- قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأرجو أن تكون أمتي شطر أهل الجنة قوله تعالى ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال مجاهد : كل من هذه الأمة . وروى سفيان عن أبان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه الثلتان جميعا من أمتي يعني ثلة من الأولين وثلة من الآخرين . وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه . قال أبو بكر رضي الله عنه : كلا الثلتين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فمنهم من هو في أول أمته ، ومنهم من هو في آخرها ، وهو مثل قوله تعالى : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله وقيل ثلة من الأولين أي من أول هذه الأمة . وقليل من الآخرين يسارع في الطاعات حتى يلحق درجة الأولين ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : خيركم قرني ثم سوى في أصحاب اليمين بين الأولين والآخرين . والثلة من ثلث الشيء أي قطعة منه ، فمعنى ثلة كمعنى في تفسير قوله تعالى" ثلّة من الأولين وثلّة من الآخرين " وهي الآيتان ( 39_ 40 قال عروة بن رويم لمّا أنزل الله تعالى ثلّة من الاولين . وقليل من الآخرين " بكى عـمر وقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - آمنّا بك وصدّقناك , ومع هذا كلّه من ينجو منّا قليل ؟ فأنزل الله تعالى " ثلّة من الأولين . وثلّة من الآخرين " . فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم – عمـر فقال : يا عمر بن الخطّاب , قد أنزل الله فيما قلت , فجعل ثلّة من الأولين وثلّة من الآخرين " . فقال عمر , رضينا عن ربنا وتصديق نبيّنا فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم " من آدم إلينا ثلّة , ومني إلى يوم القيامة ثلّة , ولا يستتمها الاّ سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلاّ الله محمد رسول الله.