لقد شهدت بلادنا إبان تولي جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، تحولات سياسية، اجتماعية واقتصادية مهمة، ترجمتها الأوراش الكبرى و المبادرات الملكية السامية الرامية إلى تنمية بشرية مستدامة تصان من خلالها كرامة المواطن و حرمة الوطن.
ويعتبر الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة الذكرى الرابعة و الثلاثون للمسيرة الخضراء المظفرة ميثاقا للوطنية الصادقة ، التي تجعل من التحديات الكبرى للدولة أولى الأولويات .لكن وللأسف الشديد فإن جل مكونات المجتمع المغربي لم تستوعب فحوى الخطاب السامي سيما الطبقة السياسية.
فبالأمس حرمت الطبقة السياسية المشكلة للأحزاب الإنتخابوية المغاربة من الإستفادة من العبقرية الحسنية، حيث عارضت الحسن الثاني رحمه الله ، و فوتت بالتالي على المملكة المغربية فرصة تبوء مكانة مرموقة ضمن قائمة الدول المتقدمة ،إلا أنها لم تفوت على مكوناتها فرصة الإثراء الفاحش و الفساد المبين و التلاعب بمصالح البلاد و العباد.
أما اليوم؛ وكما سبقت الإشارة فإن الطبقة لم تستوعب الدرس جيدا، و إنما رددت كن مواطنا أو لا تكون وسيستها في أكثر من استجواب عقب الخطاب الملكي .هذا الخطاب " خطاب المسيرة الأخير " الذي شكل تمهيدا أو ديباجة للخطاب الملكي الذي وجه للأمة بتاريخ٣/١/٢٠١٠ ، حيث دشن جلالة الملك لعهد جديد سيرقى بالمغرب ليأخذ مكانته الطبيعية في ريادة قائمة الدول السائرة في طريق النمو، كما أبان تنصيب اللجنة الإستشارية للجهوية من لدن جلالة الملك و بوضوح عن حسن نية المغرب و تشبته الفعلي بمقترح الحكم الذاتي كحل سلمي لقضيتنا الوطنية.
وإلى الطبقة أعود فأقول! أخشى عليكم عدم القدرة على تحمل هذا المشروع الكبير مشروع الجهوية المتقدمة، وذلك لما أبنتم عنه من قبل في تدبيركم وسوء فهمكم بحسن؛ أو سوء نية لمفهوم مجلس المدينة. وإذا سمحتم طهروا كهوفكم و كفاكم استهزاء وتلاعبا بشعار المملكة " الله ـ الوطن ـ الملك".