حادثة أخرى بقيت عالقة بذاكرة التاريخ الروسي ، ففي منطقة بيتروسافوسك على الحدود الروسية الفللندية كان ما يقارب 170 على الساعة 4 صباحا على موعد مع مشاهدة عجيبة جدا ، حيث شاهدوا طبقا طائرا عملاقا يطير على علو منخفض نسبيا يحلق قريبا منهم ، كانت المشاهدة لا غبار عليها ، طبق طائر ذو ألوان زاهية ، توقف في السماء لمدة 15 دقيقة قبل أن يغادر إلى الحدود الفلندية ، فيراه الناس في تلك المنطقة ، بل و في 4 مناطق مختلفة ، الشيء الذي أذهل الجميع ، خصوصا و أن المشاهدة هذه المرة كانت من طرف ضباط في الجيش الروسي !
الكولونيل بوريس سوكولوف كان قائدا للدورية المشاهدة يحدثنا فيقول :
اكتشفت أن العديد من ضباطي رأوا المشهد الذي رأيته بعيني أيضا على الحدود مع فلندا ، لاحظنا أن جميع محاولاتنا في الإتصال بإدارة الجيش العليا من أجل إخبارها بما حدث في التو و اللحظة قد باءت بالفشل ، لأن أجهزتنا لم تعد تعمل فجأة ، لا شيء كان يعمل حين كان الطبق الطائر قريبا منا ، كل الأجهزة تعطلت حتى الساعات اليدوية الرقمية في معاصمنا توقفت عن العمل ، شيء عجيب فعلا ، و بعد أن غادر الطبق الطائر بهذه السرعة المذهلة ، عادت الأجهزة للعمل من جديد : أجهزو الرادار ، ساعاتنا اليدوية ، و عقولنا أيضا التي كانت آنذاك متوقفة على النظر إلى هذا الطبق الغريب
دفعت هذه الحادثة رجال الشرطة و الضباط الذين شاهدوا هذا الطبق الطائر إلى البحث في موضوع الأطباق الطائرة بعد أن كان قبل مشاهدتهم له موضوعا خياليا جدا في نظرهم ، فاتصلوا بعلماء فلك و فيزياء من أجل التحري عن هذا الموضوع ، في مشاريع كانت في بعض الأحيان ممولة من طرف الدولة الروسية ، في موسكو توجد اليوم مراكز للبحث ليس لإثبات وجود الأطباق الطائرة المجهولة الهوية ، و لكن للبحث عن ماهيتها ، و هل هي سلاح متطور أم وليدة حضارة بعيدة عن حضارة البشر
الدكتور أناتولي أكيموف رئيس أحد هذه المراكز يحدثنا عن دوره في هذه المشاريع :
الذي نحاول فعله في الوقت الراهن هو البحث في الحدود الفارقة بين الواقع و الخيال في هذه المشاهدات ، لو كنا نعتقد ( و هذا هو الراجح ) في وجود هذه الأطباق الطائرة الغريبة كحدث غير مسبوق في التاريخ الأرضي و على أرض الواقع ، فالسؤال الذي يطرح و بإلحاح : هل تقنياتنا الأرضية قادرة على فهم ما يحدث ، هل هي قادرة على نفسير هذا التطور التكنولوجي العجيب الذي تطير به هذه الأطباق ، هل في استطاعتها بكل بساطة أن تفهم أي شيء !
في حادثة هزت الرأي العام الإنجليزي شاهد وزير الدفاع البريطاني بنفسه هذه المرة طبقا طائرا ، في قاعدة جوية تابعة ببقوات الأمريكوإنجليزية ، كان ذلك في سنة 1980
تعتبر هذه القاعدة أحد أكبر و أهم القواعد التي تملكها المملكة المتحدة ، و أكثرها سرية ، و هي تحوي أكبر خزان أسلحة نووية لحلف الناتو
في 28 من ديسمبر ، اصدرت أوامر لفريقين عسكريين بالتنقيب و البحث حول أضواء غريبة مريبة ظهرت في الغابة المجاورة للقاعدة ، كان ذلك صباحا في وقت الفجر ، حيث شوهدت أضةاء غريبة فعلا في الغابة المجاورة !
يحكي لنا لاري وارن ما حدث تلك الليلة :
كان عمري آنذاك عشرون عاما ، و كنت أخدم في القعدة ، و كان ورائي أكبر ضباط القاعدة ، أتينا إلى هنا ، إلى الغابة ، و كان أحد أكبر الضباط يصور ما حدث!
لا أحد يمكنه إنكار ما حصل فعلا ، فقد كانت المشاهدة حقيقية جدا ، كل ما أتذكره أن حقلا في الغابة كان مضاءا بشكل غريب جدا لم أره في حياتي ، ضوء لم أر مثله في الإنارة المعتادة ، كأن شيءا كبيرا و ضخما جاثم فوق أرض الحقل ، طبق طائر ! نعم كان طبقا طائرا
يكمل لارين قائلا :
كان في محيط الطبق الطائر ألوان جميلة جدا ، غير أن مشاهدتنا كانت ممزوجة بالخوف ، حيث أنه كان بالفعل ضخما جدا ، كالطائرة أو أصغر قليلا ، حوالي 6 أمتار علو و 9 أمتار في القاعدة ، بقي في الأرض قليلا ، و ما لبث أن اختفى ، و الغريب أن إقلاعه لم يسمع منه صوت أبدا ، أقلع مرتفعا في السماء ، كان كل ما رأيناه حقيقة لا يمكن لأحد من الحاضرين في تلك الليلة على الأقل إنكارها ! كان لا يمكن للشخص إمعان النظر إليه لوقت طويل حيث كانت الأضواء المنبعثة منه مبهرة جدا ، تماما كالذي ينظر إلى الشمس في واضحة النهار ، فهو يراها قطعا ، و لكنه لا يمكن النظر إليها بشكل مستمر !
بعد دقائق من الحادث ، و انبهار الطاقم المصاحب لي فضل حلهم الهروب ، لأن ما رأيناه بالفعل كان يبعث على الهلع !
أعتقد أنه من حق كل إنسان أن يشكك فيما قلته ، غير أن ما رأيته كان حقيقيا مائة بالمائة ، لا مكان للشك فيه ، و هو موجود في الأرشيف العسكري الإنجليزي إلى الآن ، يمكنكم إقصائي من هذه القصة ، و اعتبارها ضربا من الجنون و الخيال ، و لكنها ستستمر في الوجود ، هذه القصة لن تموت بمجرد قول إنسان أنها قصة خيالية ! ما رأيته كان حقيقيا !
لم يكن الطاقم العسكري الشاهد الوحيد على هذا الحادث ، فأحد الشهود كان منزله قريبا من الموقع
انتابني إحساس حينما شاهدته أنني توقفت في مكاني قرونا !
كان الطبق الطائر يعلو و ينخفض في الغابة ، حينما رأيته من بعيد ، تساءلت مع نفسي ، هل يمكن أن تكون طائرة في حاجة إلى مساعدة ، و هممت بالإتصال بالشرطة ، غير أن شيئا ما دفعني إلى الإقتراب أكثر ، فرأيت ما رأيت ، سمعت أصوات الضباط و سيارات هنا و هناك ، لم يكن صعبا تمييز الأصوات التي بدت عليها علامات الخوف من ما شاهدت
تدخل هذه المشاهدة في إطار سري للغاية ، تحرص الحكومة الإنجليزية إلى الآن ، على كتمان ما حصل ، بل و على تكذيبه إذا لزم الأمر !
وزير الدفاع الإنجليزي آنذاك تحدث عن هذه الحادثة أيضا
سبق لي أن تحدثت عن الواقعة بشكل عمومي ، و نظريتي كانت و لا تزال قائمة : كائنا ما كان هذا الشيء الطائر فالأمر يتعلق بالأمن القومي في إنجلترا ! نعم هناك أشياء طائرة مجهولة الهوية تحلق في السماء الأرضية ، غير أن لا أحد يعلم ماهيتها
كلام يصعب علي شخصيا تصديقه خصوصا إذا أتى من وزارات الدفاع العليا في الكرة الأرضية ! الإعتراف بأن لا أحد يعلم عن هذه الأطباق شيئا هو ضرب من الخيال تماما ، كالخيال الذي يتهمنا أصحاب المناصب العليا في جميع الدول بالوقوع فيه حين مشاهدة هذه الأشياء الطائرة ! أغلبية المشاهدات تأتي من طرف أناس عاديين ، مثلي و مثلك أيها الحبيب ، و في الكثير من الأحيان تلي هذه المشاهدات نوبات هلع حادة ، غير أن الأكثر هلعا و إحباطا ، أن يعتبر المشاهد مجنونا أو أنه يهذي فقط في كل ما يحدث به
الحلقة الثالثة: أطباق طائرة في كل مكان !أديب كبير ، و أول وزير للحج و الأوقاف بالمملكة العربية السعودية ، الشيخ حسين عرب ، قابله الكاتب و المفكر الكبير محمد عيسى داود ، يتذكر معه قصة حدثت معه في جدة فيقول :
كنت في يوم في الطريق إلى جدة ، و سائقي ينهب الأرض نهبا بالسيارة ، فانجذب نظري إلى السماء لتتجمد عيناي على منظر شدني : سرب من الأطباق الطائرة المجهولة الهوية بألوانها الفضية تطير بسرعة هائلة ، و في تشكيل بديع كأنها إوزات تطير بسرعة رهيبة !
الشيخ حسين عرب رجل ثقة ، نزيه صدوق ، حتى أن الملك فيصل رحمه الله ، كان يدعه يوقع بالنيابة عنه في بعض الأمور ، غير أنه لم يجد تفسيرا لما رأى ، غير أنه كان موقنا مما رآه ، أنه شيء فوق العادة و ليس طبيعيا ، نمطه ، هيئته و حركته لا تمت إلى ما اعتدناه من تحركات الطائرات بصلة ، أو حتى صواريخ و سفن فضاء ، بل حتى الكاتب محمد عيسى داود رأي طبقا طائرا في مصر في منطقة الأهرامات لحسن الصدف ، كان معه منظاره المقرب ، ورغم كل أبحاثه شعر برهبة من ينكر شيئا و رآه أمامه : السرعة الخارقة ، الأضةاء المتقطعة ، الألوان الزاهية ، الصوت غير موجود ، و كأنما هي نجمة مقذوفة من مدفع بلا صوت !
على مدى أكثر من أربعين عاما و الأطباق الطائرة المجهولة الهوية مادة غنية للبحث و المناقشة ، لكن المهتمين بهذه القضية لم يسألوا أنفسهم : هل يرون في الإتجاه الصالح ، فالفرق هئل جدا بين الملاحظة ، أو تدوين المشاهدات ، و بين إخضاعها للبحث العلمي التجريبي و قبل أن يتم تقدير أهمية الملاحظة الدقيقة ، عرف علماء الفيزيولوجيا الأوروبيون في القرون الوسطى : الفيلة ، هذا المخلوق الضخم ، تساءلوا بعدها عن كيفية تناسلها و تكاثرها مع الحجم الضخم جدا !
و تسابق الكتاب التخيليون و الذين لا علاقة لهم بالعلم التجريبي بإعطاء الآراء و الفرضيات ، في تصورات غريبة : حيث قالوا : أن التناسل يتم في الماء حيث يعمل الماء على تخفيف الوزن ، و كان أكثر الآراء طرافة ذلك الذي قال : بأن الذكر يحدد ثغرة في جسد الأنثى !
و لكن العالم الجغرافي : سترابو كتب يقول بأن ذكر الفيلة يخصب الأنثى في نوبة كنوبات الجنون ، و ذلك بتفريغ مادة من المواد الدهنية في قناة تنفس الأنثى ! لأنه العالم الذي أخد على عاتقه ملاحظة و تتبع و دراسة سلوكيات الفيلة و تصرفاتها في كل المواقف حتى الغريزية !
و هذا بالظبط ما حدث مع قضية الأطباق الطائرة ، فقد ذهبت أغلب الآراء إلى أنها مجرد هلوسات ، يلعب الخيال فيها دورا كبيرا ، أو نتيجة لعقارات الهلوسة ، و قال آخرون أن مشاهدات الأطباق الطائرة ناتجة عن الضغوط النفسية و الحياتية الرهيبة ، و أنه لا حقيقة لمثل هذه الأشياء .
و بصفة عامة يعتقد بعض العلماء على أن انتشار الأطباق الطائرة يرجع إلى أننا في النصف الثاني من القرن العشرين ، و قد نمت صناعات و تمددت و تقدمت وسائلنا التكنولوجية ، لكن الأمر تحول بالفعل إلى ظاهرة علمية عندما كثرت حوادث المشاهدات من أناس مشهود لهم بالثقة ، حتى تأسست في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون هيئة خاصة اسمها (مشروع الكتاب الأزرق) مهمتها متابعة حالات الأطباق الطائرة ، أو الفضائيات المجهولة ، و تأكد تماما أن هناك شبه حروب أو مناورات جوية مستمرة بين الطائرات الأمريكية الحربية و الأطباق الطائرة ، و النصر دائما فيها يكون للغرباء ، و لا يعرف أحد ما يجري !
لكن حادثين كشف النقاب عنهما باحث مهووس بالعوالم الفضائية يدعى : توم كاميللا ، و الذي أعطى معلومات الحادثين رقيب أول بالقوات الجوية الأمريكية ، و قد قال لكاميللا ردا على سؤال عن صحة اختفاء طائرة حربية : ( لا بد أن نعترف أن الحادث صحيح ، و أن طائراتنا يتم اختطافها منذ زمن و حتى الآن و الذين يخطفونها يأتون إليها من السماء)
أما الحادث الأول فخاص بالطائرة إف 86 المقاتلة النفاثة التي أقلعت خلف طبق طائر تم رصده على شاشة رادار بالقاعدة الجوية ، دارت الطائرة فوق حقل عريض بحثا عن الطبق الطائر ، و فجأة لمح قارئ شاشة الرادار الطبق الطائر متجها رأسا إلى الطائرة الأمريكية ، و على الفور وجه قارئ شاشة الرادار قائد الطائرة إلى ذلك ، و لكن سرعة الطبق الطائر كانت أسرع ، ثم ظهر الطبق الطائر وحده على الشاشة ، و عبثا حاول رجال الرادار الإتصال بالطبق الذي فر بأقصى سرعة دون أن يرد ، و اجتمعت جهود رجال الأمن أن يجدوا و لو أثر بسيط من الطائرة الأمريكية و لكن لا أثر على الإطلاق !
و على مضض سلمت القيادة العامة في سلاح الجو الأمريكي بأن الحادث : اختفاء طائرة في ظروف غامضة !
أما الحادث الثاني فراح ضحيته 26 شخصا كانوا على متن طائرة نقل عسكرية و جرى الحادث على شاشات الرادار أيضا !!
كان الطبق الطائر منطلقا بسرعة رهيبة حين ظهر على الشاشة ، توجه مباشرة إلى طائرة النقل و قبل أن يتمكن الرادار من إندار طاقم القيادة كان الجسمان قد التحما و صارا جسما واحدا ضاعف سرعته بشكل رهيب و خرج من المجال الراداري في غمضة عين ، و على الفور تم مسح المنطقة و المياه المجاورة لكن لا أثر لشيء ، اختفت الطائرة تماما ، غير أنهم عثروا فيما بعد على حقيبة جنرال كانت على متن الطائرة طافية فوق سطح الماء !
و كثرت الهيئات المعنية بالبحث عن الأجسام الطائرةالمجهولة و أصبح لهذا الأمر باحثوه و المدققين فيه / و سمي هذا المجال باللغة الأنجلوساكسونية باليوفو ، و باللغة اللاتينية : الأوفني
بدأ الإهتمام يشتد بالمشاهدات الغريبة بدءا من عام 1946 ، عندما عانت البلدان الإسكندنافية و خاص السويد من صواريخ شبحية و ساد الظن للوهلة الأولى أنها عبارة عن أسلحة سرية صنعت في الإتحاد السوفييتي من قبل العلماء الألمان الذين أسروا في (بينميوند) ، و لكن سرعان ما بدا واضحا ، أن شيئا غريبا يتعلق بتلك الأجسام الصاروخية الشكل التي كانت تعبر سماء شمال أوروبا. و على الرغم من أن 2000 تقرير عن تلك الأجسام قد وصل إلى وزارة الدفاع السويدية ، فلم يبلغ عن أن أحدها تحطم أو حط فوق الأرض السويدية ، و بدا أن مصدرها يمكن أن يكون : كل المناطق الممكنة على الأرض و ليس جهة الشرق فقط ، و بدأ الأمر يتحول إلى ذعر عندما اجتاحت أمريكا في السنة الموالية موجة من الأطباق الطائرة ، و كان الجنرال الأمريكي كريجي قد استقبل التقرير السري بإصدار أوامر تتضمن إنشاء مجموعة جوية تتولى دراسة حوادث الأشياء الطائرة المجهولة الهوية .
أسندت هذه المهمة إلى القاعدة الجوية في (رايت باسن) و بدرجة سرية كبيرة جدا ، و كلفت بالإشراف العام لشعبة الإستخبارات العامة، بدأ (المشروع الطبق) كما أطلق عليه بتنفيذ المهمة في (2يناير سنة 1948) ، بمعنى أنه تم في أول الأمر تجميع كافة المعلومات منذ ظهورها ، وكذلك الأحداث التي شوهدت في الغلاف الجوي ، و ضمن حدود الظواهر التي كانت تمثل أهمية للأمن القومي في أمريكا ، كان الهدف الأساسي من هذا المشروع البحث حول ما إذا كانت الأطباق الطائرة تشكل خطرا قائما على الأمن القومي الأمريكي ، بمعنى أنه كان من المسلمات بوجود أشياء طائرة غريبة غير معلومة الهوية .
و حدث أن رأى عدة أشخاص فوق أجواء(لويسفيل) في (كنتاكي) شيئا فضي اللون بيضاوي الشكل ، يشع ضوءا أحمر يتراوح قطره بين 80 و 100 متر و ه يطير باتجاه الجنوب ، و اعلمت الشرطة المحلية فورا القاعدة الجوية ب ( فورت كنوكس) و جرى الإتصال بمطار (جودمان فييلد) ، و لم تمض سوى 15 دقيقة حتى كانت عناصر من برج المراقبة تشاهد وجود الطبق الطائر ، و عندما تأكد المشاهدون و الفنيون ، دون أن ينتابهم أي شك و ريب مما يشاهدونه ، و أنه لا يمكن اعتباره طائرا ، أو طائرة أو حتى منطادا ، أسرعوا بإعلام الضابط المناوب ، كما اتصلوا بالمسؤول عن الأمن المحلي ، و اتصلوا أخيرا بالكولونيل ( جي إيف هيكس) ، و قام هذا الأخير بإصدار الأوامر للكابتن مانتيل للإقلاع فورا مع مجموعته بطائراتهم المقاتلة إف51 .
و الكابتن مانتيل كان أحد الطيارين البارزين المتفوقين ، و من الأوائل الذين قاموا بتنفيذ أصعب المهمات و أخطرها أثناء القصف الجوي المتواصل ضد القواعد الألمانية على الساحل الفرنسي على المحيط الأطلنطي ، و ممن نالوا أرفع الأوسمة بعد الحرب العالمية الثانية ، و أقلع الكابتن مانتيل ، و تابع جهاز الرادار إشارات المطاردة النفاثة و في الساعة (1500) يتصل الكابتن مانتيل مع القاعدة فيقول :
-لم أر شيئا حتى الآن ، سأنعطف باتجاه (أوهايو)
و بدأ الإتصال ثانية مع القاعدة :
الساعة 1502 : الكابتن مانتيل . رؤية جيدة. لم أر شيئا حتى الآن ، ارتفاع الطيران 9400 متر ، ما زلت أرتفع
الساعة 1509 : الإرتفاع 10400 متر ، لا شيء حتى الآن
الساعة 1511 : (و بصوت يشوبه الإرتباك و الدهشة) : و الآن ها هو ، شكله شكل قرص ، حجمه ضخم و ييصعب تقديره ، ربما 70 متر ، في قسمه العلوي نشاهد طوقا و قبة ، و يبدو أنه يدور بسرعة كبيرة جدا حول محوره الشاقولي ، الإرتفاع 10500 حول !
و بدأ يسود في برج المراقبة جو من الترقب و القلق و المراقبون ينظرون إلى شاشاتهم دون أن يلتفتوا عنها ، لأن الطبق الطائر المجهول يظهر واضحا تماما على شاشة الرادار
الساعة 1512 . أعلن الطيار الموجود في الجناح الأيمن من التشكيل :
إنني أرى الشيء الطائر و أقوم بتصويره الآن ، الكابتن مانتيل يرابه عن قرب ، بعيد عنه بحوالي 150 مترا ، إنني أحاول الإقتراب منه ، و قال طيار الجناح الأيسر :
الساعة : 1514 : الكابتن مانتيل يبتعد عني ب 900 متر و قد ضاعف سرعته ، و سألحق به حتى أصل إليه ، يبدو أن الطبق الطائر مصنوع من مادة معدنية و يتألق و تغمره هالة من النور الأصفر و يتغير لونه من الأصفر إلى الأحمر فالبرتقالي
الساعة 1515 : المسافة 350 متر فقط ، الشيء الطائر تزيد سرعته ، و يحاول على ما يبدو الهروب ، إنه يرتفع إلى زاوية 45 درجة
الساعة 1516 : الكابتن مانتيل يكاد يطير ، و تزداد سرعته ، إنه على ما يبدو ( و بدهشة كبيرة) لا يتمكن من الحفاظ على منسوب المسافة بينه و بين الطبق الطائر ، لا يفصل بينهما سوى مترين ، القرص الطائر يرتفع ، الكابتن مانتيل دخل في سحابة ، نحن لا نرى و لا نعرف ما يحدث !
و تلتقط في الأرض آخر إشارة من مانتيل قبل اختفائه :
الساعة 1517 : هذا الشيء ضخم ، و يطير بسرعة عالية جدا !! و الآن ...
و بعد لفظة : و الآن ... لم تستكمل بقية الجملة ، و لم يعرف أحد ما حدث !
أقلع على الفور تشكيل آخر للبحث عن الكابتن مانتيل بعد اختفاء صوته عنهم ، في الساعة 1600 عثر على حطام طائرته مبعثرة على مساحة قطرها التقريبي كيلومتر و نصف ، و الساعة التي بيد الابتن مانتيل الميت ، معطلة و تشير إلى الساعة 1518
و انفجر الرأي العام الأمريكي ، و كما كان منتظرا ، كرست الصحف لهذا الحادث الأليم عناوين مثيرة للغاية ، و ذلك لأن هناك فرقا كبيرا بين مشاهدة عادية ، و بين حادث ذهب ضحيته أحد كبار الطيارين في الولايات المتحدة الأمريكية ، و أكثرهم –بلا مبالغة- شجاعة و إقداما ، و ذلك في ظروف غامضة و بتدخل من الطبق الطائر في وضح النهار و على مرأى و مسمع من الطيارين و برج المراقبة !
و أصبح الرأي العام الأمريكي بعد الحادثة قلقا للغاية ، وحتى الأشخاص الذين كانوا ينظرون إلى مشاهدات الأطباق الطائرة بتهكم و استهزاء ، اتخذوا موقفا حيال هذا الأمر الجلل ، و بدؤوا ينظرون إليه نظرة جد و قلق!
ترى هل كان الكابتن مانتيل يلاحق سفينة فضاء مثلا ؟ أم سلاحا للإتحاد السوفييتي آنذاك ؟ أم طبقا طائرا من مجرات أخرى .؟
غير أن الإجابة التي أتت من الحكومة الأمريكية آنذاك أقلقت الشعب الأمريكي ، ليس فقط من أجل عدم مصداقيتها ، و لكن لأن الحكومة الأمريكية تعاملت مع الشعب الأمريكي على أنه مجرد قطيع من الأغبياء ! فورد تفسير حكومي مسؤول لما حدث : أن الكابتن مانتيل كان يطارد كوكب الزهرة فارتطم حينما كان يحاول الإقتراب منه !!!!!!!!!
و قام علماء الفلك و غيرهم بدحض هذا التفسير قائلين بأن السماء في ذلك اليوم كانت مغطاة ، علاوة على أن طائرة مانتيل لم تخترق حدود الغلاف الجوي
فظهر تفسير آخر ليكون ستارا جديدا على الرؤية العقلية و مفاده أن الكابتن مانتيل كان يطارد بالونا معدا لاختبار طبقات الجو العليا ، و لكن حسب التحريات التي قام بها الباحثون في ذلك اليوم ، تبين بما لا يدع مجالا للشك أن المنطقة لم يكن فيها أي بالون من البالونات المذكورة !