رئيس وزراء دولة بريطانيا العظمى يعتذر لمواطنة عادية، ورئيس القسم الاجتماعي التابع للعمالة الإقليمية بالسمارة يتعالى ويعنف جمعية مدنية!!!...
إنه عقب قراءتي لمقال بجريدة المساء تحت عنوان : " هل نحتاج إلى المستبد العادل ؟ " الصفحة : 7 / العدد: 1129، قمت على التو واللحظة بمقارنته بموضوع مشروع جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة. فكاتب المقال :علاء الأسواني تناول موضوعا طريفا يعتلي مراتب الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويتوج على قمة مدارجها...الأمر يتعلق ب " جوردون براون، زعيم حزب العمال ورئيس وزراء بريطانيا.
كان مستر راون يقوم بجولة انتخابية في مدينة روكدال في مقاطعة مانشيستر. وأثناء حديثه مع الناس في الشارع، ظهرت أمامه مواطنة بريطانية اسمها جيليان دوفي، وهي موظفة متقاعدة في السادسة والستين من عمرها، اشتبكت جيليان مع براون في مناقشة ساخنة أمام كاميرات التلفزيون، اشتكت خلالها من المهاجرين الذين يأتون من أوربا الشرقية إلى بريطانيا فيأخذون فرص العمل من البريطانيين.
رغم محاولات الإقناع التي تقدم بها براون فإن جيليان لم تزل متشبثة برأيها مما حدا ببراون إلى تغيير منحى الحديث واستفسارها عن أحوال الأبناء والأحفاد ، ومصافحتها بود عائدا إلى سيارته ليلتحق بموعد آخر. ومن سوء حظ براون أنه نسي أن يغلق الميكروفون الصغير المعلق في سترته. وبالتالي استمر الميكروفون ينقل إلى شبكات التلفزيون حديث رئيس الوزراء إلى مساعديه في السيارة. كان براون غاضبا من حواره مع السيدة جيليان، وما إن دخل السيارة حتى قال لمساعديه: " هذه مصيبة، من الذي اقترح لقائي بهذه السيدة ؟ إنها امرأة متعصبة." عبارة قصيرة تخلو كلماتها من لغة الخشب والوعد والوعيد والكلام النابي ، ويخلو لحن قولها من لفظ القوة والعنف والجبروت والطغيان والبيروقراطية والشطط في استعمال السلطة..جملة مفيدة أقامت بلاد الانجليز ولم تقعدها ، استشرت تبعاتها في المنابر الإعلامية كسريان النار في الهشيم..تبعات أرغمت رئيس الوزراء على تقديم اعتذار رسمي لدوفي، وهو يظهر بمفرده على شاشة التلفزيون البريطاني، وقسوة المذيع الانجليزي تنهال عليه وهو يستفسره عما إن كان يلوم نفسه على هذا الذي قاله ؟ بعدما أسمعه التسجيل.
أمام ملايين المشاهدين أقر رئيس الوزراء بلوم نفسه ووعد بعدم تكرار ذلك مستقبلا...
يحدث هذا في بريطانيا. ونحن ننشد الحداثة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمواطن والحكامة الجيدة ، لا يسع المرء إلا أن يقف وقفة إجلال وتقدير لهذا السلوك النبيل، يتأمل ويتدبر ويعي ويستوعب الدرس...
وعود على بدء ، فمشروع جمعية آفاق للمقاولة والتنمية الذي تم تقديمه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، قام القسم الاجتماعي التابع لعمالة إقليم االسمارة بتحويله من : " مشروع مجلة آفاق الدورية التابع لجمعية آفاق للمقاولة والتنمية " إلى : مشروع بعنوان :" محلبة آفاق التابع لجمعية آفاق للمقاولة والتنمية ". على طريقة copier coller
ورغم فداحة الخطأ فقد امتنع القسم الاجتماعي عن تقديم اعتذار رسمي للجمعية ورفض جبر ضررها ، هذا بعد قطع سلسلة من صيغ التواصل التي تنوعت من مساءلة رئيس القسم إلى شكاية ورقية إلى أخرى إلكترونية إلى بيان استنكاري إلى مقال بأسبوعية : الصحراء الأسبوعية ص 20 ، العدد : 75 إلى مقالات مطولة ومفصلة على المواقع الإلكترونية التالية :
- موقع منتديات وادنون الإخبارية
- موقع منتديات المغرب الملكي
- موقع جمعية آفاق للمقاولة والتنمية
فإذا كان رئيس وزراء بريطانيا – الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس مطلع القرن العشرين- يقدم اعتذارا رسميا لمواطنته البسيطة أمام وسائل الإعلام الرسمية، فماذا عساني أقول في شأن رئيس القسم الاجتماعي الذي استعلى وتكبر، وأرخى الحبل على الغارب، ولم يسمح له كبرياؤه بالاعتراف بالخطأ الفظيع، الذي لا يصدر عن نفر إلا لِماما، فما بالك عن فريق محنـَّك ذو دُربة ومِراس ، متكامل ومنسجم تمامَ الانسجام. فبدل أن يُهرول مسرعا إلى رأب الصدع، أرغى المسؤول وأزبد وأبرق وأرعد وأمطر، وهو يُسَخـِّرُ مساعديه جنودَ الخفاءِ من صنف : " كـَاري حنكـُو" يُغردون خارج سرب الحقيقة، يُشيعون عكسها عند مهب كل ريح، يطبـِّلون ويزمِّرون في جَلبَةٍ كـناوية غير مسبوقة ملؤُها الوعد والوعيد ولغة الخشب...
وجمعية آفاق للمقاولة والتنمية إذ تسجل ببالغ الأسى سلوكيات رئيس القسم الاجتماعي التابع لعمالة إقليم السمارة فإنها تشيد بالسلوكيات المثالية والنموذجية والرائدة لكل من المواطنين البريطانيين : جوردون براون و جيليان دوفي على حد سواء، رغم اتساع البون الاجتماعي بينهما...مواطنان انجليزيان قدما درسا قاسيا في تقنيات الاتصال ةالتواصل، والحكامة الجيدة وحقوق الإنسان والمواطن...شخصان تتلمذت القرية الكونية وكوكبها الأزرق على يد أستاذيتهما التي ستبقى حتما خالدة في سجل الحضارة البريطانية خاصة،وفي ريبرطوار الحضارة الإنسانية عامة.وعليه تتوجه جمعية آفاق للمقاولة والتنمية لكل النسيج الجمعوي المحلي والجهوي والوطني والعربي والدولي بنداء التضامن والتآزر والاستنكار لما تعرَّضت له على يد القسم الاجتماعي التابع لعمالة إقليم السمارة. ملتمسة إحالة المراسلات على البريد الإلكتروني التالي : laarbiray@yahoo.fr