جزء 7 المجاهد الأكبر
-------
قال جلالة الملك محمد الخامس :
...اتجهنا من الساعة الأولى التي دككنا فيها صرح الباطل وأعلنا الاستقلال.إلى إحياء جيشنا الوطني الذي تعطرت بذكر مآثره صفحات التاريخ في القديم والحديث.وقد أردنا أن نحوطه بإطار فتي متحمس يحسن قيادته ويحافظ فيه على الروح الأبية والمعنويات السامية التي امتاز بها المغاربة في كل الأعصار وانتم تعرفون أن الشعبية في دستور هذا الجيش الذي وضعناه له من الساعة الأولى فهو في خدمة الأمة ولن تقتصر مهمته على الأعمال الحربية المحضة ولكنه يضيف إليها أعمالا اجتماعية واقتصادية وعمرانية وقد برهن على انه قادر على ذلك وكفؤ له رغم فتوته وحداثة عهده.
إنكم جنود الأمة جمعاء شعاركم : الله الوطن الملك
وان مسؤوليات هذا الشعار جسيمة وتبعاته خطيرة ولكننا نعلم أنكم قادرون على حمل أعبائها ما أوتيتم من عزم ونشاط ...فضعوا اليد في اليد وسيروا إلى الأمام بخطى ثابتة وعزائم قوية لتبنوا صرح المغرب الجديد. " انبعاث امة"
اعتبر جلالته الاستقلال منطلقا لتطبيق الإصلاحات في كافة المبادين وخاصة منها الميدان السياسي وذلك قصد إرسال دعائم ديمقراطية مغربية هدفها تطوير أساليب الحكم والإدارة.وتتميع الفرد بحقوقه الأساسية.وارتكز الفكر الديمقراطي على تقاليد الحكم الموروثة عن أسلافه - التشاور مع الأمة في كل الأمور والأخذ برأي العلماء طبقا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية.
- بيعة الأمة المغربية للملك مما يجعل منه المؤول الأول عن الرعية
و وكان جلالة الملك محمد الخامس يؤمن بان الدين الإسلامي هو خير مصدر يستمد منه المبادئ الصحيحة الديمقراطية فهو يحث على التشاور والتعاون وينادي بالمساواة بين الناس ولذلك كان جلالته يدعو إلى التمسك بالدين الإسلامي والرجوع الى مصادره من اجل بناء ديمقراطية إسلامية أصيلة.
إننا ننوي بناء صرح البلاد و تنظيمها على أساس ملكية دستورية فنحن مرتبطون بهذا المبدأ الذي اعترف به الإسلام وحض عليه إذ من الخطا الادعاء بان مبادئ الديمقراطية غريبة في جوهرها عن أوضاع الإسلام السياسية وأنه يصعب بذر هذه الأسس في البلاد الإسلامية والحقيقة أن الإسلام نادى بالديمقراطية وحض على العدالة وأوصى بالمساواة وطبق كل هذا بكيفية تامة وشاملة في عهد عظمته وبفضل هذا أمكن للإسلام أن يحقق نوعا من الوئام بين الشعوب التي سعدت بحكمه فعاشت متآخية تجمعها وحدة المحبة والمودة والأخوة وذلك بالرغم من اختلاف دياناتها وأجناسها وألوانها
وكان جلالته يعتقد اعتقادا راسخا بان النظام الديمقراطي هو أصلح الأنظمة لبلاده وقد صرح في عدة مناسبات انه عازم على تطبيق هذا النظام بمجرد الحصول المغرب على الاستقلال إذ كان يعتبر أن الالتزام بالديمقراطية كفيل بضمان الحرية والعدالة والكرامة للشعب المغربي كما ألح على ضرورة مشاركة المغاربة في تسيير شؤون الدولة في عصر تعددت فيه المسؤوليات .
يتبع الجزء 8 المجاهد الأكبر مقتطف من تاريخ المغرب بقلم محارب قديم احمد بوتزاط