ray عضو نشيط
عدد الرسائل : 202 العمر : 56 Localisation : es-smara النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6281 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
| موضوع: عبد الرزاق بوزليف: الفنون الجمالية بالسمارة تعرف قفزة نوعية الخميس 04 فبراير 2010, 05:35 | |
| عبد الرزاق بوزليف: الفنون الجمالية بالسمارة تعرف قفزة نوعية IMG_7892.jpg
IMG_8410.JPG
IMGP0194.JPG
IMGP0195.JPG
IMGP0198.JPG
في تقييم لمنحى الفنون الجمالية التي تعرفها مدينة السمارة الحاضرة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية، وما تلعبه المقاولة الفنية في المساهمة في رافعة التنمية المحلية، وما يرتبط بها من بعد سوسيوثقافي مهم، اتصل رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالفنان: عبد الرزاق بوزليف وأجرى معه الحوار التالي : - ما تعريفكم للفن؟
خلق الله الإنسان ومتعه بنعمة العقل وملكة الشعور والإحساس والتعبير. هذه الهبات الربانية هي قطب الحياة. ويتخذ التعبير أنواعا عدة ومستويات شتى، ابتداء من العمل اليدوي إلى أعلى المهارات الإبداعية. والفن هو تعبير عن الحياة بكل أبعادها، لذا فالتربية الفنية تقوم بترقية العقول والأحاسيس لدى الطلبة والطالبات، وتدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام وتهذيب النفس وحب العمل . والتربية والفنية عموما تعديل لسلوك الطالب أو إضافة نوعية له، من خلال قيامه بممارسة نشاط فني مثل الرسم والتصوير والتشكيل وغيرها من مجالات الفن ... وهي مجال خصب يفرغ فيه المتعلم طاقاته ويلبي رغباته عن طريق الممارسة من أنشطة الرسم والتشكيل والنحت.. كما أن النشــــاط الفني هو نشاط عقلي ( فكري ) وليس دراية ومراس آلي تقوم به العضلات، وإن هذا النشاط يعتمد على الإدراكات وعليه يجب تنمية وتهذيب الإدراكات الإنسانية في الدرجة الأولى حتى يصبح لنا مقدرة ذهنية في وظيفة الأداء . فالنشاط الفني هو نشاط فكري وعليه ان كل هذا النشاط يصدر عن فكر فني فإن الفكرة هي جوهر العمل الفني ويمكن تحقيقها عن طريق ذاتي مباشرة كما يفعل الفنانون أو عن طريق الرسامين كما يفعل المهندسون أو عن طريق الكمبيوتر كما يفعل الكثير من الناس في الوقت الحاضر . إذا كان صاحب العقل الإنساني يمتلك الرغبة الفنية، فإنه يستطيع أن يوصل فكرته إلى الآخرين بأي أسلوب يجده مناسبا في تلك اللحظة أو الفترة الزمنية، وحسب الظروف والإمكانات والحاجات والاحتياجات الكائنة، وتكون لدى الفنان القدرة على تفجير الطاقات الكامنة لتحقيق هذه الرسالة .
- من هو شخص الفنان ؟ وما هي القيمة المضافة للقوانين المنصوص عليها وطنيا للمواطن المبدع الذي يمتهن الفن ؟
حسب القانون المتعلق بالفنان في حلته الجديدة - نص جديد - ظهير شريف رقم 1.03.113 صادر في 18 من ربيع الآخر 1424 ( 19 يونيو 2003 ) بتنفيذ القانون رقم 71.99 المتعلق بالفنان قانون رقم 71.99 يتعلق بالفنان. فإنه استنادا إلى التراث الحضاري للمملكة المغربية، الذي تميز دوما بغنى وتنوع إبداعه وتعدد تعبيراته، وانطلاقا من التوجيهات الملكية السامية الواردة في الرسائل الموجهة من قبل المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب له ثراه إلى اللقاءات والمؤتمرات الفنية ببلادنا، ومن العناية الفائقة التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوليها للوضعية الاعتبارية للفنان، ولهياكل إنتاج الإبداع وتداوله. ونظرا إلى أن تطوير آليات الإنتاج الفني تتطلب تنظيم أوضاع الفنانين، وتشجيع المقاولة الفنية، وترسيخ تقاليد حديثة في تداول المنتوج الفني. ووعيا بكون الفنانين المغاربة على اختلاف تعبيراتهم ومشاربهم يساهمون في الحفاظ على هوية الأمة، وتقوية أواصرها والدفاع عن موقعها الحضاري والثقافي بين الأمم. واعتبارا لرغبة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في أن يستفيد الفنانون من وضع قانوني يحفظ كرامتهم وينظم مهنتهم ويهيئ لهم سبل العطاء والاستمرار.
ففي الباب الأول المتعلق بالأحكام التمهيدية، يعرف المشرع في المادة 1 الفنان، كالتالي : - يعد " فنانا " كل شخص طبيعي يمارس نشاطا فنيا، بصفة دائمة أو متقطعة، مقابل دخل فني في إطار عقد الشغل أو عقد المقاولة أو في إطار القيام بعمل فني لبيعه أو كرائه لصالح الغير أو لإنجازه لصالح إدارة عمومية أو جماعة محلية أو مؤسسة عمومية.
- كيف تعللون اقتصار الفن التشكيلي على فئة مرموقة في المجتمع ومدى تفاعلها معه ؟
الفن التشكيلي من رسم ونحت وتصميم وعمارة - جزء من ثقافة الناس وممارساتهم اليومية . فإنه يشكل عنصر اتصال هام، كما يشكل جزء من البيئة التي يعيش فيها الإنسان- فإذا كان البعض من المجتمع يعتبرأن الفن هو ثقافة عليا تخص المترفين وحدهم دون غيرهم من الطبقات التي تقل عنها درجة، وأنه أحد عناصر اللهو والبذخ، فهذا منظور خاطئ ويتطلب التصحيح... وهناك من عامة الناس من نظر إليه على أنه موهبة لها إعجازاتها، واختلف الناس في نظرتهم اليوم للفن المعاصر مع تداخل الثقافات في العالم . انعكس كل ذلك على الطلبة الوافدين إلى مؤسسات تدريس الفنون الجمالية - لحثهم وتأهيلهم لممارسة هذه المهارات الضرورية لتوظيفها في درسهم وتحصيلهم وأعمالهم وحياتهم في المستقبل، من خلال منهجية خاصة تؤدي بالضرورة إلى التثقيف والممارسة، واستعمال أدوات التكنولوجية الحديثة ومفاهيم الفن المعاصر .
- كيف تصنفون الفنون الإنسانية؟
إن دائرة الفن تتسع لتشمل صناعة الكلام والكتابة والموسيقى والغناء والرقص والمسرح وكل أداء فني ورسم ونحت وعمارة وتنسيق وتخطيط للحدائق والمدن والأقاليم. ومن الصعب تعدادها وتصنيفها عشوائيآ ولابد من الرجوع إلى نظام معين لذلك . رجوعا إلى مصادر الفن التشكيلي الحديث، وابتداء من ظهور نظرية النسبية وتأثيرها على الحركة التكعيبية، بإدخال عامل الزمن كعنصر فراغي، أصبح الزمن هو البعد الرابع للفراغ، على اعتبار الفنون هي تمثيل وترجمة لهذا الفراغ . لذا يمكن اعتبار الفنون تعابير فراغية للمحيط الإنساني وأبعادها من أبعاده . فالموسيقى لها بعد حقيقي هو الزمن ، والرسم له بعد حقيقي هو السطح ، والنحت له الحجم ، أما العمارة والمدن فلها الأبعاد الحقيقية ( الطول والعرض والارتفاع والزمن).
- نظرا لعدم تخصصك في شق الفنون التعبيرية بما تتضمنه من موسيقى ودراما. كيف تتناولون بالتعريف الفن التشكيلي من رسم ونحث وديكور وعمارة وإشهار رقمي ؟
هناك فنون التصميم (الفن التشكيلي ): وتشتمل على الرسم والنحت والديكور والعمارة ، ويدخل هذا في إطارالتصميم الفني والثقافة الفنية... إن التصميم هو معالجة الأشكال في البيئة التي يعيش فيها الإنسان والتي تدعى:" البيئة المبنية " وبكلام آخر البيئة "المصممة". فالتصميم هو فن الشكل الوظيفي . فكل تصميم له وظيفة، وكل وظيفة لها علم وأصول ، وعليه فلكل نوع من تصاميم الوظائف النفعية له أصول وجذور وفروع وأسرار علمية وتكنولوجية . لذلك فالتصميم ليس فنا فقط بل فن وعلم . وإذا ما اجتمع الفن والعلم في موضوع واحد أصبح " ثقافة " . فالتصميم هو ثقافة : وكل ثقافة يجب تعميمها . إننا لا نستطيع تعميم العلم والمعرفة ولكن نستطيع أن نعمم الثقافة وننشرها . يضم التصميم كل أوجه النشاط التي تشمل جميع نواحي الحياة الحديثة ... فالتحول في مفهوم التصميم من الاسم إلى الفعل قد أثر في طريقة تفكيرنا كليا ويعني ذلك بصفة خاصة أنه قد حدث تحول كبير لتركيز الانتباه في أنواع كثيرة معينة من التصميم ، إلى الفاعلية في التصميم ذاته . فالتصميم في الوقت الحاضر قد اعتبر بصفة عامة كنظام إنساني أساسي وكأحد الأسس الفنية لحضارتنا . فعملية التصميم هي عملية إنتاج وليست هي الإنتاج في حد ذاته. فتصميم اللوحة ليس هو اللوحة أو شكل اللوحة، وإنما هو إخراج اللوحة إلى حيز الوجود الحسي والبصري ... فالنظر هو تدريب عقلي ( ذهني ) وليس تدريب على حاسة النظر، وهناك من يقول: " إن الرسم يتطلب قدرا معينا من الذكاء، وأكثر بكثير مما يتطلب من مهارة يدوية ، إذ أن الرسم في حد ذاته هو تصميم بحت، ولكن ليس التصميم هو وحده النهاية ".
- كيف يتفاعل تلاميذ المؤسسات التعليمية التي قمتم بزيارتها مع الثقافة الفنية بصفة عامة ؟
أغلبية التلاميذ لم يسبق لهم أن زاروا متحفا أو معرضآ . فإن كتب لهم وأن شاركوا في رحلات مدرسية أو مخيمات صيفية، فالأمر يقتصر فقط على وقفات خاطفة للمنشطين لا تفي بالغرض المطلوب . وهذا لا يعني أن الحس الجمالي لدى فئة عريضة من التلاميذ غير متوفر أو منعدم، بل هناك حالات موهوبة بالفطرة، ولا تحتاج سوى للأخذ بيدها وتشجيعها، وإخضاعها للممارسة والتدريب. أما المكتبة والانترنيت فتبقى مرتعا لكل مهتم بالمجال الفني، وإن كانت لا تخلو من مشاكل: فالكتب الفنية باهضة الثمن، ولا يتسنى للكل اقتناءها ، مثلما أن الكتب الفنية تكون بلغات أجنبية، والتلاميذ والطلبة يلاقون صعوبات كبيرة في الترجمة، وبالتالي الإقبال عليها، كما لا توضع أجمل وأثمن الكتب الفنية تحت متناول الجميع مما يعرضها لسوء الاستعمال . أما بخصوص الثقافة العامة تجاه الفن فنلاحظ أن الكل متفق على احترام الفن الإسلامي القديم، وأن الغالبية العظمى من مثقفينا يجهلون حقيقة وجذور الفن الغربي، ولذلك ينظرون إليه نظرة مرتابة ويسارعون إلى التكريه فيه .
- ما دور ورشة بوزليف الذي يثـوق إلى تطويرها إلى مؤسسة، في تعميق الثقافة الفنية بمدينة السمارة ؟
من خلال ما تقدم أجد أن هناك صعوبات مسبقة في التثقيف والتعليم الفني في مجتمعنا ومؤسساتنا التعليمية، رغم المادة المدرسة كمادة قائمة بذاتها. فهذه الأخيرة تبقى حبيسة نقطة المراقبة المستمرة والامتحان الخ... ومن هذا المنظور استطعت أن أصمد وأخطو في مسيرتي التعليمية كأن شيئا لم يكن، وذلك إدراكا مني أنني أستلم متعلمين لهم رصيد متواضع إلى دون المتوسط في الفن، راكموه في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية. وفي السنوات السابقة، ارتأيت أن يكون التدريس من الصفر، على قاعدة أن الفن تعبير عما يجول في النفس من ردود فعل للمؤثرات الفراغية والعوامل الإدراكية، حيث يؤدي إلى إفصاح فراغي جميل يكون على صورة خامة من خامات الفراغ أو أكثر، وإقناع المتعلمين بأن العمل الفني يشارك فيه الروح والجسد ككل في كل متكامل ، والاستعانة بالأساليب الحديثة من تكنولوجيا ووسائل مساعدة، تسهل العمل الفني ولا تعرقل إنتاجه، كاستعمال الحاسوب في التصميم . وإقناعهم كذلك أن العمل الفني هو الفكرة في حد ذاتها، الناجمة عن إدراكات الفنان، هذا مع تشجيعهم على استعمال الأساليب والوسائل المتوفرة في تحقيق العمل وإقناعهم بالتواضع، ذلك أن التعبير الفني ليس إعجازا، وبإمكان الجميع أن يكشفوا أسلوبا يستطيع كل منهم من خلاله أن يفلح في إحدى محاولاته الإبداعية في تحقيق الغاية في الحصول على عمل يكون قريبا من المستوى الفني . كما أن وعي المتواضع وعلمي المسبق بتحدى الصعوبات الاقتصادية، وذلك بتبني المقولة:" إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع" ، وبالابتعاد عن إرهاق المتعاطي لهذا اللون الفني، بالاعتماد على الموارد والمواد المحلية المتوفرة . وإدراكا مني للتحليل السيكولوجي للإدراك الفراغي، واعتماده على أن البيئة التي تختلف من مكان إلى آخر، وفتؤثر بدورها على بديهية ومنطق الإدراك الفراغي، وبالتالي وتبعا لذلك يكون أسلوب التعبير . مما جعلني أتفهم أساليب المتعلمين في التعبير مع اختلاف مسقط رأسهم واختلاف نمط معيشتهم . وإدراكا مني بأن التعبير هو حتمية مصيرية للثقافة الفنية - فإني أعتمد على تثقيف الطلبة، وتكثيف ذلك في المراحل الأولى من التدريس بإعطائهم دروسا، وإعطائهم الفرصة في المشاركة في مواضيع أهمها تعريف الفن ووظيفته ، الجمال والفن ، فن الأطفال، تاريخ الفن ومقارنة تطوره بتطور الإدراكات السيكولوجية في مراحل النمو لدى الأفراد، ارتباط الفن بالمجتمع، المدارس والمذاهب الفنية وأسباب نشوئها . وانطلاقا من طبيعة وخصائص الفن الإسلامي وارتباطه بالتجريد من ناحية، وارتباطه بالادراكات الفراغية والثقافة الفلسفية التي تقوده كان لنا الفن الإسلامي، وما ارتبط بع من خط عربي وزخرفة من ناحية أخرى، فإنه يعد بحق منهجا فنيا انطلقت منه لأفهم وأفسر الحركات الفنية الحديثة وخاصة فيما يتعلق بالتعبير والتحليل والتجريد والاختزال والتجريد المطلق .
حاوره العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية | |
|