك بصدد الغذاء بين ضيوفنا أجانب و مغاربة و ابتدأ إطلاق النار في الساعة الثانية و الربع و انقطع في الساعة الخامسة و النصف، و أثناء هذا العمل ذهب ضحية هذا العمل الإجرامي الغث و السمين، و الشاب و الكهل، و العسكري و المدني،و القريب و البعيد، ذلك أن هؤلاء الظباط الذين لا يتجاوز عددهم العشرة، كانوا في نوع من الهستيريا، يطلقون النار على كل من رأوه يمشي أو يجري، و هكذا فقدنا من ضيوفنا الأجانب أساتذة في الطب و أساتذه، و فقدنا فردا من أفراد السلك الدبلوماسي، ألا و هو سفير بلجيكا، كما أنني فقدت من دائرتي الخاصة القريبة، أعز أصدقائي، على رأسهم طبيبي الخاص الدكتور بنيعيش،و الجنيرال الغرباوي، و الجنيرال النميشي، و الكولونيل أبو الحمص، و الكولونيل لوباريس، و الكوماندار السندباد، و الكولونيل المكي، و أمثالهم الآخرين الكثير، و لكن، و يمكرون و يمكر الله، و الله خير الماكرين. و تمكنا من الخروج من هذه الأزمة بكيفية لم تكن تنتظر. ذلك أنهم حين أخرجونا من البيت الذي كنت محاصرا فيه منذ ساعتين و نصف، أخرجونا، و أجلسونا تحت بناذقهم، أجلسونا بجانب كل من بقي بقيد الحياة، و حينما رأوني من بين الناس، و يدي على رأسي، عرفني البعض منهم و طلب مني أن أتبعه، و هو ماسك على بنذقيته، فلما اختليت به أدى لي التحية العسكرية و قبل يدي، فقلت له: كيف؟ تؤدي الطاعة و الإخلاص، و تقوم بهذا العمل الإجرامي؟ فقال لي الجندي: إننا نحن تلامذة مدرسة هرمومو، قيل لنا البارحة بأننا سنقوم بمناورة، و حينما وصلنا قرب الصخيرات على الساعة الثانية عشرة نادوا فينا بأن مؤامرة تحاك ضد جلالة الملك، و بأن القصر مهاجم، و بأن حياتك في خطر فصرنا لئلا تبقى بين أيدي الأعادي وجئنا لنشد أزرك. و تبين لي إذ ذاك أن الجيش جيش سليم، وأن أسرة الجيش ما زالت طاهرة نقية، و لا يمكن أبدا في حال من الأحوال أن يعود العمل الإجرامي الذي قام به بعض الظباط لا على سمعة الجيش، و لا على أخلاق الجيش، و لا على فضيلة الجيش. و هكذا ستعلم ـ شعبي العزيز ـ بتفصيل في الأوقات المقبلة، أسماء المتآمرين و كما قلت لكم لا تفوق العشرة. و بهذه المناسبة أريد أن أؤكد لكم ما قلته دائما لكم، ألا إن بلدنا محسود و أن الغبطة التي نعيش فيها لا يريدها لنا كثير من الناس. و هكذا سمعتم أن بعض الإذاعات، و على رأسها إذاعة ليبيا، بمجرد ما سمعت الخبر بتوقيف العملية، صارت تصرح و تقول بأنها بجانب الثوار و بأنها تندد بكل من يقوم بعمل ضد هاؤلاء الظباط الأحرار، و أن جيشها و قواتها و عتادها كل هذا بجانب المشعوذين. و هكذا ترى ـ شعبي العزيز ـ حينما أقول لك، كن يقظا، كن على بينة من أمرك، حتى لا يعبث بك العابثون؛ لم أكن من الذين يزيدون في الكلام، أو يطنبون في الكلام. و كنا اليوم، أو كنت اليوم شعبي العزيز ستمسي يتيما، ولكن الله سبحانه و تعالى سلم، و كما قلت لكم، و يمكرون و يمكر الله، و الله خير الماكرين. و الله خير حفظا و هو أرحم الراحمين، و سلام على شعبي العزيز، و علينا جميعا، و رحمة الله و بركاته | |
|