بسم الرحمن الرحيم:
لقد ورد في الأثر من أخبار آحاد خبرا ضعفه بعض العلماء أن حب الاوطان من الإيمان.
إن حب الوطن و الدفاع عنه و حماية اراضيه و حدوده و حماية ترابه تقتضي بالدرجة الاولى حماية الوطن من حكامه أولا و مراقبة حكامه من طرف محكوميه و ممن انتخبهم المحكومون الساكنون على أرض الوطن للدفاع عنهم و عن وطنهم و حماية ترابه و حراسة حدوده و السهر على توفير الامن للمواطنين داخل أرض الوطن و الحرص على على عدم نهب ثروات الوطن من طرف حاكميه او الاجانب و الحرص على التوزيع العادل لثروات الوطن و لميزانيته المالية و مراقبة اختلاسات الحكام و عملاء الحكام و من أطلق الحكام أيديهم لنهب ثروات الوطن و سرقاتهم لأموال المواطنين و خاصة اموال الفقراء , و الحرص على ضمان العيش الكريم لجميع مواطني الوطن الذي عهد الى جنوده و حماته و المدافعين عنه و حراس حدوده و ممن اطمأن الوطن اليهم من حماة ترابه من الاجانب و من حكامه و أبنائه من المواطنين على حد سواء , كتوفير الظروف الملائمة للعيش الكريم داخل الوطن من التوزيع العادل لمال الله سبحانه على المواطنين و توفير الأمن و الغداء و الدواء و الشغل و العمل و الوظيفة و احترام الحقوق و أداء الواجبات و تحمل المسؤوليات و محاربة اشكال الفساد الأخلاقي و المالي و الاجتماعي و الاقتصادي و الإحتكارات و الرشاوي و الزبونية و المحسوبية و أكل أموال الناس بالباطل و استضعاف المؤمنين المسلمين بغير حق و منع انتشار كل ما من شأنه تخريب الوطن و المواطنين من تجارة الخمور و المخدرات و المسكرات و منع انحلال المجتمع أخلاقيا من أشكال التبرج و الميوعة و الدعارة و الزنى و الشذوذ الجنسي , و التصدي للتيارات الخارجية الهدامة الناشئة او المستوردة و الفلسفات الالحادية و المذاهب الضالة المنحرفة المنسلخة عن الدين الاسلامي و قيمه السمحة الحسنة من العلمانية و الحداثة المنحرفة و سلبيات العولمة و الليبرالية و الاشتراكية الشيوعية و التيارات الفكرية المستوردة من الغرب الصليبي المسيحي و اليهودي و عدم موالاة اليهود و النصارى و الحرص على اصلاح المجتمع و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوة الى الله سبحانه و فعل الخير و الحكم بشرع الله عز و علا.
إن الذين انتخبهم الحكام لحماية تراب الوطن ثم جعل عليهم مراقبين او احتاج لمراقبتهم لعدم ثقته فيهم لا يعدون حماة للوطن بحق مثلما لا يعد الحاكم هذا حاميا للوطن و الدين و لكن الكل يخدم مصالحه الشخصية و ليس مصلحة الوطن و لا خدمة للدين , إن حماية التراب الوطني تقتضي حماية الوطن من حاكميه أولا ومن لف لفهم من عملاء الحكام , ثم حماية الوطن من الغزو الخارجي ايا كان غزوا عسكريا اوتجسسيا او فكريا او اقتصاديا او أخلاقيا او اجتماعيا , اي حماية التراب الوطني من أجهزة الاستخبارات الاجنبية , الامريكية و الاسرائلية و الصليبية الاستعمارية و التنصيرية المعادية للاسلام و المسلمين و الوطن, حماية التراب الوطني تقتضي أولا ان يراقب كل فرد ممن انتخبهم الوطن لحمايته ان يراقب كل فرد نفسه و يضبطها لخدمة الدين و الوطن و المواطنين , حماية التراب الوطني تقتضي حماية دين الوطن و عقيدته و توفير الجو المناسب لعبادة الله عز و علا و نصرة اله الوطن الذي هو اله العالمين الذي لا اله غيره سبحانه جل و علا, و نصرة المستضعفين من المسلمين و المسلمات و الفئاة المعوزة من الفقراء و المساكين و المعاقين و المرضى, ثم حماية الوطن من عملاء اعداء الوطن الذين هم من مواطنيه , و لن يكون الذين يعمرون الوطن بالبناء و التشييد و التأسيس و انجاز المنجزات من المؤسسات و الهيئاة و المنظمات من مال الشعب و مال الفقراء و المساكين و على مال الفقراء من طرف الحكام في الوطن لن يكون ذلك خدمة للوطن و لن يسموا خداما للوطن أبدا و قد زهد الوطن في تلك الاعمال المبنية على الظلم و الاستبداد و الاحتكار و الرياء و السمعة و التدليس و الغش و لن يرضى الوطن بذلك أبدا لأن رضى الوطن إنما يكون من رضى الله جل و علا, ثم ضمان الحقوق و السهر على اداء الواجبات و تحمل المسؤليات , و احترام شرفاء الوطن من العلماء و الفقهاء و حراس الدين وحماة العقيدة من رجال العلم و حملة القرآن الكريم و ذوو النسب الشريف من ذرية نبي الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم و محبوا الخير للوطن و المجاهدون في سبيل الله حماية لأرض الوطن و المقاومون و المناضلون عن حرية الوطن و سلامة اراضيه و الذين ضحوا من أجل الوطن بالنفس و النفيس وقدموا أرواحهم خدمة للوطن و المتطلعون الى سمو الوطن و ازدهاره و نموه و ارتقائه و ارتفاع رايته خفاقة بين الامم و الأوطان الحريصون ان يكون وطنهم أعز و أجمل و أقوى وطن طبعا بعد الوطن الكبير المحبوب المقدس الذي هو مكة المكرمة التي هي الوطن الأول لكل بني آدم.
قال الله عز وجل في القرآن المجيد بما يجب ان تعتبر به المخابرات : و لا تجسسوا.وقال أيضا في ما يتعلق بالحكام الذين يوحونو يشيرون او يلمحون الى كبار رجال مخابراتهم و كبار مجرميهم يلمحون لهم برغباتهم الاجرامية التي يخشون ان يفصحوا عنها و لا يجعلونها قرارا رسميا حتى لا يكون ذلك حجة عليهم أمام المنظمات الدولية و الدول الكبرى والتاريخ و شعوب العالم ومتى ما توبع الحكام من أجل ذلك قدموا مخابراتهم للتاريخ و المحاكمة و جعلوهم امام الامر الواقع , و التاريخ حافل بذلك من قبل الميلاد الى الأن و بعد مرورا بالحجاج بن يوسف الثقفي و بني امية الاذلة المهانون الجبناء مهزوموا العباسيين الاشاوس و مرورا باحتلال العراق و تقديم صدام حسين للمحاكمة.
و قال النبي صلى الله عليه وسلم واعظا الحكام و الرعاة : إنك متى ابتغيت الريبة في الرعية افسدتهم.
و صلى الله على نبينا و سيدنا محمد و اله و صحبه و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
حالي قد انكرني من كان يعرفني حتى اصبحت بلا أهل و لا وطن
وطني يا أعز و أروع وأكبر وأجمل و أحنى و أقدس و أقوى و أبقى و خير و أحسن وطن, يا من ليس كمثله وطن , إن شاء الله دمت لي حمى و كنفا و مفرا و مأمنا وملجأ و مأوى و أعز وطنا.