المجاهد الأكبر جزء 13
----------------
بعاصمة البلاد أسس جلالة الملك وزارة خاصة بشؤون التعليم عهد إليها بمضاعفة عدد المدارس الابتدائية والثانوية والتقنية واحدث جامعة عصرية ضمت في بداية عهدها كلية للآداب وكلية للعلوم القانونية دشنها في 21 دجنبر سنة 1957 .كما اهتم جلالته بالتعليم الديني فجدد مناهجه ونظم معاهده القديمة كجامعة القرويين ودعمها بفتح مدارس دينية جديدة في طنجة ومكناس وتارودانت وغيرها.ولم يفت جلالته الاهتمام بتعليم الكبار ممن تجاوزوا سن التمدرس وأسس لهذا الغرض العصبة المغربية للتربية الأساسية التي تركز نشاطها على محاربة الأمية ليشمل في البداية تعليم حوالي أربع مائة ألف أمي تمكن منهم مائتان وخمسون ألف من إتقان الكتابة والقراءة والحساب على أن أهم انجاز ينسب إلى جلالته في ميدان التعليم تجلى في تشجيعه للمرأة على ولوج المدارس قصد التعلم ونهل المعرفة حتى تشارك أخاها الرجل في بتناء الوطن وتحمل مسؤولياته
إن الأمة كالجسم لا يمكن إصلاح نصفها مع بقاء النصف الآخر ناقصا أو عليلا فلا صلاح إلا بصلاح جميع أعضائها لذلك تنبهنا لتربية بناتنا لرفق حالة عائلتها إذ كيف سيعيش متنور في حياته العائلية إذا كان بجنبه زوجة جاهلة.كيف يصلح أمر بنيه إذا جاذبتهم من جهة الأمهات شرور التقاليد الفاسدة .فالإصلاح الحقيقي يطالب دائما بالكمال ما دامت الأمهات ملازمة لطرق الإهمال فلهذه الحقائق قررنا بظهير شريف تعليم البنات على أساس مثين ومهدنا الوسائل لتسييره على ما يضمن النجاح المبين." من خطاب لجلالة الملك محمد الخامس نقلا عن علي العلوي- محمد الخامس والدعوة الإسلامية"
وكان الملك يؤمن بان التطبيب حق لكل مواطن ولذلك خص قطاع الصحة باهتمام بالغ فبنى المستشفيات للعلاج الطويل والعمليات الكبرى والمستوصفات لتقديم العلاج المستعجل والتوعية والاستشارة كما أقام جلالته مدارس داخل المستشفيات الكبرى في الرباط والدار البيضاء وفاس لتكوين الممرضين والممرضات.
وسعيا في توفير الإطارات الضحية بالبلد ضاعفنا الجهود لتكوين رجال الصحة من أطباء وممرضين وفي الأسبوع الأول من الشهر الحالي دشنا بالدار البيضاء مدرسة ابن رشد الطبية التي ستسد في المستقبل حاجتنا إلى الأطباء وأنشئت مدرستان لتكوين الممرضين والممرضات بطنجة واكادير ووسعت المدارس الأخرى التي أنشئت من قبل لهذا الغرض حيث يزاول بها الآن دروس التمريض 550 من التلاميذ ذكورا وإناثا."من خطاب الملك محمد الخامس ألقاه في 18 نونبر سنة 1960- انبعاث امة-
وسعى جلالته إلى تعميم الخدمات الطبية فرفع من مستواها ووجهها لخدمة كافة المواطنين وقد أصبح بإمكان المغاربة الاستفادة من خدمات التطبيب والعلاجات التي تقدمها لهم المستشفيات والمستوصفات في المدن والبوادي.
يتبع جزء 14 المجاهد الأكبر بقلم محارب قديم احمد بوتزاط