في ألأيام القليلة الماضية كنت في زيارة لإحدى المقاطعات للحصول على وثيقة إدارية ،فاسترعى اهتمامي اعلان عن كيفية الحصول على هده الوثيقة الهامة ومراحلها ،فكان من اللازم التقيد بالتعليمات ،لكن لم يكن احد ينتظر السؤال القديم وهو هل قيدت نفسك في اللوائح الانتخابية ؟وقد صدمت عند ما طرح علي هدا السؤال وتيفنت انه لم يتغير اي شيئ رغم الشعارات وعند ما سأ لت الشيخ عن سبب طرحه هدا السؤال وما علاقة شهادة السكنى بالإنتخابات ،بدأ يعطيني دروسا في الوطنية والديمقراطية وأنا اول من إكتوى بالوطنية وضحيت براحتي من اجل هدا الوطن ،في حين ان هدا الشيخ الدي لم يبرح منطقته مند ولدته امه لايعرف في هدا الوطن سوىانزكان وضواحيها التي دق ابوابها من اجل الظفر بمقعد في احدى مجالسها البلدية وعند فشله إستعان بأحد اصدقاءه بالعمالة وتم توظيفه شيخا ،رغم ان بنيته السقمية لم تتغير .فكانت فعلا مناسبة للإطلاع على عقليات اصحا ب المخزن وبناياتهم ،وكان كارثيا الظروف التي يعمل بها هؤلاء ومسؤوليهم حيث ان هده البنايات تفتقر الى أبسط ظروف العمل المريح ،فالإمكانيات منعدمة والأطر والموظفين يحسبون على رؤوس الأصابيع ،وكما كان سؤال الشيخ ينتمي الى الأيام الغابرة فآلة الراقنة مازالت سائدة وتحدث ضوضاء لايطاق الى جانب مكاتب مهترئة وحيوط متسخة ولم تعرف لها الصباغة طريقا مند زمن.وقد سألت نفس الشيخ عن سبب هده الوضعية المقلقة اداك بان على محياه القلق والأسى فتنازل عن طلبه الأول وبدا في حكاية قصص أهل السلطة واعوانهم مع اصحاب القرار في عمالة انزكان ،فأقر ان ظروف العمل قاسية ومضنية في ظل غياب الوسائل المادية حيث يضطر اعوان السلطة الى استعمال وسائلهم الخاصة من اجل أن تمر عملية المراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية في أحسن الظروف،في حين اقسام العمالة مجهزة عن آخرها بالحواسيب وآخر طراز من المكاتب والكراسي بيدا ان جميع المقاطعات والقيادات والدوائر التي تعتبر مرآة السلطة مهمولة من جميع النواحي التي تحس الموظف وعون السلطة أنه يؤدي عمله في ظروف مريحة.وقد سبق ان تطرقنا الى هدا الموضوع من قبل وهو الإهمال وللامبالات الدي تتعامل به السلطة الاقليمية لإنزكان مع الوحدات الترابية من المقاطعات والقبادات والدوائر حيث يكابد المسؤولون على هده الوحدات للإجابة على جميع المراسلات التي توجه اليهم من العمالة ،علما ان العمل الاداري كما بدايته ونهايته هو الملحقات الادارية،فهي التي تتكلف بالتقارير والبحوث وصلة وصل بين الفعاليات المحلية والسلطة الاقليمية.وحتى تطلع هده الملحقات الادارية بدورها يجب تجهيزها يالوسائل المادية والبشرية وخلق فضاء يحس العاملين بها أنهم على قدم المساواة مع باقي الموظفين بالعمالة ،لان ما نراه الآن عكس دلك من اهمال من ناحية النظافة حيث دورات المياه (بيت الماء)تزكم رائحتها أنوف الزوار ويظطر القائد او رئيس الدائرة الإستعانة بعمال نظافة من حسابه الخاص او تكليف أعوان السلطة بدلك،في حين العمالة نعج بعمال الانعاش يالعشرات وشركة تهتم بنظافتها،كما ان السلطة الاقليمية قامت بصباغة مكاتب رؤساء الأقسام في حين نجد مكاتب القياد ورؤساء الدوائر بينهم والصباغة مابين السماء والأرض من مسافة يعني مند سنوات.لكن فالسياسة في المغرب تهتم دائما بالواجهة ونسيان الداخل الا في هده فقد تم الاهتمام بالعمالة من حيث الجمالية والأبهة وتم نسيان المقاطعات والقيادات والدوائر رغم ان هده الأخيرة تعتبر اول مايحتك به المواطن وحالتها من تجهيز وبناء ونظافة هو الدي سيحدد موقفه من عملها ككل خاصة ان عدد من الأجانب يزورون هده الملحقات الادارية لقضاء مآربهم الادارية حيث يصابون بالإحباط عند التوصل بوثيقة مكتوبة باليد او مطالبتهم إستنساخ وثيقة لأن الناسخة الوحيدة في عطب دائم وإصلاحها يتطلب برقيات وطلبات للسلطةالإقليمية مما يعرض ا لمصالح الادارية للمواطنين للمماطلة.
موضوع: صـــيـــــحـــة فــــي و ا د 
الثلاثاء 14 أبريل 2009, 16:22
