[SIZE="4"][SIZE="4"]قبل ايام كرر د. محمود الزهار ما تردده كثيرا قيادة حركة حماس دون أن تدقق فيما تقول ، فدكتور زهار أعاد للأذهان أن قطاع غزة بات محررا ، هذه المقولة التي تتردد دون أن يقف أحد من حماس أو تحالفها ' الفصائلي' في دمشق أمام مخاطر هذه ' المقولة' سياسيا وقانونيا ..
حماس لا يهمها التفكير في ماذا يعني ترداد عبارة 'غزة محررة' من الإحتلال ، ولا يهمهم سوى إستخدام الكلمات المثيرة للمشاعر واللعب على العواطف العامة ، خاصة خارج فلسطين عبر وسائل إعلام ذات صبغة محددة ، تعيد القول لخدمة ' هدف انشقاقي ' يمثل ' بوابة عبور لهدم الكيان الفلسطني ' ، وربما من يستمع لأقوال قادة حماس من خارج فلسطين بإعتبارهم الفئة المستهدفة الآن من حماس بعد أن عرفها وخبرها جيدا الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة المنكوب يعتقد أن دولة المحتل تخلت عن وجودها العسكري البري والبحري والجوي حول القطاع ..
لو أردنا العودة لفترة عرض المشروع الشاروني بترك قطاع غزة ، دار نقاش عميق ومثمر داخل الدوائر السياسية الفلسطينية حول ما هو الواقع القائم سياسيا وقانونيا بعد الآن لقطاع غزة ، وكيف يمكن وصف الحال وتعددت الإجتهادات في حينه ( لم تكن حماس جزءا من النقاش الوطني في حينه لكن بعض قياداتها في دمشق اعتبرته مؤامرة واخص هما بالتحديد محمد نزال في لقاء على تلفزيون المنار بمشاركة عبد الباري عطوان والكاتب ) ، وقد أكدت الغالبية المطلقة أن ما حدث ليس تحريرا ولا وضع حد لحتلال قطاع غزة ، بل نبه البعض السياسي والقانوني من إعتبار ما حدث تحريرا للقطاع ، بل هو خروج للقوات الإسرائيلية من داخل القطاع ، دون أن تلغي إمكانية تدخل قواتها برا وبحرا وجوا وقتما تشاء لتدخل أو تقصف ، والتحذير جاء كي لا تستغل دولة الإحتلال هذه المسألة وتخلي مسؤوليتها القانونية الواردة في كل قرارات الإمم المتحدة كونها ' سلطة إحتلال' تتحمل مسؤولية قانوينة لما يتعرض له سكان قطاع غزة من حصار بري وبحري وجوي ..
قبل أشهر عدة قام العنصري ليبرمان وزير الدولة القاشية الجديدة بضرورة أن تعلن إسرائيل رسميا أنها لا سلطة قانونية لها على قطاع غزة ، وأنه بات ' كيانا مستقلا' وبالتالي يجب أن يعامل دوليا وفقا لذلك ، هذه المقولة الليبرمانية تلتقي بوعي او بدونه مع ترديد قادة حماس أن غزة محررة من الإحتلال ، هذه المقولة السياسية التي تريدها إسرائيل ، كي تكرس ما تصبو اليه من تقسيم وتآمر على القضية الوطنية ، والذي باتت تتكشف بعض عناصره أكثر فأكثر ، خاصة بعد إقرار قانون ' الجنسية والمواطنة' والشرط الجديد الخاص بـ'يهودية الدولة' إستكمالا لمشروع ليبرمان في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والمستند أساسا الى فكرة الترحيل والتهجير والطرد لأهلنا في الجليل والمثلث والنقب الرابضين ممسكين جمرات النار فوق أرضهم ..
التفكير السياسي في بعض الكلام ليس عيبا ولا جرمية ولا تنتقص من المخزون الوطني أو الديني ، ولكن ترداد العبارات من اجل الإثارة ليس سوى ' سذاجة' لا يجب تواصلها.. فمن سيصوت في صندوق الإنتخابات ( إن حدثت المعجزة وتمت يوما ) ليس من هو مستمع خارج الوطن بل من يرى ما يمارس داخل الوطن من القوى كافة وفي المقدمة فتح وحماس ..
ولكن ربما لا تقصد قيادات حماس بالقول أن ' غزة محررة' من دولة المحتل بل كونها أصبحت 'محررة ' من السلطة الوطنية الفلسطينية .[/SIZE][/SIZE]