الهداية - نقض نظريةالتطور (1) ترجمة :مصطفى أنور مراجع مصطفى الستيتي هارون يحيى إلى القارئ إن سبب اهتمامنا بنقض نظريةالتطور والنشوء في هذا الكتاب وفي كتبنا الأخرى وهدمها هو أن هذه النظرية هي أساس لكل أنواع الفلسفات المعادية للدين · فالداروينية التي تنكر الخلق وبالتالي وجود الله ؛ أدت إلى ضعف إيمان العديد من الناس أو إلى وقوعهم في الشك منذ 140 عام· ولذلك إظهار هذه النظرية بأنها مجرد خداع ؛ لهو وظيفة إيمانية مهمة للغاية · وتوصيل هذه الخدمة المهمة لكل الناس ضرورة ملحة · ربما البعض من قرائنا يمكن لهم قراءة كتاب واحد فقط من كتبنا، فلذلك رأينا أنه من المناسب أن نخصص قسماً ملخصاً عن الداروينية ملحقاً بكل كتاب ·وهناك نقطة أخرى يجب التنويه عنها ، وهي متعلقة بما تحتويه هذه الكتب · وقد استمد المؤلف ا لموضوعات الإيمانية في كتبه من آيات القرآن الكريم بدعوة الناس إلى تعلم آيات الله والعمل بها · وكل الموضوعات المتعلقة بآيات الله قد تم سردها بشكل لا يتيح أي فرصة للشك أو أي علامات استفهامية تمنع وصولها إلى عقول القراء · أما الأسلوب الموجز والطبيعي والسلس المستخدم لسردها فهو يمكًن القراء من فهم هذه الكتب بسهولة · وبفضل هذا السرد المؤثر والموجز فإنه ينطبق على هذه الكتب المقولة القائلة (( كتاب يقرأ بلذة حتى نهايته )) وحتى الذين يتعنتون في إنكار الدين يتأثرون أيضاً من الحقائق التي تم سردها في هذه الكتب ولا يستطيعون إنكارها·هذا الكتاب وكتب المؤلف الأخرى فهي كما أن القراء يمكنهم قراءتها بمفردهم فإنها تصلح أن تكون موضوع حديث لجلسة لأكثر من قارئ ولذلك فإن قراءة هذه الكتب في مجمع من القراء الذين يريدون الاستفادة منها ستكون مفيدة لهم من حيث تبادلهم للأفكار والتجارب المتعلقة بالموضوع ·بالإضافة إلى ذلك فإن الاسهام في ترويج وقراءة هذه الكتب التي ألفت ابتغاء وجه الله فقط سيكون خدمة كبيرة لهذا الغرض · لأن أدلة الاقناع والاثبات في كل كتب المؤلف قوية للغاية · ولذلك فإن أكثر الأساليب المؤثره لمن يريدون التحدث عن الدين هي حثهم الناس الآخرين على قراءة هذه الكتب ·وهناك أسباب مهمة لإضافة تعريف عن كتب المؤلف الأخرى في خاتمة كل كتاب ، وذلك أن كل من يتناول كتاباً من هذه الكتب سيرى أن هناك كتباً كثيرة بنفس الأسلوب الذي سبق وان تكلمنا عنه· وسيرى أن هناك أيضا مصادر غنية يمكن أن يستفيد منها في الموضوعات الإيمانية والسياسية ·لن تصادفوا في هذه الكتب ما تصادفونه في بعض المؤلفات الأخرى من أفكار شخصية لمؤلفيها ومن ايضاحات مبنية على مصادر مشكوك فيها ومن الأساليب التي لا يراعي فيها الأدب والتوقير كما ينبغي للمقدسات ومن الأساليب اليائسة التي تدعو إلى الأسف وإلى الشكوك واليأس·---حول المؤلفولد الكاتب الذي يكتب تحت الاسم المستعار هارون يحيى في أنقرة عام1956, بعد أن أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي في أنقرة، درس الآداب في جامعة ميمار سنان في جامعة استنبول، وفي الثمانينيات بدأ بإصدار كتبه السياسية والدينية · هارون يحيى كاتب مشهور بكتاباته التي تدحض الداروينية وتعرض لعلاقاتها المباشرة مع الإيديولوجيات الدموية المدمرة·يتكون الاسم القلمي أو المستعار، من اسمي ''هارون'' و''يحيى'' في ذكرى موقرة للنبيَّين اللَّذَين حاربا الكفر والإلحاد، بينما يظهر الخاتم النبوي على الغلاف كرمز لارتباط المعاني التي تحتويها هذه الكتب بمضمون هذا الخاتم· يشير الخاتم النبوي إلى أن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية، وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين· وفي ضوء القرآن والسنة وضع الكاتب هدفه في نسف الأسس الإلحادية والشركية وإبطال كل المزاعم التي تقوم عليها الحركات المعادية للدين، لتكون له كلمة الحق الأخيرة، ويعتبرهذا الخاتم الذي مهر به كتبه بمثابة إعلان عن أهدافه هذه·تدور جميع كتب المؤلف حول هدف واحد وهو نقل الرسالة القرآنية إلى الناس، وتشجيعهم على الإيمان بالله والتفكر بالموضوعات الإيمانية والوجود الإلهي واليوم الآخر·تتمتع كتب هارون يحيى بشعبية كبيرة لشريحة واسعة من القراء تمتد من الهند إلى أمريكا، ومن إنكلترا إلى أندونيسيا وبولندا والبوسنة والبرازيل وإسبانيا؛ وقد ترجمت بعض كتبه إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والبرتغالية والأردية والعربية والألبانية والروسية والأندونيسية· لقد أثبتت هذه الكتب فائدتها في دعوة غير المؤمنين إلى الإيمان بالله، وتقوية إيمان المؤمنين، فالأسلوب السهل والمقنع الذي تتمتع به هذه الكتب يحقق نتائجاً مضمونة في التأثير السريع والعميق على القارئ· من المستحيل على أي قارئ يقرأ هذه الكتب ويفكر بمحتواها بشكل جدي أن يبقى معتنقاً لأي نوع من أنواع الفلسفة المادية· ولو بقي أحد يحمل لواء الدفاع عنها، فسيكون ذلك من منطلق عاطفي بحت، لأن هذه الكتب تنسف تلك الفلسفات من أساسها· إن جميع الإيديولوجيات التي تقول بنكران وجود الله قد دُحضت اليوم والفضل يعود إلى كتب هارون يحيى·لا شك أن هذه الخصائص مستمدة من حكمة القرآن ووضوحه؛ وهدف الكاتب من وراء نشر هذه الكتب هو خدمة أولئك الذين يبحثون عن الطريق الصحيح للوصول إلى الله، وليس تحقيق السمعة أو الشهرة، علاوة على أنه لا يوجد هدف مادي من وراء نشر كتبه هذه·وعلى ضوء هذه الحقائق، فإن الذين يشجعون الآخرين على قراءة هذه الكتب، التي تفتح أعينهم وقلوبهم وترشدهم إلى طريق العبودية لله، يقدمون خدمة لا تقدر بثمن·من جهة أخرى، يعتبر تناقل الكتب التي تخلق نوعاً من التشويش في ذهن القارئ وتقود الإنسان إلى فوضى إيديولوجية، ولا تؤثر في إزاحة الشكوك من قلوب الناس، مضيعة للوقت والجهد، أما هذه الكتب فمن الواضح أنها لم تكن لتترك هذا الأثر الكبير على القارئ لو كانت تركز على القوة الأدبية للكاتب أكثر من الهدف السامي الذي يسعى إليه، ومن يشك بذلك يمكنه أن يرى أن الهدف الوحيد لكتب هارون يحيى هو هزيمة الكفر وتكريس القيم الإنسانية·لا بد من الإشارة إلى أن الحالة السيئة