| الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:41 | |
| [b][color=maroon][font=Times New Roman]آل بويه:[/font][/color][/b][font='Times New Roman'] يعود أصل هذه الأسرة إلى الفرس، وقد سكنت هذه الأسرة بلاد الديلم فعرفوا وكأنهم منهم، وكان أول من برز منهم أبو شجاع بويه وكان عنده ثلاثة أولاد هم: علي وحسن وأحمد وكانوا جنود عاديين في الجيش وأبدوا شيئاً من الشجاعة فأصبحوا في رتبة الأمراء فأكرمهم مرداويج والي بلاد الفرس أيام الخليفة المتقي لله. وأولاهم المناصب ثم غضب عليهم فانفرد كل منهم في مكان وكان علي أشجعهم وأكرمهم وكان والياً على بلاد الكرج من قبل مرادويج وعندما قرر طرده سير له جيشاً فترك تلك البلاد واتجه نحو أصفهان وانتصر على المظفر بن ياقوت وعظم أمره ثم دخل شيراز عام 322 وعندما مات مرادويج عام 323 بقي علي بن بويه في الميدان فدانت له بلاد فارس فعاوناه أخواه الحسن وأحمد على ذلك. وعندما ساءت العلاقة بين الخليفة المتقي وتوزون استدعى أحمد بن بويه لدخول بغداد لكنه فشل في ذلك وانهزم أمام جيش توزون عام 332. ثم أعاد الطلب منه قواد بغداد فدخل بغداد واستقبله الخليفة المستكفي ولقبه معز الدولة كما لقب أخاه علياً عماد الدولة ولقب الحسن ركن الدولة. وقد كان آل بويه شيعة فبدرت منهم أعمال كثيرة منكرة وابتدعوا العديد من البدع الغريبة عن الإسلام. وقد كان هؤلاء الثلاثة يمثلون إمارات محلية كانوا يسيطرون عليها بالإضافة لمركز الخلافة بغداد. فكان كبيرهم علي عماد الدولة البويهي يحكم فارس وهو أمير الأمراء وكان أخوه أحمد معز الدولة البويهي بحكم باسم أخيه العراق والأهواز ويحكم أخوه الأصغر الحسن ركن الدولة البويهي الري وهمدان وأصبهان وكانوا يغالون في تشيعهم حتى كان عهدهم عهد صراع بين السنة والشيعة. وعندما مات عماد الدولة عام 338 قام ابن أخيه خسرو الذي تلقب بـ عضد الدولة بمهام عمه لأنه لم يكن عنده أولاد، ثم مات معز الدولة عام 356 وكان الأتراك قد قوي ساعدهم على عهده فقام من بعده ابنه بختيار الذي تلقب باسم عز الدولة ونشبت الحروب بين منصور بن نوح قائد الدولة السامانية وبين البويهيين فأجبرهم منصور على أن يدفعوا كل عام مائة ألف دينار. ثم اختلف بختيار مع سبكتكبن واستطاع الأتراك محاصرة دار عز الدولة بختيار ودخولها فطلب العون من عمه ركن الدولة ومن أبي تغلب الحمداني، وكان الخليفة المطيع مع الأتراك فتوفي المطيع وتوفي سبكتكبن فالتف الجند حول (افتكين) وضعف أمر عز الدولة بختيار وقوي أمر ابن عمه عضد الدولة فملك العراق. وقعت جفوة بين الخليفة الطائع لله وعضد الدولة فقطع عضد الدولة الخطبة عن الطائع مدة تزيد عن شهر ونصف. ثم اضطربت أحوال العراق على عضد الدولة إذ خلع طاعته المرزبان بن عز الدولة في البصرة ومحمد بن بقية في واسط وسهل بن بشر في الأهواز. وحاول عضد الدولة الاستعانة بوالده ركن الدولة الذي رفض وأصر على إعادة بغداد لابن أخيه عز الدولة وهذا ما حدث فيما بعد. ثم تنازل ركن الدولة بما تحت يده لأولاده عضد الدولة ومؤيد الدولة وفخر الدولة فعاد عضد الدولة يطلب بغداد من ابن عمه بعد وفاة والده فتركها عز الدولة ولجأ إلى حمدان بن ناصر الحمداني وسارا باتجاه الموصل لتخليصها من أبي تغلب فاتصل أبو تغلب الحمداني بعز الدولة وطلب منه أن يسلمه أخاه حمدان كي يقاتل معه ضد ابن عمر عضد الدولة ففعل عز الدولة ذلك، فسجن أبو تغلب أخاه حمدان وسار مع عز الدولة لملاقاة عضد الدولة فتواجهوا بالقرب من «تكريت» فانتصر عضد الدولة وأخذ ابن عمه عز الدولة أسيراً وقتله وسار إلى الموصل وملكها وهرب أبو تغلب إلى نصيبين واستمر عضد الدولة بملاحقته حتى حظي به في طبريا. واستمر عضد الدولة في ملكه حتى توفي عام 372 هـ ثم اختلف شرف الدولة بن ركن الدولة مع أخيه صمصام الدولة وانتصر شرف الدولة ودخل بغداد وملكها عام 376 هـ وسجن أخاه صمصام. ثم توفي شرف الدولة وتوفي الملك بعده أخوه بهاء الدولة، واستطاع صمصام الدولة أن يهرب من سجنه والانتصار على جيش أخيه بهاء الدولة ثم تصالحا، ثم اختلفا أيضاً. وهكذا بدأ وضع البويهيين يسير نحو الضعف بسبب الصراع الداخلي أضف إلى ذلك ازدياد نفوذ القادة الأتراك ويعد بهاء الدولة أول من سعى لزيادة قوة الأتراك. فبعد وفاة بهاء الدولة عام 403 هـ وقع النزاع بين أبناءه فكان سلطان الدولة هو الذي تولى مكان أبيه فالتجأ أخوه قوام الدولة إلى محمود الغزنوي الذي أمده بقوة عسكرية لمواجهة أخيه. أما بغداد فقد وقع الخلاف بين الأخين سلطان الدولة وابنه أبي كاليجا مع مشرف الدولة ثم تسلم بغداد أخوهم جلال الدولة وكان ذلك أيام الخليفة القادر بالله. ثم اختلف الجند مع جلال الدولة عام 423 ودخلها أبو كاليجار الذي ولى حماية الجانب الشرقي منها لأرسلان البساسيري، وتصالح أبو كاليجار مع جلال الدولة ثم عاد الخلاف بينهما في هذا الوقت كان طغرل بك السلجوقي قد بعث أخاه إبراهيم ينال إلى بلاد الجبل ودخل فصالح أبو كاليجار طغرل بك، وبعد وفاة أبي كاليجار عام 440 تولى مكانه ابنه أبو نصر خسرو الذي تسمه بالملك الرحيم، وكانت العلاقة بين الخليفة العباسي وآل بويه سيئة بسبب تقرب البويهيين من العبيديين وبدء انتشار دعوتهم. ما أدى بالخليفة إلى طلب طغرل بك لدخول بغداد والتي كانت تحت حكم البساسيري. ومع هذا كان الخلاف بين الملك الرحيم وإخوته على أشده الأمر الذي زاد في إضعافهم فطلب الخليفة العباسي من الملك الرحيم الخضوع لسلطة طغرل بك الذي كان في طريقه إلى بغداد عام 447 وبذلك انتهى عصر آل بويه وانتهى تسلطهم على الخلافة الإسلامية في بغداد.[/font] | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:42 | |
| آل زنكي: زنكي هو لقب عماد الدين بن آق سنقر الذي كان والياً على حلب وقتل عام 487 وكان عمر ابنه عماد الدين زنكي يومذاك عشر سنوات، ثم دخل عماد الدين زنكي في سلم الترقيات عند أمراء السلاجقة، ثم علا شانه وتنقل في المناصب إلى أن تسلم ولاية الموصل عام 520 هـ. ثم ضم إليه حلب عام 522 هـ. وفي الوقت الذي كان عماد الدين زنكي يدخل في الصراعات الدائرة في العراق وبين السلاجقة بعضهم مع بعض لم يكن ليتجه نحو المشرق فقط، بل كانت أكثر أيامه بالمغرب يعمل على قتال الصليبين وتجميع تلك البلاد تحت قيادة واحدة إذ كانت بلاد الشام يومذاك مجزأة بين أمراء المدن وأشهرهم في دمشق طغتكين. توسع سلطان عماد الدين زنكي فقد ضم إليه بعد الموصل وحلب سنجار والخابور وحران عام 523 وأربيل عام 526 والرقة عام 529 وقد انضم الأكراد إليه بقيادة نجم الدين أيوب وأسد الدين شيركوه فأكرمهم وسلمهم بعلبك حينما استولى عليها عام 534 كما ضم حماه عام 524 غير أن إسماعيل بن بوري حاكم دمشق قد استردها منذ عام 527، ثم دخلها عماد الدين زنكي ثانية عام 529 وألقى الحصار على دمشق وكان حاكمها مجير الدين ويتسلط عليه (إفر) الذي يتعامل مع الصليبين ضد زنكي، وفشل عماد الدين زنكي في كل محاولاته لدخول دمشق ثم فتح عماد الدين زنكي عام 529 معرة النعمان وكفرطاب، ثم حشد له الصليبيون عندما كان يحاصر حمص عام 531 بقيادة ملكهم فولك قائد جيش بيت المقدس وريموند قائد جيش طرابلس فترك عماد الدين حصار حمص والتقى بهم في معركة قاسية انتصر فيها عليهم وأسر ريموند أما فولك فقد هرب إلى حصن بعرين، ثم استطاع عماد الدين أن يتسلم حصن بعرين وأن يستمر في قتاله للصليبيين حتى أخذ إمارة الرها عام 539 واستمر في صراعه مع الصليبيين إلى أن قتل عام 541 وهو يحاصر قلعة جعبر على نهر الفرات. خلف عماد زنكي ابنه سيف الدين غازي على الموصل على حين خلفه في حلب ابنه الثاني نور الدين محمود وقد تبع محمود سياسة أبيه في قتال الصليبيين بتوحيد بلاد الشام، وقد وقف دون استرداد الصليبيين لإمارة الرها، وقد تمكن محمود عام 545 في فتح مدينة أعزاز وأسر جوسلين وابنه في المعركة التي جرت بينهما، كما استطاع في عام 549 من دخول مدينة دمشق بناء على رغبة أهلها. وأما الموصل فقد بقي غازي سيف الدين عليها حتى توفي عام 544 وخلفه من بعده أخوه قطب الدين مودود. لقد كان القتال بين نور الدين محمود والصليبيين سجالاً في المرحلة الأولى إلا إنه في المرحلة الثانية حرص على حصرهم بين جبهتين عندما ضعف العبيديون في مصر فاستطاع أن ينال منهم كثيراً لقد هُزم نور الدين محمود عام 558 عند حصن الأكراد حيث فاجأته قوات الصليبين واخطر المسلمون للفرار. وفي العام التالي سار الصليبيون إلى مصر بأعداد كبيرة نجدة لشاور وزير العاضد العبيدي، وفي نيتهم التسلط على مصر فهاجمهم نور الدين محمد من الشمال وأرسل قائده أسد الدين شيركوه إلى مصر وقد استطاع نور الدين محمود من الدخول إلى حصن حارم وأسر صاحب انطاكية (بيمند) وكذلك صاحب طرابلس (القومص) ثم تابع سيره ففتح بانياس. وبعد أن ضعفت الدولة العبيدية وجه نور الدين محمود جهده إلى مصر لدعمها ضد الصليبين الذين ركزوا جيوشهم إلى تلك الجهات ليبسطوا نفوذهم على مصر بإيجاد الفرقة بين المتنازعين في مصر، وقد استطاع أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي بعد أن قاما بعدة حملات على مصر أن يدخلاها ويتخلصان من شاور وزير الخليفة العاضد العبيدي، وذلك عام 564 هـ. وبعد استلام صلاح الدين الأيوبي الوزارة بعد وفاة عمه تمكن من القضاء نهائياً على الدولة العبيدية في مصر وأعاد الخطبة للخليفة العباسي المستنجد بالله في عام 567 هـ. وهكذا أصبحت حدود نور الدين محمود زنكي تصل إلى مصر، وأصبح الصليبيون محاصرين بين فكي كماشة المسلمين. وقد سار نور الدين محمود إلى بلاد قلج أرسلان الصغير في أسيا الصغرى حيث يعرفون هناك باسم سلاجقة الروم وذلك في عام 568 فأصلح ما وجد من خلل ثم سار ففتح مرعش وغيرها. وفي عام 569 سار إلى بلاد الروم ومعه ملك الأرمن وصاحب ملاطية فهزم الروم وحاصروهم فصالحوه وقدتوفي نور الدين محمود زنكي في نفس العام بدمشق وخلفه ابنه الملك الصالح إسماعيل وقد كان صغيراً فتحرك الصليبيون صوبه فصالحهم على مالٍ يؤديه لهم. فعند ما رأى صلاح الدين الأيوبي وظهر له سوء سيرة الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين وكذلك ابن عمه سيف الدين غازي أمير الموصل فاستناب مكانه أخاه الملك العادل أبا بكر وخرج إلى دمشق فانتقل الملك الصالح إسماعيل إلى حلب، فولى صلاح الدين على دمشق أخاه سيف الإسلام طغتكين وسار إلى حلب وأخذ في طريقه حمص وحماه وقاومته حلب واستنجد إسماعيل بالقومص ريموند صاحب طرابلس الصليبي الذي استرد حمص، وهذا ما أجبر صلاح الدين لرفع حصاره عن حلب ورجع إلى حمص فهزم ريموند الصليبي ورجع إلى حلب فدخلها، فاعترف الملك العادل سليمان بسلطان صلاح الدين الأيوبي على بلاد الشام كلها. وعندما توفي إسماعيل عام 577 لم يكن له ولد فأوصى لأمير الموصل عز الدين فأصبحت حلب والموصل له، وكان ابن عمه عماد الدين صاحب سنجار فطلب منه حلب فقصد محاربة صلاح الدين، وهذا ما أجبر صلاح الدين على العودة إلى حلب ودخولها، فأصبحت حلب من أملاك صلاح الدين وآلت من بعده لابنه الطاهر وبقيت بأيدي الأيوبيين حتى جاء المغول. أما الموصل فقد كان عليها سيف الدين غازي الثاني والذي بقي معتدلاً طيلة فترة عمه نور الدين محمود فلما توفي عمه عام 569 تبدل مسلكه حتى توفي عام 576 وخلفه عز الدين مسعود، ثم توالى عدد من الأمراء حتى كان إسماعيل بن لؤلؤ في عام 657 ثم جاء المغول عام 660. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:42 | |
| آل زيري:
مؤسس هذه الإمارة هو «بلكين بن زيري» والي المعز لله العبيدي على المغرب بعد خروجه من المهدية باتجاه القاهرة، وقد أقرَّه ابنه أيضاً من بعده العزيز بالله العبيدي بل زاد عليه أيضاً، وقد بقي يخطب للعبيديين مع أنه استقل عنهم بعد وفاة بلكين (يوسف فيما بعد) عام 373 خلفه ابنه المنصور الذي سار إلى المغرب ليرد الزناتيين إلى طاعته فهزم أمامهم ثم توفي المنصور بن يوسف بلكين عام 386 وكان كريماً وشجاعاً وخلفه ابنه جاديس الذي كني أبامناد، وقد عين عمه حماد بن يوسف بلكين على منطقة أشير وأقطعه إياها. ثم أضاف إليه الجزء الغربي من الدولة وبدا تأسست الدولة الحمادية وقد تقاتل باديس مع عمه حماد عام 406، وقد أعطى باديس الولاية بعده لابنه المنصور الذي تفرغ لمحاربة حماد وعندما عاد ظن أن الناس قد بايعت أخاه المعز بن باديس فدخل مع الجماعة وبايع، وسار المعز لقتال حماد وانتصر عليه ثم صالحه. وفي عام 440 قطع المعز بن باديس الخطبة للعبيديين وخطب للعباسيين، فما كان من المستنصر العبيدي إلا أن حرض عليه قبائل بني هلال التي حاربت ابن باديس واستطاعت أن تدخل القيروان وخربتها عام 443، ولم يبق للمعز سوى المهدية وما حولها ولكنه ما لبث أن قوى أمره من جديد، إلا أنه توفي عام 454 واستلم أمر الدولة من بعده ابنه تميم وكان والياً على المهدية أيام أبيه، وقد استطاع أن يسترد مدن سوسة وتونس وصفاقس، إلا أن الأفرنج قد هاجموا المهدية من البحر واستولوا عليها عام 480 فصالحهم على مال وصرفهم عنها. وقد استنجد أهل صقلية بتميم فأرسل إليهم اسطولاً لمواجهة النورمانديين فحدث خلاف بين المسلمين في صقلية استغله النورمانديين وهاجموا الجزيرة وسيطروا عليها تماماً عام 484 وبذا فقد زالت سيطرة المسلمين عن صقلية بعد 270 سنة. ثم هاجم الايطاليون تميم بن المعز في أسطول كبير غير أنه هزمهم وانتصر عليهم. توفي تميم بن المعز في المهدية عام 501 هـ وفي إمارة آل حماد توفي الناصر بن علناس بن حماد وتولى مكانه ابنه المنصور عام 481 هـ. ثم خلفه ابنه باديس بن منصور حتى عام 500 وخلفه أخوه العزيز. ثم تولى الحكم بعد تميم ابنه يحيى الذي كان والياً على المهدية على عهد أبيه، وعندما استقل جعل الخطبة للعبيديين وكانت للعباسيين، وقد عمل يحيى على تقوية جيشه فبنى اسطولاً ضخماً غزا به جنوة وسردينيا وفرض عليهم الجزية، توفي بالمهدية عام 509 ووليه ابنه علي الذي كثرت على عهده الحروب مع الروم وكان على رأسهم روجر الثاني صاحب صقلية توفي عام 515 هـ. وهو يعد جيشه لمحاربة الصقليين. فخلفه ابنه الحسن لكنه كان صغير السن إذ كان يبلغ 12 سنة، فكان الوزراء يقومون بتدبير أمور الدولة، وقد شهدت هذه الفترة صراعاً مريراً مع النورمانديين فحاصروا جزيرة قوصرة، وقد استمر الصراع بين الأمير حسن والنورمانديين مدة من الزمن. أما في إمارة بني حماد فقد توفي العزيز بن المنصور عام 515 وخلفه ابنه يحيى الذي بقي حتى قضي على الدولة الحمادية عام 547. أما في الدولة الزيرية فقد استمر الصراع على عهد الحسن مع النورمانديين ففي عام540 خرج اسطول للصقليين واستولى على جزر قرقنة المقابلة للساحل التونسي، وفي عام 541 استولى اسطول آخر على طرابلس الغرب. وفي عام 542 استبد بمدينة قابس مولى اسمه يوسف فأرسل له الحسن ينذره، فاتصل يوسف بحاكم صقلية روجر وبذل له الطاعة فخلع يوسف الطاعة لآل زيري وقوى صلته مع روجر، فقامت الثورة وقام السكان بتسليم يوسف للحسن الذي أسره فأرسل روجر أسطولاً بإمرة وزيره جورج الذي حاصر جزيرة قوصرة ثم انتقل جورج إلى مدينة المهدية فغادرها الحسن بن علي واتجه إلى بني حماد فحصروه في جزيرة مزغنان مقابل الجزائر اليوم وذلك عام 543 وبقي هناك حتى دخل عبد المؤمن بن علي الموحدي وأخذه حيث سار معه إلى المهدية عام 554 فولاه عليها وهكذا زالت دولة بني زيري بعد حكم 209 سنوات.
السفيانية
وقد امتد حكمها من عام 41 هـ وهو عام الجماعة حيث تنازل الإمام الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان حتى عام 64 هـ بعد وفاة يزيد بن معاوية واستلم الحكم عبد الله بن الزبير في المدينة المنورة ومبايعة المسلمين له. وقد سار معاوية بالناس سيرة حسنة فقرّب من كان بعيداً وحرص على جمع كلمة المسلمين فأعطى الحسن بن علي ما أراد وأمن عبد الله بن عباس ووصله وصالح الجميع حتى لم يبق في أيامه أي معارض له. بل دخل الجميع في طاعته. كما أن رقعة الدولة الإسلامية قد اتسعت لتشمل العديد من الولايات أهمها: ولاية الشام: وقد تولى أمرها يزيد بن أبي سفيان وتعود أهميتها لكونها مركز الأمويين جميعاً وفيها ثغور المسلمين على بلاد الروم وفيها تتركز الصوائف والشواتي وقد كانت سند الخليفة في حروبه. ولاية الكوفة: وقد تولى أمرها المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ومن بعده استلم زياد بن أبيه. ولاية البصرة: وقد تولى أمرها زياد بن أبيه وبعد وفاته استلمها سمرة بن جندب. ولاية خراسان: وكانت مقراً للجهاد ومقر زياد بن أبيه من عهد الإمام علي حتى عهد معاوية الذي أقره عليها ثم ولي خراسان عبد الله بن خازم ثم أرسل والي البصرة زياد بن أبيه طفيل بن عمرو البشكري والياً على خراسان. المدينة المنورة: وتعود اهميتها لأنها مركز إقامة كبار الصحابة وقد تولى أمرها مروان بن الحكم ثم سعيد بن العاص ثم مروان بن الحكم ثم عتبة بن أبي سفيان. مصر وقد تولاها عمرو بن العاص حتى وفاته عام 43 هـ فجاء بعده عقبة بن عامر وخلفه من بعده معاوية بن خديج. أما الفتوحات الإسلامية في هذا العهد فقد انتشرت على طول حدود الدولة الإسلامية من الشرق إلى الغرب وخاصة على الحدود الشمالية مع الروم حيث قام المسلمون بشن العديد من الحملات العسكرية باتجاه القسطنطينية لفتحها وقد كانت هذه الحملات تضم كبار الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير، إلا أن هذه الحملات لم تستطع فتح القسطنطينية. وفي عهد معاوية أنشىء الأسطول البحري الذي ساعد الجيش الإسلامي من البحر في حروبه ضد الروم وكان من أهم القادة البحريين بسر بن أرطأة الذي شارك عام 50 هـ في حصار القسطنطينية. وكذلك عبد الله بن قيس الحارثي الذي شارك في حصارها عام 53 هـ. أما من جهة أفريقيا فقد تم على عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فتح بلاد المغرب على يد القائد عقبة بن نافع حتى وصل إلى ساحل المحيط الأطلس ثم انطلق متوجهاً نحو الجنوب على طول الخط الساحلي حتى وصل إلى بلاد السوس الأقصى وقرر العودة عن طريق الأطلسي الصحراوي إلى القيروان. وقد استشهد في كمين نصبه له البربر أثناء عودته. ومن أهم الأحداث التي حصلت في العهد السفياني بيعة معاوية لابنه يزيد حيث لاقت المعارضة الشديدة من العديد من الصحابة، والأحداث التي وافقت استيلاء يزيد على السلطة وحادثة مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:43 | |
| المروانية: وقد حكمت سبعة وستين عاماً 64 ـ 132 هـ وتوالى عليها عشرة خلفاءهم:
1 ـ عبد الملك بن مروان 73 ـ 86 هـ.
2 ـ الوليد بن عبد الملك 86 ـ 96 هـ.
3 ـ سليمان بن عبد الملك 96 ـ 99 هـ.
4 ـ عمر بن عبد العزيز 99 ـ 101 هـ.
5 ـ يزيد بن عبد الملك 101 ـ 105 هـ.
6 ـ هشام بن عبد الملك 105 ـ 125 هـچ
7 ـ الوليد بن يزيد بن عبد الملك 125 ـ 126 هـ.
8 ـ يزيد بن الوليد بن عبد الملك 126 ـ 126 هـ.
9 ـ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك 126 ـ 127 هـ.
10 ـ مروان بن محمد بن عبد الملك 127 ـ 132 هـ.
الاسرة المروانية: وهي العائلة الأمومية الثانية التي استلمت الحكم بعد مقتل عبد الله بن الزبير في مكة وبدأت هذه الفترة ببيعة عبد الملك بعد وفاة أبيه مروان بن الحكم في مصر والشام، ثم بويع بالعراق بعد مقتل مصعب بن الزبير، وبالحجاز واليمن وخراسان بعد مقتل عبد الله بن الزبير وغدا أميراً للمؤمنين منذ ذلك الوقت عام 73 هـ. وقد استقر له الوضع تماماً لكي يعود لمقارعة الأعداء على كافة حدود الدولة الإسلامية فأعاد السيطرة على بلاد المغرب وردَّ الروم في الأناضول وأرمينيا واستعاد بعض الأجزاء هناك. أما الترك في الشرق وبلاد ما وراء النهر فقد حاربهم وانتصر عليهم، إلا أنه لم تحدث فتوحات واسعة هناك بسبب أن المشرق كانت فيه بعض القلاقل والثورات كالخوارج في بلاد فارس والأهواز والصفرية منهم في الجزيرة والعراق، وقد صرف الخليفة وواليه على العراق الحجاج بن يوسف الوقت الكثير في إخضاع هذه المناطق لحكم الشام. وكذلك شغلت حركة عبد الرحمن بن الأشعث الدولة الوقت الكثير إلى أن تم القضاء عليه وعلى ثورته. هذا الاستقرار الذي امتاز به عهد عبد الملك بن مروان عدَّ مقدمة للفتوحات الكبرى التي حدثت في عهد ابنه الوليد من بعده وكذلك الأزدهار الإداري الذي حصل في عهده فقد استلم الخلافة بعد وفاة أبيه عام 86 هـ وقد بنى على عهده مسجد بنى أمية في دمشق ومسجد الصخرة في القدس وقد كان عهده عهد رخاء على المسلمين فأعطى المجذومين وبنى لهم مشفى خاص وحدثت في أيامه فتوحات واسعة. ففي بلاد الروم كانت الجيوش الإسلامية تتقدم في أرض الروم فوصل مسلمة بن عبد الملك بن مروان إلى عمورية وفتحها عام 89 هـ. وفي البحر دخل المسلمون جزيرة صقلية وميورقة عام 89 هـ. وفي أفريقيا فقد وطد موسى بن نصير الوضع فيها وعمل على نشر الإسلام بين البربر وقد نجح في هذه المهمة فأوكل إلى نائبه عن طنجة وهو طارق بن زياد أن يدرس فتح الأندلس وأن يمهد للقيام بذلك، فدخل مدينة سبتة وكانت بيد الوندال حكام الأندلس ثم اجتاز بحر الزقاق عام 92 ودخل قرطبة وقتل حاكم البلاد (لذريق) ثم لحقه موسى بن نصير وأنما معاً فتح جميع الأندلس. وعلى الجبهة الشرقية في بلاد ما وراء النهر غزا قتيبة بن مسلم الباهلي بلاد الترك وصالح ملك الترك على مال عام 87 فلما رجع عنهم لم يلبث الترك أن نقضوا العهد وجدعوا أنوف الحامية فرجع إليهم قتيبة وحاصر المدينة وفتحها وفي العام التالي غزا قتيبة بلاد الترك وحمل معه (تيرك) أسيراً وقد حقق انتصارات كبيرة، ثم غزا قتيبة عام 89 هـ. بلاد الصفد ونسف وكش، وسار نحو بخارى ولم يتم له فتحها حتى عام 90 هـ ثم فتح سمرقند عام 93 هـ. ثم غزا بلاد الشاش وفرغانة حتى بلغ خوقند وكاشان وكابل ووصل إلى حدود الصين فعرض الجزية على ملك الصين فوافق على ذلك.
وهكذا كانت الجبهة التي يقاتل عليها قتيبة بن مسلم الباهلي واسعة تمتد من أواسط بلاد القفقاس إلى جنوب بحر الخزر ثم تمتد شمالاً لتتعمق في آسيا الوسطى وغدت هذه البقعة الواسعة من الأرض ضمن الدولة الإسلامية وفي بلاد السند تمكن محمد بن القاسم الثقفي من قتل «داهر» ملك السند وذلك عام 90 هـ. وتقدم في بلاده ففتح الديبل (كراتشي اليوم) عام 93 هـ. وتوسع نحو الداخل وفتح مدينة «الملتان» عام 94 هـ. تميز عهد سليمان بن عبد الملك الذي استلم الحكم بعد وفاة أخيه من سنة 96 حتى سنة 99 هـ بعزل الولاة الذين كانوا على عهد أخيه الوليد خاصة ولاة الحجاج بن يوسف الثقفي منهم قادة الفتح الإسلامي في المشرق والمغرب والأندلس ما أدى إلى توقف حركة الفتوحات الإسلامية ذلك أن الولاة الجدد يحتاجون لبعض الوقت لتثبيت أقدامهم في ولاياتهم قبل أن يبدؤوا بعمليات الفتح. إلا أن الجبهة الشمالية التي كانت مع الروم كان الخليفة نفسه من يديرها فبقيت مشتغلة فقد جهز جيشاً كبيراً قوامه مائة وعشرين ألف مقاتل وجهز جيشاً بحرياً من أهل مصر وأفريقيا وكان عليهم عمرو بن هبيرة وكان على الجميع أخوه مسلمة بن عبد الملك وابنه داوود بن سليمان، وانتقل الخليفة إلى مرج دابق للرباط واقسم ألا يعود إلى دمشق حتى تفتح القسطنطينية أو يموت فوافته المنية وهو هناك ينتظر الفتح كما تميز عهده بالرخاء الاقتصادي وبالتنظيم الإداري الذي عمّ البلاد الإسلامية بعد انشاء الدواوين المختصة والاهتمام بها وتطويرها عما كانت عليه من عهد أخيه وعلى عهده أتم بناء الجامع الأموي الذي بدأ به أخوه الوليد بن عبد الملك. وجاء عهد عمر بن عبد العزيز بعد وفاة سليمان بن عبد الملك من عام 99 هـ حتى عام 101 هـ. وكان عهداً مليئاً بالإنفاق والازدهار الاقتصادي فقد أصلح كثيراً من الأراضي الزراعية وحفر الآبار الطرق واعدَّ الخانات لأبناء السبيل وأقام المساجد وعمل طول مدة خلافته بالقضاء على الفقر والحاجة ولم يعد لهما وجود في الدولة الإسلامية. ومن ناحية الأمراء والولاة فقد عزل الخليفة الولاة الذين يرى أنهم قد ظلموا ووقف في وجه الأمراء وأعطياتهم وطلب منهم أن يؤدوا ما في أيديهم من حقوق وعمّ الأمان والاطمئنان بين المسلمين. ومن ناحية الفتوحات فقد عادت إلى سابق عهدها فأرسل المدد إلى الجيش الإسلامي الذي يحاصر القسطنطينية ثم أمرهم بالتراجع خوفاً عليهم من الهلاك ومن ناحية المشرق فقد ثبت وجود الدولة في تلك المناطق بعدما كانت تعمها الثورات والانقسامات ونكث المواعيد. وفي الأندلس كان السمح بن مالك الخولاني يغزوفرنسا عن طريق جبال البرانس ووصل لحدود تولوز ولكن جيش النورمانديين بقيادة دوق أكتيانيا استطاع ايقافه في معركة عظيمة سنة 102 هـ استشهد فيها السمح وتولى قيادة الجيش الإسلامي بعده عبد الرحمن الغافقي الذي عاد بالجيش إلى قواعده، ومع كل ذلك فإن مدة الخلافة لم تطل لعمر عبد العزيز وربما لو طالت لكثرت الفتوحات ولانتشر الإسلام على نطاق أوسع إذ لم يكن هناك أية أحداث داخلية تشغل الناس عن الجهاد. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:47 | |
| المغراوية:
عندما قامت صنهاجة في بلاد المغرب بدعوة العبيديين ثبتت زناتة على الدعوة للأموميين في الأندلس، وقادها زيري بن عطية من قبيلة مغراوة وهي فرع من زناتة فملك مدينة فاس، ثم اتسع سلطانه وخاض عدة حروب إلى أن مات في حربه ضد ابن أبي عامر في الأندلس عام 391 هـ. وخلفه ابنه المعز، ثم قلده المظفر بن أبي عامر والياً على المغرب كله ما عدا سجلماسة، فبقي تابعاً لقرطبة إلى أن تفرقت الأندلس بعد انقراض الدولة العامرية فاستقل بالأمر وتوفي بفاس عام 422. ولم يقوم بعده أحد حتى عام 457 حين قام منغصر ابن المعز الذي كان رهينة أيام أبيه عند المظفر العامري فعاد إلى فاس وبقي فيها، قاوم المرابطين عام 460، ثم قام من بعده ابنه تميم فقتل أمام المرابطين عام 461 ودخلوا مدينة فاس وانقضت بذلك دولة المغراوية.
الامويون:
ويمتد حكمهم من سنة 41 هـ حتى عام 132 هـ. وينقسم العهد الأموي إلى قسمين الأسرة السفيانية والأسرة المروانية وكان خلفاؤها أثني عشر خليفة. 1 ـ الأسرة السفيانية: وقد حكمت أربعة وعشر ين عاماً من 41 هـ ـ 64 هـ. وقد توالى عليها خليفتان: ـ معاوية بن أبي سفيان من 41 ـ 60 هـ.
ـ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان من 60 ـ 64 هـ. ثم استلم الحكم بعد يزيد عبد الله بن الزبير ولا يعد معاوية بن يزيد خليفة لأن الأمة لم تجمع عليه وقد بقي حكم عبد الله بن الزبير من سنة 64 هـ حتى سنة 73 حيث قتله جيش عبد الملك بن مروان.
2 ـ الأسرة المروانية: وقد حكمت سبعة وستين عاماً 64 ـ 132 هـ. وقد توالى عليها عشرة خلفاء هم:
1 ـ عبد الملك بن مروان 73 ـ 86 هـ.
2 ـ الوليد بن عبد الملك 86 ـ 96 هـ.
3 ـ سليمان بن عبد الملك 96 ـ 99 هـ.
4 ـ عمر بن عبد العزيز بن مروان 99 ـ 101 هـ.
5 ـ يزيد بن عبد الملك 101 ـ 105 هـ.
6 ـ هشام بن عبد الملك 105 ـ 125 هـ.
7 ـ الوليد بن يزيد بن عبد الملك 125 ـ 126 هـ.
8 ـ يزيد بن الوليد بن عبد الملك 126 ـ 126 هـ.
9 ـ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك 126 ـ 127 هـ.
10 ـ مروان بن محمد 127 ـ 132 هـ.
الأوس والخزرج:
هما قبيلتان من قبائل العرب كانتا تسكنان المدينة وكان بينهما من العداء ما لا يوصف فآخى الإسلام بينهم، قال الله تعالى: {واذكروا إذ كنتم اعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} وقد كان بينهم حروب قبل الإسلام استمرت حوالي 120 عاماً وحدث أن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الموسم (موسم الحج) فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم فبينا هو عند العقبة إذ لقي رهطاً من الخزرج فقال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن حوالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون حتى أكلمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن ولاقى ذلك قبولاً عندهم لأن يهود كانوا معهم ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكان الأوس والخزرج أهل شرك أصحاب أوثان فكان اليهود وكلما حدث شجار معهم قالوا للعرب: إن نبياً الآن مبعوث قد أظل زمانه نتبعه ونقتلكم معه قتل عادٍ وإرم. فلما كلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لبعض: تعلمون يا قوم والله إنه للنبي الذي يعدكم به اليهود ولا يسبقنكم إليه فأجابوا رسول الله فيما دعاهم إليه فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة وهم ستة أشخاص ونشروا دعوة الإسلام في المدينة وعاد في العام الذي بعده اثني عشر رجلاً فالتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة وبايعوه وهي بيعة العقبة الأولى وفي العام الذي بعده جاء سبعون رجلاً وبايعوه. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:48 | |
| الأيوبيون:
تسلم صلاح الدين الأيوبي أمر مصر كلها بعد أن تم له القضاء على الدولة العبيدية عام 567. وكان قد أوكل إلى قراقوش أمر الوزارة. وقد استطاع صلاح الدين كسب ثقة أهل مصر بسرعة بفضل ذكائه وقوته. ذهب صلاح الدين الأيوبي عام 568 لفتح بلدة الكرك في الأردن واستناب أباه مكانه على مصر، فتوفي أثناء غيابه وقد كان نجم الدين بن شادي أيوب كثير الصلاة والصيام والصدقة، كريم النفس. وفي عام 568 أرسل صلاح الدين أخاه الأكبر شمس الدولة توران شاه إلى بلاد النوبة ففتحها واستولى على معقلها، كما أرسل عام 569 فرقة إلى اليمن بإمرة أخيه شمس الدولة توران شاه فاستطاع أن يملكها وأن ينهي حكم آل مهدي في زبيد وآل حاتم في صنعاء وآل زريع في عدن، وبقي في اليمن حتى عام 570 فاستخلف عليها وعاد إلى بلاد الشام. أما صلاح الدين فقد كان في مصر عند وفاة نور الدين محمود ولما عزم السفر إلى الشام وصل أسطول للصليبيين من صقلية ونزل بالاسكندرية فتصدى له أهلها وانتصروا على من فيه وذلك عام 570، كما أخمد ثورة أحد أنصار العبيديين، ومدَّ نفوذه نحو الغرب إذ أرسل سرية عام 568 إلى أفريقية فاستطاعت أن تأخذ مدينة طرابلس الغرب وسار صلاح الدين إلى دمشق فدخلها وهادن الصليبيين عام 571 ثم ملك حلب غير أنه استبقاها للملك العادل إسماعيل بن نور الدين محمود الذي اعترف له بسلطانه عليه، وأخذ يستعد لقتال الصليبيين. توفي الملك العادل إسماعيل بن نور الدين محمود عام 577 فبسط صلاح الدين نفوذه على حلب والموصل، وبدا أصبحت المناطق التي تحت سلطان صلاح الدين متصلة وعلى امتداد أملاك الصليبيين، ثم بلغه خبر إغارة «رينولد» صاحب حصن الكرك على سواحل بلاد الحجاز وقطعه طريق الحج، وأخذه بعض قوافل المسلمين الحجاج، عندها هاجم صلاح الدين المناطق الصليبية وهزمهم هزيمة منكرة في معركة حطين 25 ربيع الثاني 583، ثم استولى على طبريا وتابع طريقه إلى عكا ونابلس والرملة وقيسارية ويافا وبيروت وما حولها وعسقلان وهكذا أصبحت المناطق الصليبية قسمين إحداها في انطاكية في الشمال في الجنوب في بيت المقدس الذي أصبح معزولاً يحيط به صلاح الدين من كل صوب وأخذ يستعد للهجوم عليه فسار باتجاه القدس بجيش عظيم، ورأى الصليبيون أنفسهم عاجزين عن المفارقة لذا فقد طلبوا الصلح على أن يسلموا بيت المقدس ويخرجوا منه بأموالهم وأولادهم مقابل فدية معينة يدفعها كل واحد منهم. فضمن لهم صلاح الدين الأيوبي الرحيل إلى صور أو إلى طرابلس، ودخل المسلمون القدس في 27 رجب 583 هـ. ثم جاءت الحملة الصليبية الثالثة عام 585 وأحرز ريتشارد قلب الأسد ملك انكلترا انتصاراً على جيش صلاح الدين في أرسوف وتابع زحفه نحو عسقلان، فوجد نفسه أمام قوة كبيرة فبدأ في إجراء مفاوضات حتى تم صلح الرملة عام 588 الذي ينص على وقف الحرب لمدة ثلاثة سنوات بين الطرفين وأن تبقى القدس بيد المسلمين ويسمح للنصارى بزيارة الأماكن المقدسة عندهم فيها. وأن تكون سواحل بلاد الشام من صور إلى يافا تحت الحماية الصليبية. وفي عام 589هـ توفي صلاح الدين في دمشق ودفن فيها وخلفه ابنه عثمان العزيز عماد الدين وقد حكم ست سنوات حتى توفي عام 595 حيث خلفه ابنه المنصور محمد ولم يبق سوى سنة وعدة أيام حتى خلع عام 597 وتسلم السلطة عم أبيه أخو صلاح الدين الأيوبي وهو الملك العادل سيف الدين وبقي حتى عام 605 وفي أيامه استولى الصليبيون الجرمان بإمرة جان دي ميريين على دمياط وقد انتصر عليهم في العديد من المواقع، وتوفي العادل في ذلك العام وقد أوصى لابنه محمد الكامل بإخراج الصليبيين منها، وقد عمل الكامل بنصيحة أبيه فجاءته النجدات من الشام وسار إلى الصليبيين والتقى بهم عند مدينة المنصورة فأغرق سفنهم في نهر النيل وألحق بهم هزيمة منكرة واضطروا لطلب الصلح وذلك عام 608 وانسحبوا من مصر بعد أن بقوا في دمياط ثلاث سنوات وأربعة أشهر. ثم اختلف محمد الكامل مع أخيه والي دمشق الملك المعظم، واستغل هذا الخلاف امبراطور المانيا فريدريك الثاني وشن حملة صليبية إلى فلسطين وأجبر الملك الكامل أن يعقد صلحاً معه تنازل بموجبه عن بيت المقدس شرط أن يبقى مسجد عمر وما جاوره بيد المسلمين، وأن يطلق الأسرى الصليبيين بالكامل وذلك عام 626، وتوفي الكامل عام 635 وكان قد أرسل ابنه المسعود إلى مكة فدخلها عام 620 وامتد نفوذه من الجزيرة العراقية إلى الحجاز ومصر وتوفي بدمشق. وخلفه ابنه محمد العادل ونافسه أخوه الأكبر نجم الدين أيوب أبو الفتوح ودخل إلى مصر وقبض على العادل وسجنه عام 637 وتولى هو السلطنة. وفي عهده شن ملك فرنسا لويس التاسع هجوماً على دمياط واستولى عليها، وتقدم نحو المنصورة وانتصر في بداية الأمر ثم رده المماليك بقيادة الظاهر بيبرس، وفي هذه الأثناء توفي الملك الصالح فكتمت زوجته شجرة الدر نبأ وفاته عام 647هـ وبقيت هي بنفسها تدير الأمر باسمه وأرسلت إلى ابنه توران شاه تستقدمه، وعندما وصل إلى القدس انتقلت إلى القاهرة واختلفت مع ابن زوجها وقتله بعض المماليك ولم يصل إلى القاهرة إنما جاء مباشرة إلى دمياط وحارب الصليبيين واسترد دمياط وكانت وفاته عام 648 ومدة سلطنته أربعون يوماً وبموته انتهى أمر الأيوبيين. تابعت شجرة الدر حكم الدولة وكانت توقع باسم «ملكة المسلمين» أو «المستعصمية الصالحية» ولم يستقر أمرها سوى ثمانين يوماً، وخرجت الشام عن طاعتها وجعلت عز الدين أيبك وزيراً لها وكان وزير زوجها، ثم تزوجته وتنازلت عن السلطنة وبقيت هي المسيطرة وتلقب عز الذين أيبك بالملك المعز وعندما أراد أن يتزوج عليها قتله مماليكها وعلم ابنه علي فعمل على قتلها عام 655. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:49 | |
| الخلفاء الراشدون:1
الخلافة: هي استخلاف أحد المسلمين لحكم الناس حسب منهج الله سبحانه وتعالى، والخلافة أمرٌ ضروري لاستقامة الحياة فهو يمثل السلطة التنفيذية للشريعة، والخلفاء الراشدون هم أربعة: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فالمدة القليلة التي لا تزيد على 40 سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلق عليها الخلافة الراشدة والتي تعاقب عليها الخلفاء الأربعة وذلك لأنهم ساروا على نهج رسول اا صلى الله عليه وسلم فوصلوا بالدولة الإسلامية إلى قمة الحضارة المتكاملة الجوانب، وأول الخلفاء الراشدين هو أبو بكر عبد الله بن عثمان أبي قحافة. ولد بمكة نشأ سيداً موسراً وعالماً بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها حرَّم على نفسه الخمر في الجاهلية فلم يشربها وكان له مواقف عظيمة في الإسلام فهو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه وقد أنفق ماله في سبيل الله وقد أسلم على يديه الكثير واشترى الكثير من المسلمين العبيد وأعتقهم وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة وكان الأمير على الحج في العام التاسع وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالناس في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع كبار الصحابة في سقيفة بني ساعدة وبايعوا أبا بكر بالخلافة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الرغم من قصر مدة خلافته رضي الله عنه (سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام) إلا أنها كانت مليئة بالأعمال الجليلة التي تحتاج إلى السنوات الطويلة فقد قام بحروب المرتدين والممتنعين من دفع الزكاة وأنفذ إرسال جيش أسامة بن زيد الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم وتوقف بسبب وفاته عليه الصلاة والسلام وسيَّر الجيوش إلى بلاد الشام وفتح جزءً كبيراً من العراق وكان موصوفاً بالحلم والرأفة بالعامة خطيباً وشجاعاً بطلاً ولما مرض سيدنا أبو بكر وشعر بدنو الأجل استشار كبار الصحابة بتولية الخلافة لعمر بن الخطاب فرضوا به فكتب العهد سيدنا عثمان بن عفان وقرأه على سيدنا أبي بكر ففرح بذلك وأرسل لعمر فوعظه وأوصاه بالمسلمين خيراً وتوفي رضي الله عنه في السنة الثالثة عشرة للهجرة تاركاً سيرة عطرة يضرب بها المثل حتى قال سيدنا عمر بن الخطاب (رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده) أي أتعب الذي يريد تقليده في سيرته وتسلم الخلافة عمر بن الخطاب أبو حفص ثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقب بأمير المؤمنين الصحابي الجليل الشجاع الحازم صاحب الفتوحات يضرب بعد له المثل كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم وهو أحد العمرين اللذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحدهما، قال ابن مسعود: (ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر) وبويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة 13 هجري بعهد منه وقد تم في أيامه فتح بلاد الشام وفتح العراق وفتح القدس والمدائن وفتح مصر والجزيرة حتى قيل انتصب في خلافته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام واتخذ بيت مال للمسلمين وأمر ببناء البصرة والكوفة فبنيتا وأول من دوَّن الدواويين في الإسلام وكان يطوف في الأسواق منفرداً يتفقد أحوال المسلمين وكان يخرج ليلاً يطمئن على المسلمين، وكان أول ما فعله لما ولي أن رد سبايا أهل الردة إلى عشائرهن، وقال: (كرهت أ ن يصير السبي سبة على العرب) وكان نقش على خاتمه: (كفى بالموت واعظاً يا عمر)، لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق وكناه بأبي حفص وقتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي (غلام المغيرة بن شعبة) غيلة طعنة بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الفجر وعاش بعد الطعنة ثلاثة أيام وكان لا يريد أن يوصي بالخلافة لأحد وعلل ذلك بأنه لا يريد حمل الخلافة حياً وميتاً ولكن الصحابة ألحوا عليه كي لا يختلف المسلمون فاختار ستة وهم: (عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص) وجعل الأمر بينهم شورى يختارون أحدهم فاختاروا بعد المشاورة سيدنا عثمان بن عفان وبويع رضي الله عنه في السنة الرابعة والعشرين وهو الخليفة الراشدي الثالث ذو النورين في تزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية ثم أم كثلوم ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل وكان غنياً شريفاً في الجاهلية جهَّز مرة نصف جيش العشرة بماله الخاص فبذل ثلاث مئة بعير بأقتابها وأحلاسها وتبرع بألف دينار وافتتحت في أيام خلافته أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقيا وقبرص وأتمَّ جمع القرآن وهو أول من زاد في المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدم الخطبة في العيد على الصلاة وأمر بالأذان الأول يوم الجمعة واتخذ الشرطة واتخذ داراً للقضاء بين الناس وكان كثير العطايا نقم البعض على ولاته وكانوا من الغوغائيين فطلبوا منه عزلهم فلم يلب طلبهم فحصروه في داره يراودونه على أن يخلع نفسه فلم يفعل فحاصروا بيته في المدينة أربعين يوماً وزجر علي بن أبي طالب الثائرين فلم يرعووا، ودخل دار عثمان بعض أبناء الصحابة منهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وابن الزبير والحسن والحسين ابنا علي ومحمد بن طلحة وغيرهم وطلب عثمان منهم ألا يقتلوا أحداً وعزم عليهم أشد العزيمة ثم تسوَّروا عليه بعضهم الجدار فقتلوه صبيحة عيد الأضحى وقد حاول بعض الصحابة ممن وجد في البيت أن يدافع عنه ولكنه أقسم عليهم أن يلقوا سيفوفهم ففعل بعضهم ولكن قدر الله وقع وكان ذلك في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة ثم بويع بالاخلافة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو الحسن أمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة من أكابر الخطباء الفصحاء والعلماء والقضاة وأول الناس إسلاماً بعد خديجة وكان غلاماً ولد بمكة وربي بحجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه وكان اللواء بيده أكثر المشاهد، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه بعد الهجرة قال له: (أنت أخي) وولي الخلافة بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتله عثمان وقتلهم وتوقى علي الفتنة وتريث في ذلك فغضبت عائشة وقام معها جمع كبير في مقدمتهم طلحة والزبير وقاتلوا علياً فكانت وقعة الجمل سنة 36 هـ ظهر فيها سيدنا علي، وعند تسلم سيدنا علي الخلافة أرسل الرسل يعزل الولاة الذين كانوا على عهد سيدنا عثمان وذلك لاستياء الناس منهم وضمن أولئك والي الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وبلغ خبر قتل سيدنا عثمان لمعاوية ثم خبر تولي علي وعدم مبايعة البعض له ومنهم من كان من أصحاب الشورى أما طلحة والزبير فبايعا مكرهَين فتريث معاوية بالمبايعة ولم يترك ولاية الشام لمن أرسله سيدنا علي ورأى أن الأمر لم يستتب بعد لعلي فلم يبايع وطالب بالثأر لعثمان رضي الله عنه وكانت بين علي ومعاوية وقعة صفين وانتهت بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص فاتفقاسراً على خلع علي ومعاوية وأعلن أبو موسى ذلك وخالفه عمرو فأقر معاوية فافترق المسلمون ثلاثة أقسام: الأول بايع معاوية وهم أهل الشام والثاني حافظ على بيعته لعلي وهم أهل الكوفة والثالث اعتزلهما ونقم على علي رضاه بالتحكيم وهم الخوارج وكانوا يقولون: (لا حكم إلا لله) ويقول سيدنا علي: (كلمة حق أريد بها باطل) وكانت بين سيدنا علي والخوارج وقعة النهروان سنة 38 هـ وكانوا قد كفروا علياً ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة فقاتلهم فقتلوا كلهم وكانوا 1800 تقريباً فيهم جماعة من الصحابة وأقام علي بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي غيلة في مؤامرة 17 رمضان المشهورة في عام 40 هـ واستشار البعض سيدنا علي وهو يعاني قبل موته بمبايعة الحسن بن علي فقال: (لا آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر) فبايعوا الحسن بن علي رضي الله عنه وبقي الحسن في الخلافة ستة أشهر رآى خلالها تخاذل أصحابه وضرورة جمع الأمة فتنازل لمعاوية في 25 ربيع الأول عام 41 هـ وانتقل الحسن والحسين إلى المدينة وهكذا انتهت مدة الخلافة الراشدة التي سارت على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:49 | |
| الخلفاء الراشدين -2 أجمع المسلمون أن الخلفاء الراشدين أربعة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وإنما دعوهم الراشدين لقيامهم على منهاج الكتاب والسنة في جميع أعمالهم وتصرفاتهم، وقد ضن بهذا الوصف على غيرهم من الخلفاء لأن أبهة الملك كانت قد تملكتهم، فلم يكونوا على قدم رسول اللّه في البعد عن زخارف الدنيا والعزوف عن لذائذها. فقد توفي الصديق ولم يجدوا عنده من مال الأمة إلا دينارا واحدا كان قد سقط من كيس. فكان لا يبقي عنده من مال اللّه شيئا بل كان قد خرج عن ماله كله للّه. وكان يتجر في أثناء خلافته ليقيت نفسه وأولاده ولكنه اضطر لترك التجارة لما رآها تشغله عن مهام الدولة وفرض لنفسه مالا معينا من بيت المال فلما دنى أجله أوصى أن تباع أرض كانت له وأن يدفع ثمنها مقابل ما أخذه من مال الأمة. ومات ليس له غير ثوبين أوصى أن يكفن فيهما. أما عمر فكان آية في الزهد والتقشف فقد كان يلبس ثوبا وهو خليفة عليه أربعة عشرة رقعة. غنيت الدولة في عهده غنى لم يكن يدور في حسبان أحد من ثروة الأقطار الشاسعة التي افتتحها ولكنه مع تدفق الخراج إلى خزائنه ما كان يأخذ منها إلا كما يأخذ أحد المسلمين، ولما أحس بدنو أجله أوصى ابنه أن يرد إلى بيت المال ثمانين ألفا من الدراهم كان اقترضها لبعض مصالحه فإن لم يف بذلك مال أبنائه أمره أن يأخذ من مال آل الخطاب. أما عثمان فلولا تغلب بني أمية عليه في زمن خلافته وظهور الفتنة بسبب ذلك لما كان أقل من صاحبيه بعدا عن الدنيا وزخارفها. وأما علي فأشهر من أن يذكر ويعرف حاله مما ذكره عن نفسه قال: «تزوجت بفاطمة وما لي فراش إلا جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلق ناضحنا بالنهار وما لي خادم غيرها». لم يقتن درهما ولم يبن حجرة وأثر عنه أنه أخرج سيفا له إلى السوق فباعه وقال «لو كان عندي أربعة دراهم ثمن إزار لم أبعه».
الدولة الإخشيدية:
الإخشيد كلمة يلقب بها ملوك فرغانة ويعتبر (جف) جد الإخشيد وكان على عهد الخليفة المعتصم. ثم برز ابنه طغج بن جف أيام الدولة الطولونية، وقتال الروم، ثم كان إلى جانب الجيش العباسي عندما دخل مصر وأنهى الدولة الطولونية. ثم جاء ولدي طغج بعد وفاته محمد وعبيد الله، فأما محمد فإنه اتصل بعامل الشام ابن بسطام وانتقل معه إلى مصر عندما ولي خلافتها، وعندما توفي ابن بسطام عام 297 اتصل بإبنه أبي القاسم علي بن بسطام وحارب تحت إمرة (تكين) ضد العبيديين، وقد أبلى بلاء حسناً. ثم تولى إمارة الأردن نيابة عن «تكين» عام 306 ثم الاسكندرية عام 307 وقاتل العبيديين عندما غزوا مصر وانتصر عليهم عام 321 ـ 324، عندها أمر الخليفة إضافة لقب الإخشيد عليه وولاه إمرة مصر والشام فساد النظام، وصالح العبيديين. وفي عام 328 غضب الخليفة الراضي بالله على الإخشيد فأرسل محمد بن رائق والياً على مصر فلقيه الإخشيد محمد بن طغج فهزم الإخشيد وشغل أصحاب ابن رائق بالغنائم فخرج عليهم كمين للإخشيد هزمهم وأعمل فيهم القتل، فلم ينجُ من الجيش إلا ابن رائق وسبعين رجلاً معه. رجع بهم إلى دمشق فسيَّر لهم الإخشيد جيشاً بقيادة أخيه عبيد الله وانتصر ابن رائق انتصاراً كبيراً وقتل عبيد الله بن طغج أخو الإخشيد، فكفنه ابن رائق وأرسله إلى أخيه واعتذر منه فاصلحا على حدود بينهما. ثم قتل ابن رائق عام 335 فأصبحت بلاد الشام كلها للإخشيد وقد دخلها دون حرب وفي عام 332 استولى الحمدانيون على قنسرين ثم على حلب عام 333 هـ. وفي عام 334 هـ توفي الإخشيد محمد بن طغج وقام مكانه ولده أنوجور وكان صغيراً فكان كافور الإخشيدي هو من يدير الأمور، فاضطرب أمر الشام وراح سيف الدولة يتقدم وأخذ دمشق من أصحاب الإخشيد، فسار إليه كافور وأجلاه عن دمشق وتبعه إلى حلب بعد انتصار كبير في معركة مرج عذراء، وأخرجه من حلب أيضاً، ثم عقد صلحاً مع سيف الدولة الحمداني ثم حصل كافور على موافقة من الخليفة العباسي المطيع لله بتوليته الأمير الصغير على مصر والشام ومكة والمدينة. وبذلك عظم شأنه واستطاع كافور أن يقبض على زمام الإمور من غير أن يكون حاكماً شرعياً، وعندما توفي «أنوجور» وخلفه ابنه علي بن الإخشيد بقي كافور سيد الموقف ووضع يده على ابن الإخشيد بل ومنع الناس من الاجتماع إليه بقي على هذه الحال إلى أن توفي ابن الإخشيد وجاء بعده ابنه أحمد غير أن كافور قد حال دون تعيين هذا الأمير خليفة لأبيه وبقيت مصر شهر تقريباً دون والٍ بصورة رسمية إلى أن استحصل كافور كتاباً من الخليفة العباسي المطيع لله بتقليده إمره مصر بشكل رسمي. وبقي في هذا المنصب إلى أن توفي سنة 357 وقد شهدت مصر في عهده عدة هجمات عليها من قبل العبيديين في المغرب ومن جهة القرامطة في الشرق ومن جهة الحمدانيين في الشمال وهكذا. وبعد وفاة كافور اختار أمراء الجيش أحمد بن علي والياً وكان صغيراً فكان وصياً عليه والي الشام الحسن بن عبيد الله الذي استبد بالأمر ثم اضطر أن يعود إلى الشام وجاء العبيديون ودخلوا مصر ثم الشام. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:50 | |
| الحمدانيون
يعود الحمدانيون في أصولهم إلى قبيلة بني تغلب، وكان أميرهم حمدان بن حمدون قد بدأ يشترك بالأحداث السياسية التي تجري بالقرب من موظنة الموصل منذ عام 260 هـ. وتحالف مع الخوارج الذين يقودهم هارون الشاري عام 272 هـ. ودخلا الموصل معاً ثم استولى على قلعة ماردين. وشن الخليفة المعتضد عليه حرباً فاعتصم بقلعة ماردين ثم هرب منها بعدما ترك ابنه الحسين عليها ودخل جند الخليفة القلعة فأظهر الحسين لهم الطاعة وتتبع جند الخليفة حمدان حتى ظفر به وحبسه في بغداد، ولم يخرجه من السجن سوى تكليف الخليفة ابنه الحسين محاربة هارون الشاري إذ اشترط الحسين اطلاق سراح ابنه مقابل حمل هارون إلى الخليفة وهذا ما حدث. وأصبح الحسين بن حمدان من قادة الخليفة البارزين وقد اشتهر بحروبه ضد القرامطة، ثم وقف الحسين بمن حمدان إلى جانب ابن المعتز الذي بويع بالخلافة لمدة يومين عام 296 هـ. فكرهه المقتدر وعزله عن مناصبه، ثم عفا عنه، ثم اختلف معه وسجنه ومات في السجن عام 306. وقد انتهى أمر أولاد حمدان كلهم قبل نهاية عام 322 هـ. غير أن أبا الهيجاء قد أناب عنه في الموصل ابنه الحسن ناصر الدولة فاستطاع أن يحتفظ بها منذ تولى أمرها عام 308 حتى توفي عام 358 باستثناء فترة معينة بسط فيها عماه سعيد ونصر نفوذهما عليها بأمر الخليفة المقتدر بالله.
كان ناصر الدولة الحمداني وأخوه سيف الدولة إلى جانب الخليفة العباسي إلى أن جاء البويهيون فوقعوا في صدام معهم كما حاربوا البريديين الذين كانوا في الأهواز ودخلوا مدينة واسط وتغلب توزون على بغداد وأصبح أمير الأمراء على عهد الخليفة المتقي لله. استولى ناصر الدولة على قنسرين عام 332 هـ من الإخشيديين وأعطى أمرتها لابن عمه الحسين بن سعيد الحمداني أخي أبو فراس، كما استولى سيف الدولة على حلب عام 333 وتولى أمرها. ثم دخل البويهيون بغداد وحاولوا الحد من نفوذ الحمدانيين وتقاتلوا معهم إلى أن عقد صلح بين العراقيين عام 335 غير أنه لم يستمر طويلاً. وقد تقاتل ناصر الدولة الحمداني أمير الموصل مع القائد تكين التركي وقد تمكن الحمداني من تكين واستقر له الأمر بالموصل والجزيرة عام 335.
ثم عاد الخلاف بين معز الدولة البويهي وناصر الدولة الحمداني عام 336 وتقدم معز الدولة نحو الموصل فهرب ناصر الدولة إلى نصيبين لكن معز الدولة اضطر أن يعود لينجد أخاه ركن الدولة. فاستغل ناصر الدولة الحمداني هذا الخروج ودخل بغداد وعندما عاد معز الدولة البويهي هرب منها الحمدانيون فلحقهم إلى الموصل وقاتلهم ودخل الموصل فهرب إلى نصيبين فلحقه معز إلى حلب حيث كان أخوه سيف الدولة الذي تعهد له عند معز الدولة أن يبعث له إلى بغداد كل عام مليونين وتسعمائة ألف درهم. ثم عقد ناصر الدولة لابنه أبي تغلب ضمان الموصل من بعده وقد اختلف الابن مع أبيه فسجنه حتى توفي أبي تغلب في جبسه. أما الحمدانيون في حلب فقد كان أميرهم سيف الدولة في صراع دائم مع الروم بصفته كان أمير الثغور فقد أغار على بلاد الروم عام 342 وتمكن من احراز النصر وفي العام التالي أغار على زبطرة وملاطية وهي ثغور اسلامية استولى عليها الروم فقتل وأحرق وسبى والتقى مع قسطنطين بن الدمستق فانتصر عليه وقتل أعظم رجاله ثم التقى بجيش الدمستق عند «مرعش» وتغلب عليه وأسر صهر الدمستق وابن ابنته. وفي عام 348 دخل الروم (الرها) وطرطوس وقتلوا وسبوا وأخذوا الأموال، فقابل سيف الدولة ذلك بدخول بلاد الروم عام 349 وتمكن من إحراز النصر إلا أن الروم قد قطعوا الطريق عليه فقتلوا أكثر جيشه ولم ينج إلا سيف الدولة مع ثلاثمائة فارس.
وفي عام 351 دخل الدمستق حلب وسيطر على دار سيف الدولة ونهب ما فيها وقتل كثيراً من عائلة سيف الدولة وأصحابه وكان الروم قبل ذلك قد دخلوا عين زربة وأسر أبو فراس الحمداني وكان نائب مدينة منبج لابن عمه سيف الدولة. وفي عام 354 ثار أحد القرامطة في حمص واسمه «مروان» وامتلكها من سيف الدولة فأرسل إليه مولاه بدر فقاتله وقتل مروان بسهم مسموم. وفي عام 355 تمت مفاداة بين المسلمين والروم كان من ضمنها أبو فراس الحمداني. ثم توفي سيف الدولة عام 356 فخلفه ابنه سعد الدولة أبو المعالي فاصطدم مع خاله أبي فراس وقتله عام 357 واستتب الوضع لأبي المعالي. رجع أبو المعالي إلى حلب وكان قد تحصن فيها مولى أبيه تغلب قرعويه فحاصر المدينة أربعة أشهر ثم دخلها عام 366. ولما تغلب عضد الدولة البويهي على ابن عمه عز الدولة سار وأخذ الموصل من أبي تغلب الحمداني ولحق بأبي تغلب حتى قتله في طبريا فتسلط عضد الدولة على أبي المعالي.
ثم اختلف أبو المعالي مع واليه نكجور الذي استعان بالعبيديين، فاستعان أبو المعالي بالروم ووقعت الحرب وانتصر أبو المعالي. وبقي في حكمه إلى أن مات عام 381 هـ. وخلفه ابنه سعد أبو الفضائل الذي تلقب بسعيد الدولة، وكان خادم أبيه لؤلؤاً هو من أخذ البيعة له، فكان يتصرف بشؤون الدولة من دون العودة لسعيد الدولة إلى أن استطاع لؤلؤ التخلص من سعيد الدولة وحكم بعد ذلك باسم ولدي سعيد علي وشريف ثم ما لبث أن قبض عليهما وأرسلهما إلى القاهرة مع بقية آل البيت الحمداني وكان ذلك عام 394 هـ. وبقي هو الحاكم الوحيد في حلب وجعل ولاية العهد لابنه منصور. وكان قائد العبيديين فنجو نكين حاول دخول حلب أيام سعيد الدولة لكنه فشل في ذلك فعزم العزيز بالله العبيدي السير إلى حلب بنفسه لكنه مات قبل أن يخرج من مصر. وهكذا انتهت الدولة الحمدانية على يد خادم أبي المعالي لؤلؤ وجاء بعده ابنه منصور الذي اعترف بسلطان العبيديين عليه وأصبحت حلب بعد ذلك تتبعهم. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:51 | |
| الزيديون في اليمن:
مؤسسها يحيى بن الحسن الطالبي الذي كان يعيش بالمدينة المنورة، ولكنه وبطلب من أهل اليمن سافر إليهم فالتفوا حوله واستقر في صعدة عام 284 هـ فأراد التوسع فاصطدم بمقاومة حكام اليمن وكان أشدهم عليه بنو يعفر في صنعاء فاصطدم معهم عام 285 غير أنه عجز عن دخولها. لكنه دخلها عام 288 بمساعدة الأئمة الزيود الذين استولوا على الحكم فيما بعد وهم بني الرس في صعدة، ثم حكمهم الإمام المنصور يحيى الذي دام حكمه من عام 325 حتى عام 366 ومن بعده جاء يوسف الداعي الذي امتد حكمه من 366 ـ 430 هـ. ثم ضعف أمر بني رس بعد موت الداعي يوسف وموت المهدي الحسين بن القاسم في العام نفسه، وقد كانا إمامين في وقت واحد. وانقطعت دولتهم حتى عام 426 أي حوالي 23 سنة إذ قام الحسن بن عبد الرحمن (أبو هاشم) واستمر أمره حتى عام 431، ثم انقطعت الدولة الثانية مدة ست سنوات أخرى حيث قام أبو الفتح الديلمي عام 437 ثم قتل عام 444 في معركة فيد أثناء حروبه مع علي الصليحي وتوقف أمر الأئمة حوالي مائة سنة بعد ذلك ثم برز إمام بني الرس أحمد بن سليمان وبقي حتى عام 566 ولم يكن وضعه مستقراً.
السامانيون:
ينسب السامانيون إلى أحد رجالات الفرس «سامان» والذي كان مجوسياً واعتنق الإسلام أواخر الدولة الأموية. وسمي ابنه أسداً وظهر أولاد أسد كزعماء أيام المأمون فولى أحمد بن أسد «فرغانة» ونوح بن أسد «سمرقند» ويحيى بن أسد «الشاش» و«أشروسنة» والياس بن أسد «هراة» وكان ذلك عام 204 هـ ولما آل حكم خراسان والشرق لآل طاهر أقرَّ أولاد أسد ابن سامات على ما تحت أيديهم. وقد وقعت بعض الخلافات بين أبناء أحمد بن أسد بعد وفاته وهما نصر وإسماعيل وقد انتصر إسماعيل ثم عادا وتصالحا وكان نصر هو زعيم السامانيين وبقي الأمر هكذا حتى توفي عام 279 فآلت الزعامة إلى إسماعيل بن أحمد الساماني وكان خيراً يحب أهل العلم ويكرمهم، كما كان عاقلاً عادلاً حسن السيرة في رعبته. وقد تمرد عليه قائد جند محمد بن هارون في طبرستان عام 287 عندما بعثه لمحاربة محمد بن زيد الطالبي وغلبه، فقام إسماعيل إلى محمد بن هارون وحاربه فهرب إلى بلاد الديلم. وتوفي إسماعيل بن حمد الساماني عام 295 وخلفه ابنه أحمد بن إسماعيل وقد قتل على يد غلمانه عام 301 وخلفه ابنه نصر وكان صغيراً لم يزد عمره على ثمان سنوات فاعترض عم أبيه إسحق بن أحمد وطلب ولاية خراسان وكان قد استمال بلاد ما وراء النهر عدا بخارى وكذلك عمه الآخر المنصور إلا أن الخليفة المقتدر بالله أقر نصراً على البلاد التي كانت لأبيه رغم صغره فأدار له شؤون الدولة محمد بن عبد الله الجهاني. ثم ثار عليه عم أبيه إسحق وابنه الياس وسارا نحو بخارى غير أنهما قد هزما أمام جيوش نصر التي استولت على سمرقند وأسر إسحاق. أما الياس فهرب إلى بلاد الفرغانة، وثار ابن إسحق الثاني وهو المنصور عام 302 وانضم إليه بعض قواد نصر واستولوا على سجستان وحكموها باسم منصور وكذلك نيسابور واستمرت الحرب بين نصر ومنصور حتى عام 306 حيث انتصر نصر وعادت نيسابور وسجستان إليه ورجع الياس يستعد لمنازلة نصر وتمكن أن يجمع جيشاً قوامه ثلاثون ألفاً عام 310 غير أنه هزم رجع إلى فرغانة وفتح نصر بجيوشه فرغانة عام 312 هـ أيام الخليفة المقتدر بالله. ثم هرب الياس بن إسحق إلى صاحب الشاش وتعاون معه ضد نصر إلا أنهما هزما معاً وأسر صاحب الشاش ومات في السجن. ثم ثار على نصر بن أحمد محمد بن الياس واستولى على كرمان، فأرسل له نصر جيشاً كبيراً هزم محمد بن الياس ودخل كرمان وأعادها لسيطرته تحت اسم السامانيين عام 332 هـ وتوفي نصر بن أحمد وخلفه ابنه نوح بن نصر واختلف مع البويهيين وهُزم أمامهم ثم جهز نفسه ثانية وتمكن من استرادد الري ودخول الجبل أيضاً عام 333. غير أن أحد قادته الكبار وهو أبو علي بن محتاج قد خرج عليه وانضم إلى الحمدانيين وقبل أن يساند إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني عام 335 في تمرده ضد نوح ابن نصر. وبسبب هذه الثورات والفوضى ضعف أمر السامانيون فاستولى البويهيون على الري وبلاد الجبل غير أن الوضع لم يستمر على هذا النحو. إذ تصالح نوح مع قائده أبو علي واستطاع أن يسترد ما فقده في الري وبلاد الجبل ثم هاجم ركن الدولة وأرغمه على دفع الجزية السنوية. ثم اختلف نوح مع قائده وعزله فاتصل أبو علي بركن الدولة وسار إليه وفي هذا الوقت توفي نوح بن نصر عام 343 وخلفه ابنه عبد الملك بن نوح الذي قلد إمرة الجيش إلى بكر ابن مالك وأرسله إلى بخارى لإخراج أبو علي منها وقد تمَّ له ذلك، ثم مات عبد الملك بن نوح عام 350 وخلفه أخوه منصور بن نوح وعادت الحرب بينه وبين ركن الدولة البويهي واستمرت من سنة 356 حتى سنة 361 حيث تصالحا على أن يدفع البويهيون للسامانيين مائة وخمسون ألف دينار، وتوفي منصور بن نوح 366 وخلفه ابنه نوح بن منصور الذي تزوج بابنة عضد الدولة البويهي. وكان عمره حينئذ حوالي الثالثة عشر فنشأت في عهده عدة فتن وثورات وذلك لصفر سنه حتى من داخل البيت الساماني، كما كثر تدخل أمه في الحكم كذلك تدخل الوزراء أيضاً بالحكم وقد طمع بني بويه في بلاده كذلك طمع الأتراك. عند كل هذه المشاكل والثورات استعان نوح بن منصور يصاحب غزنة سبكتكبن ضد هؤلاء الأمراء الثائرين فهزمهم وهربوا إلى جرجان، واستطاع أن يستعيد نيسابور فأعطى أمرتها إلى محمود بن سبكتكبن الغزنوي، إلا إنه عاد وخسرها أمام الأمراء الثائرين ثم توفي نوح بن منصور عام 387 وخلفه ابنه منصور بن نوح فاستغل الأتراك هذه الفرصة واحتلوا سمرقند بقيادة فائق الخاصة وبكتوزرون اللذان استدعيا منصور بن نوح لكنهما ما لبثا أن قتلاه وأحلا محله أخاه الأصغر عبد الملك بن نوح فاستغل محمود الغزنوي ضعف السلطة السامانية وتقدم إلى بلادهم واستولى على بخارى ونيسابور وأزال نفوذ السامانيين وخطب للخلفية العباسي القادر بالله. وبذا فقد زالت الدولة السامانية عام 395 وقام مقامهم الغزنويون. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:51 | |
| الصغاريون:
احتل يعقوب بن ليث الصغار عام 259 نيسابور قاعدة بني طاهر على غير رأي الخليفة مدعياً أن أهل خراسان قد طلبوه بسبب شغب آل طاهر. وكان يعقوب قد تولى أمر بلخ وطخارستان وكرمان وسجستان بأمر من الموفق بالله. ثم سار يعقوب إلى طبرستان ودخلها وهزم جماعة الحسين بن زيد الطالبي ثم طلب من الخليفة أن يعطيه كل ما هو تحت بني طاهر وشرطتي بغداد وسامراء وأن يوقف لعنه على المنابر فوافق الموفق شقيق الخليفة المعتمد على ذلك، ومع هذا فقد زادت اطماعه فاتجه نحو بغداد فدخل واسط فالتقى بجنود الخليفة يتقدمهم الخليفة بنفسه وثار الجند على يعقوب بن الليث وهزم وكان ذلك عام 262، ولكنه في العام نفسه دخل فارس وأخذ الأهواز من صاحب الزنج، وفي عام 265 مات يعقوب بن الليث وخلفه أخوه عمرو بن الليث الذي كتب للخليفة بالسمع والطاعة فأقره الموفق على خراسان وفارس وأصبهان وسجستان والسند وكرمان والشرطة ببغداد فأناب عنه في بغداد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر. ثم عاد الخليفة عام 271 وعزل عمرو بن الليث عن خراسان وأمر بلعنه على المنابر وحاربه وانتصرت جيوش الخليفة على الصفاريين غير أنهم لم يستطيعوا دخول كرمان وسجستان وبقي الوضع على ما هو عليه حتى آخر أيام المعتمد الباقية. وعندما تولى المعتضد الخلافة العباسية أمر بعزل رافع بن هرثمة عن خراسان رأعادها إلى عمرو بن الليث غير أن رافع قد رفض ذلك وشق عصا الطاعة وحارب عمرو بن الليث إلا إنه هزم ودخل عمرو بن الليث نيسابور عام 280. ثم طلب عمرو بن الليث ولاية ما وراء النهر وكانت بيد إسماعيل بن أحمد الساماني، فقبل الخليفة لكن إسماعيل الساماني حاول صده عن ذلك فجرت الحرب بين الاثنين ووقع عمرو بن الليث أسيراً بيد إسماعيل الساماني الذي سيره إلى الخليفة ولم يلبث أن مات، فآل حكم الدولة الصفاريين إلى حفيده طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث عام 288، وقد كان صغيراً فاستبد بالسلطة (سبك السبكري) غلام عمرو بن الليث ودخلت جنوده فارس وقبضوا على طاهر وأخيه يعقوب وبعث بهما إلى بغداد عام 296 على عهد الخليفة المقتدر بالله، ولكن الليث بن علي بن الليث الصفاري قد طرد السبكري من فارس عام 297، الذي استنجد الخليفة فأمره فحلت الهزيمة بالليث، ثم استبد السبكري بالحكم واستعصى على الدولة فأرسلت له الجيش إثر الجيش حتى استطاع أحمد بن إسماعيل الساماني من القبض على السبكري ومحمد بن علي الصفاري وإرسالهما إلى بغداد عام 298 وبذلك دالت الإمارة الصفارية.
الطولونيون:
تقلد القائد «بايكباك» مصر من قبل الخليفة المعتمد فأرسل إليها من قبله أحمد بن طولون فدخلها عام 254 وبعد موت بايكباك عام 256 تولى أمر مصر «يارجوخ» وهو صهر ابن طولون فكتب إليه «تسلم من نفسك لنفسك» وبذلك أقره على ما بيده. وفي عام 259 مات يارجوخ صاحب اقطاع مصر الذي كان ابن طولون يحكمها نيابة عنه فتوطدت قدمه في مصر وأصبح واليها المباشر من قبل الخليفة وفي عام 263 رفض ابن طولون ارسال الخراج إلى الخليفة وبذلك أصبحت جميع أعمال مصر الادارية والقضائية والمالية بيد أحمد بن طولون وعندما توفي والي الشام «ماجور» سار إليها فدانت له مدنها ودخل أنطاكيا عام 265 وهود الروم فأرسلوا له الهدايا. ثم أعلن الخليفة عن عزل ابن طولون عن مصر وإعطائها إلى اسحق بن كنداج والي الموصل والجزيرة غير أن ابن كنداج لم يستطع الوصول إلى مصر فبقيت لابن طولون الذي توفي في العام التالي واختار الجند ابنه خمارويه والياً على مصر ووافق الخليفة على ذلك مكرها. ثم تحركت جيوش الخليفة من بغداد وجيوش خمارويه من مصر وانتصرت جيوش بغداد ودخلت دمشق بعد معركة الطواحين عام 271 فسار خمارويه بنفسه على رأس جيش فدخل دمشق عام 273 وواصل التقدم ثم تصالح مع الخليفة وأخوه الموفق بالله على أن يعطيه الخليفة مصر له ولأولاده لمدة ثلاثين سنة. ثم ازدادت سلطة خمارويه بعد موت الموفق واسحق بن كنداج عام 278 ثم موت الخليفة المعتمد على الله عام 279 وبيعة المعتضد بالله الذي أقره من جديد والياً على جميع الأرض الممتدة من الفرات إلى برقة هو وأولاده من بعده لثلاثين سنة كما تزوج الخليفة المعتضد من ابنته «قطر الندى» وتوفي خمارويه عام 282 هـ. قتلاً على يد أحد خدّامه وهو نائم، وكان يومذاك بدمشق، وسار جيش ابنه أبو العساكر بجنده إلى مصر وتولى الأمر بعد أبيه، إلا أن الناس قد أخذوا عليه أموراً أثارتهم عليه كما تنكر له كبار الأمراء العسكريين، وخلع طاعته (طغج بن جف) فوثب عليه الجنود وخلعوه وسجنوه ومات في سجنه عام 283، وبويع أخاه هارون بن خمارويه، وكان صغيراً فاستقدم الجنود عمه ربيعة بن أحمد بن طولون من الاسكندرية ووعدوه بالنصرة فلما وصل إلى الفسطاط واجهته جيوش هارون وقتلوه وذلك عام 284 هـ. وقد أرسل هارون جيشاً إلى الشام لمقاتلة القرامطة لكنه انهزم عام 290 عندها فكرت الدولة العباسية بإنهاء الدولة الطولونية فأرسلت جيشاً بإمرة محمد بن سليمان فوصل إلى فلسطين ودخلها واتجه نحو مصر، كذلك سار أسطول عباسي لمواجهة الاسطول المصري وهزم الجيش المصري وفرّ هارون بن خمارويه إلى العباسة وهو مشغول باللهو فقتله عماه شيبان وعدي وعاد شيبان لاستلام زمام الأمور إلا أن الجند قد غضبوا عليه واستقدموا القائد العباسي محمد بن سليمان إلى الفسطاط فسار إلى العباسة وهناك استقبله طغج بن جف بمجموع القادة وانتهت الدولة الطولونية. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:52 | |
| العبيدية (الفاطمية):
كان الحسين بن رستم بن حوشب من دعاة القرامطة في اليمن هو وصاحبه أبو عبد الله الشيعي الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، وكان له علم ودهاء ومكر، وأخبره ابن حوشب أن أرض كتامة في المغرب قد حرثها اثنان من تباعه وقد ماتا الآن وليس لها غيرك. فخرح أبو عبيد الله إلى مكة واجتمع بالحجاج الذين قدموا من قبل المغرب، فصحبهم إلى أرض كتامة عام 280 هـ. واجتمع عليه البربر هناك حتى عظم أمره. ولما بلغ أمره لإبراهيم الثاني بن أحمد بن الأغلب صاحب دولة الأغالبة أرسل إلى عامله على مدينة (ميلة) يسأله عن أمره فصغره له وحقره، فسكت عنه، ثم اشتد خطره فأرسل إليه إبراهيم الثاني الأغلبي ابنه الأحول وهزم أبو عبد الله الشيعي، فركن إلى الهدوء والعمل السري وبنى لنفسه داراً وأتاه البربر، ثم توفي إبراهيم الثاني عام 289 وجاء ابنه عبد الله عام 290. ثم تولى أمر الأغالبة زيادة الله الثالث وكان منصرفاً إلى اللهو، وهذا ما دعا إلى زيادة قوة أبي عبد الله، وكان زيادة الله قد استدعى الأحول وقتله خوفاً منه، عندها بدأ أبو عبد الله بالدعوة للمهدي وانتشرت فكرة المهدي حتى غدا عدد من وزراء الأغالبة من الشيعة ويرغبون في نجاح أبي عبد الله بدعوته. وقد كان أبو عبد الله الشيعي قبل مجيئه إلى المغرب قد زار السلمية مقر الدعوة الإسماعيلية واجتمع هناك إلى الإمام المستور ـ على حد زعمهم ـ وهو المهدي ومنها انطلق إلى المغرب بعد أن وعده بأن يمهد له الأرض هناك ويهيىء له الأمر بالظهور على الناس. وقد كانت السلمية. وهي إلى الشمالي من مدينة حمص في بلاد الشام مقراً للدعوة الإسماعيلية وكان هناك أيضاً عائلة ميمون القداح وهو رأس الدعوة الإسماعيلية. وقد انتشر أولاده في أصقاع الأرض يدعون بهذه الدعوة وقد توفي أغلبهم وبقي منهم رجلاً يسمى الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداحي وكان يدعي أنه الوصي وصاحب الأمر والدعاة باليمن والمغرب يكاتبونه ويراسلونه، واتفق أنه جرى بحضرته حديث النساء بسليمة فوصفوا له امرأة رجل يهودي حداد مات عنها زوجها وهي في غاية الحسن فتزوجها ولها ولد من الحداد فرباه وأحسن موقعه منه وأوبه، فصارت له نفس عظيمة وهمة كبيرة وهناك من يقول أن الإمام الذي كان بالسليمة وهو الحسين مات ولم يكن له ولد فعهد إلى هذا الغلام ابن الحداد اليهودي وهو «عبيد الله» المهدي فعرفه أسرار الدعوة من قول وفعل وأين الدعاة وأعطاه الأموال والعلامات وتقدم إلى أصحابه بطاعته وخدمته وأنه الإمام الوصي وزوجة أبنة عمه أبي الشلفلغ وقد جعل لنفسه نسباً هو عبيد الله المهدي بن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ولما انتشرت دعوة أبي عبد الله الشيعي في المغرب أرسل رجالاً من كتامة إلى الشام ليخبروا (عبيد الله المهدي) بما فتح الله عليه، إلا أن السلمية كانت مهددة من قبل الحسين بن مهرويه وجيشه الذي كان في صدام مع قوات الخليفة العباسي المعتضد فهرب عبيد الله المهدي واختبأ بالرملة، وعند مرور جيش القرامطة من هناك استدل الحسين بن مهرويه على مكانه والتقى به وأظهر له الطاعة عسى أن يستفيد منه، وأظهر عبيد الله له رضاءه عنه وموافقته على عمله خوفاً من أن يقتله أو يرشد عليه عامل الخليفة العباسي، وما إن سار الحسين بن مهرويه إلى دمشق حتى انطلق عبيد الله المهدي إلى مصر ثم علم بما حل بأهله بالسلمية من قبل الجيش القرمطي وما نزل بآل عمر بن إسماعيل فازداد قناعة بما يعمل من استنابه إلى الإسماعيليين وأكمل سيره إلى المغرب والتقى عبيد الله المهدي برجال كتامة الذين أرسلهم أبو عبد الله الشيعي واستطاع أن يوهمهم أنه الإمام فأسروا له ما عندهم واتجه معهم إلى مصر ومعه ابنه نزار أبو القاسم واتخذ عبيد الله صفة التاجر، وشاع الخبر أيام المكتفي بالله العباسي فأرسل إلى عامله بمصر يطلب إليه القبض على هذا التاجر، وقد قبض عليه لكنه أوهمه أنه غير ما يطلب وأظهر التدين أمامه فرق له وأطلقه، وأكمل طريقه إلى طرابلس الغرب وأرسل بعض من معه إلى القيروان فوجدوا أن الخبر قد سبقهم فألقي القبض عليهم فأنكروا، وسار عبيد الله المهدي إلى قسطلية ومنها إلى سجلماسة مقر دولة الخوارج الصفرية وكان ما يسير من مكان إلا ويطلبه العامل بعد أن يكون قد خرج منه، وأهدى عبيد الله المهدي إلى صاحب سجلماسة وهو المنتصر اليسع بن ميمون بن مدرار، فقر به المنتصر وأحبه حتى أتاه كتاب زيادة الله الثالث الأغلبي يعلمه أن ضيفه هو الذي يدعو له أبو عبد الله الشيعي في مناطقهم عندئذ قبض عليه وحبسه وكان ساعد أبي عبد الله الشيعي قد اشتد فقد قضى على دولة الأغالبة ودخل عاصمتهم «رقادة» وهرب منها رئيسهم زيادة الله الثالث عام 296 ودخل أهل القيروان مدينة رقادة ونهبوها وبايعوا لأبي عبد الله الشيعي وساروا نحو سجلماسة بجيش كبير وولى على أفريقيا أخاه محمداً أبا العباس. وفي طريقه إلى سجلماسة قاعدة دولة الخوارج الصفرية عرج أبو عبد الله الشيعي وجيشه إلى «تاهرت» عاصمة دولة الخوارج الإباضية وكانت قد وصلت إلى شفير الهاوية فبعث إلى رئيسها وكان يقظان بن أبي اليقظان وبنيه فجاؤوه فقتلهم جميعاً وسار إلى تاهرت فقضى على الدولة العبيدية (الفاطمية): كان الحسين بن رستم بن حوشب من دعاة القرامطة في اليمن هو وصاحبه أبو عبد الله الشيعي الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، وكان له علم ودهاء ومكر، وأخبره ابن حوشب أن أرض كتامة في المغرب قد حرثها اثنان من تباعه وقد ماتا الآن وليس لها غيرك. فخرح أبو عبيد الله إلى مكة واجتمع بالحجاج الذين قدموا من قبل المغرب، فصحبهم إلى أرض كتامة عام 280 هـ. واجتمع عليه البربر هناك حتى عظم أمره. ولما بلغ أمره لإبراهيم الثاني بن أحمد بن الأغلب صاحب دولة الأغالبة أرسل إلى عامله على مدينة (ميلة) يسأله عن أمره فصغره له وحقره، فسكت عنه، ثم اشتد خطره فأرسل إليه إبراهيم الثاني الأغلبي ابنه الأحول وهزم أبو عبد الله الشيعي، فركن إلى الهدوء والعمل السري وبنى لنفسه داراً وأتاه البربر، ثم توفي إبراهيم الثاني عام 289 وجاء ابنه عبد الله عام 290. ثم تولى أمر الأغالبة زيادة الله الثالث وكان منصرفاً إلى اللهو، وهذا ما دعا إلى زيادة قوة أبي عبد الله، وكان زيادة الله قد استدعى الأحول وقتله خوفاً منه، عندها بدأ أبو عبد الله بالدعوة للمهدي وانتشرت فكرة المهدي حتى غدا عدد من وزراء الأغالبة من الشيعة ويرغبون في نجاح أبي عبد الله بدعوته. وقد كان أبو عبد الله الشيعي قبل مجيئه إلى المغرب قد زار السلمية مقر الدعوة الإسماعيلية واجتمع هناك إلى الإمام المستور ـ على حد زعمهم ـ وهو المهدي ومنها انطلق إلى المغرب بعد أن وعده بأن يمهد له الأرض هناك ويهيىء له الأمر بالظهور على الناس. وقد كانت السلمية. وهي إلى الشمالي من مدينة حمص في بلاد الشام مقراً للدعوة الإسماعيلية وكان هناك أيضاً عائلة ميمون القداح وهو رأس الدعوة الإسماعيلية. وقد انتشر أولاده في أصقاع الأرض يدعون بهذه الدعوة وقد توفي أغلبهم وبقي منهم رجلاً يسمى الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداحي وكان يدعي أنه الوصي وصاحب الأمر والدعاة باليمن والمغرب يكاتبونه ويراسلونه، واتفق أنه جرى بحضرته حديث النساء بسليمة فوصفوا له امرأة رجل يهودي حداد مات عنها زوجها وهي في غاية الحسن فتزوجها ولها ولد من الحداد فرباه وأحسن موقعه منه وأوبه، فصارت له نفس عظيمة وهمة كبيرة وهناك من يقول أن الإمام الذي كان بالسليمة وهو الحسين مات ولم يكن له ولد فعهد إلى هذا الغلام ابن الحداد اليهودي وهو «عبيد الله» المهدي فعرفه أسرار الدعوة من قول وفعل وأين الدعاة وأعطاه الأموال والعلامات وتقدم إلى أصحابه بطاعته وخدمته وأنه الإمام الوصي وزوجة أبنة عمه أبي الشلفلغ وقد جعل لنفسه نسباً هو عبيد الله المهدي بن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ولما انتشرت دعوة أبي عبد الله الشيعي في المغرب أرسل رجالاً من كتامة إلى الشام ليخبروا (عبيد الله المهدي) بما فتح الله عليه، إلا أن السلمية كانت مهددة من قبل الحسين بن مهرويه وجيشه الذي كان في صدام مع قوات الخليفة العباسي المعتضد فهرب عبيد الله المهدي واختبأ بالرملة، وعند مرور جيش القرامطة من هناك استدل الحسين بن مهرويه على مكانه والتقى به وأظهر له الطاعة عسى أن يستفيد منه، وأظهر عبيد الله له رضاءه عنه وموافقته على عمله خوفاً من أن يقتله أو يرشد عليه عامل الخليفة العباسي، وما إن سار الحسين بن مهرويه إلى دمشق حتى انطلق عبيد الله المهدي إلى مصر ثم علم بما حل بأهله بالسلمية من قبل الجيش القرمطي وما نزل بآل عمر بن إسماعيل فازداد قناعة بما يعمل من استنابه إلى الإسماعيليين وأكمل سيره إلى المغرب والتقى عبيد الله المهدي برجال كتامة الذين أرسلهم أبو عبد الله الشيعي واستطاع أن يوهمهم أنه الإمام فأسروا له ما عندهم واتجه معهم إلى مصر ومعه ابنه نزار أبو القاسم واتخذ عبيد الله صفة التاجر، وشاع الخبر أيام المكتفي بالله العباسي فأرسل إلى عامله بمصر يطلب إليه القبض على هذا التاجر، وقد قبض عليه لكنه أوهمه أنه غير ما يطلب وأظهر التدين أمامه فرق له وأطلقه، وأكمل طريقه إلى طرابلس الغرب وأرسل بعض من معه إلى القيروان فوجدوا أن الخبر قد سبقهم فألقي القبض عليهم فأنكروا، وسار عبيد الله المهدي إلى قسطلية ومنها إلى سجلماسة مقر دولة الخوارج الصفرية وكان ما يسير من مكان إلا ويطلبه العامل بعد أن يكون قد خرج منه، وأهدى عبيد الله المهدي إلى صاحب سجلماسة وهو المنتصر اليسع بن ميمون بن مدرار، فقر به المنتصر وأحبه حتى أتاه كتاب زيادة الله الثالث الأغلبي يعلمه أن ضيفه هو الذي يدعو له أبو عبد الله الشيعي في مناطقهم عندئذ قبض عليه وحبسه وكان ساعد أبي عبد الله الشيعي قد اشتد فقد قضى على دولة الأغالبة ودخل عاصمتهم «رقادة» وهرب منها رئيسهم زيادة الله الثالث عام 296 ودخل أهل القيروان مدينة رقادة ونهبوها وبايعوا لأبي عبد الله الشيعي وساروا نحو سجلماسة بجيش كبير وولى على أفريقيا أخاه محمداً أبا العباس. وفي طريقه إلى سجلماسة قاعدة دولة الخوارج الصفرية عرج أبو عبد الله الشيعي وجيشه إلى «تاهرت» عاصمة دولة الخوارج الإباضية وكانت قد وصلت إلى شفير الهاوية فبعث إلى رئيسها وكان يقظان بن أبي اليقظان وبنيه فجاؤوه فقتلهم جميعاً وسار إلى تاهرت فقضى على اليسع وجماعته وفي الصباح خرج أصحاب المدينة لاستقبال أبي عبد الله وأعلموه أن اليسع قد فرَّ بجماعته، فدخل المدينة وأخرج عبيد الله المهدي وابنه وأرسل في طلب اليسع فقبض عليه فسجن ثم قتل. ثم سار عبيد الله المهدي وجماعته جميعاً إلى رقادة عام 297 بعد أن بويع بالخلافة فأصبح في العالم الإسلامي خليفتان: المقتدر بالله العباسي في بغداد وعبيد الله (الخليفة العبيدي) في رقادة. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:53 | |
| السلاجقة:
يعودون في أصلهم إلى الغز من الترك، ويدينون بالإسلام ويأخذون برأي أهل السنة والجماعة، ويرجع أول أمرهم إلى سلجوق بن تقاق الذي هرب من بلاد الترك خوفاً على نفسه من سلطان الترك، ولما دخل سلجوق بلاد المسلمين اعتنق الإسلام مع جماعته وبدأ يغير على بلادالترك الذين كانوا لا يزالون على الكفر. استعان السامانيون بسلجوق في رد غارات الترك على بلادهم، فكان يوجه إليهم قوة عسكرية بإمرة ابنه أرسلان الذي استطاع أن يسترد من الترك ما أخذه من بلاد السامانيين، توفي سلجوق ومن بعده ابنه ميكائيل، وكان لميكائيل هذا ولدان برزا من بعده هما: طغرل بك محمد وداوود جعفر بك. ودانت لهما جماعتهما بالطاعة والولاء، وسكنوا قرب بخارى ووقع الخلاف مع ملك التركستان ونشبت بينهم الحروب، ثم انضموا إلى الدولة السامانية التي كانت على آخر عهدها. وكانت تبرز قوة جديدة هي قوة الغزنويين، وقد اصطدموا معهم، ثم تصالحوا. وفي عام 395 زالت الدولة السامانية فدخل الغزنويون خراسان، ورجع الخلاف مع السلاجقة وتمكن طغرل بك أن يستولي على مرو عام 429 ثم نيسابور وجرجان وطبرستان، ثم ضم كرمان وبلاد الديلم وخوارزم وانتقل الصراع إلى البويهيين، ثم تم الاتفاق معهم وتزوج طغرل بك ابنة أبي كليجار البويهي كما تزوج أبو منصور بن أبي كاليجار ابنة داوود أخي طغرل بك ثم قاتل السلاجقة الروم وهزموهم وعقدوا هدنة معهم اشترطوا فيها بناء مسجد في القسطنطينية فأقيم واتسعت رقعة سيطرة السلاجقة وقد اتفقوا جميعاً تحت إمرة طغرل بك الذي ذاع صيته وذكر اسمه في خطب الجمعة وعلا شأنه عند الخليفة العباسي القائم بأمر الله فدخل بغداد عام 447 فطلب الخليفة العباسي من السلطان البويهي الملك الرحيم أن يتبع ويخضع لطغرل بك وبذا انتهى عصر السيطرة البويهية وجاء عصر سيطرة السلاجقة. واضطر طغرل بك للخروج من بغداد لقتال أخاه لأمة إبراهيم نيال الذي تمرد عليه إذ أن البساسيري (قائد جندالبويهيين) قد أوقع بينهما كي يصفى له الجو في بغداد، كما انشغل داوود بقتال الغزنويين فاستغل
البساسيري ذلك ودخل بغداد عام 450 هـ. ونفى الخليفة إلى الحديثة وخطب في بغداد للمستنصر العبيدي غير أن ذلك لم يبق سوى عام واحد، فقد تمكن طغرل بك من أخيه وعاد إلى بغداد وقتل البساسيري واحضر الخليفة القائم بأمر الله العباسي من الحديثة وأعاده إلى بغداد وذلك عام 451. وكان الخليفة قد تزوج خديجة بنت داوود، ثم خطب طغرل بك ابنة الخليفة عام 454 هـ. وتزوجها إلا إنه توفي في العام التالي 455 هـ. وكان طغرل بك قد أوصى من بعده لابن أخيه سليمان بن داوود من بعده إلا أن أخاه ألب أرسلان بن داوود قد انتصر عليه وتسلم السلطة، وقد استطاع ألب أرسلان أن يتابع مسيرة عمه طغرل بك، فبقيت كلمة السلاجقة واحدة وتحت إمرة رجل واحد كما استطاع هذا القائد الوقوف بوجه الجيش الرومي الضخم الذي زاد على مائتي ألف فارس بقيادة أرمانوس مقابل عشرين ألف مقاتل مسلم بقيادة ألب أرسلان، واستطاع المسلمون بإذن الله إلحاق أكبر هزيمة للروم وأعوانهم من كافة أوروبا في ذلك الوقت وأسر قائد الجيش الرومي أرمانوس مع جماعة من امراءه وعساكره وقد سميت تلك المعركة «ملاذكرت» عام 463 هـ. كما تمكن أحد قادة ملكشاه بن ألب أرسلان في هذا العام أيضاً من تحرير بيت المقدس والرملة وينقذها من أيدي العبيديين. ثم تقدم السلاجقة في بلاد الأناضول فقامت هناك عدة امارات سلجوقية أبرزها الإمارة التي أسسها سليمان بن قطلمش بن أرسلان بن سلجوق وعرفوا فيها باسم سلاجقة الروم وكانت عاصمتها قونية وأعقبها قيام امارات أخرى.
وقد توسع ملك السلاجقة أيام ملكشاه كثيراً إذ ضم إليه دمشق عام 468 وانتهت بدعة «حي على خير العمل» وسار صاحب دمشق اتسز بن أوف الخوارزمي بملاحقة العبيديين لحدود مصر، كما ضم السلاجقة حمص وحلب، وبعد هذا دخل ملكشاه بغداد مع وزيره «نظام الملك» وذلك عام 480 هـ. حينها تزوج الخليفة بابنة ملكشاه. ثم ضم السلاجقة إلى أملاكهم بخارى وسمرقند وبلاد ما وراء النهر كلها عام 482، ثم زار بغداد للمرة الثانية عام 484 هـ. كما عمل السلاجقة على استرداد مواقعهم من الروم فحرروا منبج عام 468 كما استرد سليمان بن قطلمش من الروم انطاكية عام 477. ثم عاد ملكشاه إلى بغداد ولكنه كان يضمر شراً للخليفة المقتدي بالله، وفعلاً فقد طلب منه أن يخرج من بغداد لأي مكان آخر ولم يعطِ الخليفة المقتدي أي فرصة للانتظار وما إن انتهت المهلة حتى مات ملكشاه وذلك عام 485، وكان له عدداً من الأولاد أكبرهم بركيارق واستطاعت زوجه ملكشاه «تركان خاتون» بمساعدة الوزير تاج الملك تولية ابنها الصغير محمود في بغداد، وكان بركياق في أصبهان، ووقع الخلاف بين الأخين وهزم جيش محمود وقتل الوزير تاج الملك واتجه بركيارق إلى بغداد ونودي به سلطاناً عام 487. عقب تسلم الخليفة العباسي المستظهر بالله زمام الحكم. وكان عمه تتش تاج الدولة صاحب دمشق قد طمع بالسلطنة فسار بالجيش نحو بغداد. ووجد آق سنقر نفسه مضطراً للمسير مع تتش لأنه أقوى منه واتجهوا إلى أذربيجان لملاقاة بركيارق فضعف جيش تتش وانسحب إلى بلاد الشام. أمر بركيارق قائده الجديد آق سنقر بالتوجه إلى حلب للتضييق على تتش وأمده بقوة كبيرة والتقيا على مقربة من حلب وهُزم آق سنقر وقتل. وسار تتش بعد ذلك لقتال ابن أخيه بركيارق في الري غير أنه هُزم وقتل مع ابنه دقاق. وكان مؤيد الملك ابن نظام الملك وزيراً لبركيارق غير أنه لم يلبث أن عزله وعين مكانه أخاه عز الملك الشاعر الطغرائي فأصبح مؤيد الملك عدواً لبركيارق واستطاع أن يؤثر على الخليفة ويعطي السلطنة إلى محمد الأخ الأصغر لبركيارق، فنشبت الحرب بين الأخين وامتدت خمس سنوات يتصالحان ثم يختلفان. في عام 498 توفي بركيارق وخلفه ابنه ملكشاه غير أنه كان صغيراً فلم يتم له الأمر حتى عزل وخلا الجو لمحمد وبقي في السلطنة حتى عام 511 ومن أهم الأحداث التي وقعت في عهده أنه وقف بوجه أياز الذي حاول استلام السلطنة، كما حارب صدقة بن فريد صاحب البصرة وواسط الذي انضم إلى ابن أياز، وقد انتصر على السلاجقة إلا إنه هزم فيما بعد وقتل عام 501 هـ. وكما أن السلطان محمد حارب الباطنيين أيضاً فقد كثروا وازداد عددهم عام 492 مستغلين الخلاف الناشىء بين بركيارق وأخيه محمد، فلما صفا الجو لمحمد شن عليهم حرباً شعواء واستطاع عام 500 أن يدخل قلعة أصبهان. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:54 | |
| الصليحيين:
قامت دعوتهم الاسماعيلية عام 439 على يد علي بن محمد الصليحي بعد أن تحصن بجبل مسار قرب حراز، وكانت قد انقطعت بعد اختلاف علي بن الفضل وابن حوشب، إذ سيطر الأول على المنطقة وأعلن كفره الصريح حتى قتل مسموماً عام 303، على حين اعتزل ابن حوشب في مغارب اليمن وتبعه ابنه جعفر حتى كان سليمان بن عبد الله الرواحي الذي أوصى تلميذه على الصليحي أن يكون خليفته وقد أظهر الصليحي التدين، وعمل على توحيد اليمن فأطاعته القبائل المحيطة بحراز ودخل صنعاء وانتصر على بني يعفر واحتل زبيد بعد أن سقى الأمير نجاح سماً. (أمير دولة بني زياد عام 452) ووصل إلى عدن ودانت له سائر بلاد اليمن ودعا الصليحي للمستنصر العبيدي فولاه أمر مكة، وفي العام التالي أغار على مكة يريد موسم الحج فأغار عليه سعيد بن نجاح في تهامة وقتله، فقام مقامه ابنه المكرم فاستطاع قتال بني نجاح والانتصار عليهم وذلك عام 460 هـ. ونجا سعيد بن نجاح من المعركة وفرَّ إلى جزر دهلك. وفي عام 477 استطاع الصليحيون أن يستولوا على المدينة المنورة، ودانت لهم بلاد اليمن كلها، ثم عاد سعيد بن نجاح وقاتل الصليحيين إلا إنه هزم أمامهم عام 481 وقتل. وهرب أخوه جياش بن نجاح إلى الهند. بعد عامين عاد حيَّاش بن نجاح من الهند وقاتل المكرم بن علي الصليحي واستطاع أن ينتصر عليه وأن يعود إليه حكم اليمن، أما المكرم الصليحي فقد توفي عام 484 في طريقه إلى صنعاء، وقد أوصى بالملك من بعده لزوجته أروى بنت أحمد الصليحي، ثم تزوجت أروى من ابن عمه سبأ بن أحمد بن المظفر الصليحي بعد أخذ الإذن من المستنصر العبيدي وحكم سبأ الصليحيين حتى عام 492، وقد تقاتل مع بني نجاح في عدة معارك. ثم استولى الصليحيون على عدن بعد أن أخذوها من بني يعفر وقد تولاها والد أروى أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي وبعد وفاته وليها علي بن محمد بن معن ثم ابنه معن بن علي الذي خلع طاعة المكرم الصليحي عام 467 وأعلن نفسه سلطاناً مستقلاً على عدن فاضطر المكرم لمحاربته عام 470 وطرده من عدن وولى عليها العباس والمسعود المعروفين بابني الزرِّيع واستمر لهما الأمر حتى توفي العباس عام 477 فخلفه ابنه زريع بن العباس ثم توفي المسعود عام 480 وخلفه ابنه أبو الغارات الذي توفي عام 485 وخلفه ابنه محمد حتى عام 488، كما توفي الزريع بن العباس عام 480 فخلفه ابنه أبو السعود ابن الزريع واستمر في حكمه حتى عام 494 هـ. بعد وفاة سبأ عام 494 بقيت أروى سيدة الموقف وقد خرج عن طاعتها ابن بخيت واليها على جَنَد فوجهت إليه جيشاً استطاع أن يأسره ويحضره إليها وأرسلته للخليفة العبيدي وتوفيت عام 532 في مدينة ذي جبلة.
أما بنو الزريع في عدن فكان يحكمها في هذه الأثناء أبو السعود بن الزريع الذي توفي عام 494 ومن جهة ثانية كان محمد بن أبي الغارات الذي توفي عام 488 فخلفه ابنه علي وقد حاربه سبأ بن أبي السعود مدة سنتين وانتصر سبأ واستطاع أن يحكم المنطقة وحده وقلده الخليفة العبيدي لمصير الدعوة ولقبه بالداعي، وتمكن من قتل أبناء عمه أبي الغارات جميعاً وبقي في الحكم بعدن حتى عام 532. حيث خلفه محمد بن سبأ حتى عام 550 هـ وخلفه ابنه عمران بن محمد بن سبأ ولقب بالمكرم وبقي حتى عام 560.
العباسيون:
استمر حكم العباسيين ما يقرب من خمسة قرون وربع القرن. من سنة 132 هـ ـ 656 هـ عندما اجتاح المغول بغداد بقيادة هولاكو، وقد تعاقب على الخلافة سبع وثلاثون خليفة. يمكننا تقسيم العصر العباسي إلى قسمين كبيرين:
1 ـ العصر العباسي الأول: وهو عصر القوة أو العصر الذهبي وقد تميز ببسط الدولة سيطرتها على كافة أراضي الخلافة الإسلامية الممتدة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بغض النظر عن بعض الثورات أو الانتفاضات هنا أو هناك ولكنها لم يكن لها أي تأثير على سياسة الخليفة أو سيادته على كامل الدولة الإسلامية. كما تميز هذا العصر بازدهاره العلمي والاقتصادي والتجاري. فقد أولى الخلفاء في هذا العصر العلم والعلماء كل الأهمية وشجعوهم على الاختراعات والاكتشافات كما قاموا بنقل كتب الفلسفة اليونانية القديمة إلى اللغة العربية فأخذو احسنها وزادوا عليها الأمر الذي أدى إلى مواكبة كل جديد من كل ناحية. ومن ناحية الفتوحات فقد شهدت الدولة العباسية توسعاً كبيراً وكانت جميع ثغور الدولة الإسلامية على أهبة الاستعداد للهجوم وليس للدفاع فحسب. وقد توالى على الخلافة في هذا العصر عشرة خلفاء عباسيين امتد حكمهم من عام 132 هـ حتى عام 247 هـ وهم على التوالي:
ـ عبد الله بن محمد (السفاح) 132 ـ 136 هـ. ـ عبد الله بن محمد (أبو جعفر المنصور) 137 ـ 158 هـ. ـ محمد بن عبد الله (المهدي) 158 ـ 169 هـ.
ـ موسى بن محمد (الهادي) 169 ـ 170 هـ.
ـ هارون بن محمد (الرشيد) 170 ـ 193 هـ.
ـ محمد بن هارون (الأمين) (193 ـ 198 هـ.
ـ عبد الله بن هارون (المأمون) 198 ـ 218 هـ.
ـ محمد بن هارون (المعتصم) 218 ـ 227 هـ.
ـ هارون بن محمد (الواثق) 227 ـ 232 هـ.
جعفر بن محمد (المتوكل) 232 ـ 247 هـ. يمكننا ملاحظة أن مدة خلافة كل خليفة كانت طويلة نوعاً ما وهذا ما يدل إلى الاستقرار والاطمئنان والعدالة وتفرغ الخليفة لشؤون بلاده ورعاية مصالح رعيته والدفاع عن حدودها في أي بقعة منها. وهذا ما أدى إلى الازدهار والتقدم في كافة المجالات العلمية والأدبية والحضرية.
العصر العباسي الثاني: وهو عصر الضعف الذي أصاب الدولة العباسية وبالتالي أصاب جميع المسلمين في كافة أنحاء الدولة الإسلامية أو الدويلات الإسلامية التي ظهرت على هامش الدولة العباسية. وتتميز هذه الفترة الطويلة والتي دامت فترة طويلة من 247 ـ 656 بعدة ميزات: ـ السيطرة العسكرية لغير الخلفاء على مركز الخلافة الإسلامية فتارة بسيطر الجنود الأتراك وتارة يسيطر الفرس وكلٌّ يدير الحكم على مراده. ـ ضعف سيطرة الخليفة على مركز الخلافة أدى بالتالي إلى عدم مقدرته بالكامل على السيطرة على أطراف الدولة الإسلامية الشاسعة ما أدى إلى ظهور الدويلات الإسلامية التي حملت على عاتقها مهمة الدفاع عن الدولة الإسلامية كالأيوبيين وآل زنكي في بلاد الشام والحمدانيين في شمال بلاد الشام. والغزنويين في أفغانستان... وقد قسمنا هذا العصر تبعاً للسيطرة على مركز الخلافة في بغداد إلى ثلاثة أقسام: عصر سيطرة الأتراك: وقد تميز خلفاء هذه المرحلة بالضعف والهوان يخضعون لسيطرة ونفوذ الأتراك فلم يكن بيدهم أي شيء فالعسكر هم الحاكمون الفعليون يخلعون خليفة ويبايعون آخر. وقد امتدت هذه المرحلة حوالي سبع وثمانين سنة من (247 ـ 334 هـ) وقد تعاقب عليها اثنا عشر خليفة هم:
1 ـ المنتصر بالله (محمد بن جعفر المتوكل) 247 ـ 248 هـ.
2 ـ المستعين بالله (أحمد بن محمد المعتصم) 248 ـ 252 هـ.
3 ـ المعتز بالله (محمد بن جعفر المتوكل) 252 ـ 255 هـ.
4 ـ المهتدي بالله (محمد بن هارون الواثق) 255 ـ 256 هـ.
5 ـ المعتمد على الله (أحمد بن جعفر المتوكل) 256 ـ 279 هـ.
6 ـ المعتضد بالله (أحمد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل) 279 ـ 289 هـ.
7 ـ المكتفي بالله (علي بن أحمد المعتضد) 289 ـ 295 هـ.
8 ـ المقتدر بالله (جعفر بن أحمخد المتضد) 295 ـ 320 هـ.
9 ـ القاهر بالله (محمد بن أحمد المعتضد) 320 ـ 322 هـ.
10 ـ الراضي بالله (محمد بن جعفر المقتدر) 322 ـ 329 هـ.
11 ـ المتقي لله (إبراهيم بن جعفر المقتدر) 329 ـ 333 هـ.
12 ـ المستكفي بالله (عبد الله بن علي المكتفي) 333 ـ 334 هـ.
عصر سيطرة آل بويه: امتازت هذه المرحلة بسيطرة «آل بويه» وأصلهم من الفرس على مركز الخلافة وأضحى الحكام لا حول لهم ولا قوة بل إنهم كانوا يهانون ويضربون وقد استمرت هذه الفترة 334 ـ 467 هـ مائة وثلاثة عشرة سنة وتعاقب في هذه المدة أربعة خلفاء فقط إذ أن أيامهم قد طالت وهم:
1 ـ المطيع لله (الفضل بن جعفر المقتدر) 334 ـ 363 هـ.
2 ـ الطائع لله (عبد الكريم بن الفضل المطيع) 363 ـ 381 هـ. 3 ـ القادر بالله (أحمد بن إسحق بن المقتدر) 381 ـ 422 هـ. 4 ـ القائم بأمر الله (عبد الله بن أحمد القادر) 422 ـ 467 هـ. عصر سيطرة السلاجقة: امتاز خلفاء هذه المرحلة بأنهم على درجة عالية من العدل والتقوى والإحسان والعطف على الناس، وقد أحبتهم الرعية، ولم يكن السلاجقة يتصرفون مع الخليفة ذلك التصرف السيء الذي كان يقوم به من سبقهم سواء من الجهال الأتراك أم البويهيين. وقد امتدت هذه المرحلة من عام 467 هـ حتى عام 656 يوم سقوط بغداد على يد المغول أي 209 مائتي وتسع سنين تعاقب عليها أثنا عشر خليفة وهم: 1 ـ المقتدي بأمر الله (عبد الله بن محمد بن عبدالله القائم) 467 ـ 487 هـ. 2 ـ المستظهر بالله (أحمد بن عبد الله المقتدي) 487 ـ 512 هـ. 3 ـ المسترشد بالله (الفضل بن أحمد المستظهر) 512 ـ 529 هـ. 4 ـ الراشد بالله (منصور بن الفضل المسترشد) 529 ـ 530 هـ. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:55 | |
| العصر العباسي الأول (132 ـ 247 هـ)
وقد بدأ بتولى (السفاح) عبد الله بن محمد لمقاليد الحكم عام 132 هـ. وقد استلم أعباء الدعوة السرية بعد أن اكتشف مروان بن محمد آخر خليفة أموي كتاباً وجهه إبراهيم بن محمد إلى أبو مسلم الخراساني يأمره بإظهار دعوته فأمر بإلقاء القبض عليه. فسجنه وقتله، وكان قد سلم أمور الدعوة إلى أخيه عبد الله بن عمر.
وانتقل السفاح إلى الكوفة ونزل عند أبو مسلمة الخلال وهكذا بدأ
العصر العباسي الأول (132 ـ 247 هـ)
وقد بدأ بتولى (السفاح) عبد الله بن محمد لمقاليد الحكم عام 132 هـ. وقد استلم أعباء الدعوة السرية بعد أن اكتشف مروان بن محمد آخر خليفة أموي كتاباً وجهه إبراهيم بن محمد إلى أبو مسلم الخراساني يأمره بإظهار دعوته فأمر بإلقاء القبض عليه. فسجنه وقتله، وكان قد سلم أمور الدعوة إلى أخيه عبد الله بن عمر. وانتقل السفاح إلى الكوفة ونزل عند أبو مسلمة الخلال وهكذا بدأ بالاستيلاء على الولايات وأخذ البيعة لنفسه من الناس، واستطاع بفضل أسرته الكبيرة وبمسافرة أبي مسلم الخراساني والعصبية القبلية أن ينتزع الحكم من بني أمية ويثبته في آل العباس. ولم يستقر الوضع للسفاح بمقتل مروان بن محمد أخر خلفاء بني أمية، إذ اندلعت القررات ضده في بلاد الشام، كما قامت حركات في بعض المناطق. إلا أنها لم تكن تورات وحركات مؤية فقد وزع أعمامه وأولاد أعمامه في الولايات واستطاع ضبطها وإحكام قبضته عليها. وتوفي بعد أربع سنوات من تسلمه الخلافة عام 136 هـ واستلم الحكم بعد أخوه الأكبر عبد الله بن محمد (المنصور) أبو جعفر، وهو فحل بني العباس هيبة وشجاعة وكان داهية استطاع أن يثبت حكم بني العباس فأوعز إلى أبي مسلم الخراساني بقتل أبو سليمة الخلال، ثم أوجس خفة من أبي مسلم فعمل على قتله بعد أن بعثه لمواجهة عمه عبد الله بن علي الذي دعا لنفسه واستقر بالشام. وتغلب أبو مسلم على عبد الله بن علي فأقره أبو جعفر المنصور على الشام ومصر وأبعده عن مقره الأساسي خراسان ثم بعث إليه يطلبه وقتله. وبذلك يكون أبو جعفر قد أراح نفسه من الرجل الأقوى والذي على اكتافه قالت الدولة العباسية. ثم قامت ثورة عمر بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة فأرسل لهم الخليفة عيسى بن موسى الذي استطاع ايقاف دعوتهم والقضاء عليهم وذلك عام 143 هـ.
من جهة الفتوحات فقد عادت الفتوحات في عهد أبي جعفر المنصور إلى ما كانت عليه بعدما انتهى من أحداث عمه عبد الله بن علي وأبي مسلم الخراساني. وكان الروم بقيادة قسطنطين قد استغلوا هذه المرحلة وتقدموا في بلاد المسلمين وأخذوا ملاطية. وعندما استقرت الأمور للمنصور أرسل عمه صالح بن علي على رأس صائغه فاسترجع ملاطية وتوغل في بلاد الروم، ثم قامت بعد ذلك عدة غزوات للمسلمين غنوا منها غنائم كثيرة. وعلى الجبهة الشرقية كان المهدي ابن المنصور يغزو طبرستان. وأهل الديلم محمد بن أبي العباس السفاح وقد استمر حتى عام 158 حيث خلفه ابنه المهدي وعلى عهد المهدي كان الوضع مستقراً فلم تتم أي حركة داخلية فقد وطد والده المنصور له الأوضاع وأخضع له الرقاب. وقد استمر على مقارعة الروم فأوكل هذا الأمر لابنه هارون الرشيد الذي وصل إلى سواحل بحر مرمرة وصالح ملكة الروم اغسطة. وقد بنى المهدي سجد الرصافة ووسع المسجد الحرام. وفي عام 169 هـ. توفي المهدي وخلفه ابنه موسى الهادي الذي كان من قادة الفتح على عهد والده، لكنه لم يبق في خلافته سوى عام واحد فقد توفي عام 170 هـ. واستلم الخلافة هارون الرشيد أخيه وبعهده بلغت الدولة العباسية أوجبها فآبائه قد وطدوا له الأمر فعمَّ الاستقرار ووصلت الدولة إلى غاية فوقها، ولم يحدث صراع على الحكم إذا كانت الدولة في مرحلة الشباب، وكان الرشيد شجاعاً قوياً قاد الحملات العسكرية من عهد أبيه واستمر على ذلك طيلة مدة خلافته. فطأطأ الروم رؤوسهم وأحنوا هاماتهم له وخافوا منه. فقد كان الغزو في بلادهم لا ينقطع فالرشيد كان يرسل الجيش إثر الجيش لمنازلة الروم ولرد غاراتهم على الثغور واعتداءاتهم على المدن الإسلامية الدافعة على الحدود معهم، وكثيراً ما كان الروم ينقضون العهود مع المسلمين وهذا ما فعله (نقفور) الذي نقض العهد الذي كانت الملكة (ينييه) قد قطعته للرشيد وأرسل يهدد الرشيد وليوعده فلم يرد عليه الخليفة برسالة بل بجيش جرار خاده بنفسه ففتح هرقلة وأسر منهم الكثير وأخذ الغنائم والأموال وعاد إلى بغداد.
وعلى الصعيد الداخلي كان وضع الدولة مستتباً ولم تقم حركات واسعة وإنما حركات محلية فقام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب في بلاد الديلم وقد كلف الرشيد الفضل بن يحيى البرمكي لمحاربته ففعل وصالحه وبعثه إلى الخليفة وكان ذلك عام 180 هـ. وخرجت الحزمية في أذربيجان عام 192 هـ فأرسل إليهم الخليفة عبد الله بن مالك الخزاعي فقتل منهم كثيراً وأسر وسبى... ولعل أهم الأحداث الداخلية التي حفلت بها خلافة الرشيد هي نكبة البرامكة الذين وصلوا إلى أوج عزهم فتسلموا الإمارة والوزارة لكنهم ما لبثوا أن فقدوا كل شيء وحبسوا وقتلوا.
وعلى عهد هارون الرشيد بدأت الامارات المستقلة عن جسم الدولة الإسلامية تظهر وإن كانت تعود في نشأتها إلى وقت مبكر. غير أن العباسيين كانوا يحاولون القضاء على هذه الإمارات أول الأمر، إلا أنها بالنهاية تركتها وشأنها فأصبحت إمارات منفصلة بل ومنها من أعلن دولة منفصلة كما حدث في دولة الأندلس. ومن هذه الدويلات التي بدأت بالظهور من عهد الرشيد: دولة الخوارج الاباضية (الرسمية) في تاهرت ودولة الخوارج الصفرية (بني مدرار) في سجلماسة للخوارج ودولة الأدارسة في المغرب ودولة الأغالبة في تونس ثم ولي على الخلافة بعد هارون الرشيد ابنه الأمين محمد بن هارون وكان ذلك سنة 193 هـ. وكان الخليفة هارون الرشيد يرغب في أن يليه بالخلافة ابنه المأمون لما رأى منه شدة وبأس في أمور الدولة والقيادة. إلا أنه عاد وأخذ البيعة للمأمون بعد الأمين. وعندما تسلم الأمين الحكم بايعه المأمون إلا أن الخلاف وقع بين الأخين وقد حرض وزراء الخليفة الابن على أن يخلع أخاه المأمون ويبايع لولده موسى. ففعل الأمين، فاستعصى المأمون بما تحت يده من بلاد وكان على المشرق. وأعلن عصيانه للخليفة فنشب الخلاف بين الأخين فأرسل الأمين جيشاً لمحاربة المأمون بقيادة علي بن عيسى بن ماهان فعين المأمون طاهر بن الحسين قائداً لجيشه لمحاربة جيش الأمين واستطاع طاهر من قهر جيش الأمين وقتل قائدهم. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:56 | |
| العصر العباسي النائي:
ثم بدأ عصر الضعف، عصر سيطرة الأتراك على الخلافة، فكانت بداية السيطرة للجنود الأتراك الذين استطاعوا تأليب المنتصر على والده حتى رضي بقتله والاستيلاء على العرش. وكانت أطراف الدولة الإسلامية قد بدأت بالانفصال وراحت تتشكل الدول المستقلة، وكانت هذه الدول في العصر العباسي الأول ضعيفة وبعيدة عن مركز الخلافة إلا أنها مع ضعف الحكم في العصر الثاني فقد قويت واتسعت رقعتها بل وازدادت. وهذه الدول التي انتقلت إلى العصر العباسي الثاني هي: دولة الأندلس ـ دولة الأدارسة ـ دولة الأغالبةـ دولة الخوارج الصفرية في تاهرت ـ دولة الخوارج الاباضية في سجلماسة. ويمتد هذا العصر من 247 ـ 656 ويمتاز بالضعف الذي أصاب مركز الخلافة بسبب السيطرة الخارجية على مركز الحكم وقد قسمناه إلى ثلاثة أقسام هي: 1 ـ عصر سيطرة الأتراك: 247 ـ 334 وتعاقب عليه اثنا عشر خليفة. 2 ـ عصر سيطرة آل بويه 334 ـ 467 وتعاقب عليه أربع خلفاء. ـ 656 وتعاقب عليه أحد عشر خليفة.
الغزنويون:
كان «البتكين» أحد موالي الأتراك المقدمين عند السامانيين وقد عين والياً على مدينة غزنة وقد ناوأ السامانيين لكنه توفي عام 353 هـ. ثم قام ابنه إسحق في غزنة بالدور نفسه غير أنه لم يستطع توسعة رقعة نفوذه وتوفي عام 355 هـ. ثم قام الجند باختيار القائد سبكتيكين لما عرفوا من عقله ودينه ومروءته فولوه أمرهم وحلفوا له وأطاعوه. ثم بدأ سبكتكين بتوسعة رقعة أملاكه فاستولى على «قصدار» قرب غزنة، ثم استلوى على أجزاء من الهند وأخذ مدينة كابل، وكان سبكتكين يعترف بسلطة السامانيين عليه رغم استقلاله. بعد وفاة سبكتكين عام 387 تسلم القيادة ابنه محمود الغزنوي وكان شجاعاً مقداماً استطاع بعد مقتل منصور بن نوح الساماني أن يستولي على الدولة السامانية ويخطب للخليفة العباسي القادر بالله الذي لقبه بيمين الدولة. استطاع السلطان محمودالغزنوي القضاء على سلطان آل بويه في بلاد الجبل والري كما دخل بلاد قزوين وصلب عدداً كبيراً من أصحاب الباطنية، وسيطر على كل خراسان وأنهى نفوذ السامانيين منها. واشتهر السلطان محمود الغزنوي بفتوحات في بلاد الهند والتي حملت صفة الجهاد فقد زادت حملاته على بلاد الهند على اثنتي عشر حملة عسكرية بدأها عام 392 بانتصار على ملك الهند (جيبال) وأسر معه أكثر من نصف مليون شخص وهكذا راح السلطان محمود بتوسعة حدود الدولة الإسلامية الشرقية من جديد وعادت الفتوحات الإسلامية من هذه الجهة. وعندما توفي عام 421 تولى بعده ابنه محمد الأصغر غير أن هذا الأخير كان منشغلاً باللهو ما دعا القادة لمبايعة الأخ الأكبر مسعود بن محمود وبايعوه بعد خلع أخيه محمد. وقد فتح مسعود قلعة سرستي الجبلية جنوبي كشمير وانتصر على واليه الذي خلع الطاعة وأجبره على الفرار، ثم عاد إلى غزو الهند بعد عام وولى ابنه مودود على بلاد البنجاب وعاد إلى خراسان فأجلى عنها الأتراك العز عام 431 وقاتل السلاجقة وانتصر عليهم، غير أنهم عادوا وانتصروا عليه واستولوا على كل خراسان وكان السلطان مسعود يقود جيشه شرقاً باتجاه الهند ثم يعود جنوباً لمقاتلة الأتراك مما أتعب جيشه فقام قواده عليه وقتلوه ونادوا أخاه محمد أميراً عليهم وكان مسمول العينين فأرسل إلى ابن أخيه مودود ليغريه ويتنصل من مقتله غير أن مودود اتجه بجيشه جنوب غزنة وحارب عمه وانتصر عليه وقتل أولاد عمه جميعاً وكل من شارك في مقتل أبيه وتسلم الأمر عام 432. أعاد مودود الهيبة للغزنويين فانتصر على ملوك الهند وحرص على قتال السلاجقة وتوفي عام 441 هـ. وتولى مكانه ابنه مسعود الثاني ونازعه على ذلك عمه علي بن مسعود واستلم الأمر منه بعد خمسة أيام من توليه الحكم، ولم يلبث أن قام أيضاً عبد الرشيد بن محمود الغزنوي ودعا لنفسه وسار نحو غزنة ففر منها علي بن مسعود ودخلها عبد الرشيد واستقر له الوضع هناك عام 441 هـ. ثم قتل عبد الرشيد على يد أحد قواده، ثم قتل هذا القائد من قبل القادة الآخرين وولوا عليهم فروخ زاد الذي حاول قتال السلاجقة لكنه توفي عام 451 هـ. وخلفه إبراهيم بن مسعود الذي استمر في الحكم حتى عام 491 هـ. وفتح كثيراً من قلاع الهند وكان قوي الشكيمة وانتصر على السلاجقة وأسر عم السلطان ملكشاه عثمان غير أنه لم تمضي مدة حتى هزم أمام السلاجقة وذلك عام 482 وقد عرف بإسم ظهير الدين، ومنذ ذلك الحين بدأت الدولة الغزنوية بالأفول. بقي ظهير الدين حتى عام 492 هـ حيث خلفه ابنه مسعود الثالث الذي ظل حتى عام 508 ثم خلفه ابناؤه الثلاثة وهم: شيرزاد الذي لقب كمال الدولة وتوفي عام 509 ثم أرسلان ولقب سلطان الدولة وتوفي عام 512 ثم أخوه بهرام شاه ولقب يمين الدولة وفي عام 529 ارتاب سنجر في ولاء بهرام شاه إلا إنه عاد عن المسير إليه على أن يزوره بهرام شاه، فخاف منه ولم يذهب إليه فعاد إليه سنجر ودخل غزنة فاعتذر من بهرام شاه فأعاده على غزنة، وفي عام 543 ثار ملك الثغور سولي بن الحسين واتجه إلى غزنة ودخلها على حين غادرها بهرام شاه الذي سار إلى فرغانة واستعان بجيش كبير من هناك وعاد ودخلها وقتل سولي. وفي عام 543 دخل غزنة علاء الدين الحسين الغوري وغادرها بهرام شاه فولى علاء الدين أحاه سيف الدين على غزنة ورجع، غير أن أهل غزنة ثاروا على سيف الدين وعاد بهرام شاه ودخل غزنة وقتل سيف الدين وفي عام 547 توفي بهرام شاه وخلفه ابنه خسرو، وجاءه علاء الدين الغوري إلى غزنة فهرب منها خسروا بن بهرام وانتهى أمر الغزنويين من غزنة إلا أن سلطتهم بقيت في لاهور حتى عام 559 حيث أسر خسرو على يد شهاب الدين الغوري وقبض عليه وأرسله إلى أخيه غياث الدين فقتل عام 582 وبه انتهى الغزنويون. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:57 | |
| الغوريون: وهم قوم جبليون يقيمون بين غزنة وهراة وبلادهم جبلية موحشة فيها قلعة «فيروزكوه»، وقد برز منهم قطب الدين محمد الغوري، الذي تزوج أخت بهرام شاه ابن إبراهيم الغزنوي. وفي عام 542 دبر بهرام شاه مؤامرة لقتل صهره مما أثار أخوته سيف الدين سوزي وأخوه علاء الدين اللذان سارا نحو غزنة فهرب منها بهرام شاه واتجه إلى الهند وتولى أمر غزنة سيف الدين سوزي نيابة عن علاء الدين حسين جهان سوز، وعندما هجم فصل الشتاء البارد قبض السكان على سيف الدين ودعوا بهرام شاه للعودة فرجع إلى غزنة وقتل سيف الدين فعاد علاء الدين إلى غزنة عام 544 وخربها وهرب بهرام شاه الذي توفي عام 547 ثم قام علاء الدين بهدم غزنة عام 550 هـ. قوي أمر علاء الدين واتسعت مملكته، فعين ابن أخيه بهاء الدين سام حاكماً على قلعة «فيروزكوه» ثم خلفه غياث الدين محمد وشهاب الدين محمد اللذان سارا بالبلاد سيرة حسنة ثم أوقع الوشاة بينهما وبين عمهما علاء الدين فوقع عندهما أسيراً، إلا أنهما أحسنا معاملته وأعاداه إلى ملكه، لذا فقد أوصى لغياث الدين من بعده وزوجه ابنته. وقد توفي علاء الدين عام 556 فخلفه ابنه سيف الدين عمر الذي طرد الاسماعيلية من بلاده وسار لمحاربة الغز الأتراك في بلخ لكنه هزم وقتل عام 558 هـ. وتولى بعده ابن عمه غياث الدين محمد بن بهاء الدين سام الذي أرسل جيشاً كبيراً بإمرة أخيه شهاب الدين الذي استطاع انقاذ غزنة من الأتراك بعد حكم دام خمس عشرة سنة، كما إنه سار إلى السند، غير أن الترك الغز قد عادوا إلى غزنة وحكموها، ثم سار شهاب الدين عام 559 مع جيش قوي واستولى على لاهور بعد حصارها وقضى على الدولة الغزنوية أو بقاياها وكان فيها خسرو شاه وأرسله إلى أخيه غياث الدين فقتله، وقد اتسعت دولة غياث الدين وقوي أمره وامتدت أيامه، ثم قاتل خوارزمشاه علاء الدين محمد واسترد منه خراسان ثم اختلف مع أخيه شهاب الدين، وهذا ما جعل خوارزمشاه يسترد خراسان. توفي غياث الدين محمد عام 599 وخلفه أخوه شهاب الدين فكثر غزوه في بلاد الهند وقتل عام 602 ولم يكن له ولد فقام وزيره والأتراك بتولية ابن أخيه غياث الدين محمود. ثم اختلف الغوريون على الحكم، كما كثر المتمردون عليهم وهذا ما مكن لعلاء الدين محمد خوارزمشاه من القضاء على الدولة الغورية بعد أن ملكت الهند ووصلت إلى البنغال.
القرامطة:
في الوقت الذي كانت فيه حركة الزنج تحتضر ظهرت دعوة الاسماعيلية ودعوة القرامطة، وكلها تنبع من منبع واحد وهو إطلاق العنان للشهوات واصطياد الشباب. وأساس هذه الدعوة أن أسره عمر بن إسماعيل الطالبية قد انتقلت إلى السلمية في بلاد الشام، وفي الوقت نفسه فقد انتقلت أسرة ميمون القداح إلى السلمية وكان الآخير قد عاصر محمد بن إسماعيل، فأوصى ميمون أن يسمي أولاده بأسماء أحفاد ابن إسماعيل كي يختلط الأمر، وهذا ما حصل فعلاً وأصبحت السلمية مركزاً لدعوة هذه الأسرة القداحية أو الميمونية. وازداد النشاط وانتشر دعاتهم، وكان ممن جملتهم رجل اسمه «أبو عبيد الله الشيعي» وكان يدعو في العراق لأبناء محمد بن اسماعيل، كان من أنصاره «رستم بن الحسني بن حوشب»، وكان في اليمن رجل كثير المال والعشيرة من رؤوس الشيعة يدعى «محمد بن الفضل» وكان في العراق يزور كربلاء فرآه أبو عبد الله الشيعي وأحبا كسبه إلى دعوتهما، فتجاوب معهما وأخذهما معه إلى اليمن وهناك انطلقت الدعوة وكثر اتباعها. ثم زار «أبو عبيد الله الشيعي» السلمية والتقى «بإمامهم المستور» ووصلت الأخبار إلى المغرب أن الأرض هناك صالحة لنشر هذه الدعوة فسار إليه أبو عبد الله الشيعي، وبدأت الدعوة تأخذ طريقها نحو النجاح وأسس رستم بن الحسين بن حوشب إمارة له في اليمن. وكان من أهم دعاة العراق «مهرويه» وهو فارسي يخفي مجوسيته، وكان عبد الله بن ميمون القداح رأس الدعوة الاسماعيلية الظل، فأرسل ابنه أحمد ليقيم في بلاد خراسان، ثم أعلن أحمد عن موت ابنه حسين، ولم يمضي وقت طويل حتى خرج من تلك البلاد حسين هذا باسم «حسين الأهوازي»، وقد عرف كداعية إسماعيل في جنوبي العراق وهناك التقى بـ حمدان بن الأشعث أو حمدان قرمط وضمه إلى دعوته، وقد كان المحيط الذي يعيش فيه حمدان حاقداً على الحكم العباسي فتوسعت الدعوة وترقى حمدان في سلمها. وعندما قضي على ثورة الزنج عام 270 هـ. استطاع حسين الأهوازي أن يجدد دعوته فوضع عن اتباعه الصوم والصلاة وجميع الفرائض وأحل لهم أموال المخالفين ونظمهم بدقة وكان أبرز رجاله حمدان قرمط. الذي خلفه عند وفاته فبنى لجماعته داراً بالكوفة عام 277، وقد اختار حمدان دعاته وكان أهمهم ابن عمه وصهره «عبدان» وزكرويه بن مهرويه الذي أخذ الدعوة عن أبيه «أبو الفوارس» الذي قاد الثورة عام 289 هـ. كان القرامطة دعاة للاسماعيلية ثم انحرفوا عنهم عندما علموا أن الدعوة في السلمية لم تعد لأولاد محمد بن إسماعيل إنما لأولاد عبد الله بن ميمون القداح وأصبح الاختلاف واضحاً بين الفريقين في العقائد التي غدت للقرامطة وعدّهم الاسماعيليون ملاحدة. وعندما حدث هذا التغير في طريقة «قرمط» حضر أحد أبناء ميمون القداح من الطالقان إلى الكوفة فعاتب «عبدان» وهو مفكر القرامطة على النهج الخاص الذي يسيرون عليه فما كان من عبدان إلا أن طرده غير أن «زكرويه من مهرويه» قد استقبله وتآمر الاثنان على قتل عبدان فثار أهل السواد لأن أكثرهم من أتباع عبدان فهرب القداحي واختفى زكرويه.
ثم ظهر زكرويه في جنوبي العراق وعمل على التخلص من عبدان وذلك بقتله والذي قام بهذه المهمة هو يحيى بن زكرويه ثم أكمل المهمة وتخلص من حمدان. عند ذلك بدأ زكرويه بإرسال أولاده لإعادة نشاطه، فبعث يحيى بعد أن بايعه أتباع أبيه زكرويه في سواد الكوفة عام 289 ولقبوه بالشيخ كما عرف بأبي القاسم وادعى نسباً اسماعيلياً وزعم لهم مزاعم باطلة وأسماهم بالفاطميين، فأرسل لهم هارون بن خمارويه جيشاً بقيادة «طغج بن جف» فهزمته القرامطة وسارت صوب دمشق فحاصرتها عام 290 هـ ولكنها عجزت عن دخولها وأرسل الطولونيون جيشاً آخر بقيادة بدر الكبير غلام أحمد بن طولون فانتصر على القرامطة وقتل زعيمهم يحيى بن زكرويه. وكان زكرويه قد أرسل ابنه الثاني الحسين ابن زكرويه الذي ادعى هو الآخر نسباً اسماعيلياً قبل مقتل أخيه سنداً له، وعندما علم يحيى أنه مقتول لا محالة وعلم بقرب وصول أخيه أخبر جماعته أنه سيطلع إلى السماء وأنه سيعود بعد أربعين عاماً وأن أخاه الحسين سيأتيه في نجدة غداً. وكما اشتدت وطأة المعتضد على القرامطة في جنوبي العراق اشتدت في السلمية على أسرة ميمون القداح ففر عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح واتجه إلى الرملة وبنفس الوقت كان الحسن بن زكرويه في طريقه للكوفة لمساندة أخيه يحيى فعرج إلى الرملة والتقى بعبيد الله وحاول استرضاءه وأظهار الطاعة له، فأظهر عبيد الله رضاءه عنه وموافقته على عمله خوفاً من أن يقتله وما إن غادر الحسين الرملة إلى دمشق حتى تركها عبيد الله أيضاً إلى مصر. وعندما وصل الحسين بن زكروية إلى دمشق وجد أخاه قد قتل فالتف القرامطة حوله وحاصر بهم دمشق وحاول فتحها إلا أنها استعصت عليه فرجع إلى حمص الذين أطاعوه وانتقل بعد ذلك إلى السلمية فامتنعت عنه ففتحها عنوة وأعمل بها خراباً وتحريقاً وتقتيلاً ببني إسماعيل الذي يدعي نسبهم وببني القداح الذين يدعي موالاتهم، ثم عاد بعد ذلك إلى حماه وبعلبك وكان يعمل القتل والحرق في كل مدينة ينزل فيها ثم توجه الدعي إلى الكوفة وهناك قاتله الخليفة المستكفي فوقع الحسين بن زكرويه أسيراً فاقتيد إلى بغداد حيث قتل وصلب هناك عام 291. عند ذلك خرج زكروية بنفسه من مخبئه الذي اختبىء فيه مدة ثلاثة سنوات وسار بأتباعه نحو بلاد الشام فأمعنوا في القتل والسلب ونهب القوافل والحجاج إلى أن قتل عام 301 وتشتت جماعته فمنهم من انتقل إلى البحرين ومنهم من سار إلى بلاد الشام. وهكذا انتهى أمر القرامطة من جنوبي العراق وذابوا في بلاد الشام. وأما عبيد الله بن الحسين القداحي فقد علم ما حصل بالسلمية وما نزل بآل إسماعيل فنسب نفسه لآل إسماعيل واتجه نحو المغرب حيث كانت دعوة أبي عبد الله الشيعي قد قويت. وفي اليمن كانت دعوة رستم بن الحسين بن حوشب تلق رواجاً وكان من أكبر أعدائه علي بن الفضل الذي اختلف معه وافتتن كثيراً بالتفاف الناس حوله فسار شوطاً بعيداً في الفساد وادعاء النبوة، وقد دخل اليمن وكان فيها بني زياد وبني يعفر ثم مات مسموماً عام 303 وانطفأت معه دولة القرامطة في اليمن. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:58 | |
| المرابطون:
كانت القبائل التي تقيم في صحارى المغرب كثيرة، وكلها تدين بالإسلام، لكنها لم تعرف منه: إلا القليل من أحكامه. وحدث أن ارتحل أحد أمراء هذه القبائل وهو يحيى بن إبراهيم إلى الحج، وأثناء عودته التقى في تونس بعالم يعطي دروساً، وقد لاحظ هذا العالم أن أمير القبيلة جاهل فساءه ذلك فبعثه إلى أحد فقهاء المغرب كي يزوده بأحد تلاميذه وهذا ما حدث فقد وجه العالم «واجاج بن للو» عبد الله بن ياسين الجزولي إلى قبيلة لمتونة ومسوفة وجدالة الصنهاجية، وبدأ يعلمهم الدين الإسلامي ونزل قرب نهر السنغال حيث أسس هناك رباطاً للمحافظة على الدين والبعد عن العادات المخالفة للإسلام، وسرعان ما انتشرت دعوته هناك وزاد أتباعه عن الألف، فأثار فيهم روح الجهاد في سبيل الله فانضمت ديار الملثمين تحت لواء الأدارسة وأصبحت جزءاً من أملاكهم، وقام تحالف بين قبائل الملثمين جميعاً برعاية لمتونة وزحفوا جنوباً ذلك لأن دولة الأدارسة كانت قوية بالشمال، وتمكن هذا الحلف
أن يستولي على مدينة أودغشت التي اتخذها قاعدة له. وقد سقطت هذه المدينة من أيديهم أكثر من مرة، وكانت كل مرة تسبب صدعاً وانشقاقاً داخل الحركة. إلى أن عاد عبد الله بن ياسين وفتحها عام 446 وحملوا أهلها على الإسلام وقد كان زعيم قبيلة جدالة يحيى بن إبراهيم هو زعيم المرابطين فاستشهد في المعركة فخلفه يحيى بن عمر زعيم لمتونة، ثم سار المرابطون نحو سجلماسة بعد أن استنجد أهلها بهم واستطاعوا تخليص هذه المنطقة من حكم المغراوية ثم استشهد يحيى بن عمر فانتقلت قيادة الجيش إلى أخيه أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي عين ابن عمه يوسف بن تاشفين على مقدمة جيشه فاستولى المرابطون على بلاد السوس وفتحوا جزولة وماسة ثم فتحوا نفيس. ثم سار إلى أغمات وفيها يوسف بن علي الفراري فهرب منها وذلك عام 449 هـ. ثم استشهد الشيخ عبد الله بن ياسين في قتال قبيلة برغواطة عام 451 واستمر أبو بكر بن اللمتوني في قتال برغواطة حتى خضعوا له، وانصرف إلى الصحراء لمقاتلة القبائل في حين أوكل لابن تاشفين مقاتلة المغراوية في الداخل، وعندما انتهى أبو بكر من حروبه عاد من الجنوب فوجد أن يوسف بن تاشفين قد نظم أمره وقوى جيشه ونازل خصومه، فتنازل أبو بكر بن عمر اللمتوني لابن عمه عن إمارة المرابطين وعاد إلى جهاده بالجنوب فدخل عاصمة غانة عام 469 وفرض الإسلام على جميع القبائل التي فتحها وأخضعهم لسلطة المرابطين. وفي عام 480 توفي أبو بكر اللمتوني فضعف أمر المرابطين فاستقلت العديد من القبائل وأعلنت الارتباط بالدولة العباسية. أما يوسف بن تاشفين فقد أعلن بيعته للخليفة العباسي القائم بأمر الله، وتمكن من القضاء على الدولة المغراوية وبنى مدينة مراكش، ثم طلب مساعدته مسلمو الأندلس فهب لمساعدتهم وكانت له عدة انتصارات على النصارى الاسبان ومن أهمها معركة الزلاقة. إلا إنه عندما وجد تخاذل ملوك الأندلس في نصرته ضد الاسبان وصراعهم فيما بينهم أرسل قائد جيشه سيري بن أبي بكر اللمتوني لإخضاع الامارات الأندلسية لحكمه وأن يعزل جميع الملوك، فاستولى سيري على جيان وقرطبة وقرمونة ثم دخل اشبيلية وأرسل المعتمد ابن عباد إلى مراكش ثم دخل الابطون بإمرة يوسف بن داوود مدينة مرسية ودانية وشاطبة والمرية وبلنسية وهكذا أخضع أمير المرابطين ابن تاشفين معظم امارات الأندلس لحكمه، وقد بقي على رأس الدولة المرابطية حتى عام 500 هـ. حيث توفي رحمه الله وخلفه من بعده ابنه علي بن يوسف بن تاشفين الذي أوصاه أبوه بالإجسان إلى أهل الأندلس، وقد نازعه ابن أخيه يحيى بن أبي بكر صاحب فاس فسار إليه علي فهرب من وجهه. صمم علي على محاربة النصارى الاسبان وخاصة الفونس السادس صاحب طليطلة فولى علي بن يوسف بن تاشفين أخاه تميم على غرناطة وجعله قائد جيش المرابطين في الأندلس، وجهزه بجيش قوي لمحاربة النصارى، وقد استطاع تميم أن ينتصر على النصارى انتصاراً كبيراً في معركة «اقليش» التي تعد من أكبر المعارك بعد «الزلاقة» وذلك عام 502 وقد قتل في هذه المعركة ابن ألفونس السادس قائد جيش النصارى ومعظم من كان معه من الأمراء ونحو عشرة آلاف من جنده، وقد سُرَّ علي بن يوسف بن تاشفين بهذا النصر فصمم على المسير إلى الأندلس لإكمال محاربة النصارى فاجتاز بحر الزقاق عام 503 وتوجه للجهاد واستطاع أن يفتح ثمانية وعشرين حصناً من حصون النصارى من بينها حصن مجريط (مدريد) كما أنه سار للجهاد مرة ثانية عام 504 واستطاع أن يفتح عدة حصون أيضاً أهمها أشبونة (الشبونة) وأسر عدداً كبيراً من النصارى الإسبان، غير أن النصارى استطاعوا أن يدخلوا مدينة سرقسطة عام 513 وأن يدخلوا قلعة أيوب شرقي الأندلس التي تعد من أمنع القلاع وأحصنها، وكان لسقوط هذه القلعة بيد النصارى أثراً كبيراً لضعف المرابطين. وفي عام 514 حدثت فتنة بين أهل قرطبة وجند المرابطين أدت إلى فرار الوالي المرابطي، ثم عاد علي بن يوسف بن المغرب وعقد صلحاً مع أهل قرطبة وتم له الأمر. وقد بقي الأمر كذلك حتى بداية دعوة الموحدين عام 514 وقد التقى علي بن يوسف بن تاشفين بابن تومرت مؤسس الموحدين واختلف معه بالرأي إلا أن ابن تاشفين رفض أن يلحق به الأذى لتقواه وورعه، فكبرت جماعة ابن تومرت وألف جيشاً كبيراً ضم عدة قبائل، ثم التقى الطرفان بمعركة البحيرة فانتصر فيها المرابطون، وقتل قائد الجيش الموحدي وعدد كبير من جيشه، وكان جيش المرابطين بقيادة أبو بكر علي بن يوسف بن تاشفين وفي عام 537 توفي علي بن يوسف بن تاشفين فخلفه ابنه تاشفين، الذي ولى ابنه إبراهيم على مدينة مراكش وأخذ بنفسه يتابع الموحدون بقيادة أميرهم عبد المؤمن بن علي أو سار تاشفين إلى مدينة تلمسان فدخلها، ثم انتقل تاشفين إثرها إلى مدينة وهران ليتخذها قاعدة له فسار وراءه عبد المؤمن بن علي وحاصره فيها، فحاول تاشفين النجاة فهوى عن صخرة بجواده فقتل عام 539. وقد تولى بعد تاشفين أخوه اسحق بن علي فسار إليه عبد المؤمن بن علي وتمكن من دخول مراكش والقضاء على دولة المرابطين عام 541 هـ. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:58 | |
| المماليك:
هم الرقيق الذين كانوا يؤسرون بالحروب. وقد اعتمد عليهم السلاطين في دفاعهم عن عروشهم. فكانوا يأتون بالرقيق ويسلموه إلى المختصين ليعلموهم القراءة الكتابة وحفظ القرآن الكريم وملازمة الصلاة والأذكار، وإذا ما شبوا بدأوا في تعليمهم فنون الحرب والرماية والفروسية وينتقل بعدها من رتبة إلى رتبة إلى أن يبلغ أمير الأمراء أو قائد الحرس الملكي أو قائد الجيش. وأول من قام بنقلهم هو الملك الصالح نجم الدين أيوب. وبعد وفاته عام 638 كتمت زوجته شجرة الدر أمر وفاته حتى وصل إلى مصر ابنه توران شاه حيث قاد بنفسه قتال الصليبيين بينما كانت هي تدير شؤون المملكة. وقد تمكن الأمير بيبرس البندقداري من جمع جيش المسلمين وإبادة الصليبيين الغزاة. ثم اختلف توران شاه مع الأمير فارس الدين أقطاي وبيبرس البندقداري وقتلوه عام 648. أما شجرة الدر فقد عينت عز الدين أيبك سلطاناً وتزوجته فيما بعد. وقد غضب الأيوبيون في بلاد الشام من سيطرة عز الدين أيبك على مصر وقاتلوه إلا إنهم لم يستطيعوا انتزاع السلطة منه. إلى أن أعلن أيبك ارتباط مصر بالخلافة العباسية في بغداد وراح يخطب للخليفة المستعصم. ثم برز الأمير فارس الدين أقطاي وعلا نجمه وصار ينافس عز الدين أيبك فاستدعاه أيبك وقتله بواسطة سيف الدين قطز. واسرع أنصاره لانقاذه ظناً منهم أنه لم يمت وعلى رأسهم الظاهر بيبرس وقلاوون الإلفي لكنهم لم يلبثوا أن أخبروا أن أمره قد انتهى. وهكذا انقسم المماليك إلى «معَزية» أنصار أيبك وبحرية أو صالحية أنصار الملك الصالح أيوب. ثم قامت شجرة الدر بمساعدة مماليكها على قتل زوجها عز الدين أيبك بعدما علمت أنه ينوي الزواج مرة أخرى وفي عام 655 وإثر وفاته قدم المماليك عليهم نور الدين علي بن عز الدين أيبك ولكن سيف الدين قطز لم يلبث أن عزله لضعفه وصغر سنة وللأخطار المحدقة بالمسلمين من كل صوب وخاصة بعدما سقطت بغداد حاضرة الخلافة الإسلامية بيد المغول عام 656 هـ واستولوا على بلاد الشام (حلب ودمشق) عند ذلك عاد المماليك إلى وحدتهم ليقفوا بوجه الجيش الغولي الكاسح الذي يستعد للهجوم على مصر فانضم المماليك المعزية بقيادة الظاهر بيبرس والأمير قلاوون إلى قيادة سيف الدين قطز وخاضا معاً معركة عين جالوت. وقد كان أمير الجيش الإسلامي سيف الدين قطز وانتصر المسلمون انتصاراً كبيراً وقتل قائد التتار كتبغا وأسر ابنه. وتابع قطز تقدمه نحو بلاد الشام فحررها من التتار وأعاد بعض ملوك الأيوبيين إلى ممالكهم بعد أخذ المواثيق والعهود عليهم بالولاء ودفع الاتاوات للسلطان بمصر. وبعد عودة المماليك إلى القاهرة قتل الظاهر بيبرس أميره سيف الدين قطز ـ لخلافات قديمة ـ واتفق أمراء المماليك على تعيين الظاهر بيبرس البندقداري سلطاناً على مصر. ومع استلامه أمور السلطنة وقفت دولة المماليك على أقدامها وأصبحت محط أنظار المسلمين بعدما رجعت الخلافة العباسية من القاهرة وتحت رعايتهم. ولقد استمر الحكم المملوكي 275 عاماً وتقسم إلى قسمين: 1 ـ المماليك البحرية 648 ـ 792. 2 ـ المماليك الجراكسة 792 ـ 923. ب2>المماليك البحرية: ويمتد حكمهم من عام 648 ـ 792 هـ أي ما يقارب من مائة وأربع وأربعين سنة، وقد تمثل في هذا الحكم اسرتين فقط هما: ـ أسرة الظاهر بيبرس البندقداري وقد دام حكمها عشرين سنة (658 ـ 678): وقد دام حكم الظاهر بيبرس 18 سنة وقد حرص على بقاء أسرته في الحكم من بعده وكان خوفه من المماليك أنفسهم وخاصة منهم المنصور قلاوون. وقد تم على عهد الظاهر بيبرس مبايعة أول خليفة عباسي وهو المستنصر بالله أحمد بن محمد الظاهر أول رجب عام 609 هـ ثم بايعه قاضي القضاة تاج الدين ثم الشيخ عز الدين بن عبد السلام. وقد قام هذا الخليفة بجمع الجيش لمحاربة التتار وقد استطاع دخول مدينة الحديثة على نهر الفرات وسار بعدها إلى هيت ودخلها أيضاً. إلا إنه استشهد في معركة أخرى مع التتار واستلم الخلافة بعده الحاكم بأمر الله عام 661 وقد أكرمه الظاهر بيبرس وأنزله بالبرج الكبير بالقلعة وخطب له وقد عمل الظاهر بيبرس على تقوية مكانة القاهرة كعاصمة للخلافة الإسلامية فلم يرسل الخليفة لقتال المغول في بغداد وسار هو عام 664 إلى بلاد الشام لقتال الصليبيين فحرر قيسارية وأرسوف ثم هاجم عام 665 قلعة صفد واستولى عليها ثم أخذ يافا وهاجم كيليكيا ودخلها عام 669. وعلى جبهة التتار فقد تحالف الظاهر بيبرس مع بركة خان أمير التتار في شمال البلاد وهو أول التتار الذين أسلموا في مدينة سراي على نهر ال?ول?ا مكان ستالينغراد اليوم.
كما أغار الظاهر بيبرس على قبرص وحارب أرمينيا الصغرى.
وفي عام 676 توفي الظاهر بيبرس، وتولى السلطنة بعده ابنه الملك السعيد محمد وكان عمره 18 سنة، ولم يلبث في السلطنة سوى سنتين حيث قام عليه المماليك للهوه وأرسل ليكون ملكاً على الكرك وعين مكانه أخوه بدر الدين سلامش وكان صغيراً لا يتجاوز 7 سنوات وعين الأمير سيف الدين قلاوون أتابكاً له ولقب بدر الدين بالملك العادل غير أنه لم يلبث أن خلع وبايعوا الأمير سيف الدين قلاوون ولقبوه بالملك المنصور وذلك عام 663 هـ. ـ أسرة السلطان المنصور قلاوون التي امتد حكمها 114 سنة (678 ـ 792 هـ): تمكن المنصور قلاوون من توحيد كلمة المسلمين مع بلاد الشام وقاد الجيش الإسلامي عام 780 ضد الجيش المغولي قرب مدينة حمص وقلب الهزيمة إلى نصر ساحق بإذن الله، كما فتح قلاوون قلعة المرقب وما حولها عام 684 وانتقل بعد ذلك إلى طرابلس وفتحها عام 688 وكانت قد بقيت بأيدي الصليبيين منذ عام 503 هـ. وفي عام 689 توفي السلطان المنصور قلاوون وخلفه ابنه الأشرف صلاح الدين خليل الذي أكمل مسيرة أبيه في الجهاد فحرر عكا من الصليبيين عام 690 هـ كما دخل صيدا وصور وبيروت وجبيل وطرطوس.
وفي عام 693 قتل الأشرف صلاح الدين خليل بيد أمراء المماليك وتولى أمور السلطنة قاتله بيدرا الذي لقب بالملك القاهر، غير أنه قتل في اليوم الثاني بأمر من كتبغا وعين مكانه محمد بن السلطان قلاوون ولقب بالملك الناصر وكان عمره 8 سنوات ولم يمضى عام على توليته حتى خلع وتولى الأمر بعده الأمير كتبغا وتلقب بالملك العادل. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 13:59 | |
| الموحدون: بدأت دعوة الموحدين عام 514 على يد محمد بن تومرت الذي ينتمي إلى قبيلة «هرغة» أحد بطون قبيلة مصمودة التي تنتشر في أغلب أراضي المغرب العربي ويقول بالانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سار إلى الشرق ودرس العلم هناك، ثم عاد إلى المغرب وأصبح يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، وقد أنكر على المرابطين سفور نسائهم، وقد التقى بعلي بن يوسف بن تاشفين وتناقشا وقد اختلفا. انتقل ابن تومرت إلى أغمات حيث أهله وقبيلته، وبدأ يعمل بدعوته وينتقد مفاسد المرابطين، وألف جيشاً ضم عدة قبائل، وكان مقره حصن «تينمل»، وبدأ يناوىء المرابطين، وقد التقى الطرفان بمعركة البحيرة التي انتصر فيها المرابطون، وقتل فيها قائد جيش الموحدين وعدد كبير ممن كان معه. بعد وفاة ابن تومرت عام 524هـ خلفه صديقه عبد المؤمن بن علي في قيادة الموحدين فاستطاع توحيد صف الموحدين من جديد وقوى الجيش واستولى على أكثر بلاد السوس. وراح يلاحق المرابطين للقضاء عليهم وقد تم له ذلك فقضى على تاشفين بن علي عام 539هـ ثم تابع طريقه نحو مراكش وكان فيها ابنه إبراهيم وعمه اسحق فحاربهم وقضى عليهم عام 541هـ ، ثم سار إلى بني حماد في مدينة بجاية عام 547هـ من آل زيري واستسلم يحيى بن عبد العزيز بن حماد آخر ملوك بني حماد، ثم حارب صنهاجة وانتصر عليها واستطاع عبد المؤمن بن علي بسط سيطرته على المغرب كله بعد أن فتح المهدبة عام 554هـ وكانت بيد النورمانديين منذ عام 543هـ. وبعد أن انتهى من أمر المغرب توجه أمير الموحدين عبد المؤمن بن علي اتجاه الأندلس للجهاد ضد الاسبان وتمكن من استعادة مدينة المرية من النصارى عام 552هـ بعد أن حكموها عشر سنوات. توفي عبد المؤمن بن علي عام 558هـ وهو يستعد للابحار إلى الأندلس للجهاد فيها فخلفه ابنه الأكبر محمد غير أن أمره اضطرب فاتفق الموحدون على رأي أخويه يوسف وعمر على خلعه وتوليه يوسف بن عبد المؤمن غير أن أخويه أبو عبد الله صاحب قرطبة وأبو محمد صاحب بجاية امتنعا عن ذلك وخالفاه مدة سنة ثم أعلنا الخضوع إليه والطاعة. وقد سار يوسف بن عبد المؤمن على سياسة أبيه بالجهاد. وقد نازعه «مرزدغ» الصنهاجي فقضى على ثورته عام 559هـ، كا أرسل أخاه أبا حفص للجهاد في الأندلس فسار على رأس عشرين ألفاً عام 565هـ وغزا طليطلة وأحرز نصراً كبيراً، كما حدث قتال بين يوسف وبين محمد بن سعيد بن مردنيش الذي كان بحكم شرقي الأندلس وقد امتنع على عبد المؤمن وابنه يوسف وذلك عام 565هـ. سار يوسف بن عبد المؤمن عام 580 بجيش كثيف إلى الأندلس فاستولى على المدن في طريقه واتجه إلى اشبونة غربي الأندلس وحاصرها واستطاع المسلمون للنصر في الموازين كبيرة انقلبت فيها المعركة لصالح المسلمين لكن يوسف توفي في طريق العودة متأثراً بجراحه وتولى بعده ابنه يعقوب بن يوسف وقد اصطدم مع ابن غانية كما سار إلى الأندلس عام 585 وأغار على أشبونة وحصل على غنائم كثيرة وطلب الفونس أمير النصارى هدنة لمدة خمس سنوات فأجابه يعقوب لطلبه، غير أن الفونس نقض العهد عندما استعاد قوته وأرسل إليه كتاب تهديد فلما وصله جمع له جيوش المسلمين وسار إلى الأندلس وخاض حرباً ضروسا مع الفونس لم يخرج من الصليبين في هذه المعركة إلا الفونس وثلاثين فارساً حياً فقط وذلك عام 591 ودخل يعقوب حصن الأرك ، وعاد الفونس وجمع حشوده وسار لقتال يعقوب الذي كان قد طلب المدد من المغرب والتقى الفريقان وانتصر المسلمون انتصاراً كبيراً عام 592هـ وقد كان على عهد يعقوب بن يوسف في الشرق صلاح الدين الأيوبي وكان قد حرر القدس من الصليبيين فأرسل إلى يعقوب بكتاب وهدايا يطلب منه الدعم لأيقاف الحملات الصليبية ضد الأراضي المقدسة غير أن يعقوب بن يوسف لم يكن بوسعه ذلك إذ لم تقل الحروب الصليبية في الأندلس عن الحروب الصليبية في الشرق ومع ذلك فقد أرسل له مائة وثمانين سفينة لتكون عوناً لأسطول المسلمين في الشرق ضد الأسطول الصليبي. وتوفي يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن عام 595هـ ودفن في تينمال وخلفه ابنه محمد ولقب الناصر لدين الله وقد سار محمد على خطا أبيه في حرب النصارى، وكان ألفونس يغير على ثغور المسلمين دائماً، فسار إليه الناصر وقد جمع جيشاً كبيراً وانتقل به إلى الأندلس عام 607 ووصل إلى اشبيلية ثم سار إلى حصن «سلبطرة» فحاصره مدة ثمانية أشهر حتى تعب الجيش الإسلامي فاستغل ألفونس ذلك وأغار على قلعه رباح وأخذها من الموحدين فاقتحم الناصر عندئد الحصن والتقا مع ألفونس في حصن العقاب وانتصر ألفونس عام 609هـ وكانت هذه الهزيمة ضربة شديدة على المسلمين. وفي العام التالي توفي محمد الناصر وتولى مكانه ابنه يوسف الثاني لكنه كان صغيراً، فطمع بالحكم بعض أفراد أسرته فولي بعده عم أبيه عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، وكان رجلاً كبيراً فخلع وحل محله عبد الله بن المنصور ولقب بالعادل غير أنه عزل بعد 13 يوماً وتوالى الحكام بعد ذلك إلى أن كان ادريس بن محمد بن عمر بن عبد المؤمن وقد أمر الخارجين عليه وقتله بنومرين عام 667هـ فانقضى أمر الموحدين بموته بعد أن حكموا 152 سنة (515 ـ 667).
الأدارسة:
مؤسسها ادريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي هرب من الحجاز واتجه إلى مصر ومنها إلى المغرب، واستطاع هناك أن يؤسس دولة الأدارسة بمساعدة السكان عام 172 هـ. وبنى هناك مدينة فاس واتخذها عاصمة واستمر حتى عام 177 هـ فخلفه ابنه ادريس الثاني وقد كان صغيراً فتولى عنه أبو خالد العبدي إلى عام 188 فاستلم ادريس الثاني الحكم وبقي إلى عام 213 هـ حيث توفي بفاس، وخلفه ابنه محمد بن ادريس وفي عهده اختلف الأدارسة إذ نازعه أخوه عيسى بن أدر يس والي أزمور والقاسم بن ادريس والي طنجة فاستنجد بأخيه عمر والي مكناس واستطاعا معاً القضاء على أخويهما في أزمور وطنجة. وفي عام 221 هـ توفي محمد بن ادريس الثاني فخلفه ابنه علي بن محمد وقد تلقب باسم «حيدرة» واستمر في الحكم ثلاث عشرة سنة حيث توفي عام 234 هـ. ولم يحدث في حياته فايستحق الذكر. ثم خلفه أخوه يحيى «الأول» بن محمد فتوسعت الدولة على عهده ثم خلفه ابن أخيه يحيى «الثاني» بن علي بن محمد وقد كان سيئاً فثار عليه الناس واستولى عبد الرحمن بن أبي سهل على مدينة فاس، فبعثت زوجة يحيى إلى أبيها والي بلاد الريف علي بن عمر بن ادريس فجاء وأخمد حركة ابن أبي سهل وسيطر على البلاد ثم قامت ثورة بقيادة عبد الرزاق الفهري الخوارزمي الذي أجبر علي بن عمر بن ادريس على الفرار إلى أوروبا ولكن أهل فاس استدعوا ابن أخيه يحيى بن ادريس بن عمر بن ادريس وبايعوه وبقي طيلة حياته يقاتل الخوارج حتى قتله الربيع بن سليمان عام 292 هـ وتولى أمر الأدارسة من بعده يحيى الرابع بن ادريس بن عمر بن ادريس وبايعه أهل فاس وقد امتد سلطانه على بلاد المغرب كلها، وكان عظيم القدر، عادلاً في رعيته كثير الفضل شجاعاً، ثم غزا دولة الأدارسة عام 300 قائد العبيديين مصالة بن حبوس والتقى به الأمير يحيى قرب مكناس، فهزم الأدارسة، وحاصر العبيديين فاس، واضطر يحيى إلى الصلح على أن يدفع مبلغاً من المال، وأن يبايع لعبيد الله المهدي وتم ذلك عام 303 هـ. وأصبح مصالة أمير فاس وابن عمه موسى بن أبي العافية أمير المغرب الأقصى. ثم ألقي القبض على يحيى بن ادريس وسجن ومات عام 332. وبذلك تكون دولة الأدارسة قد انتهت. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 14:01 | |
| دولة الأغالبة:
سميت نسبة للأغلب بن سالم التميمي وهو والي أفريقيا من قبل المنصور أبو جعفر. إلا إنه قتل في إحدى المعارك بالقيروان وكان ابنه إبراهيم صغيراً، وقد بقي متخفياً إلى أن أرسل هارون الرشيد محمد بن مقاتل العكي والياً على أفريقيا، فقام الشعب ضده فعين الرشيد إبراهيم بدلاً عنه عام 184، وبدأ من ذلك الوقت بتأسيس دولة له ولأبنائه من بعده. وقد علم الرشيد برغبة إبراهيم بن الأغلب ومع ذلك فقد استبقاه في
الإمارة بل ودعمه لأنه بقي يعمل باسم العباسيين وكان الرشيد يريد أن يحمي الأجزاء الغربية من الإمارات التي قامت في المغرب والأندلس. كما أنه لم يكن للرشيد اسطول يحمي أقاليم البحر المتوسط فاكتفى بالإشراف على ابن الأغلب. الذي توفي عام 201 وخلفه أخوه زيادة الله الذي قضى ست سنوات في الحكم إلى أن ثار عليه عام 207 زياد بن سهل المعروف بابن الصقلية إلا إنه خسر أمام جيش زيادة الله، ثم عاد وثار عليه أيضاً بتونس منصور بن نصير فأرسل له أول جيش بقيادة محمد بن حمزة فهُزم، فأرسل له جيشاً آخر بقيادة الأغلب بن عبد الله بن الأغلب فاستطاع الانتصار عليهم. وتم على عهد زيادة الله اعاده فتح جزيرة صقلية واستعادتها من أيدي الروم وكان الجيش بقيادة قاضي القيروان أسد بن الفرات فانتصر المسلمون إلا أن نجدات من الروم وصلت إلى صقلية فانقلب الأمر عليهم ومات أميرهم فبقي المسلمون على أطراف الجزيرة ولم يتوغلوا حتى وصلتهم الامدادات من القيروان وكذلك من الأندلس فحاصر المسلمون مدينة بلرم عام 215 هـ. وتمكنوا من فتحها عام 216 وكان ذلك على عهد المأمون. وفي عام 223 هـ توفي زيادة الله بن إبراهيم ولم يتمكن المسلمون في عهده من فتح قلعة «قصريانة» وهي القلعة العاصمة في صقلية، وقد كانوا يشنون الغزوة تلو الأخرى محاولين فتح القلعة. وقد خلف زيادة الله أبو عفان الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب فأزال المظالم ومنع الخمر في القيروان وسيَّر عدة غزوات إلى صقلية وانتصر المسلمون في عهده على الأساطيل الرومية. وقد توفي أبو عفان عام 226 هـ. وخلفه ابنه أبو العباس محمد الأول، الذي سيَّر عام 228 هـ الفضل بن جعفر الهمداني على رأس قوة بحرية نزلت في ميناء «ماسينا» وبقي الفضل هناك يقاتل مدة سنتين، ثم استطاع المسلمون دخولها عام 232 هـ ثم نشب صراع بين محمد بن الأغلب وأخيه أحمد فانتصر محمد ونفى أخاه إلى المشرق ثم فوجىء محمد بن الأغلب بثورة سالم بن غلبون أمير الزاب فقضى عليها وكانت بالقيروان وقتل سالم بن غلبون. وفي عام 237 هـ. فتح المسلمون «قصريانة» في جزيرة صقلية وهي مركز العاصمة. ثم توفي أمير الأغالبة أبو العباس محمد الأول عام 242 فخلفه ابنه أبو إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب وثار في عهده البربر في طرابلس الغرب وغلبوا عاملها من قبله فأرسل إليهم أخاع زيادة الله فانتصر عليهم. وبقي أحمد بن محمد في الحكم حتى عام 249 حيث خلفه أخوه محمد الثاني بن أحمد والذي لقب بأبي الغرانيق وأكمل فتح صقلية كما حاول مد الفتح الإسلامي إلى جنوبي ايطاليا، وعندما توفي عام 261 خلفه ابنه لكنه لم يلبث بالإمرة سوى عدة أيام حتى أخذ عمه الإمارة منه وهو إبراهيم الثاني والذي فتح المسلمون على عهده مدينة «سرقوسة» في صقلية عام 274. واستمر في الحكم حتى عام 289 هـ. وقد كان إبراهيم الثاني عادلاً حازماً في أموره، أمَّن البلاد وقتل أهل البغي والفساد وكان يجلس للعدل في جامع القيروان يومي الخميس والاثنين. وقد ظهر على عهده أبو عبد الله الشيعي قرب مدينة ميلة يدعونه فسأل عنه عامله فحقره له وصغر أمره فسكت عنه، ثم قويت جماعته وكبرت فأرسل إليه ابنه الأحول على رأس جيش قوامه اثني عشر ألف مقاتل وهزم جماعة الشيعي وشتتهم، فلجأ أبو عبد الله للعمل السري وبنى لنفسه داراً للهجرة وعاد أمره وكبر. ثم توفي إبراهيم الثاني عام 289 هـ. وخلفه ابنه عبد الله عام 290 وكان ضعيفاً فتولى الأمر زيادة الله الثالث الذي كان منصرفاً للهو وهذا ما زاد في قوة أبي عبد الله الشيعي. وقد أرسل زيادة الله الثالث الجيش إثر الجيش لمواجهة زحف الشيعي فكانت تهزم أمامه فدخل قسنطينة وتبسة والقصر وسار نحو عاصمتهم «رقادة» فهرب منها زيادة الله إلى مصر، وهرب منها أهلها هائمين على وجوههم إلى القصر القديم وإلى القيروان وإلى سوسة، ودخل أهل القيروان مدينة رقادة ونهبوا ما فيها ونهبت قصور بني الأغلب، وجاء إبراهيم بن أبي الأغلب ابن عم زيادة الله وقائد جيشه فدخل القيروان وتكلم عن زيادة الله وإفساده ووعدهم بالدفاع عنهم وطلب منهم الطاعة والمساعدة فرفضوا، فخرج عنهم وجاء أبو عبد الله ودخل رقادة ووجد الناس ينهبون فلم يتعرض لهم ونقل الخبر إلى القيروان ففرح أهلها وخرج وجهاؤها إلى لقاء أبي عبد الله وسلموا عليه وهنأوه بالفتح وتكلموا عن زيادة الله فأعطاهم الأمان وذلك عام 296 وبذلك تكون دولة الأغالبة قد انتهت. دولة الأندلس: أخضع عبد الرحمن الداخل الأندلس لحكمه 138 ـ 172 هـ. وكان أخر من وقف بوجهه يوسف والصميل ثم خضعا به إلا أنه لم يعلن نفسه خليفة على المسلمين، إذ إنه يعلم أنه لا يصح أن يكون في بلاد الإسلام خليفتين. ومن هنا فقد كان يدعو للخليفة العباسي بصفته أميراً للمؤمنين. واستمر على هذه الحالة إلى أن حاول أبو جعفر المنصور القضاء على حكم عبد الرحمن الداخل فشجع العلاء بن مغيث الجذامي في باجة على مناهضة عبد الرحمن الداخل. والدعوة للعباسيين هناك. فأعلن العلاء الثورة عام 147 فواجهه عبد الرحمن لكنه خسر أمامه. وهرب عبد الرحمن وتحصن في قرمونة شرقي اشبيلية فتبعه العلاء وحاصره لمدة شهرين إلا أن عبد الرحمن استطاع أن يخرق الحصار ويتغلب على جيش العلاء وقتله وأرسل رأسه إلى المنصور. عندها أطلق المنصور على عبد الرحمن الداخل لقب «صقر قريش» وأوقف عبد الرحمن الخطبة للعباسيين ولكنه مع ذلك لم يعلن نفسه خليفة. وجاء المهدي وحاول ـ مثل أبيه ـ التخلص من صقر قريش إلا أنه فشل وذلك عن طريق حاكم سرقسطة الذي أتفق مع شارلمان على محاصرة عبد الرحمن، ورضي المهدي على هذا الاتفاق وأرسل لهم عبد الرحمن بن حبيب الفهري سنداً لهم لينزل على الشاطىء الجنوبي للأندلس، إلا أنه نزل مبكراً على هجوم «شارلمان» فاستفرد به عبد الرحمن وقضى عليه وعلى جيشه. وفشلت خطة شارلمان بعد أن رفض سكان سرقسطة تسليم مدينتهم لرجل نصراني وأنقلبوا ضده فرجع إلى بلده خاسئا. فاستقر الوضع في الأندلس وخاصة بعد أن سار عبد الرحمن إلى سرقسطة عام 164 هـ. وحسن علاقاته مع شارلمان وقد بقي عبد الرحمن والياً على الأندلس حتى عام 172 هـ فهو قد عامر الرشيد سنتين. وعندما توفي تولى بعده ابنه هشام الرضى الذي حكم الأندلس ثمانية أعوام 172 ـ 180 هـ. وقع الخلاف بينه وبين شقيقه الأكبر سليمان الذي أخذ البيعة لنفسه في طليطلة ولكنه هزم أمام هشام عام 174 هـ. ونفي إلى المغرب، ثم اتجه هشام لمقاتلة النصارى في الشمال كما أرسل جيشاً إلى سبتمانيا في جنوب فرنسا. ثم خلفه ابنه الحكم بن هاشم الربضي الذي استمر في الحكم حتى عام 206. وقد نازعه عماه على الحكم سليمان وعبد الله. فأما سليمان فجهز جيشاً من المرتزقة في طنجة وحاول دخول الأندلس إلا إنه هزم وقتل عام 184 هـ. وأما عبد الله فقد خرج من عند الإباضيين بالمغرب إلا إنه هزم أيضاً وعفا عنه ابن أخيه وألزمه الإقامة الجبرية في بلنسية. كما قامت بوجهه بعض الحركات الداخلية التي استطاع القضاء عليها بحنكته ودهاءه أهمها في طليطلة عام 181 هـ وقضى عليها بالحيلة. والثانية بالعاصمة قرطبة واستطاع القضاء على الثائرين وتشتيتهم في المغرب. توفي الحكم عام 206. خلفه ابنه عبد الرحمن الذي عرف باسم عبد الرحمن الأوسط وفي عهده استتب الأمن وسارالنظام فانصرف إلى البناء والاهتمام بشؤون الدولة كما اعتنق في أيامه الإسلام عدد كبير من النصارى الاسبان. وقد أغار الأفرنج على بلاد المسلمين عن طريق البحر، فأغاروا على شذوفة ومنها انتقلوا إلى اشبيلية وهزموا المسلمين عدة مرات. وباتوا على مقربة من اشبيلية، إلى أن أرسل عبد الرحمن قوة كبيرة لأهل اشبيلية قاتلت الإفرنج وقهروهم وأجبرهم على التراجع إلى «لبله» حتى قهروا وقد استمر عبد الرحمن الأوسط في الحكم حتى عام 238 فخلفه ابنه محمد الأول الذي واجه العديد من الثورات في شمال الأندلس وفي برشلونه وطليطلة فانتصر عليهم ووطد الأمن واستمر في الحكم حتى وفاته عام 273 حيث خلفه ابنه المنذر الذي لم تطل أيامه إذ لم يدم في الحكم سوى سنتين وتوفي بعدها عام 275 هـ وقد أحبه الناس وكان عادلاً. خلفه أخوه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الثاني، وكان قاسياً فانتشرت الفوضى في أيامه وخرج الولاة عليه وأعلنوا استقلالهم. ولعل أبرز ما ثار في دولة الأندلس حركة عمر بن حفصون الذي ارتد إلى النصرانية وأثار سكان الجبال في مقاطعة غرناطة، وهزم جيوش الأمير عبد الله أكثر من مرة وأصبحت أشبيلية تنافس قرطبة في عدة مجالات، وظل الأمر على ما هو عليه من الفوضى حتى عام 300 عندما توفي عبد الله بن محمد وخلفه حفيده عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الملقب بـ عبد الرحمن الناصر عبد الرحمن الناصر الذي تمكن من القضاء على ابن حفصون وحركته وأعاد إخضاع كل الأندلس لحكمه بعد مضي عشرين سنة على حكمه، دولة الأندلس:
أخضع عبد الرحمن الداخل الأندلس لحكمه 138 ـ 172 هـ. وكان أخر من وقف بوجهه يوسف والصميل ثم خضعا به إلا أنه لم يعلن نفسه خليفة على المسلمين، إذ إنه يعلم أنه لا يصح أن يكون في بلاد الإسلام خليفتين. ومن هنا فقد كان يدعو للخليفة العباسي بصفته أميراً للمؤمنين. واستمر على هذه الحالة إلى أن حاول أبو جعفر المنصور القضاء على حكم عبد الرحمن الداخل فشجع العلاء بن مغيث الجذامي في باجة على مناهضة عبد الرحمن الداخل. والدعوة للعباسيين هناك. فأعلن العلاء الثورة عام 147 فواجهه عبد الرحمن لكنه خسر أمامه. وهرب عبد الرحمن وتحصن في قرمونة شرقي اشبيلية فتبعه العلاء وحاصره لمدة شهرين إلا أن عبد الرحمن استطاع أن يخرق الحصار ويتغلب على جيش العلاء وقتله وأرسل رأسه إلى المنصور. عندها أطلق المنصور على عبد الرحمن الداخل لقب «صقر قريش» وأوقف عبد الرحمن الخطبة للعباسيين ولكنه مع ذلك لم يعلن نفسه خليفة.
وجاء المهدي وحاول ـ مثل أبيه ـ التخلص من صقر قريش إلا أنه فشل وذلك عن طريق حاكم سرقسطة الذي أتفق مع شارلمان على محاصرة عبد الرحمن، ورضي المهدي على هذا الاتفاق وأرسل لهم عبد الرحمن بن حبيب الفهري سنداً لهم لينزل على الشاطىء الجنوبي للأندلس، إلا أنه نزل مبكراً على هجوم «شارلمان» فاستفرد به عبد الرحمن وقضى عليه وعلى جيشه. وفشلت خطة شارلمان بعد أن رفض سكان سرقسطة تسليم مدينتهم لرجل نصراني وأنقلبوا ضده فرجع إلى بلده خاسئا.
فاستقر الوضع في الأندلس وخاصة بعد أن سار عبد الرحمن إلى سرقسطة عام 164 هـ. وحسن علاقاته مع شارلمان وقد بقي عبد الرحمن والياً على الأندلس حتى عام 172 هـ فهو قد عامر الرشيد سنتين. وعندما توفي تولى بعده ابنه هشام الرضى الذي حكم الأندلس ثمانية أعوام 172 ـ 180 هـ. وقع الخلاف بينه وبين شقيقه الأكبر سليمان الذي أخذ البيعة لنفسه في طليطلة ولكنه هزم أمام هشام عام 174 هـ. ونفي إلى المغرب، ثم اتجه هشام لمقاتلة النصارى في الشمال كما أرسل جيشاً إلى سبتمانيا في جنوب فرنسا. ثم خلفه ابنه الحكم بن هاشم الربضي الذي استمر في الحكم حتى عام 206. وقد نازعه عماه على الحكم سليمان وعبد الله. فأما سليمان فجهز جيشاً من المرتزقة في طنجة وحاول دخول الأندلس إلا إنه هزم وقتل عام 184 هـ.
وأما عبد الله فقد خرج من عند الإباضيين بالمغرب إلا إنه هزم أيضاً وعفا عنه ابن أخيه وألزمه الإقامة الجبرية في بلنسية. كما قامت بوجهه بعض الحركات الداخلية التي استطاع القضاء عليها بحنكته ودهاءه أهمها في طليطلة عام 181 هـ وقضى عليها بالحيلة. والثانية بالعاصمة قرطبة واستطاع القضاء على الثائرين وتشتيتهم في المغرب. توفي الحكم عام 206. خلفه ابنه عبد الرحمنالذي عرف باسم عبد الرحمن الأوسط وفي عهده استتب الأمن وسار النظام فانصرف إلى البناء والاهتمام بشؤون الدولة كما اعتنق في أيامه الإسلام عدد كبير من النصارى الاسبان. وقد أغار الأفرنج على بلاد المسلمين عن طريق البحر، فأغاروا على شذوفة ومنها انتقلوا إلى اشبيلية وهزموا المسلمين عدة مرات. وباتوا على مقربة من اشبيلية، إلى أن أرسل عبد الرحمن قوة كبيرة لأهل اشبيلية قاتلت الإفرنج وقهروهم وأجبرهم على التراجع إلى «لبله» حتى قهروا وقد استمر عبد الرحمن الأوسط في الحكم حتى عام 238 فخلفه ابنه محمد الأول الذي واجه العديد من الثورات في شمال الأندلس وفي برشلونه وطليطلة فانتصر عليهم ووطد الأمن واستمر في الحكم حتى وفاته عام 273 حيث خلفه ابنه المنذر الذي لم تطل أيامه إذ لم يدم في الحكم سوى سنتين وتوفي بعدها عام 275 هـ وقد أحبه الناس وكان عادلاً. خلفه أخوه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الثاني، وكان قاسياً فانتشرت الفوضى في أيامه وخرج الولاة عليه وأعلنوا استقلالهم. ولعل أبرز ما ثار في دولة الأندلس حركة عمر بن حفصون الذي ارتد إلى النصرانية وأثار سكان الجبال في مقاطعة غرناطة، وهزم جيوش الأمير عبد الله أكثر من مرة وأصبحت أشبيلية تنافس قرطبة في عدة مجالات، وظل الأمر على ما هو عليه من الفوضى حتى عام 300 عندما توفي عبد الله بن محمد وخلفه حفيده عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الملقب بـ عبد الرحمن الناصر عبد الرحمن الناصر الذي تمكن من القضاء على ابن حفصون وحركته وأعاد إخضاع كل الأندلس لحكمه بعد مضي عشرين سنة على حكمه، في الأندلس ازدهاراً عظيماً وفاقت قرطبة بالعلم والأدب والازدهار بغداد بعد ما حلَّ بها ماحصل من المشاكل والخلافات وقد بقي عبد الرحمن الناصر خليفة في دولة الأندلس خمسين عاماً أي حتى سنة 350 هـ. وقد بنى عبد الرحمن الناصر مدينة «سالم» عام 335 كما بنى مدينة «المرية» على ساحل البحر المتوسط لتكون قاعدة للاسطول الأندلسي عام 344. وعندما توفي عبد الرحمن الناصر خلفه ابنه الحكم الثاني الذي تلقب دولة الأندلس: أخضع عبد الرحمن الداخل الأندلس لحكمه 138 ـ 172 هـ. وكان أخر من وقف بوجهه يوسف والصميل ثم خضعا به إلا أنه لم يعلن نفسه خليفة على المسلمين، إذ إنه يعلم أنه لا يصح أن يكون في بلاد الإسلام خليفتين. ومن هنا فقد كان يدعو للخليفة العباسي بصفته أميراً للمؤمنين. واستمر على هذه الحالة إلى أن حاول أبو جعفر المنصور القضاء على حكم عبد الرحمن الداخل فشجع العلاء بن مغيث الجذامي في باجة على مناهضة عبد الرحمن الداخل. والدعوة للعباسيين هناك. فأعلن العلاء الثورة عام 147 فواجهه عبد الرحمن لكنه خسر أمامه. وهرب عبد الرحمن وتحصن في قرمونة شرقي اشبيلية فتبعه العلاء وحاصره لمدة شهرين إلا أن عبد الرحمن استطاع أن يخرق الحصار ويتغلب على جيش العلاء وقتله وأرسل رأسه إلى المنصور. عندها أطلق المنصور على عبد الرحمن الداخل لقب «صقر قريش» وأوقف عبد الرحمن الخطبة للعباسيين ولكنه مع ذلك لم يعلن نفسه خليفة.
وجاء المهدي وحاول ـ مثل أبيه ـ التخلص من صقر قريش إلا أنه فشل وذلك عن طريق حاكم سرقسطة الذي أتفق مع شارلمان على محاصرة عبد الرحمن، ورضي المهدي على هذا الاتفاق وأرسل لهم عبد الرحمن بن حبيب الفهري سنداً لهم لينزل على الشاطىء الجنوبي للأندلس، إلا أنه نزل مبكراً على هجوم «شارلمان» فاستفرد به عبد الرحمن وقضى عليه وعلى جيشه. وفشلت خطة شارلمان بعد أن رفض سكان سرقسطة تسليم مدينتهم لرجل نصراني وأنقلبوا ضده فرجع إلى بلده خاسئا.
فاستقر الوضع في الأندلس وخاصة بعد أن سار عبد الرحمن إلى سرقسطة عام 164 هـ. وحسن علاقاته مع شارلمان وقد بقي عبد الرحمن والياً على الأندلس حتى عام 172 هـ فهو قد عامر الرشيد سنتين. وعندما توفي تولى بعده ابنه هشام الرضى الذي حكم الأندلس ثمانية أعوام 172 ـ 180 هـ. وقع الخلاف بينه وبين شقيقه الأكبر سليمان الذي أخذ البيعة لنفسه في طليطلة ولكنه هزم أمام هشام عام 174 هـ. ونفي إلى المغرب، ثم اتجه هشام لمقاتلة النصارى في الشمال كما أرسل جيشاً إلى سبتمانيا في جنوب فرنسا. ثم خلفه ابنه الحكم بن هاشم الربضي الذي استمر في الحكم حتى عام 206. وقد نازعه عماه على الحكم سليمان وعبد الله. فأما سليمان فجهز جيشاً من المرتزقة في طنجة وحاول دخول الأندلس إلا إنه هزم وقتل عام 184 هـ.
وأما عبد الله فقد خرج من عند الإباضيين بالمغرب إلا إنه هزم أيضاً وعفا عنه ابن أخيه وألزمه الإقامة الجبرية في بلنسية. كما قامت بوجهه بعض الحركات الداخلية التي استطاع القضاء عليها بحنكته ودهاءه أهمها في طليطلة عام 181 هـ وقضى عليها بالحيلة. والثانية بالعاصمة قرطبة واستطاع القضاء على الثائرين وتشتيتهم في المغرب. توفي الحكم عام 206. خلفه ابنه عبد الرحمن الذي عرف باسم عبد الرحمن الأوسط وفي عهده استتب الأمن وسار النظام فانصرف إلى البناء والاهتمام بشؤون الدولة كما اعتنق في أيامه الإسلام عدد كبير من النصارى الاسبان. وقد أغار الأفرنج على بلاد المسلمين عن طريق البحر، فأغاروا على شذوفة ومنها انتقلوا إلى اشبيلية وهزموا المسلمين عدة مرات. وباتوا على مقربة من اشبيلية، إلى أن أرسل عبد الرحمن قوة كبيرة لأهل اشبيلية قاتلت الإفرنج وقهروهم وأجبرهم على التراجع إلى «لبله» حتى قهروا وقد استمر عبد الرحمن الأوسط في الحكم حتى عام 238 فخلفه ابنه محمد الأول الذي واجه العديد من الثورات في شمال الأندلس وفي برشلونه وطليطلة فانتصر عليهم ووطد الأمن واستمر في الحكم حتى وفاته عام 273 حيث خلفه ابنه المنذر الذي لم تطل أيامه إذ لم يدم في الحكم سوى سنتين وتوفي بعدها عام 275 هـ وقد أحبه الناس وكان عادلاً. خلفه أخوه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الثاني، وكان قاسياً فانتشرت الفوضى في أيامه وخرج الولاة عليه وأعلنوا استقلالهم. ولعل أبرز ما ثار في دولة الأندلس حركة عمر بن حفصون الذي ارتد إلى النصرانية وأثار سكان الجبال في مقاطعة غرناطة، وهزم جيوش الأمير عبد الله أكثر من مرة وأصبحت أشبيلية تنافس قرطبة في عدة مجالات، وظل الأمر على ما هو عليه من الفوضى حتى عام 300 عندما توفي عبد الله بن محمد وخلفه حفيده عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الملقب بـ عبد الرحمن الناصر عبد الرحمن الناصر الذي تمكن من القضاء على ابن حفصون وحركته وأعاد إخضاع كل الأندلس لحكمه بعد مضي عشرين سنة على حكمه، وعندما علم بمقتل الخليفة العباسي المقتدر بالله على يد مؤنس الخادم واستبداد القادة الأتراك بالخلفاء وتسييرهم للحكم كما يريدون أعلن نفسه خليفة على المسلمين وبذلك يكون قد أصبح للعالم الإسلامي ثلاثة خلفاء: خليفة عباسي في بغداد وخليفة أموي في الأندلس وخليفة عبيدي في رقادة وقد قاتل عبد الرحمن الناصر الامارات النصرانية في الشمال وانتصر عليها في كثير من المعارك، كما تعرضت حدود دولته الجنوبية لخطر الدولة العبيدية من بلاد المغرب. وقد ازدهرت الخلافة الأموية في الأندلس ازدهاراً عظيماً وفاقت قرطبة بالعلم والأدب والازدهار بغداد بعد ما حلَّ بها ماحصل من المشاكل والخلافات وقد بقي عبد الرحمن الناصر خليفة في دولة الأندلس خمسين عاماً أي حتى سنة 350 هـ. وقد بنى عبد الرحمن الناصر مدينة «سالم» عام 335 كما بنى مدينة «المرية» على ساحل البحر المتوسط لتكون قاعدة للاسطول الأندلسي عام 344. وعندما توفي عبد الرحمن الناصر خلفه ابنه الحكم الثاني الذي تلقب وقد عرف عنه علمه بالفقه والخلاف والتواريخ، وقد توفي الحكم الثاني عام 366 بعد أن دامت خلافته 15 سنة وقام بالأمر من بعده ابنه هشام الملقب بـ المؤيد بالله وله عشر سنين فقام بأعباء الخلافة حاجبه محمد بن أبي عامر المعافري مع ابناه المظفر والناصر، فساسوا للرعية جيداً. وغزواً الأعداء واستمر لهم الحال على هذا الأمر حوالي 26 سنة. دولة الخوارج الإباضية: مؤسسها عبد الرحمن بن رستم من فقهاء الخوارج الإباضية الذي هرب من ابن الأشعث نحو القيروان واستقر بتاهرت وأسس خان جماعته وتوفي عام 171 وخلفه ابنه عبد الوهاب واستمر حكمه إلى ما بعد الرشيد، وقد هادن واليه على أفريقية. ولقي عبد الوهاب حركات ضده بسبب مخالفته للمذهب الإباضي الذي لا يقبل بالحكم الوراثي إلا إنه استطاع أن يثبت الأمر لنفسه وقضى على ابن فندين الذي قاد الثورة عليه. وفي عام 208 توفي عبد الوهاب بن عبد الرحمن وخلفه ابنه أفلح بن عبد الوهاب وبقي يحكم هذه الدولة حتى عام 258 حيث خلفه ابنه أبو بكر وفي أيامه استبد محمد بن عرفة بالأمر وكان هو المتنفذ فاستاءت من ذلك قبيلة نعوسة إلا بطن منها وهو «هوارة» وتسلم أخو الإمام أبو بكر بعض المسؤوليات وهو اسمه (أبو اليقظان محمد بن أفلح) الذي أحسن العمل فيها وارتفعت أسهمه في أسرته وفي قبيلته فراح يحرّض أخاه أبا بكر على قتل محمد بن عرفة وهذا ما حصل، واعتزل أبو بكر الإمامة عام 260 وتولى أمرها أخوه أبو اليقظان فحدثت خلافات عصبية اضطر أثرها أبو اليقظان أن يغادر تاهرت، وتسلم الجند من بعده الأمور، ولكن بدو هوارة اقتحموا المدينة ونصبوا عليها محمد بن مسالة الذي اتسم حكمه بالهدوء، ووضع الخلاف بعد ذلك بين قبيلتي «هوارة» «ولواته» فأخرجت «لواته» من المدينة فانضمت إلى أبي اليقظان الذي استطاع أن يعود إلى حكم تاهرت عام 268 وبقي كذلك حتى عام 281. ثم خلفه ابنه يوسف أبو حاتم وقد عمت الفوضى وطرد أبو حاتم من المدينة مع أهله وأعوانه من قبيلة نفوسة فلجأ إلى قبائل صنهاجة ولواته وجمع منها من أنصاره السابقين وهاجم مدينة تاهرت وحاصرها وكادت المدينة تستسلم لولا تعنت أبي يوسف بتسليم زعماء المدينة، عندها رفض أهل المدينة الاستسلام واستدعوا عمه يعقوب بن أفلح وبايعوه بالإمامة عام 282. ثم عمل أبو حاتم على استمالة بعض زعماء المدينة عن طريق الأموال فانحازوا إلى جانبه، وعندما شعر عمه يعقوب بن أفلح بذل غادر المدينة بعد أن حكمها مدة أربع سنوات، ودخل أبو حاتم المدينة عام 286 وعفى عن أهل المدينة، ثم قتل أبو حاتم عام 294 على يد أبناء أخيه، وآلت الإمامة إلى يقظان بن أبي اليقظان وعده الإباضية مغتصباً، واتسم عهده بالفتن والفوضى التي كانت تثيرها الفرق الأخرى وأبناء أبي حاتم للأخذ بثأر أبيهم حتى أن دوسر بنت بنت أبي حاتم وأخاها قد توجها إلى أبي عبد الله الشيعي القادم من بلاد الشام إلى المغرب لينشر دعوته إلى التشيع بعد ما هرب من بلاد الشام والخليفة العباسي، ودعوه إلى تاهرت انتقاماً من قتله أبيهما، وصل أبو عبد الله الشيعي إلى تاهرت وكانت الدولة الإباضية قد وصلت إلى مرحلة كبيرة من الضعف والتنازع على السلطة. فبعث أبو عبد الله الشيعي إلى يقظان بن أبي اليقظان وبنيه فجاؤوه فقتلهم، وسار إلى عاصمتهم فدخلها وقتل كل من فيها من الأسرة الرستمية، ولم ينج منهم إلا من فرَّ ثم استباح المدينة وأحرقها، وإذا كان أبو عبد الله الشيعي قد نجح في القضاء على الأسرة الرستمية إلا أنه لم يقضي على المذهب الإباضي إذ تحصن بعضهم في واحة بعيدة في الصحراء وفي جبل نفوسة، ولم يستطيع العبيديون (أتباع أبو عبد الله الشيعي) دخول هاتين المنطقتين رغم المحاولات. ثم أعاد الإباضيون تحركهم بعد وفاة عبيد الله المهدي فثاروا على العبيديين في طرابلس غير أن هذه الحركة كانت ضعيفة واستطاع الخليفة العبيدي القائم بأمر الله أن يخمدها. إلا أن الثورة الكبرى قد ظهرت عام 325 وقادها أبو يزيد مخلد بن كيداد، وقد انضمت إليها الإباضية بجميع فرقها وكذلك دعمه أهل السنة كرهاً بالعبيديين فأرسل القائم العبيدي إلى عامله على قسطلية ليقضي على حركة أبي يزيد، إلا أن أبا يزيد اعتقل عامل الخليفة، فأرسل القائم جيشاً كبيراً لمحاربة ابن كيداد في منطقة الأوراس فتمكن أبو يزيد من هزيمة الجيش بل وتبعهم فدخل المدن العبيدية بدءاً برقادة ثم القيروان واتجه نحو المهدية وحاصر القائم وكاد أن يقضى على العبيديين لولا مساندة قبيلتي كتامة وصنهاجة اللتان استطاعتا فك الحصار عن المهدية وأجبرتا جيش ابن كيداد على العودة والانكسار. فانقسمت جيوشه إلى فرق مختلفة وانهزم أمام المنصور الفاطمي عام 335 ومات في السجن عام. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 14:01 | |
| دولة الخوارج الصفرية في سجلماسة:
وهي دولة للخوارج الصفرية قامت في صحراء أفريقيا. أسسها مدرار بن اليسع بن أبو القاسم سمكو بن وأسول الذي عمل هناك راعياً واتصل بالرعاة وأثر فيهم، ولما ازداد عددهم وولوا عليهم عيسى بن يزيد الأسود عام 140 هـ. ثم دعا أبو القاسم قومه في مكناسة بالمغرب لمبايعة عيسى وطاعته. وبنيت مدينة سجلماسة. ثم نحي عيسى بن يزيد ونصب مكانه أبو القاسم سمكو وبقي فيها حتى عام 168 هـ. وأصبحت الإمامة في أسرته خلافاً لرأي الخارجي بضرورة المشورة. لم يحارب أبو القاسم العباسيين بل دعا للمنصور والهادي. وبعد وفاته خلفه ابنه الياس بن أبي القاسم والذي عرف باسم «أبو الوزير» واستمر في الحكم حتى عام 174 هـ. ثم خلفه أخوه اليسع وبقي حتى عام 208 وقد عرف باسم «أبو المنصور»، وقد ثارت في عهده الإباضية لكنه قضى عليهم. ثم خلفه ابنه مدرار بن أبي المنصور وتزوج من ابنه عبد الرحمن بن رستم مؤسس الدولة الرستمية الإباضية وأنجب منها ولداً سماه ميمون بن الرستمية وقد كان عنده ولد سابق من زوجته الأولى وقد سماه ميمون أيضاً. وفي عام 221 خلع مدرار بن أبي المنصور نفسه من الحكم وولى مكانه ابنه ميمون بن الرستمية وطرد ابنه الآخر ميمون بن بقية وهذا ما أدى إلى نشوء خلاف بيت الأخين استمر ثلاث سنوات تغلب على أثره ميمون بن بقية حيث كانت الصفرية تدعمه. طرد أخاه وأعاد أباه إلى الحكم غير أن مدراراً تنازل مرة أخرى لابنه ميمون ابن الرستمية وأعاده، عندها أرغمت الصفرية ميمون بن بقية على قبول الإمامة وطُردَ أبوه إلى إحدى قرى سجلماسة وتوفي عام 253. وقد بقي ابن بقية حاكماً حتى عام 263 هـ. وقد كان قاسياً وعلى عهده هاجر أكثر الإباضيين مدينة سجلماسة، ثم خلفه ابنه محمد بن ميمون الذي طارد الإباضيين وبقي حتى توفي سنة 270 هـ. وخلفه اليسع بن ميمون بن مدرار اليسع بن أبي القاسم ولقب بالمنتصر واستمر في الحكم حتى مقتله عام 297 على يد العبيديين. وكان المنتصر اليسع قد بدأ يقاتل الأدارسة ذلك أن قبيلة مطغرة كانت تحت حكم الأدارسة وكان عدد قليل من أبناء هذه القبيلة يحمل الفكر الخارجي وبدأ الأدارسة يضطهدون الخوارج الصفرية فاستنجدوا بإمام الصفرية وهو المنتصر اليسع فأخذ على عاتقه حرب الأدارسة. في هذا الوقت كان قد وصل إلى سجلماسة عبيد الله ـ ابن الحداد ـ المدعي النسب الطالبي ومعه ابنه نزار أبو القاسم، وكان يقصد المغرب الأقصى لنشر دعوته إلى التشيع مع أبي عبد الله الشيعي. ولقد تلقب عبيد الله هذا بالمهدي وعندما وصلا إلى مدينة سجلماسة كان خبرها قد سبقهما فألقى القبض عليهما المنتصر اليسع بعد ما وصله كتاب من زيادة الله الأغلبي زعيم الأغالبة يعرفه أن ضيقه إنما هو الذي يدعو له أبو عبيد الله الشيعي فقبض عليه وحبسه وعندما وصل أبو عبد الله الشيعي إلى تاهرت واستولى عليها وعلم بحبس عبيد الله المهدي وابنه نزار أبو القاسم لدي اليسع أبعد فكرة القتال خوفاً عليهما فأرسل إلى اليسع الرسل، إلا أن اليسع قتل الرسل، فأعاد الملاطفة وإرسال الرسل، فأعاد اليسع قتل الرسل فما كان من أبي عبد الله إلا إن جد السير لحصار سجلماسة فخرج إليه اليسع وجرى قتال ضار بين الطرفين وكانت الغلبة في النهاية للشيعي وخرج أهل المدينة لاستقباله وهرب اليسع وجماعته فدخل المدينة وأخرج عبيد الله على أنه المهدي مع ابنه من الحبس وأرسل في طلب اليسع فألقى القبض عليه وقتله ثم ترك عبيد الله المهدي، وأتباعه سجلماسة وساروا إلى رقادة في عام 297 بعد أن بويع بالخلافة، وهكذا أصبح هناك خليفتين للمسلمين واحد في بغداد وواحد في رقادة. وقد ثارت الصفرية على العبيديين فاستغل محمد بن الفتح بن ميمون فرصة اشتعال ثورة الإباضية بقيادة ابن كيداد وأعلن عن خلع طاعة العبيديين ودعا للخليفة العباسي وتلقب بالشاكر لله. وعندما آل أمر العبيديين إلى المعز لله عام 341 أعد حملة كبيرة لمقاتلتهم سلم قيادتها لقائده جوهر الصقلي، فسار إلى سجلماسة وحاصرها ثلاثة أشهر، ثم تمكن من دخولها سلماً وألقى القبض على الشاكر لله وأرسله إلى القيروان حيث توفي هناك عام 354 وعين جوهر والياً من قبله على سجلماسة وعاد إلى المنصورية، فثارت الصفرية بعده وقتلت الوالي العبيدي ونصبت عليها المنتصر لله أحد أبناء الشاكر لله وأرسلت بكتاب الطاعة للخليفة العبيدي كي لا يحاربهم، فوافق المعز لله العبيدي على ذلك ودعاهم لزيارته، غير أنه لم يلبث المنتصر لله في حكمه سوى مدة قليلة إذ قتله أخوه المعتز وخلع طاعة العبيديين وانتهى بذلك نفوذ العبيديين نهائياً عن سجلماسة.
دولة بني زياد: وكان يحكمها إبراهيم بن محمد بن عبد الله ابن زياد واستمر فيها مدة سبع وأربعين سنة ومن عام 242 ـ 289 هـ. وكان مقرها زبيد وقد كانت اليمن كلها تحت نفوذهم ثم استولى بنو يعفر على صنعاء عام 225 توفي إبراهيم بن محمد نهاية عهد المعتضد العباسي عام 289 وخلفه ابنه اسحق بن إبراهيم وعلى عهده هاجم علي بن الفضل القرمطي مدينة زبيد وأنهبها. واستمرت دولة بني زياد وكان حاكمها فيما بعد اسحق بن إبراهيم الذي كان على عهد الخليفة الطائع لله العباسي. انتهت دولة بني زياد في زبيد عام 402 بعد موت الحسين بن سلامة الذي تولى أمر بني زياد وهو أحد مواليهم حيث لم يبق لهم من يصلح ليكون حاكماً سوى طفل صغير اسمه أبو الحبش وكان الحسين بن سلامة حازماً فاضلاً حسن الادارة، أخضع له أكثر اليمن وأجزاء الحجاز وعندما مات تمزقت دولته وتغلب بنو نجاح على تهامة وبنو يعفر على صنعاء وعندما مات الحسن بن سلامة قام بأمر الدولة نجاح مولى بني زياد وأعلن نفسه سلطاناً على تهامة وراسل الخليفة العباسي القادر بالله معلناً له الطاعة واستمر حتى عام 452 هـ. وقد استمرت دولة بني نجاح فقام بأعبائها ابنه سعيد بن نجاح المعروف بالأحول وقد استمر حتى عام 481 حيث هرب إلى جزر دهلك أمام جيش الصليحيين. ثم عاد جياش بن نجاح من الهند عام 483 واستطاع دخول زبيد متستراً وعمل على تقوية جماعته حتى استطاع الانتصار على مكرم الصليحي واستمر في حكمه حتى عام 498 حيث خلفه ابنه فاتك بن جياش حتى عام 503 فتولى من بعده ولده منصور بن فاتك حتى عام 512. وخلفه ابنه فاتك بن منصور واستمر في حكمه حتى عام 540 وقد ظهر على عهده المهديون فهاجموا بإمرة علي بن مهدي بلاد بني نجاح عام 538 غير أنهم انهزموا وانسحب علي بن مهدي إلى الجبال. ثم خلف فاتك على تهامة فاتك بن محمد بن فاتك وبقي حتى عام 555 وهو آخر ملوك بني نجاح وفي عهده أغار علي بن مهدي على زبيد فاستنجد أهلها ببني الرس وكان إمامهم المتوكل أحمد بن سليمان فأنجدهم ودفع عنهم غارات علي بن مهدي الذي استطاع أخيراً دخولها عام 553. وفي عام 569 استطاع شمس الدولة الأيوبية توران شاه أن يمسك بزمام الأمور بعد أن قضى عليهم من قبل أخيه السلطان صلاح الدين الأيوبي ولحقت زبيد بالأيوبيين. | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 14:02 | |
| دولة بني يعفر:
وكانت في صنعاء واستمر حكم مؤسسها إبراهيم بن يعفر من 225 ـ 260 هـ. وجاء بعده ابنه عبد الرحيم الذي خلفه ابنه يعفر دام في حكمه من 260 حتى 282 هـ حيث خلفه ابنه أسعد بن أبي يعفر حيث ودام أمره حتى عام 331 وقد هاجم صنعاء على يد الفضل القرمطي وأخرجه منها عدة مرات كما كان في حرب مع الهادي الزيدي الذي أنشأ له امارة في صعدة عام 284 هـ ثم عادت دولة بني يعفر وحكمها عبد الله بن محمد بن قحطان وقام آنذاك آل الضحاك الذين كانوا على عهد الخليفة العباسي الطائع لله. وقد توفي ابن قحطان عام 387 هـ وقام بعد ابنه أسعد وبقي حتى عام 393 حيث دخل في طاعة الإمام القاسم بن علي العياني.
وخلف الإمام القاسم العياني الملقب بالمنصور ابنه الحسين بن القاسم والملقب بالمهدي عام 393 وبقي حتى عام 403 حيث قتل مع آل الضحاك في ريدة. ثم تغلب على صنعاء وما جاورها حاتم بن علي المفلسي الهمذاني وأطاعته قبائل همدان وبقيت المنطقة في أيدي بني حاتم حتى استولى عليها الإمام المتوكل أحمد سليمان عام 532 وقد تعاقب عليها السلاطين الآتية أسماؤهم: ـ حاتم بن علي الهمذاني 492 ـ 502. ـ عبد الله بن حاتم 502 ـ 503. ـ معن بن حاتم 505 ـ 510. ثم قام أحمد بن عمران بن المفضل اليافي بخلع معن بن حاتم بمساعدة عدد من قبائل همدان ونقل الامارة إلى بني قتيب. ـ هشام بن القتيب 510 ـ 518. ـ حماس بن القتيب 518 ـ 527. ثم أقام أهل همدان بعد موت حماس بست سنوات حاتم بن أحمد بن عمر اليافي وبدأ الصراع بينه وبين الإمام أحمد بن سليمان فانتصر حاتم عام 546 غير أن أحمد بن سليمان إمام بني الرس عاد واحتل صنعاء عام 550 وذهب حاتم إلى حصن جنوب صنعاء وبقي فيه حتى توفي عام 556 هـ. ثم دخل اليمن الأيوبيون فقد أرسل صلاح الدين الأيوبي فرقة بإمرة أخيه شمس الدولة توران شاه فاستطاع أن يملكها وأن ينهي حكم آل حاتم.
دولة خوارزم: يرجع أساسهم لـ «أنوشتكين» وهو أحد سقاة بلاط السلطان ملكشاه السلجوقي، وقد اشترك في القتال ضد الغزنويين، وكان له يد في إحراز النصر بعد الهزيمة التي حلت بهم، فكافأه السلطان ملكشاه وأعطاه إقطاعية خوارزم وذلك عام 470 هـ وقد استمر في حكمه مدة عشرين سنة حيث توفي وخلفه ابنه قطب الدين محمد عام 490 هـ وقد كان ذو همة عالية فعينه السلطان بركيارق حاكماً على بلاد خوارزم ولقبه الشاه أي الملك وبقي مدة حياته خاضعاً للسلطان حتى توفي عام 521 هـ. فخلفه ابنه اتسز الذي سار سيرة أبيه، إلا إنه طمع في الاستقلال وقام بثورة على سنجر الذي عزله عن ولايته، غير أنه عاد واستلم ما كان تحت يده من قبل عندما ولى سنجر على خوارزم ابن أخيه غياث الدين وذلك عام 534 وقد حاول سنجر عام 537 حصار خوارزم لكنه عجز عن دخولها فتصالح الطرفان عام 551 وقد شملت دولة خوارزم الجناح الشرقي من ديار الإسلام كله باستثناء ولايتي فارس وخوزستان. وبعد وفاة اتسز خلفه ابنه ايل أرسلان وكانت الأمور مستقرة له والبلاد التي يسيطر عليها واسعة الأرجاء وقد بقي في حكمه حتى وفاته عام 568 فخلفه ابنه الأصغر سلطان شاه محمد وكان صغيراً فخرج عليه أخوه الأكبر علاء الدين نكش فاستولى على بلاد خوارزم. وقضى على السلاجقة بالعراق عام 590 إذ قتل طغرل بن ألب أرسلان وتوسع في نفوذه في خراسان وقد بقي في الحكم حتى توفي عام 596 فخلفه ابنه علاء الدين محمد. وقد أُسر علاء الدين محمد في حروبه في بلاد الخطا شرق ما وراء النهر، فأعلن أخوه علي شاه استقلاله في طبرستان وجرجان، وقد كان والياً عليهما لأخيه وقاتل الغوريين عام 605 وقتل غياث الدين محمود وهزم أهل الخطا هزيمة منكرة. ثم استولى على بلاد السند عام 611، ثم استولى على غزنة عام 612، وحاول أن يحل محل السلاجقة فرفض الخليفة الناصر لدين الله فحاربه وقطع له الخطبة وطلب السير له إلا أن الثلوج القاسية حالت دون ذلك فأظهر التشيع ونصب أحد الأشراف من سلالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه خليفة، وقد ارتكب علاي الدين محمد خطأً كبيراً عندما قتل رسل جينكز خان قائد التتار بعدما كان قتل تجاره، وهذان جعل جينكز خان يهاجم بلاد خوارزم، ولم يتمكن علاء الدين من صد هذا الهجوم فانهزم أمامهم فدخلوا خراسان واتجه إلى جهة الغرب ومات في إحدى جزر بحر الخزر عام 617 هـ وخلفه ابنه جلال الدين منكبرتي الذي قابل التتار من جديد وانتصر عليهم وهربوا عائدين إلى طالقان، ثم التقى المسلمون مع التتار ثانية في كابل وانتصروا عليهم مرة أخرى، ثم اختلف المسلمون ففارقهم سيف الدين الخلجي واتجه إلى الهند وملكها وحاول جلال الدين اعادته لكنه فشل، وشعر جلال الدين بضعف المسلمين فسار نحو السند، وشعر بذلك جينكز خان فلحقه ولم يتمكن جلال الدين من عبور النهر فاضطر لقتال التتار وهُزم المسلمون واستطاعوا في النهاية اجتياز النهر ورجع التتار إلى غزنة فخربوها وحرقوها. وقد صمد غياث الدين بن خوارزمشاه في أصفهان وامتنع عن التتار الذين عجزوا عن دخول مدينته فلما انصرفوا توسع وملك أجزاء من فارس. وفي عام 622 عاد أخوه جلال الدين فتحارب مع جند الخليفة في العراق ثم مع أخيه وقاتل الحشاشين والتركمان وحاكم كرمان، ثم عاد إلى بلاده وفتح جورجيا. عاد التتار من جديد لقتال جلال الدين. وقد آلمهم توسعه الجديد بعد عودته، وسار إليهم جلال الدين وجرت حروب كثيرة وكانت الدائرة في أغلبها تدور على خوارزم، ثم كان النصر في آخرها لجلال الدين، ثم هزم ورجع إلى أصفهان وقاتل التتار من جديد وفارقه أخوه غياث الدين مع فرقة من الجيش قبل المعركة فظن التتار أنها خديعة فانهزموا، وكذلك كان ظنه فانهزم أيضاً، وشعر التتار بما كان فرجعوا يحاصرون أصفهان وجاء إليها جلال الدين وهزمهم وتبعهم إلى الري. ثم جاءه جيش آخر من التتار فهرب من وجهه فقتله أحد الفلاحين عام 629 وهكذا لم يبق لدولة خوارزم قائد بل تفرقوا في الأصقاع. ولكن يذكر أن لهم دور كبير في أحداث بلاد الشام عام 634 حيث انطلقت جماعات من خوازرم بعد هزيمتها أمام التتار نحو بلاد الشام وتعاونت مع الأيوبيين ضد الصليبيين وانتصروا عليهم. وكانت الضربة القاضية لدولة خوارزم على يد هولاكو عندما اجتاح ملك البلاد بأكملها ولم يبق على شيء بل قضى أيضاً على الخلافة العباسية في بغداد | |
|
| |
Marocain-XF عضو فريق العمل
عدد الرسائل : 1913 العمر : 68 Localisation : الرباط . : اوسمة العضو (ة) : النقاط المكتسبة من طرف العضو : 8785 خاصية الشكر : 12 تاريخ التسجيل : 30/05/2009
بطاقة الشخصية royal: 1
| موضوع: رد: الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية الأحد 27 سبتمبر 2009, 14:03 | |
| عصر سيطرة الأتراك 247 ـ 334 هـ)
امتدت هذه المرحلة سبع وثمانين عاماً (247 ـ 334) وقد تعاقب عليها اثنا عشر خليفة من المنتصر بالله الخليفة الحادي عشر إلى الخليفة المستكفي الثاني والعشرين من خلفاء بني العباس. وقد كان الخلفاء في هذه المرحلة ضعفاء يخضعون لسيطرة ونفوذ العسكريين الأتراك فلم يكن بيدهم شيء من الأمر. فالعسكر هم القوة والمتسلطون على الأمر، يخلعون خليفة ويبايعون آخر. وكانت بداية هذا العصر مع المنتصر بالله بن جعفر المتوكل وقد بويع بالخلافة بعد قتل أبيه عام 247 هـ. وقد اتهم الفتح بن خاقان بقتل أبيه وقتله بذلك. ولم تمتد خلافة المنتصر سوى ستة أشهر فقد مات بعد ذلك وبويع بعده عمه المستعين أما الإمارات فلم يتغير وضعها عن العصر الأول وبقيت محصورة بالمغرب العربي وفي دولة الأندلس كانت الإمارة لمحمد بن عبد الرحمن الثاني من عام 238 وكانت دولة الأدارسة في خلافات داخلية شديدة، وأما دولة الخوارج الصفرية فكان عليها ميمون بن بقية. وأما دولة الخوارج الإباضية في تاهرت فكان إمامها أفلح بن عبد الوهاب. ودولة الأغالبة في القيروان يحكمها أحمد بن محمد الأول وكان الفتح الإسلامي وصل إلى جزيرة صقلية.
وبدأت تظهر في دولة اليمن دولة بني يعفر في صنعاء على يد أسعد بن أبي يعفر ودولة بني زياد في زبيد ومؤسس هذه الدولة إبراهيم بن يعفر (225 ـ 260).
جاء المستعين على الخلافة عام 248، فتنكر له القادة الأتراك فانتقل من سامراء إلى بغداد فبعثوا يعتذرون له، فلم يقبل اعتذارهم فحاربوه تحت راية المعتز ابن أخيه وطالت الحرب حتى تنازل المستعين عن الخلافة للمعتز وبايعه. وقد كثرت الحركات نتيجة ضعف الخليفة وتسلط القادة على أمور الدولة واستبدادهم بها وبالخليفة ثم بويع المعتز بالخلافة بعد خلع المستعين وكانت خلافته أربع سنين، وأما وضع كبار القادة فقد مات «أشناس» عام 252 هـ. وقتل «رصيف» عام 253 فجعل المعتز ما كان لوصيف لبغا الشرابي لكنه قتل عام 254، وعقد المعتز «لبايكباك» على مصر فأرسل إليها نائباً «أحمد بن طولون» عام 254، وكان المعتز يخاف من صالح بن وصيف ويسعى للتخلص منه فاجتمع على دار الخلافة جماعة من الجنود الأتراك ومعهم صالح بن وصيف ومحمد بن بغا فأخرجوا الخليفة وأهانوه وخلعوه وألزموه البيعة لابن عمه المهتدي بالله محمد بن الواثق وكان ذلك عام 255 هـ.
ولم يحدث في عهده أي جديد بالامارات سوى استيلاء يعقوب بن ليث الصغار على كرمان وفارس عام 254. كان المهتدي بالله عادلاً بطلاً قوياً في أمر الله ولم يرضى عن تصرف القادة بسلفه وخاصة بعدما اشتد صالح بن وصيف كثيراً وطغى.
وكان موسى بن بغا في قزوين يقاتل الحسين بن أحمد المعروف بالكوكبي فهزمه، فاستدعى الخليفة موسى ليتقوى به على صالح. فطلب موسى بن بغا صالح بن وصيف ليناظره فيما قام به من أعمال شنيعة، فحاول المهتدي أن يصالحهما، فاتهمه موسى وجماعته بأنه يخفي صالحاً. ثم أعلن موسى أنه يعطي عشرة آلاف دينار لمن يأتي بصالح فوجد وقتل، فغضب الخليفة لهذه الأفعال التي لم يرضها. ففكر بالتخلص من كبار القادة وذلك بضربهم ببعض، وفهم القادة العسكريون هذه اللعبة فساروا إليه وقاتلوه ومن كان معه فقتل في رجب عام 256، وانطلق العسكريون إلى أحمد ابن المتوكل وأخرجوه من السجن وبايعوه باسم المعتمد على الله. مع هذه الفوضى التي انتشرت على عهد المهدي بسبب تسلط العسكر تحركت في نفوس الطامعين القيام بحركات أو الثورة على الحكم ولعل أخطر ثورة مرت في تلك الفترة وهددت مركز الخلافة هي ثورة الزنج التي ضمت العديد من العمال والفلاحين المحرومين من العيش الكريم والمستغلين من قبل أرباب عملهم ولكنهم ابتعدوا كثيراً عن هذه الغايات وضلوا ضلالاً كبيراً واعتدوا على المسلمين وعلى حرماتهم وأموالهم وكان صاحب الزنج هو علي بن محمد العبدي، وقد امتدت هذه الثورة حتى عهد المعتمد على الله. وقد ولي الخلافة عام 256 هـ. فأعطى ولاية العهد لابنه جعفر وولاه على المغرب وولى الخليفة أخاه الموفق بالله العهد بعد ابنه جعفر وأعطاه ولاية المشرق. كان المعتمد قد انصرف في أكثر مدة حكمه إلى اللهو وكان قائماً بأمر الدولة أخوه الموفق بالله الذي تلقب بناصر دين الله. وعلى يده تم القضاء نهائياً على ثورة الزنج وقد بقي المعتمد على الخلافة 23 سنة كثرت فيها الحركات وزادت غارات الروم وقامت إمارات جديدة. فقد ظهر الحسين بن زيد الطالبي وتمكن من السيطرة على طبرستان وخرج مساور بن عبد الحميد الخارجي والتف حوله رجال كثر، وراح يتعدى على الدولة حتى توفي عام 263 هـ وسيطر الخوارج على مدينة هراة واستمرت سيطرتهم عليها حتى استطاع يعقوب بن ليث الصفار القضاء عليهم بعدما بقوا فيها ثلاثون سنة. كما استمر الزنج بتعديهم إلى أن استطاع الموفق رحمه الله القضاء عليهم وذلك عام 272. كما ظهر القرامطة والاسماعيلية وانتشرت في بعض البقاع. ومن جهة الحروب مع الروم فقد كانت كفة الروم في هذه المرحلة أرجح من كفة المسلمين وذلك لإنشغال الدولة الإسلامية بحل خلافاتها الداخلية والقضاء على الثورات والحركات التي قامت ضدها. فقد هاجم الروم سميساط وغلبوا عليها ثم انتقلوا إلى ملاطية وحاصروها إلا أن أهلها استطاعوا التغلب عليهم ردهم خاسرين. وفي عام 264 دخل المسلمون بلاد الروم في أربعة آلاف مقاتل بإمرة عبد الله بن رشيد بن كاوس غير أنهم هزموا وأسر أميرهم. وفي العام التالي خرج بطارقة الروم في ثلاثين ألفاً إلى بلاد المسلمين من جهة «أضنة» ووصلوا إلى مصلى المدينة وأسروا 400 رجل من المسلمين. وفي عام 270 جاء مائة ألف من الروم بقيادة البطارقة ونزلوا قرب طرسوس، فخرج إليهم المسلمون وهزموهم وقتلوا الكثير منهم ومنهم بطريق البطارقة. وعلى الامارات الإسلامية كان في دولة الأندلس محمد بن عبد الرحمن الثاني واستمر حتى عام 273 فخلفه ابنه المنذر فبقي في الحكم سنتين وخلفه أخوه عبد الله واستمر حتى عام 300 هـ. وفي دولة الأدارسة كان أبناء الأسرة الواحدة يتنازعون فيما بينهم. | |
|
| |
| الامارة والمماليك والدويلات والدول الاسلامية | |
|