الظاهر والباطن من الأمور
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحه وسلم تسليماآمين
الظاهر والباطن من الأمور
الظاهر ما ظهر من الأفعال والأعمال والأحوال والحاجات والشؤؤن ...إلى غير ذلك ما عرفته وماسمعت به وما لا حظته و شاهدته أنت بأم عينيك وعاينته وعشته وعاينت زمانه و وقائعه ومكانه والظاهر من الأمور جليه وجوده وحاصله وحدثه من ظهر يظهر ظهورا فهو ظاهر مستظهر ظهور استظهارا ليظهر أو أنه ظاهرأو ظهر للجميع الخاصة أو العامة رأوه عيانا حاضرين ظاهرين شاهدين أو سمعوا به من 4 شهداء تقبل شهادتهم أوأكثر وإن شهدوا البهتان والزور والإفك المبين والنفاق فالخامسة أن لعنة الله عليهم ...وحتى وإن كان عن طريق السمع أو الإيحاء والوسوسة أو النميمة وغير ذلك فالظاهر بالسمع لا يسمى ظاهرا موثوقا به إلا بالمعاينة أوالوقع الواقع والحدث المؤكد والدليل الحق وحتى هذا لا يعني المسلم ولا ينشغل به حاله في عورات الناس ومساوئهم والذي يظن أنه لا مساوئ له وأنه خال تماما من العيوب فهو واهن بل هو أقلهم قدرا ومن حقه أو له الحق ربما أن يعيب الناس ويتكلم في حقهم بالسوء أو يريد إفشاء الفاحشة بين الناس لمجرد احقاد وضغائن أوكلام تافه مكذوب وصله ويزكي به نفسه بكلام منسق يقول الله سبحانه تعالى في كتابه العزيز يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم من النادمين والنبأ كلمة مشتقة من نبي والنبوة وليس من الخبر العادي الظاهر للعيان كما سلف والكلام أو الأخبار المكذوبة لا يصح أن تصدق أو تسمع لها بصفة نهائية وإن سمعتها وأخذت بها ونشرتها فالله سبحانه سمى الفاشي الموصل للحدث الغير الظاهر والغير المؤكد بالفاسق وناشره ومعممه والفرح به ومصدقه فساق أيضا لأن لا هم لهم غير اختراع وصناعة الفسق وهؤلاء هم من أخبث وأدنس القوم الذين يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون .
والباطن مشتق من كلمة بطن داخله بواطن الأمور عمقها خباياها وسريرتها وخزائنها وكينونتها ضميرها ماتضمره من خائنة النفس والعين والجوارح والنفس ثلاثة النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة ثم النفس اللمطمئنة والروح ثلاثة كذلك روح الأمر- روح القدس وروح الأمين والله وحده المطلع على سريرة خلقه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم . وهو أقرب إليك من نفسك وأقرب إليك من حبل الوريد ويعلم ما تكنه النفس وما توسوس به مع نفسها في الخفاء والله يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ليلة دهماء وكل ما خفي ولم يظهر للعيان لا حكم عليه على الإطلاق وحتى وإن أضمر السوء والفاحشة في نفسه ولم يفعلها لا يأخذ بها ولا يعاقب عليها وملائكة الرحمن لا يسجلان عليه شيئا في كتابه أبدا ما دام لم يفعلها لأن الملكان مكلفان بالفعل والعمل وليسا مكلفان بالضمير والسريرة ولا يحق لأي كان أن يعيب أخاه المسلم عن سريرته وهولا يعلم بها متشبتا بنوايا سيئة ونظر قبيح اتجاهه ويتكلم عن الباطن وهذا لا يعلم به إلا الخالق سبحان وتعالى والباطن ليس فحسب باطن النفس بل هو عوالم لا حد ولا حصر لها هناك من يعبد الله ظاهرا وهناك من يعبد الله باطنا وهذا الأخير اجتهاد كبير جدا أخرجه من قوقعة الدنيا الفانية إلى عالم الملكوت الأعظم يناجي ربه داعيا متضرعا خاليا تماما من ملذات الدنيا وغروها
كان محمد صلى الله عليه وسلم يجالس أصحابه رضي الله عنهم أجمعين وإذا بالوحي جبريل عليه السلام يوحي إلى رسول الله بآخر سورة البقرة وبدأ محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يتلوها على صحبه وجلسائه من المؤمنين
لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شي قدير
عندما سمع صحابة رسول الله الآية بكوا كثيرا وقال لهم رسول الله ما يبكيكم قالوا كيف يحاسبنا الله على ما تخفيه صدورنا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا وأطعنا قولوا سمعنا وأطعنا قولوا سمعنا وأطعنا ولا تقولوا كالذين سبقوا من قبلكم سمعنا وعصينا ثم قال الصحابة رضوان الله عليهم وسائر المؤمنين الذين كانوا معه سمعنا وأطعنا يا رسول الله سمعنا وأطعنا يا رسول الله سمعنا وأطعنا يا رسول الله غفرانك ربنا وإليك المصير
ثم جاء الوحي على التو يكمل الآية والنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يتلوها على مسمع صحبه والمؤمنين جلسائه رضوان الله عليهم أجمعين
آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمومنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولاتحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين