إن التزام الجزائر باتحاد المغرب العربي ينبغي ترجمته إلى عمل حقيقي لأن هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تقود دول الإتحاد المغربي و هي الأقوى إقتصاديا و سياسيآ وعسكريآ. ويمكن أن يبدأوا بفتح الحدود البرية – وهو شيء سيسمح لهم بالتأكيد أن يؤثروا على حل مشكلة الصحراء، وفوق ذلك، البدء في هذه الوحدة الشهيرة الفاضلة. والمغرب من ناحيته ينبغي أن يحترم قرارات الأمم المتحدة في هذا الموضوع وأن يسمح للصحراويين بخيار التعبير عن أنفسهم. وستكون الأمور مختلفة إذا كان المغرب هو الذي حرر الصحراء من قبضة أسبانيا. وفي هذه الحالة، فإن الجميع – ولا سيما الجزائر التي كانت ستصبح في القيادة – كانوا سيدعمون دعوة المغرب لإدماج الصحراء. في أية حال، ففي رأيي لا ينبغي أن تكون هذه المشكلة شرطاً مسبقاً لبناء اتحاد المغرب العربي. ينبغي التعامل معه بين المؤيدين ويلزم على الجزائر أن تكون الحكم الذي يتم الإصغاء له. لكن بالنسبة للوقت الراهن، فإننا بعيدون جداً عن مثل هذا الوضع، وهذا شيء مؤسف. إن المغرب هو الذي يعوق اتحاد المغرب العربي، ودافعه هو أنه لا يستطيع أن يتحد مع دولة لا تأخذ في الاعتبار مصالحه الشرعية، الذي يرى هو أنها الأعلى والأسمى. والجزائر تبقي على الحدود مغلقة لأن دافعها هو الحرب ضد المخدرات والسلع الأخرى. وفي رأيي، فإن الأسباب التي يستشهد بها البلدان ليست صحيحة، ولهذا السبب يلزم وضع كلتي الحكومتين على مقعد الإعدام. لا ينبغي على المغرب أن يضع شروطاً مسبقة على غاية سامية لدى كل شعوب المنطقة وأيضاً للرجال العظماء الذين استحدثوها، ولا يمكن للجزائر أن تحظر الحركة المنظمة للأشخاص والبضائع لأن هذه مسألة تقع في نطاق الجمارك وإنفاذ القوانين. ومرة أخرى، لا يجب أن يكون هذا موتاً بالنسبة لنا!