عسكر حرب عصابات
تخضع فرق تابعة لنخب الجيش المغربي والبحرية الملكية لتداريب على تقنيات حرب العصابات منذ عشرة أشهر في مناطق بالصحراء. وقالت مصادر مطلعة لـ«المساء» إن 80 خبيرا عسكريا دوليا يشرفون على تلقين فرق من الجيش البري والجوي ومن البحرية الملكية مهارات في حرب العصابات، وأن أغلب هؤلاء الخبراء ينحدرون من نخب الجيش الكولومبي والبرازيلي ومن دول بأمريكا اللاتينية، ويترأسهم ضابط أمريكي برتبة «جينرال». وأشارت المصادر نفسها إلى اتفاقية تعاون تربط القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الأمريكي، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الجيش الكولومبي، مضيفة أن للجيش المغربي عقود تعاون مع جيوش بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية، كما هو الشأن في دول أوربية. إلى ذلك، حددت المصادر فترة تلقي فرق من نخب الجيش المغربي والبحرية الملكية لهذه التداريب في 13 شهرا، مرت منها عشرة أشهر، وماتزال أمام هذه الفرق ثلاثة أشهر من التكوين لاكتساب مهارات حرب العصابات، وهو تكوين استعملت فيه التكنولوجيات الجديدة في المجال العسكري.
وفي السياق ذاته، اتضح حسب معطيات حصلت عليها «المساء» من مصادر متطابقة أن المغرب يريد الاستفادة من تجارب الدول التي تعيش توترا بسبب حدوث حرب عصابات على أراضيها مصدرها متمردون أو انفصاليون أو مليشيات مسلحة في الجبال، وهو توتر أرغم جيوش هذه الدول على اكتساب مهارات في حروب العصابات، ومن ذلك كولومبيا والبرازيل ونيكاراغوا والفليبين، والبيرو والمكسيك في فترات سابقة.
وحسب مراقبين فإن الجيش المغربي يتجه إلى اكتساب تقنيات حرب العصابات، خاصة في الوقت الحالي أمام وجود تنظيمات، تُنعت بالإرهابية، تتخذ مواقع لها في دول الساحل والصحراء، إضافة إلى ما أصبح يُعرف بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، الذي أعلن مؤخرا، حسب تقارير إعلامية، عزمه على توجيه «جهاده» نحو دول المغرب العربي ومن يسميهم بحلفاء أمريكا. ويضاف إلى هذا، التهديداتُ المتكررة لجبهة البوليساريو بالعودة إلى إطلاق النار، وهي حركة تعتمد في «حروبها» على الهجوم المباغت وزرع الفخاخ والتسلل إلى مناطق الطرف الآخر، وكلها تقنيات تخص حرب العصابات، هذا ولم يعلن رسميا عن برنامج هذه التداريب وما إذا كانت تندرج ضمن عقود خاصة أم إنها جزء من اتفاقيات عسكرية مع دول أخرى وفي مقدمتها أمريكا.
يشار إلى أن القوات المسلحة الملكية كانت عززت، قبل شهر، عتادها العسكري في الحدود الشرقية والجنوبية للمغرب بنقل العشرات من الدبابات من نوع «شنيي» (دبابات بدون عجلات) إلى الحدود المذكورة، إضافة إلى نقلها كمية أقل إلى الحدود الجنوبية. واتضح أن العملية تدخل في إطار تعزيز أمن وسلامة حدود البلاد، وفي إطار إعادة توزيع العتاد العسكري، موضوع صفقات أسلحة كان المغرب أبرمها في مناسبات سابقة في سياق تأهيل قوات الجيش جريدة المساء المغربية