كتب د. حسام عبد الرازق:
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ...
هكذا كانت أخبار BBC و حتى أخبار الجزيرة حول وثيقة ويكيليكس التي تناولت اجتماع رئيس الشين بيت مع السفير الأمريكي في إسرائيل ، حول الأحداث في غزة ، و المواجهات بين السلطة الوطنية و حماس ، هذه الوثيقة التي تدين حماس و إسرائيل في الانقلاب .
و لكن كما هو الانقلاب تم قلب الحقائق ، و لم يكن ذلك بمحض الصدفة و إنما وفق سياسة قديمة حديثة في التآمر على القضايا العربية .
(( فتح تطلب المساعدة من إسرائيل ضد حماس )) و فق خبر BBC البريطانية
(( تنامي التنسيق الأمني بين السلطة و إسرائيل في الضفة )) وفق أخبار الجزيرة
وستظهر الحقيقة الكاملة بالعودة للمستندات الأصلية لـ ويكيليكس و عمليات التزوير في الترجمة بالإضافة إلى عمليات اجتزاء بعض الجمل منقوصة من قبل وسائل الإعلام الرمادية ، والتي تستفيد من الضعف الثقافي للمواطن العربي المتلقي السلبي لما يتم كتابته و قوله على لسان الإعلام الموجه ضد قضايا الأمة .
تمت العودة إلى كافة الوثائق و عدم الاكتفاء بهذه الوثيقة لمراجعة تلك الأخبار ، و كانت النتيجة أن تلك الأخبار ما كانت سوى محض الخيال و ذلك بالرجوع إلى الاثنتي عشر وثيقة سرية صدرت في يوم 19/12/2010 عن السفارة الإسرائيلية .
هذا الخبر ملفق بالكامل ، مع ذلك سنقدم الترجمة الإعلامية و السياسية لهذه الوثيقة :
رقم الوثيقة : 07TELAVIV1732 (( تل أبيب 1705 ))
تاريخ الوثيقة : 13/6/2007
حررت على الموقع : 19/12/2010
مصدر الوثيقة : السفارة الأمريكية في تل أبيب .
موضوع الوثيقة : الاجتماع بين يوفال ديسكن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشين بيت مع السفير الأمريكي ريتشارد جونز حول الوضع في غزة و الضفة الغربية .
الترجمة الإعلامية المختصرة للوثيقة :
رئيس الشين بين ديسكن يطلع السفير الأمريكي على بعض المعلومات المتعلقة بالوضع في غزة :
- حركة حماس : منظمة بشكل جيد و تنظيمها بازدياد و هي تسيطر على الوضع في غزة و لكنها لا تملك القدرة حتى الآن للإجهاز على حركة فتح .
- حركة فتح في غزة : غير منظمة و هناك انخفاض في الروح المعنوية .
- هناك فرق بين الكمية للأجهزة التابعة لفتح و النوعية للأجهزة التابعة لحماس مع فوضوية القرار لفتح الأمر الذي يجعل حماس قادرة على التغلب على فتح في المواجهات العسكرية .
- رئيس الشين بيت يوفال ديسكن يرفض بشكل كامل تزويد قوات أمن الرئاسة التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية بالعتاد من قبل دايتون مدعياً (( claimed حسب تعبير السفارة الأمريكية )) أن قوات الأمن الرئاسية مخترقة من قبل حماس .
- في نفس الوقت من هجوم حماس على غزة استطاعت قوات الشين بيت الإسرائيلية إحباط محاولة قامت بها حركة الجهاد الإسلامي و كتائب شهداء الأقصى (( المتطرفة حسب تعبير ديسكن )) من إحباط محاولة لاختطاف جنود إسرائيليين في عملية نوعية تشير إلى تطور في الأداء ، علماً أن قوات الشين بيت لم يكن لها أي معلومات استخباراتية مسبقة عن العملية .
- هناك أزمة قيادة في فتح و الأجهزة الأمنية التابعة لفتح تتحرك على الأرض بقيادتين أحداها للرئيس محمود عباس و الثانية التابعة لمحمد دحلان .
- فتح في حالة سيئة و هناك طلب بتدريب قوات فتح في مصر أو اليمن و لكن رئيس الشين بيت أبدى تحفظه على تدريب القوات الفلسطينية في بلد مثل اليمن حيث ينشط تنظيم القاعدة .
- الوضع الأمني في الضفة الغربية أفضل و هناك تشارك أمني أكبر منه في غزة مع المخابرات الفلسطينية و جهاز الأمن الوقائي .
- الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية و التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية لم تبد أي رد فعل تجاه الهجمات الأخيرة على التي قامت بها حماس ، قد يكون ذلك سبب توفيق الطيراوي نفسه .
- رئيس الاستخبارات العامة توفيق الطيراوي شخص ذو مزاج مختلف و هو قاسي و متوحش ومن الشخصيات الخطيرة و المتطرفة و هذا الأمر لا يروق للرئيس محمود عباس .
- الرئيس محمود عباس قد فشل كثيرا و برأيه أن الرئيس محمود عباس أصبح يشكل مشكلة لإسرائيل
((Diskin said that Abbas is starting to become a problem for Israel ))
- الرئيس عباس لم يفعل أي شيء لفتح و اختار أن يكون زعيماً وطنياً لجميع الفلسطينيين و من الأمر المسيء أن كافة عناصر فتح حريصة على أبو مازن .
- هناك شيء يجري في دماء الفلسطينيين أنه لا يمكن لأحد في غزة أن يحكم الضفة و لا يمكن لأحد في الضفة أن يحكم غزة
- المجتمع الفلسطيني بدأ بالتفكك و هذا مناسب لإسرائيل
- (( السفير الأمريكي الذي يذهب باتجاه دعم السلطة على حساب حماس ، فيرد ديسكن رئيس الشين بيت رافضأ هذا الدعم )) ربما علينا أن نقدم لفتح الظروف للنجاح و لكننا لا نستطيع القيام بذلك لمعايير خاصة لدينا .
- القوات التابعة لحماس ألقت بالمقاتلين من الطابق الخامس عشر .
(( انتهت الترجمة ))
أما الترجمة السياسية للوثيقة :
المستفيد الأول مما جرى و يجري في غزة هو إسرائيل ، و ما فعلته حماس لا يصب إلا بالمصلحة الإسرائيلية .
بينما المجاهدين في سبيل الله و المقاتلين في سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي و كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مشغولون بالعمليات ضد إسرائيل ، حماس مشغولة بالأمور الدنيوية و هي السلطة و التسلط على البلاد و العباد و إلقاء الشباب من الأبراج العالية الأمر الذي استهجنته العصابات الصهيونية المجرمة أنفسها .
إسرائيل رفضت السماح بإدخال أي عتاد حربي إلى قوات السلطة الفلسطينية .
حسب الاتفاق القديم القاضي بتطوير قوات الأمن الفلسطينية من قبل الرباعية الأمر الذي نتج عنه من إرسال الجنرال دايتون ليقوم بهذه المهمة ، ولكن إسرائيل رفضت هذه المهمة بالكامل .
قوات الأمن الفلسطينية و التي كانت بلا عتاد حربي ، تم إغاثتها من قبل الولايات المتحدة و الرباعية بمجموعة من أقلام الرصاص و العتاد المكتبي ، و إسرائيل كانت ترفض هذه المساعدات تماما و لكن السؤال كيف حصلت حركة حماس عن المعلومات الدقيقة حول هذه الشحنة من العتاد المكتبي و قامت بالسيطرة عليها و قتل كل من كان فيها .