نحل العسل العالمى 8 ملتفة حول الملكة تحاول تغذيتها فى محاولة لاجبارها على وضع البيض, وفى هذه الحالة تبدأ الشغالات فى بناء بيوت للملكات وتدفع الملكة نحو هذه البيوت حيث تدفع برؤوسها تحت رأس الملكة وصدرها وعندئذ تشاهد الملكة وهى تتحرك بسرعة على الأقراص وحولها هذه الهالة من التوابع والتى تقودها نحو بيوت الملكات والتى يتم بناؤها بكثرة فى هذه الظروف.
وبعد أن تضع الملكة البيض فى بيوت الملكات تمتنع الشغالات عن تغذيتها للملكة, وفى هذه الحالة تقوم الملكة بتغذية نفسها على العسل ونتيجة ذلك يصغر حجم بطنها.
ومن الناحية النظرية أيضاً فإنه نتيجة لقلة وضع البيض يحدث أن تزداد أعداد الشغالات الصغيرة العاطلة داخل الخلية، وبالتالي فإنها تستعد للرحيل من الطائفة مصطحبة معها الملكة القديمة ويعتبر ذلك هو الطرد الأول, والذى قد يصل إلى 90% من الطاقة العاملة بالخلية.
ومن الوصف السابق يمكن أن نستنتج سبب ظاهر لعملية التطريد وهو وجود شغالات صغيرة عاطلة بدون عمل تقرر الرحيل إلى مكان جديد لعلها تجد به عملاً (حيث أن الشغالات الصغيرة هى الحاكم الحقيقى فى الطائفة فهى التى تقرر عزل الملكة وتربية كوادر جديدة إذا لم تتمكن الملكة من الوفاء بتلبية حاجتها بتوفير عمل لها بوضع الملكة لكمية كافية من البيض, فنجد فى حالة تغيير الملكة بأخرى حيث يقل وضع الملكة للبيض فتقوم الشغالة ببناء بيوت ملكية سابقة التجهيز, ونفس الشئ يحدث فى حالة التطريد فإنه نظراً لبطالتها تبنى الشغالات أيضاً, (فالفلسفة هنا واحدة مع الاختلاف فى غرض بناء هذه البيوت وطريقة بنائها).
من جهة أخرى ولتعميق هذا المفهوم فقد وجد أن الطوائف ذات الملكات المسنة التى قل وضعها للبيض يحدث التطريد بها أكثر من الطوائف ذات الملكات الفتية النشطة, حيث أن ذلك أيضاً يعكس مدى البطالة التى تواجهها الشغالات الصغيرة فى حالة وجود ملكات مسنة.
يؤيد ذلك أيضاً أنه عند وصول الطائفة لموسم الفيض وهى فى حالة متوازنة وبها عدد كبير من الشغالات الحقلية المشغولة فى أداء الأعمال الحقلية المختلفة وعدد كبير من الشغالات المنزلية المتوازنة فى الأعمار, فإن مثل هذه الطوائف لا تميل إلى التطريد لانشغالها فى أداء واجباتها بهمة ونشاط, يعنى ذلك أنه عند وجود عدم توازن بين أعمار الشغالات فإن هذا يقود إلى البطالة وبالتالى إلى التطريد.
و يمكن تقديم وصف شبه تفصيلى لعملية التطريد فيما يلى:
فى الطائفة العادية فإن عدد وصيفات الملكة (التوابع) يتراوح ما بين 10 إلى 12 شغالة حاضنة تحيط بالملكة فى دائرة مقفلة تقريباً تاركين مسافة بينهم وبين الملكة وتقوم بملامسة الملكة بشكل دائم وخاصة ملامسة بطنها وأحياناً لعقها, وخلال فترة وضع البيض بصورة مكثفة توجد فترات راحة للملكة تتراوح الفترة الواحدة من 10 – 15 دقيقة وخلالها تستقبل الملكة الغذاء من عديد من الشغالات.
وخلال موسم التطريد وقبل بداية ظهور البيوت الملكية فإنه يوجد زيادة فى نشاط وضع البيض فمثلاً بفحص إحدى الملكات وجد أنها تضع 62 بيضة خلال 45 دقيقة أى 1968 بيضة فى اليوم, وحلقة التوابع التى حول الملكة تصبح مثارة حيث تقوم بتقديم الغذاء بإصرار وبشكل دائم للملكة, وأحياناً تدفع الشغالات برؤوسها أسفل رأس وصدر الملكة, وفى خلال هذا الوقت من الموسم فإن الملكة تمشى داخل الخلية مسافات كبيرة فمثلاً خلال 17 دقيقة قطعت مسافة 284 سم أى بمعدل 245 متر فى اليوم.
وخلال عملية البحث عن عيون سداسية فارغة فان الملكة تفقد كمية كبيرة من البيض حيت وجد أنها تفقد 30 بيضة خلال 45 دقيقة, وتزداد أعداد وصيفات الملكة لتصل إلى 22 وصيفة أو أكثر والتى تظل تقدم الغذاء للملكة باستمرار.
والوصيفات اللاتى أمام الملكة أحياناً ما تقفز فوقها وتؤدى رقصة الإهتزازات البطنية الظهرية والتى سماها Hydak سنة