السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مرحبا بمدير طاقم المشرفين والمشرفات .
شرف عظيم بالنسبة لي أن تراسلني .
أنا كذلك أحب المزاح .
1- أنت لم تبتدئ رسالتك لا ب"عليكم السلام ... " ولا بالسلام عليكم ..." . قد دخلت في موضوعك "دغري" .
2 - //
أخي الكريم أشكرك على طرح ما تفضلت به مع أنني أقول الله أعلم //
يحضرني بشأن قولك هذا مثال دارجي يقال فيه "أنت حلف ونا نقول الله وعلم" . تقول الحقيقة يا أخي أن الله مدنا من علمه وهو موضوعي ، ولا يجوز القول بشأن العلم الذي مدنا به "الله أعلم" . بل نحن كذلك نعلم ما أرادنا سبحانه أن نعلمه . والقضية التي هي من لب رسالتي التبليغية تقول أننا لا نعلم إلا القليل مما أرادنا سبحانه أن نعلمه .
3 - //
و من باب المزاح و عذرا أخي كانت جدتي رحمها الله تقول على الذين يذهبون للمساجد فقط لممارسة الرياضة بمسلمين الرباط هههههههه //
جدتك رحمها الله وغفر لها كانت تظلم إذا بقولها الكثير من أهل الرباط . وأنا عموما لست "رباطي" ، وإنما أنا من "البربر سكان المغرب الأقدمون".
4 - //
أخي نظرا لخطورة هذا الموضوع الذي لا يجب غض البصر عليه //
الخطير هو القول الفقهي بأن الله ضار لأنه إفتراء عظيم على ربنا وبعمر عريق . وهو إفتراء عن غير قصد بطبيعة الحال . و يخبر بمدى جهلنا العظيم في الدين . بل يخبرنا بمدى عظمة كفرنا بما نعلم ومدى عظمة زيغنا في المقابل باعتقادنا بما يبطله ما نعلم لو نستحضره ونتدبره ولا نبقيه في أدراج المهملات . فكل ما أدليت به من حجج دامغة تبطل القول بأن الله ضار هو من المعلوم . ولا يستطيع أحد رد شيء منه بطبيعة الحال لأنه من عند الله وليس إفتراء مبتكرا .
5 - //
الضار والنافع
الإثبات من القرأن
والسنة..
الضار النافع : تقول اللغة أن الضر ضد النفع ، والله جل جلاله هو الضار ،
أى المقدر للضر لمن أراد كيف أراد ، هو وحده المسخر لأسباب الضر بلاء
لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات ، فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى
. الله سبحانه هو النافع الذى يصدر منه الخير والنفع فى الدنيا والدين ،
فهو وحده المانح الصحة والغنى ، والسعادة والجاه والهداية والتقوى والضار
النافع إسمان يدلان على تمام القدرة الإلهية ، فلا ضر ولا نفع ولا شر ولا
خير إلا وهو بإرادة الله ، ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا الى أن ننسب الشر
الى أنفستا ، فلا تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل
من أمر الله وبفعل الله ، والله قادر على سلب الأشياء خواصها ، فهو الذى
يسلب الإحراق من النار ، كما قيل عن قصة إبراهيم ( قلنا يا نار كونى بردا
وسلاما على إبراهيم ) ، والضار النافع وصفان إما فى أحوال الدنيا فهو
المغنى والمفقر ، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك ، وإما فى أحوال الدين فهو
يهدى هذا ويضل ذاك ، ومن الخير للذاكر أن يجمع بين الأسمين معا فإليهما
تنتهى كل الصفات وحظ العبد من الاسم أن يفوض الأمر كله لله وأن يستشعر
دائما أن كل شىء منه واليه//
سبحان الله . لقد رد علي صديق في منتدى آخر بنفس هذا الرد دون أن يذكر بأنه منقول ؛ واعتقدت أنه من عنده خاصة وأنه بتعبير لغوي ركيك ووافر فيه تكرار مضمون واحد متعارض مع قوله سبحانه الكثير في القرآن الكريم كقوله عز وجل جلاله مثلا "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" .
وردي على هذا الصديق بشأن هذا القول هو كالتالي بدون تصرف :
***************************
1 - //
تقول اللغة أن الضر ضد النفع //
أوافقك الرأي ، ولا دليل في هذا القول .
2 - // والله جل جلاله هو الضار //
هذا قول فقهي باطل . وقد تقدمت بكفاية من الأدلة التي تثبت صواب الطعن والتي هي كلها من المعلوم لديك كذلك والتي تركتها جانبا كلها .
3 - //
أى المقدر للضر لمن أراد كيف أراد //
من بين الدلائل التي ذكرت بها تفاصيل الحقيقة التي ملخصها هنا يقول أن الله لا يضر بأحد بالقطع وإنما الإنسان نفسه من يكتسب بأفعاله ما يضر به بدليل قوله عز وجل جلاله "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" . الله مثلا خلق السم القاتل ولا يمكنك أن تجزم يا أخي بأنه سبحانه هو الذي قرر بأن يتجرعه كل من تجرعوه لأنه عز وجل جلاله أراد ذلك وأراد أن يقتلهم .
4 - //
فهو وحده المانح الصحة والغنى، والسعادة والجاه والهداية والتقوى //
أجيبك هنا أيضا بقوله سبحانه "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" .
5 - //
هو وحده المسخر لأسباب الضر //
هذا قول صحيح يشكل دليلا من الدلائل التي وضعتها أنت جانبا .
6 - //
بلاء لتكفير الذنوب أو ابتلاء لرفع الدرجات //
هذا قول غير صحيح بدليل قوله سبحانه كذلك "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" . فالذي إكستب سيئة لا يعقل القول بأنه تكفير للذنوب ولا إبتلاء لرفع الدرجات .
7 - //
فإن قدر ضررا فهو المصلحة الكبرى //
أجيبك هنا أيضا بقوله سبحانه "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" . وكما ذكرت به في مقالي ووضعته جانبا ، يقول ملخص ما يعنيه هذا القول الكريم أنه سبحانه خلق الحياة الدنيا بسنن وخلق إمتحان الحياة الدنيا بسنن وخلق الإنسان فيها ليمتحن وليكتسب ما يشاء . أي أن الله عز وجل جلاله لا يقرر أن يكفر عبده ولا أن يعصاه ولا أن يكتسب الذنوب والخطايا والكبائر ، وإنما قضى بأن يكون لهذه الأفعال تبعات بقيمة العقاب وقضى بالحق في الهبة منه سبحانه الحق تضاف إلى المكتسب المختار نفعا كان أو ضررا .
8 - //
الله سبحانه هو النافع //
هذه حقيقة مطلقة ولم أطعن فيها بطبيعة الحال .
9 - //
فلا ضر ولا نفع ولا شر ولا خير إلا وهو بإرادة الله //
أجيبك هنا أيضا بقوله سبحانه كفاية "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك".
10 - //
ولكن أدبنا مع ربنا يدعونا إلى أن ننسب الشر إلى أنفستا //
كذلك هنا أرد عليك بقوله سبحانه "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" . أي أن الحقيقة تقول أن السيئة هي ليست من عند الله إلا من خلال سننه سبحانه التي تقضي باكتسابها لما تتوفر أشراطها ، وأنها من عند نفس من يكتسبها مستحقة عقابا بالحق . ولا مكان للقول بالأدب مع ربنا قولا بأنه يقضي بأن ننسب السيئة المكتسبة لأنفسنا . بل هي فعلا من عند أنفسنا وليست من عند الله بالمفهوم المطلق الذي تعتقد به باطلا .
11 - //
فلا تظن أن السم يقتل بنفسه وأن الطعام يشبع بنفسه بل الكل من أمر الله وبفعل الله، والله قادر على سلب الأشياء خواصها، فهو الذى يسلب الإحراق من النار. كما قيل عن قصة إبراهيم (قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم)، والضار النافع وصفان إما فى أحوال الدنيا فهو المغنى والمفقر، وواهب الصحة لهذا والمرض لذاك، وإما فى أحوال الدين فهو يهدى هذا ويضل ذاك، ومن الخير للذاكر أن يجمع بين الأسمين معا فإليهما تنتهى كل الصفات وحظ العبد من الاسم أن يفوض الأمر كله لله وأن يستشعر دائما أن كل شئ منه واليه //
كذلك هنا أرد عليك بقوله سبحانه "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك".
12 - ويتجلى إذا أنه من بين ما تركته جانبا ولم تتدبره هو قول الله سبحانه الذي أدليت به والذي منه مثلا قوله عز وجل جلاله "
ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك" . ولدلك ظل قولك كله يكرر ما يتناقض معه .
والخلاصة تقول أنك لم تتقدم بأيها دليل لإثبات قولك إياه ، ولم تستطع أن ترد شيئا من الأدلة الكثيرة التي أدليتها .
وكان مفترضا أن تتناول كل دليل على حدى وتطعن فيه وتلحق الطعن بالحجة أو الحجج .