قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الجمعة، بوضع الحجر الأساس لبناء المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة الذي تقدر تكلفة إنجازه بـ 319 مليون درهم وسينجز المستشفى على وعاء عقاري مساحته 10 هكتارات منها نحو3 هكتارات مغطاة، وسيستهدف سكانا يقدرون بمليون و145 ألف نسمة.
ويأتي هذا المشروع تجسيدا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تقريب الخدمات الصحية الأساسية من السكان والاستجابة لحاجيتهم في مجال التطبيب والرعاية الصحية، كما يندرج في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الصحة والرامية إلى عصرنة التجهيزات البيوطبية بمختلف مستشفيات المملكة وتكثيف عرض الخدمات الصحية.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز الاستشفائي بالجديدة 500 سرير، موزعة ما بين الجراحة العامة (180 سريرا)، والطب العام (145 سريرا)، وطب الأم والأطفال (120 سريرا)، والإنعاش (15 سريرا)، والمستعجلات (22 سريرا)، ومستشفى النهار (12 سريرا)، والولادة (ستة أسرة).
وسيجهز المستشفى، الذي ستنتهي الأشغال به في يوليوز 2010، بمعدات طبية وتقنية حديثة ستكلف غلافا ماليا يصل إلى157 مليون درهم، وسيضم قاعات للجراحة وأخرى للتوليد وجناحا للفحص بالأشعة ومختبرات علمية.
وستعزز هذه البنية التحتية الاستشفائية الخدمات الصحية التي توفرها المؤسسات الصحية بالإقليم الذي يضم 64 مؤسسة صحية للعلاجات الأساسية، منها11 في المجال الحضري، و53 في المجال القروي، إضافة إلى أربعة مستشفيات عمومية تبلغ طاقتها الإيوائية 530 سريرا .
وبخصوص توزيع الخدمات الطبية بحسب سكان الإقليم الذين يقدرون بمليون و145 ألف نسمة, فهناك مؤسسة صحية واحدة لكل17 ألفا و740 نسمة، وعيادة للطب الخاص لكل 7708 نسمة، وسرير واحد لكل1521 نسمة، وطبيب واحد لكل3287 نسمة، وصيدلية واحدة لكل4543 نسمة.
وتقدر نسبة النساء الحوامل اللواتي يستفدن من متابعة صحية طيلة فترة الحمل بالإقليم في المائة مقابل 44 في المائة، منهن من يستفدن من عناية صحية بعد فترة الوضع بينما لا تتجاوز نسبة الاستشارات الطبية بالأقليم 0.34 في المائة.
وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي، أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، شكيب بنموسى وزير الداخلية، وياسمينة بادو وزيرة الصحة، ووالي جهة دكالة عبدة، ورئيس مجلس الجهة، وعامل إقليم الجديدة، ورئيس المجلس الإقليمي، وعدد من أطر وزارة الصحة، والمنتخبون، وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى.
وفي اليوم نفسه، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلاقة أشغال تهيئة وتأهيل شارع النصر بمدينة الجديدة، واطلع جلالته على مشاريع تهم التأهيل العمراني والحضري للمدينة .
ويعد شارع النصر من الشوارع الرئيسية لمدينة الجديدة، ويمتد على طول 5 كلم، وهو امتداد للواجهة البحرية للمدينة وأحد المحاور ذات الطابع السياحي بها.
وستجري تهيئة الشارع بكلفة 80 مليون درهم في إطار شراكة بين وزارة الداخلية وعمالة الجديدة والمجلس البلدي والوكالة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء.
وتتضمن الأشغال بمشروع تأهيل شارع النصر تهيئة الساحات والفضاءات العمومية، وتقوية شبكة الإنارة العمومية، وإحداث فضاءات للترفيه والتنشيط الثقافي، وعمليات التشوير، وأشغال الترصيف والتبليط والتشجير.
وبالموازاة مع ذلك سيجري تنفيذ برنامج لتقوية وتأهيل أبرز المحاور الطرقية بمدينة الجديدة، وهي شارع العلويين، وشارع إبراهيم الروداني، والمدخل الجنوبي لمدينة الجديدة، والمنطقة الصناعية، مما سيمكن من ربط عدد من التجمعات السكنية بهذه المحاور.
ورصدت لهذا البرنامج اعتمادات بقيمة 183 مليون درهم، ممولة في إطار شراكة بين وزارة الداخلية وعمالة الجديدة والمجلس البلدي.
وبالمناسبة نفسها، قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج التأهيل الحضري لمدينة الجديدة، الذي يهدف إلى رد الاعتبار للساحات والفضاءات العمومية، ومواكبة الأوراش المهيكلة الكبرى، والحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية للمدينة، وتهيئة واجهتها البحرية، وتقوية شبكة الإنارة العمومية.
وفي هذا الإطار، ستجري إعادة تهيئة وتأهيل الحي البرتغالي "مازاغان" بكلفة 18.90مليون درهم .
وصنفت منظمة اليونيسكو هذا الحي سنة 2004 تراثا إنسانيا عالميا.
وتهدف هذه العملية إلى رد الاعتبار لهذا الموقع التاريخي العريق، وتأهيله اجتماعيا واقتصاديا، خاصة وأنه يعد من المدارات السياحية المهمة بالمدينة، وترميم أسواره، وكذا ترميم بناياته الآيلة للسقوط.
وضمن المشاريع الرامية إلى الحفاظ على البيئة جرت تهيئة مطرح جديد للنفايات بالجماعة القروية مولاي عبد الله، بكلفة 22.5 مليون درهم، مما سيمكن من التقليص من الانعكاسات البيئية للمطرح القديم الواقع داخل المجال الحضري للمدينة، الذي سيجري تحويله إلى فضاءات خضراء بكلفة 4 ملايين و400 ألف درهم، بعد أن يجري تنظيفه من النفايات من خلال جمعها وتغطيتها بالأتربة، وصرف العصارة الناجمة عنها، ووضع منظومة تقنية للتخلص من الغازات المنبعثة منها ثم تشجير الموقع وتنظيف محيطه.
وسيمتد المطرح الجديد بجماعة مولاي عبد الله على مساحة 27 هكتارا، وسيمكن من استقبال 1.6 مليون طن من النفايات خلال مدة استغلاله المقدرة ب 15 سنة أي بمعدل 107 آلاف طن سنويا.
وسيجهز المطرح بمعدات متطورة لمعالجة النفايات، وفق تقنيات حديثة تحد من انبعاث الغازات وتسرب عصارة النفايات إلى الفرشة المائية.
وبالمناسبة نفسها، اطلع جلالة الملك على مشروع تهيئة قطب حضري جديد بالمدار الجوي بالجديدة بكلفة 5 ملايير درهم على مساحة 92 هكتارا، والذي سينجز خلال ثماني سنوات.
ويهدف المشروع إلى إحداث قطب حضري جديد مندمج يتضمن ثلاثة محاور، الأول حضري يربط المشروع بوسط المدينة عبر امتداد شارع الحسن الثاني، ويضم قطبا حضريا مكونا من بنايات ادارية وبنايات سكنية وخدماتية وتجهيزات جماعية.
أما المحور الثاني، الذي يربط المشروع بالأحياء المجاورة فيضم عدة مجمعات سكنية تحتوي على تجزئات وساحات وتجهيزات جماعية، فيما المحور الثالث، الأقل كثافة، فيربط المشروع بالطريق المؤدية إلى سيدي بوزيد، ويضم مجموعة فيلات، ومركزا رياضيا، وفضاء ترفيهيا.
ومن شأن إنجاز هذا المشروع خلق حي إداري جديد وتخفيف الضغط على الشريط الساحلي لبلورة أنشطة سياحية جديدة، وتهيئة نقاط ربط جديدة بين مختلف الأحياء، وتحسين الشبكة الطرقية، وإحداث فضاءات جديدة للترفيه.
كما سيعطي دفعة قوية للتنمية الحضرية للمدينة ولجاذبيتها السياحية.
وسينجز المشروع من طرف الشركة العامة العقارية وهي فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير ـ التنمية بشراكة مع عمالة الجديدة.
وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي، أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة، والوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، والمدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، ومدير صندوق التجهيز الجماعي، والمدير العام للشركة العامة العقارية، ورئيس المجلس الإقليمي، ورئيس المجلس البلدي والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى.
كما أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس في اليوم نفسه، بمدينة الجديدة، انطلاقة الأشغال لتأهيل وفك العزلة عن حي المطار بالمدينة، واطلع جلالته بالمناسبة على حصيلة برنامج عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم.
ويندرج مشروع تأهيل حي المطار بالمدينة، في إطار برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، ورصدت له اعتمادات بلغت مليونين و355 ألفا و218 درهما، ممولة في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبلدية الجديدة والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والمستفيدين.
وحسب التشخيص الديمغرافي للحي، فإن سكانه يقدرون ب 1225 نسمة، موزعون على 245 أسرة، وتقدر نسبة الأمية به بـ 45 في المائة، بينما تبلغ نسبة التمدرس بالحي نحو90 في المائة.
وسيمكن برنامج تأهيل هذا الحي من تجاوز مجموعة من الاختلالات التي تعوق تنميته، بحيث لا تتعدى نسبة تزود سكانه بالماء الصالح للشرب 75 في المائة، ونسبة الربط بشبكة التطهير السائل 60 في المائة، علاوة على افتقاره إلى البنيات التحتية الطرقية الأساسية.
وهكذا، سيستفيد الحي من عملية للربط الاجتماعي بشبكتي التطهير والماء الشروب بكلفة مليون و800 الف درهم، وتتضمن الأشغال بهذه العملية مد 1500 متر من القنوات بالنسبة للماء الشروب، و1300 متر بالنسبة لتعميم شبكة التطهير.
وفي سياق فك العزلة عن الحي، جرت برمجة إنجاز طريق بطول 550 مترا، بكلفة 795 ألفا و218 درهما، إضافة إلى تبليط مختلف أزقة الحي وتقوية شبكة الإنارة العمومية به، بغلاف مالي يقدر بمليون و560 ألف درهم.
وبخصوص حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم 2005 و2006, استفاد إقليم الجديدة من اعتمادات بلغت 45 مليونا و831 ألفا و398 درهما، منها 30 مليونا و80 ألف درهم مساهمة من المبادرة.
وخصص هذا الغلاف المالي لتمويل إنجاز88 مشروعا، استهدفت سكان يقدرون ب85 ألف نسمة، وتوزعت هذه المشاريع ما بين البرنامج الأفقي (44 مشروعا)، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري (11 مشروعا)، وبرنامج محاربة الفقر بالوسط القروي (8 مشاريع)، وبرنامج محاربة الهشاشة والتهميش (25 مشروعا).
أما في ما يتعلق بالمشاريع المنجزة في هذا السياق، فهمت أساسا تجهيز دور لمساعدة أطفال الشوارع، وبناء مراكز للإيواء وأخرى خاصة بالأطفال المعاقين، ودعم التمدرس خاصة بالوسط القروي، ودعم التعاونيات الفلاحية، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل، وبناء مراكز للتربية والتكوين وتعميم المعلوميات.
واستفادت من هذه المشاريع أربع جماعات قروية، تتجاوز نسبة الفقر بها 33 في المائة (أولاد بوساكن ومكرس وأولاد عيسى وأولاد عمران)، وأربعة أحياء حضرية تعانين مختلف مظاهر الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وهي أحياء الغزوة والمطار بالجديدة، وللا رقية الجيلالية والسواني الموس بأزمور.
وخلال السنة الجارية جرى رصد اعتمادات بقيمة 52 مليونا و577 ألف درهم لتمويل 82 مشروعا يستفيد منها سكان يقدرون بأزيد من 80 ألف نسمة.
وكان تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله، عامل إقليم الجديدة، ورئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأعضاء اللجنة.
thegrudge عضو متطور
عدد الرسائل : 106 العمر : 35 Localisation : morocco النقاط المكتسبة من طرف العضو : 6224 خاصية الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 01/11/2007
موضوع: أنشطة ملكية اجتماعية وتنموية مكثفة بالجديدة 
السبت 03 نوفمبر 2007, 05:49
