المجاهد الأكبر جزء 16
--------------
ثقافة إسلامية متفتحة يرى الملك محمد الخامس بان العقيدة الإسلامية دورا أساسيا في بلورة الهوية المغربية وفي تماسك
وحدة المغاربة وبناء الدولة المغربية والسمو بمستواها الحضاري ولذلك كان جلالته يؤكد على أن تكون الثقافة المغربية منبثقة من الدين الإسلامي معززة لقيمه مثله السامية حتى يحافظ المغاربة على أصالتهم الروحية والفكرية وفي نفس الوقت كان جلالته ينادي بالانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من إمكانات العصر الحالي ووسائله العلمية مما يساعد على توسيع آفاق التواصل مع الشعوب والرفع من المستوى الفكري للمواطنين.
إن الثقافة الإسلامية جزء من مقوماتنا الوطنية ولا يسعنا ونحن نشيد صرح نهضتنا الحديثة إلا أن نستمسك بها ونحافظ عليها لكياننا وربطا لحاضرنا بماضينا وتيسيرا لأسباب التقدم والتطور ...على أن هذه المحافظة لا تعني- كما قد يتوهمه البعض-الوقوف عند حدود معرفة الأحكام الشرعية والقواعد اللغوية بل تفسح المجال لاستيعاب العلوم والفنون على اختلافها لتكون ثقافتنا الإسلامية حينئذ ثقافة كاملة نطيق بها المساهمة في إقامة ركن الحضارة الجديدة كما ساهم أجدادنا في إقامة ركن الحضارة القديمة.
شمل الملك برعايته رجال الفكر والثقافة وطلاب العلم .فكان يبارك خطواتهم وأعمالهم ويحفزهم على الإنتاج والإبداع في سائر العلوم والفنون فأسس جلالته لجنا تضم خيرة المثقفين عهد إليها بوضع كتب في مختلف ميادين المعرفة كالتاريخ والجغرافيا والسيرة النبوية وغيرها ووضع رهن إشارة المفكرين مطبع ووفد إلى الجامعات الأجنبية بعثات طلابية ضمت أولاها عشرة طلاب ينتمون إلى مدن مختلفة لدراسة تخصصات متنوعة تهم الطب والصيدلة والقانون والهندسة .وكان جلالته في مناسبات خاصة يقيم حفلات تكريمية للعلماء والأدباء والطلبة اعترافا منه بما كانوا يقدمون لوطنهم من خدمات ثقافية.
يتبع جزء 17 المجاهد الأكبر
------------
الأجزاء متسلسلة وطويلة شيئا ما . اعمل كل جهدي في جمعها من التاريخ والمقتطفات و...وأقدمه لك عزيزي القارئ والمطل من نافذة الشبكة العنكبوتية على صفحات مجلة كريم روايال .أرجو أن أوفق في كتابتها والسلام عليكم