موضوع: جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور الأحد 12 أكتوبر 2008, 22:05
حصل الممثل المغربي محمد مجد، على جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور، مساء الجمعة المنصرم.
خلال حفل اختتام المهرجان، عن دوره في فيلم " في انتظار بازوليني" للمخرج داوود السيد.
وعبر مجد، عن سعادته للحصول على الجائزة، معتبرا أنها ثمرة مجهود جماعي، شارك فيه كل من المخرج المبدع داود أولاد السيد، وطاقم الفيلم، الذي كان يعمل في جو أخوي ساعده على أداء دوره بنجاح تام.
وأرجع مجد سر نجاحه في تصريح لـ"المغربية"، إلى علاقته الجيدة بالمخرجين وكتاب السيناريو، الذين يتعامل معهم، لأنه غالبا ما يتوصل بالسيناريو، قبل سنة على الأقل من بدء التصوير، كما أنه يعقد جلسات متواصلة مع المخرج وكاتب السيناريو لمناقشة النص، وقراءته بتمعن وتركيز، قبل الموافقة عليه لتفادي كل الثغرات، التي من شأنها أن تسيء للشخصية، مضيفا أنه لا يهتم بالجانب المادي، بقدر ما يهتم بجانب الإقناع في الدور الذي يجسده.
وعن علاقته بالممثلين أكد مجد أنها جيدة، وليس لديه أي مشكل في التعامل مع أي ممثل كيفما كان، المهم بالنسبة له أن يكون السيناريو محبوكا، وله بداية ونهاية قوية، تساعده على الإبداع، وبالتالي إنجاح الفيلم.
وأبرز مجد أن السينما المغربية تعيش عصرها الذهبي، بدليل غزارة إنتاجاتها، التي وصلت إلى 20 في السنة، وحصولها على العديد من الجوائز في مختلف المحافل الدولية.
وعن فيلم "في انتظار بازوليني"، الذي حصل على عدة جوائز مهمة كان آخرها، جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان وهران بالجزائر، فهو فيلم عن انتظار السينما التي لاتجيء في موعدها المحدد، لأنها لو جاءت فإنها ستنتشل الكثير من الفقراء من أزماتهم الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية التي يرزحون تحت وطأتها، فالتهامي الذي يعمل في إصلاح وتركيب الصحون اللاقطة يعمل بين الفينة والأخرى في الأفلام الأجنبية التي تصور في استوديوات "ورزازات" في أدوار الكومبارس. وهو نفسه كان قد تعرف إلى المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني، الذي كان قد صور جزءاً كبيراً من فيلمه الشهير "أوديب ملكا" في الصحارى المغربية في ستينيات القرن الماضي، وارتبط معه بصداقة حميمة يشيع بين أهل قريته أن بازوليني سيعود ليصور فيلما جديدا عندهم، وهو من سيعمل على إنقاذهم من أوضاعهم المزرية، التي يعيشونها لما عرف عنه من تعاطف إنساني كبير يبديه نحو الناس البسطاء، ولكن هيهات، فبازوليني قضى نحبه قبل أكثر من ثلاثة عقود، ومع ذلك يواصل التهامي حلمه لأنه قرر في دخيلته أن هؤلاء الفقراء الذين يرزحون تحت فقر مدقع لم يبق لديهم أصلا إلا الأمل لمواصلة الحياة.
يذكر أن بداية محمد مجد الفنية كانت في مطلع الستينيات بالمسرح، مع إحدى فرق الهواة "الشبيبة العاملة"، بعدها سافر لمدة سنتين إلى فرنسا، حيث التحق بأحد مراكز التكوين المسرحي، الذي كان يتعامل معه عن طريق المراسلة لمدة سنتين، وبعد عودته إلى المغرب، اشتغل مع فرقة "البدوي" للمسرح، وقدم معه العديد من الأعمال الناجحة، إلى أن بدأ التلفزيون سنة 1963، حيث شارك في أول مسلسل مغربي سنة 1965، وهي السنة نفسها، التي التحق فيها بمسرح الطيب الصديقي، المسلسل كان بعنوان "التضحية"، وتكلف بإخراج حلقاته 16 المصري يسري شاكر، ومثل فيه آنذاك كل من محمد الخلفي، وعبد اللطيف هلال، ونعيمة المشرقي، وصلاح الدين بنموسى، وعبد الجبار الوزير، والراحل محمد بلقاس، والعديد من الوجوه التي أصبحت في ما بعد الركيزة الأساسية للفن المغربي.
أما بداياته مع السينما فكانت سنة 1967 بفيلم سينمائي قصير، كان من إخراج مجيد الرشيش سنة 1967 بعنوان "6 و12"، ليأتي بعد ذلك الفيلم الثاني للمخرج نفسه، تحت عنوان "الغابة" سنة 1968، الذي نال الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج بتونس سنة 1970، ثم تلاه فيلم "البوراق" سنة 1970 للمخرج ذاته. أما أول تجربة عالمية فكانت في فيلم "شهرزاد" لفيليب دوبروكا، وفيلم "الرسالة" للراحل مصطفى العقاد، الذي يعتبر بمثابة البداية الحقيقية لمحمد مجد وللعديد من الممثلين المغاربة في عالم السينما، وكان ذلك سنة 1974.
أما مرحلة التألق لمحمد مجد فكانت سنة 1999، بداية السينما المغربية الحقيقية، وكانت الانطلاقة بفيلم "علي زاوا"، لنبيل عيوش سنة 1999، ثم "عود الريح"، لمحمد البوعناني، وداود أولاد السيد سنة 2000، ليتبعه "وبعد" لمحمد إسماعيل سنة 2002، ثم "ألف شهر" لفوزي بن السعيدي سنة 2003، ليعقبه "لحظة ظلام" لنبيل عيوش سنة 2004، ثم "طريق النهر" لنيكولا كازالي سنة 2005، والسفر الكبير المخرج نفسه سنة 2006، ليأتي بعده "ريح البحر" سنة 2007، وأخيرا "في انتظار بازوليني" سنة 2008.
جائزة أفضل ممثل في المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور