شهادة معتقل مكان ومدة الاعتقال: سجن الرابوني ـ كويرة بلا ـ القصايب ـ سنتان
أنا المسمى البشير عبد الله الدخيل المزداد بمدينةالعيون سنة 1954 وأنتمي إلى قبيلة الرقيبات التي جاهدت ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني.
كنت ضمن المجموعة التي كونت النواة الأولى للبوليساريو حيث تم تعييني رئيس اللجنة العسكرية التي كانت تتشرف على الجناحين العسكري والسياسي.
في مرحلة كانت فيها الجزائر تتبنى أطروحة المرتزقة من خلال فتح المجال للتدريب العسكري في الجنين بشار والقيام بصفة غير مباشرة بصفية العناصر الفاعلة في المجموعة والتي لا تستطيع السيطرة عليها لعدم انتسابها للقبائل المتواجدة على التراب الجزائر، وفي هذا الإطار تم إلقاء القبض علي رفقة أربع من أصدقائي حيث تم إبعادنا من تندوف ليلا ونحن مكبلون وبدون ثياب.
وكان يقود السيارة التي أقلتنا المدعو ابراهيم غالي (الممثل الحالي للبوليساريو في مدريد) والذي همس في أذني لحظة الإلقاء بي من السيارة بكلمة / آسف/...
وقد أمضيت ليلة كاملة في هذا الخلاء الموحش الذي كنت فيه عرضة للأخطار ناهيك عن الجوع والعطش لولا مرور أحد الرعاة الجزائريين الذي فكك قيدي مقابل أخذه للحبل وما زالت آثار التكبيل الذي تعرضت له ماثلة في جسدي إلى يومنا هذا.
وبعد إطلاق سراحي بادرت في البحث عن أصدقائي حيث وجدتهم في أماكن متفرقة وفي طريقنا إلى تندوف حيث لجأنا إلى إحدى الأسر التي آوتنا ثم العثور علينا وحملنا إلى منطقة الرابوني (مركز قيادة ما يسمى بالبوليساريو) والتي تبعد عن تندوف بحوالي 25 كلم جنوبا وبعد عدة أيام من التعذيب ، ألحقونا بمنطقة كويرة بلا الواقعة على بعد 7 كلم شرق الرابوني حيث أضافوا إلينا 40 شابا اعتبروا مثلنا أشخاصا / مشبوهين وقد تعرضنا لمعاملة قاسية وتعذيب متواصل حيث كنا نمضي أياما كلها في حفر الجحور التي كانت هي مكان إقامتنا ناهيك عن الجوع والعطش.
بعد ثلاثة أشهر قضيتها في هذا العذاب وشهدت خلالها إعدام السجين أحمد البوكرفاوي وقمت بدفنه بمساعدة ثلاثة من رفاق السجن وهم / أحمد ولد الخر ـأكاي ولد الحادك ـ ودرموز / وقد منعنا الجناة من تغسيله والصلاة عليه حيث رمي في حفرة وقمنا