بسم الله الرحمن الرحيم
إن القلم ليعجزُ عن الكتابةِ لهذا اليوم ولو كان يستطيع أن يتكلم لجلس يبكي لعظمة هذا اليوم.
فهذا اليوم ليس كاالأيام العادية لكنه يوم تشيب منه الولدان، ترى الناس سكارى وماهم بسكارى، الحوامل يضعون حملهم، يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء،يوم لاينفع مالٌ ولا بنون ولا منصب ولا جاه ولا المراكز العالية إلا من أتى الله بقلبٍ سليم هذا الذي ينفع.
إنه يوم القيامة الذي يقوم الناس من قبورهم إلى الحساب ويوم القارعة التي تقرع القلوب بأهوالها ويوم الصاخة التي تصم الآذان لشدتها وهي الحآقة التي يتحقق ويبان كل شيء للكفار المنكرين الجاحدين لهذا اليوم.
في هذا اليوم : يقف الناس فيه خمسون ألف سنة والشمسُ قدرُ ميل فوق الرؤوس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تدنوا الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً).
في هذا اليوم
أمام أعيننا ومرءانا النجوم تتساقط والجبال تزال من مواضعها والوحوش جمعت والبحار أوقدت فصارت ناراً والصحف فرقت بين أصحابها والسماء قلعت والجنة قربت وأدنيت من المتقين، وبعد هذا العرض يعلم
الإنسان ما قدَّم من خيرٍ أو شر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ
{ إذا الشمسُ كوِّرت }
و{إذا السماءُ انفطرت}
و{إذا السماءُ انشقت}.
إنه يوم الحساب ويوم الجزاء ويوم العقاب ويوم الثواب، فكلُّ امرءٍ سيحاسب ويجازى على ما قدم من خيرٍ أو شر. قال الله تعالى:{ إن الله لايظلم مثقال ذرة وإن تكُ حسنةً يضاعفها ويؤتِ من لدنهُ أجراً عظيماً}
وقال تعالى { ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتابِ لا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضراً ولا يظلمُ ربكَ أحداً}
فهل أعددنا شيئاً ننجو من النار ومن هذا اليوم العصيب؟؟
** إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان**
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته