معركة الملوك الثلاثة

سميت معركة الملوك الثلاثة نظرا لوفاتهمأثناء المعركة في يوم واحد.
وفاة عبد الملك السعدي في ظروف غامضة• ثم غرق وموت >المتوكلش الملقب ب >المسلوخ< وقتل ملك البرتغال >سبستيان

بعد عن مدينة طنجة بنحو >96< كلم علىالطريق السيار وعن مدينة تطوان بحوالي: 110 كلم وعن مدينة الرباط بنحو 140 كلم وعنالدار البيضاء ب: 210 كلم وبجانبها يمر نهر >اللكوس< وبقربها يوجد: سد واديالمخازن ويقطع وسطها خط السكك الحديدية إلى طنجة•• وكانت القصر الكبير المدينةالفاصلة بين جنوب المغرب وشماله في عهد الحمايتين الفرنسية والاسبانية لذلك كانتلها أهمية كبرى من النواحي السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية بصفة عامة، وهيإلى جانب ذلك

منطقة فلاحية بامتياز يعرف منتوجها الفلاحي بالجودة• والمدينة كانتتقع وسط البساتين والحقول يطل عليها >جبل صرصر< الرائع ولها مميزات جغرافيةوصحية مهمة• ونظرا لهذا التنوع كانت محط الأنظار والاهتمام منذ القدم لأنها منالمدن التاريخية• المغرب كان دائما وسيظل محط الأطماع نظرا لموقعه الجغرافيالاستراتيجي الهام على البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق وكذا المحيط الأطلسي ـوقد زادت هذه الأطماع في السابق عندما استولى الأتراك على الجزائر وأصبحتالامبراطورية العثمانية تشكل تهديدا لأوروبا وبالأخص عندما ربطت علاقة متينة معالمغرب في عهد الدولة السعدية التي كان من نتائجها مساعدة: عبد الملك السعدي فيانتصاره على ابن أخيه محمد المتوكل في معركة: >سلا< سنة 1576م وتربعه علىالعرش سنة 1577م مما دفع ب: حاكم مدينة طنجة >ديمينيسيس< أن يطلع ملكالبرتغال >سان سبستيان إلكانو< على تفاصيل هزيمة الملك >المتوكل< فيوثيقة مؤرخة يوم 20 يوليوز 1576م ومن خلالها يحرضه ويشجعه على اغتنام الفرصة عنطريق جمع المال والجيوش لاحتلال المغرب لأن كل الأسباب والظروف مواتية لبسط النفوذعلي باب افريقيا والمشرق العربي وتوقيف المد العثماني وأطماعه• وقد زاد حماس >سبستيان< عندما التحق به الملك المخلوع: محمد المتوكل >مستنجدا ومستعطفاإياه للوقوف بجانبه ومساعدته على استرجاع ملكه وهكذا التزم معه بشرط مكتوب يسلم منخلاله بعد عودته الشواطئ المغربية للحكم البرتغالي، مما دفع >سبستيان< للاستشارة مع خاله ملك إسبانيا >فليبي الثاني< الذي قبل بالفكرة وأمده علىالفور بالمراكب والجيوش والدخيرة• مما شجع >سبستيان< وجعله يصدر بيانا إلىالقيادة العليا بالأراضي الواطئة وهي وثيقة سياسية عسكرية ترجمت إلى الفرنسيةوالانجليزية في >لشبونة< العاصمة البرتغالية بتاريخ 15 مارس 1578م وقداستجابت على الفور الدول الأوروبية المعنية لنداء ومحتوى الوثيقة• وهكذا جمع ملكالبرتغال >2000< من القوارب الشراعية الكبيرة والصغيرة و 35000 ألف منالمقاتلين بالاضافة إلى النبلاء والمغامرين من الاسبان والألمان والطليان وجنسياتأخرى• ثم خرج لغزو المغرب في أسطول حربي ضخم يوم 25 يونيو 1578م حيث وصل إلى >قاديس< باسبانيا يوم 28 من نفس الشهر• وتناقلت ألسن الناس خبر الغزو الصليبيللمغرب بقيادة ملك البرتغال الذي دخل بالفعل مدينة >أصيلا< التي لم يجدمقاومة بها تصده، ثم انطلق منها إلى مدينة العرائش في فاتح غشت ومنها إلى مدينةالقصر الكبير حيث توقف بجيوشه عند >وادي المخازن< يوم الأحد >3< غشت 1578م فوجد أمامه المجاهدين ثم جيش عبد المالك السعدي وأخيه أحمد المنصور••• وذكرتبعض الوثائق الانجليزية أن عدد القوات المغربية كان يقدر ب: >41000< جنديبالاضافة إلى عدد كبير من المتطوعين من سكان القصر الكبير والضواحي المجاورة منقبائل جبالة والخلوط وغيرهم، وهذه الجيوش كانت موزعة كالآتي: 4000 من البربرالأشداء و 4000 من حوز فاس و 4000 من حوز مراكش و 10.000 من قبائل الطليق والخلط و 15000 من الأندلسيين و 4000 من الأتراك والعلوج بالمدفعية وقد روعيت عند توزيعالمهام مواصفات عسكرية سرية مدروسة حيث كانت جيوش الأحوار والبربر والخلط من المشاةوالخيالة والأتراك والعلوج من الطبجية والمدفعية، أما الفرق الانتحارية المقاومةالتي هدمت القنطرة وخربت الممرات والطرقات كانت من شباب ونساء وشيوخ منطقة >السواكن< وما جاورها وهم من العارفين بالمسالك والمخابئ وكيفية التعامل معجميع الحالات وأساليب الخداع••• في صباح يوم 4 غشت 1578م نشبت المعركة الفاصلة بينالحق والباطل حيث عبرت جيوش >سبستيان< وادي المخازن الذي كان قد امتلأ بعدهمبالماء بسبب >المد< الآتي من بحر المحيط القريب مما ساعد المقاتلين المغاربةعلى تحقيق النصر المبين في بضع ساعات وإنهاء المعركة بموت الملوك الثلاثة: وفاة عبدالملك السعدي في ظروف غامضة• ثم غرق وموت >المتوكلش الملقب ب >المسلوخ< وقتل ملك البرتغال >سبستيان< الذي نقل إلى القصر الكبير في صندوق مملوءبالجير حيث >حنط< ودفن قرب المسجد الأعظم للمدينة في مكان سمي فيما بعد ب >فندق الجواهر< وظل هناك مدة: 4 أربعة أشهر ثم سلم بعد المفاوضات للبرتغاليينعن طريق مدينة >سبتة< بدون مقابل• والجدير بالذكر أن ملك البرتغال مات وعمرهلايتجاوز: 23 سنة• هذه المعركة الخالدة في تاريخ المغرب والأمة العربية والاسلاميةوالافريقية أعطيت لها عدة أسماء منها: معركة وادي المخازن نسبة لمكان المعركة ثممعركة القصر الكبير لوقوعها بضاحية المدينة على بعد كيلومترات ومشاركة الآهالي منعلماء وفقهاء وشرفاء وأعيان وعوام مجاهدين لأن التعبئة كانت عامة قبل وصول جيش عبدالملك السعدي وأخيه، ثم سميت معركة الملوك الثلاثة نظرا لوفاتهم أثناء المعركة فييوم واحد••• مهما يكن من أمر لاتهم التسمية بقدرما تهم العبرة والانتصار• إنالأجيال الحالية والقادمة عليها أن تعلم وتعرف حجم وأهمية هذه المعركة وقيمتهاالتاريخية وكذا أسباب وقوعها ونتائجها وأخلاقيات المغاربة فيها لأن كان بالإمكاناستغلال الظرف واحتلال البرتغال وإسبانيا ولكن العبقرية والدبلوماسية المغربيةاكتفت بالأهم، ومن جهة أخرى إن موقع المغرب الاستراتيجي يجعله دائما محط اهتمامالدول العظمى تدافع عنه أو تهاجمه حسب عبقرية حكامة لأنه بلد غني بثرواته الباطنيةوالسطحية وثروته السمكية، ولهذا فإن الأسباب ستظل قائمة• وعلينا أن نعي ذلك ونقومبتسليح أنفسنا بالعلم والمعرفة وحب الوطن ومواكبة مستجدات العصر وفي مقدمتهاالإعلام المتطور الذي يؤثر بشكل مباشر في العقول والنفوس• فالمغرب بلد الفصولالأربعة تترصده كل العيون، وعلينا أن نكون في مستوى التحدي بالعلم والإيمان والوحدةمن سبتة وطنجة إلى الكويرة بأقاليمنا الصحراوية• وستظل معركة وادي المخازن أكبروسام على صدر المغرب وعلى جبين مدينة القصر الكبير المدينة المجاهدة

» المغرب في عهد الملوك الثلاثة
» *خبر عاجل ==المغرب يتسلم إحدى الفرقاطة الثلاثة
» معركة العلمين
» معركة اليرموك:
» الحسن الثاني ... آخر الملوك التاريخيين