واشنطن، 5 أيلول/سبتمبر، 2007 عن مجلة يو إيس أنفو الأمريكية
لم تنجح المسافات الشاسعة ولا الحواجز اللغوية ولا الفوارق الدينية في الحيلولة دون إحياء فرقة جنيسيس الموسيقية العالمية حفلة لجمهور غصت به صالة مركز كنيدي في واشنطن العاصمة في 27 آب/أغسطس.
وقد وجد أعضاء الفرقة اليهود والمسلمون أن تنظيم اللقاءات التقليدية للتمرن على العزف معاً أمر غير عملي نظراً لكونهم يعيشون في خمسة بلدان مختلفة وفي عدة مناطق توقيت متباينة. واعتمدت المجموعة، بدلاً من ذلك، على التكنولوجيا والابتكار الخلاق للعمل معاً من نيسان/إبريل إلى آب/أغسطس، من خلال قيام أفرادها بالغناء عبر الهاتف وتبادل الرسائل والملفات الصوتية إلكترونياً والترجمة من لغة إلى اللغة الأخرى. ولم يلتق أفراد الفرقة وجهاً لوجه إلا قبل يومين من موعد حفلتهم الموسيقية.
وقال المؤلف الموسيقي الإيراني المولد والمنتج وعازف الغيتار، شاهين شهيدة، لموقع يو إس إنفو في 31 آب/أغسطس: "أستطيع القول إن الأمر كان صعباً، ولكننا تمكنا بطريقة ما من التغلب على العراقيل. ويبدو وكأن الناس مهتمون بسماع ما لدينا، وهذا شعور يبعث على الرضى والارتياح."
وتضم الفرقة، بالإضافة إلى شهيدة، كلاً من مغني التينور (أي الصادح، أعلى درجات أصوات الرجال) الأميركي اليهودي، ألبرتو مزراحي، الذي يطلق عليه مريدوه تحبباً اسم "بفيروتي اليهودي؛" وعازف العود المغربي الشهير الحاج يونس، الذي يشغل أيضاً منصب مدير معهد موسيقى (كونسرفتوار) الدار البيضاء؛ وعازف الهرمونيكا والآلات الموسيقية ذات لوحات المفاتيح (مثل الأرغن والبيانو) الأميركي الحائز على جائزة غرامي، هوارد ليفي؛ وعازفاً مغربياً على آلات النقر (كالطبل) وآلات المفاتيح والساكسوفون، عبد القادر رحانيم؛ وعازف آلات جهير (ذات أدنى طبقة صوتية) إثيوبياً؛ وعازف قدمية (آلة من نوع الأرغن) أفغانيا.
وقد وصفت ويندي ستيرنبيرغ، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنظمة "جنيسيس على مفترق الطرق،" التي أنشأت فرقة جنيسيس الموسيقية العالمية، ما كان يحدث أثناء تدرب الفرقة معاً بطريقتها الفريدة. فقالت لموقع يو إس إنفو في 28 آب/أغسطس: "يقوم الحاج يونس، المغربي المسلم من مكانه البعيد جدا، بغناء القطعة الموسيقية، وإن كان بشكل تشوهه آلاف الأميال وحقيقة كونه عازف عود لا مطربا، من أعمق أعماقه عبر الهاتف."
وتستخدم منظمة جنيسيس على مفترق الطرق (Genesis at the Crossroads) غير الربحية التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها، والتي أصبحت الآن في عامها الثامن، الفنون لمد جسور بين الثقافات المتصارعة في شتى أنحاء العالم، بما في ذلك تشجيع وتنظيم النشاطات التي يشارك فيها فنانون يهود وعرب وإيرانيون.
وقالت ستيرنبيرغ حول ذلك: "إن رسالتنا هي تعزيز التقدير والوعي والاحتفاء بالتعددية أثناء استكشاف ثقافات هذه البلدان المذهلة."
وقد قدمت الفرقة في حفلة مركز كنيدي مزيجاً لم يشبه أي عيب أو خطأ من ألوان الموسيقى من شتى أنحاء العالم، دامجة بين أنواع موسيقية متباينة كالموسيقى اليهودية التقليدية والجاز الأميركي والمقام العربي والإيقاع الإفريقي والأناشيد الأفغانية التي يؤديها "القوال" التقليدي.
وقد أحيت الفرقة، علاوة على حفلتها الموسيقية في واشنطن العاصمة، حفلتين موسيقيتين في حديقة لنكولن (لنكولن بارك) في شيكاغو في 25 و26 آب/أغسطس، وتنوي الالتقاء مجدداً في وقت لاحق من هذا الخريف للقيام بجولة في الدار البيضاء، بالمغرب.
ويمكن مشاهدة فيديو حفل واشنطن بكامله على موقع مركز كنيدي على الشبكة العنكبوتية. كما يمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن منظمة جنيسيس على مفترق الطرق على موقع المنظمة على الإنترنت.[/center]