أضواء على حركة مناهضة الحرب 1
ثمة اليوم ببلادنا حاجة ملحة لحركة جماهيرية لمناهضة الحروب الإمبريالية، لا لمواجهة العدوان على الشعبين العراقي والفلسطيني، والنضال من أجل استقلالهما، والتضامن مع نضالاتهما فقط، وإنما لتجسيد موقف واضح من الحرب، باعتبارها آلية من الآليات القوية التي يتم من خلالها تصريف الهجوم الليبرالي على مكاسب الشعوب... خاصة بعد أن أبان هذا الهجوم عن فشله الذريع في التوسع في تحقيق أهدافه عبر الوسائل الاقتصادية والسياسية، بسبب المقاومة الواسعة لمخططاته، والأزمة الداخلية الخانقة التي يعيشها المشروع النيوليبرالي... قبل الحديث عن حركة مناهضة للحرب، لا بد من الإشارة (تفاديا للخلط)، إلى أن هذه الحركة تختلف عن الحركات الأخرى التي تتحرك في مواجهة الهيمنة الإمبريالية. يجب التمييز بين معارضة الحرب وحركة مناهضة الحرب، كما ينبغي التمييز كذلك بين مناهضة العولمة وحركة مناهضة العولمة، فليس كل من يناهض الحرب أو العولمة، يمكن اعتباره جزءا من الحركات الاحتجاجية المعروفة اليوم بهذه الصفة. فمعارضة بعض الدول الإمبريالية (فرنسا، ألمانيا...) للحرب العدوانية على الشعب العراقي، ومعارضة اليمين المتطرف واليمين الطائفي واليمين الديني تندرج ضمن منظورات واعتبارات خاصة لا علاقة لها ببرنامج التقدم الاجتماعي والديمقراطي الذي تدافع عنه الحركة العالمية المناهضة للحرب. – الحركة العالمية المناهضة للحرب بين الماضي والحاضر: تجدر الإشارة إلى أن الحركة الحالية ليست هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تضع على جدول أعمالها مواجهة الحروب الإمبريالية، فقد عرف القرن الماضي عدة تحركات لها صلة بالموضوع، وكان لها قدرة كبيرة على ممارسة التعبئة العبرة للحدود الجنسية والإثنية والدينية والمذهبية، رغم اختلاف السياقات التي برزت فيها. في مرحلة الحرب الباردة:لوحظ وجود عدة تحركات:- حركات التضامن مع ثورات التحرر الوطني (الثورة الجزائرية، الثورة في نيكاراغوا...). الحركة الجماهيرية المعارضة للحرب الأمريكية ضد فيتنام.- الحركات الجماهيرية المعارضة لسباق التسلح والسلاح النووي.المرحلة الحالية:- تختلف الحركة الحالية المناهضة للحرب عن سابقاتها من حيث السياق والأهداف والاستراتيجية.