[b][color=maroon][font=Times New Roman]بيعة أبي بكر رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة:[/font][/color][/b]
[b][font=Times New Roman] توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعر الأنصار ـ وهم أهل المدينة المنورة ـ أنهم بحاجة ماسة إلى اختيار خليفة منهم يحمي المدينة من الأعراب ورجال القبائل لأن المهاجرين ربما تركوا المدينة ورجعوا إلى بلدهم الأول بعدما أصبح من الدولة الإسلامية لذلك فالأنصار هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن إيجاد الخليفة لذلك التقوا في سقيفة بني مساعدة وحدهم واتفقوا على بيعة سعد بن عبادة زعيم الخرزج ووصل الخبر إلى سيدنا عمر وكان مشغولاً بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب وأخذ معه سيدنا أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ووصلوا إلى السقيفة والأنصار مجتمعون فجلسوا يستمعون خطيب الأنصار وعرض الخطيب الأنصاري أن يكون هناك اثنان أنصاري ومهاجري يليان الحكم، ثم قام أبو بكر فخطب وذكر مآثر الأنصار ثم قال: ( ولكن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب داراً وأنساباً وقد رضيت لكم أُحُد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم) وأخذ بيد عمر وأبي عبيدة فتكلم الأنصار وأظهروا حبهم وتقديرهم للمهاجرين واقترحوا أن يكون الخليفة الأول من المهاجرين ثم الثاني من الأنصار ثم من المهاجرين وهكذا، فقال لهم سيدنا عمر: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر للصلاة؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم من قدمه رسول الله؟ قالوا: لا أُحُد فقام زيد بن ثابت الأنصاري وأيَّدَ القول بأن الخلافة للمهاجرين، فقام سيدنا أبو بكر فشكرهم على كلامهم وأراد مبايعة عمر فرفض عمر وقال عمر وأبو عبيدة: لا ينبغي لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون فوقك يا أبا بكر أنت صاحب الغار مع رسول الله وثاني اثنين وأمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتكى فصليت بالناس فأنت أحق بهذا الأمر. ووثب سيدنا عمر وبايع سيدنا أبا بكر وتسابق الناس لمبايعته الرَضِي الله عنهم أجمعين وفي اليوم التالي بايع الناس بيعة عامة بعد بيعة سقيفة بني ساعدة التي بايع فيها أهل الحل والعقد. استخلاف عثمان أو بيعة عثمان الرَضِي الله عنه: لما دفن سيدنا عمر الرَضِي الله عنه بعد أن صلى عليه صُهَيْب حسب وصيته جمع المقداد بن عمرو أصحاب الشورى الستة( الذين اختارهم سيدنا عمر الرَضِي الله عنه وجعل الاختيار بينهم وهم: عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص) وكانوا خمسة لأن طلحة بن عبيد الله غائب اجتمعوا في بيت المسور بن مخرمة، وكان أبو طلحة الأنصاري يحرسهم( حسب وصية الخليفة عمر الرَضِي الله عنه، تداول القوم الأمر وتكلم كل منهم بكلمة تبين الاشفاق على الأمة والخوف من الفرقة، ثم قال سيدنا عبد الرحمن بن عوف : ( أيكم يخرج منها نفسه ويتقلدها على أن يوليها أفضلكم؟) أي: من منكم يخرج من الستة فلا يكون خليفة على أن يختار هو الخليفة؟ فلم يجبه أُحُد ، فقال عبد الرحمن بن عوف : فأنا أخلع منها، فرضي الكل بذلك بشرط أن لا ينحاز إلى أُحُد ويتقي الله في اختياره، واختلى بعلي وذكر له مآثره ثم قال له: إن خرجت منها فمن تختار فقال علي الرَضِي الله عنه: عثمان، واختلى بعثمان وذكر له مآثره ثم قال إن خرجت منها فمن تختار قال: علي واختلى بالزبير وقال له مثلما قال لعلي وعثمان فاختار علي ثم اختلى بسعد وقال له مثلما قال لأصحابه فقال سعد: أختار عثمان، فانحصر الأمر بين علي وعثمان، ولكن سيدنا عبد الرحمن بن عوف لم يختار هو بل جعل يسأل كبار الصحابة من غير أهل الشورى والغالب يقول: عثمان والبعض يقول: علي، وعند اقتراب نهاية الثلاثة أيام اجتمع مع كبار الصحابة حتى غص المسجد وذلك بعد صلاة الفجر، وبايع سيدنا عثمان وبايع جميع من حضر سيدنا عثمان ثم حضر طلحة بن عبيد الله أُحُد رجال الشورى الستة ـ وكان غائباً ـ وعلم ببيعة سيدنا عثمان الرَضِي الله عنه وبيعة الناس كلهم له فبايعه وهكذا أصبح سيدنا عثمان بن عفان الرَضِي الله عنه هو الخليفة الراشدي الثالث لرسول الله.[/font][/b]
[b] [/b]