وهناكمعاجم متنوعة ينهل منها التبراع لا مجال لذكرها كلها ولكننعطي فقط بعضالأمثلة على استعمالبعض الرموز التي لها علاقة بموضوع التبراع مثلا : قَيْس المُلَوَّحْ "" """" أطَـمْأنا مَنُّ وَاشَحَ تقارن نفسها وحالتها بقيس المجنونالذي ملأ الدنيا بعشقه وتجد أنها أكثر منه وتعبر عن ذلك بقولها: أطم وأشح : بمعنى أكثروأشد وقول أخرى: حُبَّكَ يالقَدِّيـــــــــــس """ """" حَيَّرْ نِزارْ وَ كْتَلْ بَلْقِيس إن قوة حبها ، حيرت نزار قبانيالذي يعتبر أستاذا في هذا الميدان وفي التبريعة إشارة إلى موت بلقيس زوجة الشاعر ... والقدِّيسهنا اسم مستعار ، وقد دأبت الفتياتكثيرا على اختيار اسم مستعار تطلقنهعلى الحبيب ولا يعرف حقيقته إلى الصديقات المقربات واللواتي يتضامن معالقائلة، بالتبراع على الاسم المقترح ...حتى لا يثير الاسم الحقيقي أيشبهة على صاحبته ،وقد شاعت الكثير من الأسماء المستعارة في التبرع منأشهرها /: القديس،سامي ،جوَّاد،سهيل....... وفيعلاقة بالتحولات الاجتماعيةوالاقتصادية،عرف التبراع اتجاها عند بعضالشاعرات اللائي اصبحن يتغزلن برجال بعيدين عن المجتمع الصحراويكالرؤساءوالزعماء السياسيين وابطالالمسلسلات حسب الباحث في التراث الصحراويالأستاذ إبراهيم الحيسن. الإبداع والموضوع كما هو واضح من العنوان يتحدث عن نوع من الشعر الشعبي النسائيالسائد/المنتشر على امتداد فضاء الثقافة الحسانية (جنوب المغرب وموريتانيا) وأقولالشعر النسائي، بعيدا عن النقاش الأزلي حول مصطلح الأدب النسائي ذلك أن هذا شعرنسائي فعليا ولا يحق للرجال الخوض فيه...- و رغم أنني شخصيا لا أعاني أية عقدةاتجاه المصطلح .. و يطيب لي جدا أن توضع خربشاتي تحت مسمى الكتابة النسائية... فإنيأعتذر مسبقا لمن لهن/م حساسية من المصطلح لأنه سيتكرر كثيرا... قي شيء يشبهالاستفزاز.. ولكنه ليس كذلك..- وبالرجوع إلى الموضوع، أقول إن هذا البحث مكنني من الإطلاع على العديدمن النماذج الشعرية الشعبية النسائية.. محليا وعلى مستوى ثقافات أخرىأجنبية... هناك ما يسمىبالعروبيات أو الرباعيات. وهو شعر المرأ ة الفاسية. وقد سبق للمرحوم محمد الفاسي أنكتب بحثا قيما جمع فيه الكثير مما تفرق من هذه الأشعار.. هناك أيضا بعض النماذج فيالشعر الأمازيغي السوسي... وعلى مستوى خارجي يبرز شعر نساء البشتون كواحدة من أهمالتجارب الإبداعية النسائية الشعبية...والحقيقة أن المتأمل لهذا الإبداع المتنوع سيقف مشدوها.. أمام العديدمن الملاحظات, من أهمها مسألة الكم الهائل (العصي على الحصر) وهي مسألة لها دلالتهاخصوصا أن هذا النزيف يتركز بالأساس على الجانب الحميم عند النساء أي العلاقة معالرجل، والذي يأتي في صورة المجتمع أحيانا الملاحظة الثانية أن هدا الشعر النسائييتميز بنوع من الوضوح والمباشرة في التعبير عن العاطفة... و المقصود هنا ,وضوحالمعنى العام وليس الفقر الإبداعي... ذاك أن هذه النصوص على قصر بعضها ( بيتواحد).. تعتمد الاستعانة ببعض الأدوات البلاغية لإحداث الأثر والدهشة من خلال الصورالتي تعتمدها الشاعرات... تقولإحدى النساء العاشقات في "التبراع" أي الشعر النسائي الحساني :أُ لا يَكْدَرْيَنْعــــــــــافْلَخْظارْفْعيمانْ الجفافْ
والبيت بالمعنى الفصيح يقول: لا يمكن أن نكره منظر الخضرة عموما.. فما بالك بأيام الجفاف... وإلى هنا تبدوالتبريعة مجرد صورة طبيعية... ساذجة.. ولكن إذا علمنا أن "لَخْظارْ" في اللهجةالحسانية هو السمرة أي اللون الأسمر فإن المعنى الخفي يصبح غزلا في حبيب أسمر وكيفالسبيل إلى عدم حبه.. وهو الخصوبة في عز الجفاف... ونقرأ في نموذج لإحدى العروبيات الفاسية ...يا ساداتي بغيتكم وبغيتاللهوالتوبة غاليهْ..عْلِيَ وعْليكُمْنَطْلَبْ رب لكْريمْسجَّادهْ مْقابْلهحومتكمْالسَّجْدة لَكْريموالشُّوفة فيكُمْ
تحب الله وتحب أحبتها... وتطلبالتوبة.. فهي لا تتمنى إلا السجود لله والنظر إلى وجه منتحب... أما بالنسبة لنساء البشتونفإن في شعرهم المدهش بكل المقاييس، و المعروف باللاندي... نماذج مذهلة.. وقد قامبنقل بعض أشعارهم إلى الفرنسية سيد بهاء الدين مجروح بمساعدة اندري فيلتير... تقول إحدى البشتونيات : إذا مات حبيبي لأكنكفنههكذا نتزوج الرمادمعا...
في يدي وردةتذبلفأنا لا أعرف لمن أعطيهافي هذه الأرضالغريبة..
وبالرجوع إلى هذه النماذجوغيرها... سنلاحظ أن المرأة تتحرر من مراقبة المجتمع وسلطته لأن القائلةمجهولة..لذلك فهي بعيدة عن المحاسبة وعصية على القيود... ولهذا فإن بعض هذه الأشعاريتميز بالجرأة أحيانا واقتحام مناطق محرمة قد تعرض صاحبتها للسخط الاجتماعيوالإقصاء..لولا أنها غير معروفة...تقول إحدى بنات حسان في التبراع :مَنْ عَـــــــــزَّتْ كَــــــمْيَبَكْمَ طَرْشَ عَدْتْ آُعَمْيَبلإن بعض المصادر تحدثناعن نساء يعتبرن من الصفوة الاجتماعية والفكرية خلفن أشعارا حملنها عواطفهن وتجاربهنبدون حجاب.. ولا أدل على ذلك مما ورد عن سيدة نساء بني العباس وأشهرهن علية بنتالمهدي والتي تقدم في المصادر بالمغنية والشاعرة ابنة المهدي وأخت الخليفة العباسيهارون الرشيد.. والتي توصف بالأديبة الحافظة والقارئة للقرآن الكريم.. وهي أيضاالشاعرة التي لا تتوانى عن التغني بعشقها لأحد غلمان قصر أخيها الخليفة. وما هيبالجارية ولا المجهولة تقول:يارب إني قد عرضتُ بجهْلهافإليك أشكو ذاك ياربــــاه
مولاة سوء تستهينبعبدهانعم الغلام وبئستالمولاة
طلُّ ولكني حرمتنعيمهووصاله إن لم يــغثنيالله
يا رب إن كانت حياتيهكذاضرّاً علي فما أريدحيــــاه
ومما يحكى عنها ( الأغاني – زهر الآداب...) أن الخليفة تنامى إلى علمه حكايتها مع طلِّ هذا فقال لها " والله لئن ذكرته لأقتلنك " فدخل عليها يوما على غفلة تقرأ في آخر سورة البقرة قوة سبحانه وتعالى " فإن لم يصبها وابل فطلٌّ"... فقالت "فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين" وحسب صاحب الأغاني فإن الخليفة قبل رأسها وقال وهبت لك طلا (هكذا) ولا أمنعك بعد هذا شيئا تريدينه... يبدو أن أكثر الباحثين والمؤرخين يركزون على سيرة امرأة خاصة، لا تنتمي للعامة ولا خاصة الخاصة و لا الجواري ولا....
والواقع أن كل هذه الشرائح تشكل المرأة شئنا أم أبينا اتفقنا أم اختلفنا...كيفان من شعر" الـتَّـبْراعْ "
- وان زر الكزرالتلـيلاجيتو ماتيـتانولـي
- المـا مـنـومــلما ينعـاف ولايتخـل
- بيكـنـكبيـكـنـكأعليك أقليبـىمحنـك
- ولا قــدأمـنـيـنيمركَ لخلاق أجىفالعين
- مـن متـنأسقـامـونسمع مـن باريزاكـلام
- طـارى سقـمأجديـدألا يا هـادى يارشيـد
- و الله و واللهيا كد لفوت مـاننسـاه
- و هــذاالتكـنـاويما خلا حد تلاسـاوي
- و كولو لـوصرتـوالا نبغيـه وعاشكتـو
- و الله مــاننـسـىليلة لثنيـن مـعلمسـا
- و السـقـملـبـيـاصحراوي ميةفالميـة
- و مجـيـهالـبـارحفرحو بيه اسبعجوارح
- و الله وواللهالا نبغيه و نبغيملكـاه
- لـيـلـةوداعـــوكلبي ولسانيماراعـو
- عـنــدتبسـيـمـهباني فيه أبليسأخويمـه
- أبنـيـاتالشـعـرهكالعه من كوموحمـره
- أولا فـيـهحـفـرهمن حبو ترفد ملخـره
- أرفــد ذاالـسـلامللي سوحل كامل ذاالعام
- أتفـكـديالمجـحـودليالي فيهم كـنأكعـود
- أتفـكـديالمجـحـودليـام أثنـوه لايعـود
- شـي واسـيحــدأسقام أصبيه ألاتشتـد
و الله و واللهيا كد لفوت ماننسـاه
و هــذاالتكـنـاويما خلا حد تلاساوي
و كولو لـوصرتـوالا نبغيه وعاشكتـو
و الله مــاننـسـىليلة لثنين مـعلمسـا
و السـغـملـبـيـا و مجـيـهالـبـارحفرحو بيه اسبعجوارح
و الله وواللهالا نبغيه و نبغيملكاه
موضوع التبراع شيق جدا
وشرحك استاذ نقوس اعطى فكرة وافية وبسيطة للجاهل في هذا المجال
اكثر ما استوقفني
ان تبدا الحسانيات تبريعتهن بذكر الله والصلاة على رسوله
وبهذا تحاكين النمط الجاهلي الغزلي بشكل ما والذي كان فيه الشاعر يستهل قصيدته بالوقوف على الاطلال
في التبريعة الحسانية وجدت ذكر الله يحل محل الوقوف على الاطلال
نقطة ثانية اثارت انتباهي ايضا وهي التلميح لاسم الحبيب باسم مستعار