[size=24]بسم الله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،وبعد
بمناسبة هذه الايام الفاضله احببت ان اذكر اخواني وأخواتي بفضل كبير من الله علينا به ، وهو هذه الايام من ايام الله الفاضله وهة شهر ذو الحجه ببحث مختصر
عن أعمال شهر ذو الحجّة الحرام وفضل العشرة منه
هو أكبر وأخرا الأشهر لحرُم وأعظمها، وفيه: الإحرام بالحج وإقامة الفرض، وفيه يوم عرفة، ويوم النحر. و الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة أيامٌ معظمة أقسم الله بها في كتابه والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : " وهو الصحيح " انظر تفسير ابن كثير
والعمل في هذه الأيام محبب إلى الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ .
فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " رواه البخاري والترمذي واللفظ له .
وأول يوم منه لسنتين من الهجرة زوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله أميرَ المؤمنين عليّ بن أبي طالب بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول عليهما السّلام.
وفي اليوم السابع منه سنة مئة و أربع عشرة للهجرة استشهد إمام من ائمة اهل البيت عليهم السلام الإمام الباقر، محمد بن علي عليه السلام.
وفي اليوم التاسع منه وهو يوم عرفة تاب الله سبحانه على آدم عليه السّلام، وفيه ولد إبراهيم الخليل عليه السّلام، وفيه نزلت توبة داود عليه السّلام، وفيه ولد عيسى بن مريم عليهما السّلام، وفيه يكون الدعاء بالموقف بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، على ما جاءت به سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم .
ويستحب صيامة لغير الحاج و لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج .
فضل يوم عرفه :
أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام، وفضل صيام ذلك اليوم
1- تكفير الذنوب :
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " [ رواه مسلم ]. فصومه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفير للسيئات .
ماذا يكفر صوم يوم عرفة :
هو تكفير سنة قبله وسنة بعده. والمقصود بذلك التكفير، تكفير الصغائر دون الكبائر، وتكفير الصغائر مشروطاً بترك الكبائر، قال الله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " [ النساء ]، وقوله صلى الله عليه وسلم : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر " [ رواه مسلم ] .
2-إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آيه؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) "المائدة: 3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
3- قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) "رواه أهل السّنن". وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (نزلت –أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد).
4-إنه يوم أقسم الله به:
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) "البروج: 3"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) "رواه الترمذي وحسنه الألباني".
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) "الفجر: 3" قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.
5-أن صيامه يكفر سنتين:
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) "رواه مسلم".
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
6- أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم.
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني"
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !
7- أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد .
وفي اليوم العاشر منه عيد الأضحى، والنحر بعد صلاة العيد سنّة لمن أمكنه، أو الذبح والصدقة باللحوم على الفقراء ، والاُضحية فيه لأهل مِنى وغيرهم ، وفي ثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق .(سبق ان تحدثنا عن احكام الاضحية)
وفيه صلاة العيد. ومن السنّة فيه تأخير تناول الطعام حتى يحصل الفراغ من الصلاة، وتجب وقت الاُضحية.
ومن العمل الصالح في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتهليل
فضل التكبير وصفته:
1- قال تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) الحج / 28 .
والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة .
2- قال تعالى : ( واذكروا الله في أيام معدودات ... ) البقرة / 203
وهي أيام التشريق .
3- ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل ) رواه مسلم
وصفته ...
اختلف العلماء في صفته على أقوال :
الأول : " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الثاني : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الثالث : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .
والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة .
وقته ... التكبير ينقسم إلى قسمين :
1- مطلق : وهو الذي لا يتقيد بشيء ، فيُسن دائماً ، في الصباح والمساء ، قبل الصلاة وبعد الصلاة ، وفي كل وقت .
2- مقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات .
فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق ، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة ( أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة ) إلى آخر يوم من أيام التشريق ( وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة .وأما المقيد فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال : " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " بدأ بالتكبير . هذا لغير الحاج ، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر
ويستحب فيه التكبير للنساء والرجال.
وفي اليوم الخامس عشر منه سنة مئتين و اثنتي عشرة للهجرة ولد النور العاشر من انوار اهل البيت النبي صلي الله عليه و آله الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام.
وفيه ايضاً اشتدّ الحصار بعثمان بن عفان، وأحاط بداره طلحة والزبير في المهاجرين والأنصار، وطالبوه بخلع نفسه مطالبة حثيثة، وأشرف بذلك على الهلاك.
وفي اليوم الثامن عشر منه سنة عشر من الهجرة بغدير خُمّ، جمع النبي صلى الله علية وعلى آله وصحبه وسلم الناسَ عند مرجعه من حجة الوداع، فخطبهم، ونعى إليهم نفسه عليه السّلام، ثمّ قرّرهم على فضب علي رضي وقال لهم على أثر ذلك:
«فمَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».
ثمّ نزل فأمر الكافة بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين تهنئةً له بالمقام. وكان اول من هنّأه بذلك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال له: بَخٍ بَخٍ يابن أبي طالب، أصبحتَ مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ( لنا بحث حول حديث غدير خم ).
وقال في ذلك اليوم حسانُ بن ثابت رضي الله عنه ، شعراً:
يُـنـاديـهمُ يوم الغدير نبيُّهُم
بـخُمٍّ فأسمِعْ بالرسول مُناديـا
يقول: عليّ مولاكُمُ وولـيُّكُم
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا:
إلـهكَ مولانا وأنـت نـبيّنا
ولم تر منّا في الولاية عاصيـا فقال لـه:
قـم يا عليُّ فانّني رضيتك من بعدي إماماً وهاديـاً
فمَن كنتُ مولاه عليٌّ أميرهُ فكونوا لـه أنصارَ صدق مواليا
هناك دعا: اللهمَّ والِ وليَّـهُ وكن للذي عادى عليّاً معادياً •
وفي اليوم الثامن عشر منه بعينه من سنة أربع وثلاثين من الهجرة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي هذا اليوم بعينه بايع الناسُ أميرَ المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بعد عثمان رضي الله عنه.
وفي هذا اليوم غلب موسى بن عمران على السحرة، وأخزى الله تعالى فرعون وجنوده من أهل الكفر والضلال.
وفي هذا اليوم نجّى الله تعالى إبراهيم الخليل عليه السّلام من النار، وجعلها عليه برداً وسلاماً كما نطق به القرآن.
وفيه نَصب موسى يوشعَ بن نون وصيّه، ونطق بفضله على رؤوس الأشهاد.
وفيه أشهد سليمان بن داود عليه السّلام سائر رعيّته على استخلاف آصف بن برخيا وصيّه، ودلّ على فضله بالآيات والبيّنات، وهو يوم عظيم كثير البركات.
وفي اليوم الرابع والعشرين منه باهَلَ رسول الله صلّى الله عليه وآله بأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام نصارى نجران، وجاء بذكر المباهلة به وبزوجته وولدَيه محكمُ التبيان.
وفي اليوم السادس والعشرين سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفي التاسع والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة قُبض عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
اخوكم
السيد الشريف / عباس حميد الدين[/size]