القرصنة تساهم في الرقي بمستوى الاجراءات الامنية المتبعة
أولا أحبذ كلمة قرصنة, فكلمة قرصنة بمدلولها الشاسع قد لا توحي بالضرورة على الإجرام و السلب و النهب..و استعمالي لهذا المفهوم لا يعني بالضرورة تأييدي للقرصنة كما يتم مقاربتها كل من زاويته ..ف"القرصان", هو شخص يحل مسائل و معادلات , يصنع أشياء, يؤمن بمبادئ الحرية و الإرادة و الحق في المعرفة, و تحت أي ظرف كان, لا يسعى للربح المادي, بل ولا ينتظره...بدليل أن الأفلام المعروضة بدرب غلف يتراوح ثمنها بين 5 الى10 دراهم !!.
لا أعتبر الأمر قرصنة ,بقدر ما أعتبره سبقا بشكل عام.. فجهل الرأي العام بمدلول هذه الكلمة, يستغل من طرف وسائل الإعلام لتشويه صورتها الحقيقية ...و من يصدق وسائل الإعلام على كل حال... كلنا نعلم أن الأنترنيت كانت في بداياتها شبكة عسكرية , فالجامعات و المعاهد هم من جعل منها الشبكة العالمية التي هي عليها الآن, و ليس "وسائل الإعلام", لذا فكل ما يمكن أن يقال ,أو يسمع, بخصوص قراصنة الأنترنيت, ليس بالضرورة صحيح.
دون قرصنة, أو بشكل أوضح , دون صراع بين كتلة المنتجين, و كتلة المستعملين "السيئي السمعة" أو بشكل أكثر وضوحا, دون منافسة لن يتحقق العامل الأول من عوامل التقدم.....
نتكلم هنا عن الخسائر التي تتكبدها الشركات جراء القرصنة, وأنا أريد أن أقارن حجم هذه الخسائر بالخسائر الناتجة عن الاحتكار...Money99 برنامج مايكروسوفت الشهير لتسيير الحسابات , لن يعمل إلا إذا استعمل معه Internet Explorer4 –من انتاجات مايكروسوفت أيضا- !!! فالاتهامات الموجهة ل Bill Gates, والتي تصب كلها في اتجاه توجهه الواضح, نحو احتكار سوق المعلوميات يمكن القول أنها صحيحة %100 .. يمكن تشبيه مايكروسوفت في السوق العالمية ب "كوكا كولا" بالنسبة "رايبي جميلة"...فالإحصاءات تدل على أنها تملك 90% من السوق العالمية. فهل يمكن تجريم بيل كيتس؟؟ ومن لم يستسغ Windows يمكنه أن يتجه نحو Linux أو Unixو اللذان يستلزمان أيضا المتصفح Netsape Navigator..!!! فباختصار يمكن القول أن الصراع بين وجهي العملة, سيستمر إلى أن يرث الله الأرض و من عليها...مما سيساهم بالتأكيد في الرقي بمستوى الإجراءات الأمنية المتبعة..و لكن تبقى المقولة الرائجة "برامج الأمن عليها أن تربح كل مرة, لكن القرصان يكفيه أ يربح مرة واحدة" مقض مضاجع المنتجين.....