الأمازيغ ( الشلوح سكان المغرب الأولون )*9 * المغرب طالبا الأمان واستجار بسكان المغرب الذين هم برابرة امازيغ . وكان هذا الرجل الصالح الذي حل بالمغرب بركة وعظمة وبداية لتاريخ المغرب ونورا وهاجا عم كل أرجائه .وكان القادم إلى المغرب يعرف جيدا خلق الامازيغ وصفاتهم الحميدة وكرمهم المتزايد لضيوفهم كيفما كانوا وحبهم ورغبتهم في التعارف والتعايش مع الآخرين ولم يكن يحمل سيفا ولا كان معه جيشا يحرسونه أو أرغم بهم الامازيغ .استقبل الامازيغ المولى إدريس استقبالا حارا لا مثيل له وأحبوه وقربوه إليهم والتفوا حوله وبايعوه وعرفوا انه يحمل شرفا عظيما وسلالة من خيرة الأنبياء ورحبوا به وأكرموه وزوجوه بابنتهم كنزة والتي كانت تحمل شرف الامازيغ من قبيلة اوربه ونصبوه ملكا عليهم آمرا وناهيا ومرشدا وعلمهم الدين والفلاح والصلاح ولولا تعطش الامازيغ لدين الإسلام وحبهم له ما قبلوه ولا رغبوا به دينا . ( وكيف للبربر المتوحشون أن يجعلوا رجلا غريبا عنهم جاء من بعيد أن يقبلوا بدينه ويرتضونه ويتركوا دين آبائهم وأجدادهم وينصبوه ملكا عليهم... هل هذا يعقل ؟ لو كانوا متوحشون كما يقول الكثير لما خرج المولى إدريس من بينهم سالما ولما قدم عندهم ولا حتى عرفوه ) .
ولم يدم طويلا بعد أن عرف الأمويون أن ادريسا حل بالمغرب وأرسلوا إليه داهية اسمه جرير الشماخ ليقتله بحيلة بعد أن استأنس به الملك المولى إدريس وانتهز الفرصة هذا الأخير جريرغياب خادمه وقد م إليه قارورة عطر مسمومة ادعى انه أتى بها من مكة تسلمها إدريس بعد أن اشتاق إلى الديار المقدسة وشمها وسقط صريعا ولم ينتبه من كان حوله إلا بعد أن دخلوا عليه ووجدوه طريح الأرض ميتا وعرف خادمه لعبة الغدر وتتبعه الامازيغ بسرعة بعد أن اقتفوا أثره وقتلوه قبل أن يلوذ بالفرار. ترك المولى إدريس زوجته الامازيغية حاملا ولحبهم الكبير لإدريس تألموا لفقدانه ونصبوا خادمه المولى رشيد ريثما تلد كنزة الملود سواء ذكرا أو أنثى ويبلغ سن الرشد وينصبوه ملكا عليهم لتعلقهم الكبير بالمولى إدريس الأكبر ووفائهم له وإخلاصهم وحبهم للإسلام .
ذكرنا سابقا أن الامازيغ استوطنوا قديما جنوب شبه الجزيرة العربية بأرض اليمن ومن بين الملوك العظام الذي أوقف الحروب الضارية التي دارت بين العرب من سلالة إبراهيم وإسماعيل والتي دامت أكثر من نصف قرن من الزمن حرب عداوة استفاد منها الأعداء. وعندما جاء هذا الملك الصالح أوقف الحروب مع العرب وكان زمن العرب يحكمهم الملك قحطان يعود نسبه إلى عدنان وأقاما هذان الملكان صلحا بينهما وسمي هذا العهد بتحالف مازغ وقحطان وكان أول تحالف في التاريخ الامازيغ والعرب ووقع بينهما تبادل في الهدايا والتجارات والنسب والمصاهرة ونظما جيوشهما وأجهدا على الأعداء يتبع وله بقية .