خيم الهاجس الأمني على كيفية حماية البيانات والمعطيات الخاصة والصناعية والاقتصادية على أعمال معرض أوربيت أياكس السويسري للتقنية، الذي تواصلت أعماله من 22 إلى 25 مايو/أيار وقدمت فيه بعض الشركات حلولا متطورة للغاية لتحقيق هذه الحماية.
وتنافست شركات البرمجيات في تقديم آليات جديدة للتسويق الإلكتروني والاتصالات عبر شبكة الإنترنت.
فقد طورت إحدى الشركات برنامجا يستخدم بصمات الأصابع لفتح الأبواب أو الحاسوب أو حتى جزء من البيانات داخل الحاسوب، ويقول هانز بوتيتس -أخصائي برمجيات الحماية- للجزيرة نت إن استعمال بصمة الأصبع كشفرة لضمان سرية معلومات وبيانات ليست تقنية جديدة.
ولكن الجديد الذي يقدمه هذا البرنامج هو أنه لا يتعامل مع بصمة الإصبع كصورة فوتوغرافية يتم تخزينها ثم مقارنتها مع بصمة كل شخص يحاول الدخول للتأكد من صحتها، بل إن البرنامج الجديد يحلل صورة البصمة بشكل ثلاثي الأبعاد، ثم يأخذ معطيات وإحداثيات هذا الشكل المجسم، فيقوم بتحليلها وترجمتها إلى كود سري، تماما مثل الشفرة التي يكتبها أي إنسان عادي مكونة من حروف وأرقام.
كما يتيح هذا البرنامج الجديد أيضا إمكانية تشفير النظام من خلال وضع الكود بشكل معقد، أي لا يعتمد فقط على بصمة أصبع واحد، بل ربما على أصبعين اثنين، مثل الإبهام ثم السبابة، ليس فقط من يد واحدة، ولكن من اليدين اليمنى واليسرى أو لشخصين مختلفين، كما يمكن تطوير البرنامج لالتقاط صور لبصمات أصابع من يحاولون اقتحام النظام، لاستخدامها فيما بعد للكشف عن الجناة.
جهاز شفرة بصمات الأصابع
التشفير المتوالي
في المقابل ركزت شركة أخرى على برنامج يمكنه حماية المعطيات الخاصة داخل الحاسوب مباشرة من خلال عمليات تشفير متتالية يقوم بها المهتمون بهذا الشأن، بنظام يوصف بالتشفير المتوالي، أي أن تحصل الوثيقة الواحدة أو الملف الواحد على أكثر من شفرة لفتحها، ترتبط كل واحدة منها بتسجيل الشخص للدخول إلى الحاسوب.
ويصف خبراء البرمجيات هذا الاهتمام الكبير بحماية المعطيات الخاصة، بالخوف من الجاسوسية الاقتصادية وسرقة البيانات الهامة، التي تتعرض لها الشركات الكبرى أو التي تعمل في مجالات حساسة، بل إن بعض عمليات التجسس تلك تتم في داخل الشركات نفسها من العاملين فيها.
لكن تأمين أجهزة الحاسوب من هجوم مواقع الإنترنت كان أيضا محور تنافس كبير هذا العام، حيث قدمت إحدى الشركات جهازا أشبه بالمرشح، يستقبل أولا مواقع الإنترنت، ويقوم بتصفيتها من جميع المواد المرفقة بها التي يمكن أن تكون ذات طبيعية تجسسية، ثم يسمح هذا الجديد لمواقع الإنترنت بالظهور على الجهاز بدون تلك الطفيليات أو البرمجيات الصغيرة التي تتسلل عبر بعض المواقع إلى الحاسوب.
وتقول الشركة المنتجة إن هذا المرشح يقي الحاسوب أفضل من البرامج التي يتم تثبيتها لمراقبة تلك الطفيليات، لأن اغلبها يتم تثبيته عنوة في نظام الجهاز ويكون التخلص منها صعبا في بعض الأحيان.
على صعيد التجارة الإلكترونية عرضت إحدى الشركات برنامجا يتصل بجميع أسواق المال في العالم في آن واحد، ويعرض مقارنة دقيقة لحركة تداول الأسهم وبيع المواد الخام، ويمكن لهذا البرنامج تقديم رسم بياني لتغير الأسهم التي يراقبها التجار والمستثمرون خلال فترة زمنية محددة.
ويحدد البرنامج أنسب وقت للبيع أو الشراء، لكن تحديد القرار النهائي للتداول يحتاج دائما إلى خبرة من يزاول هذا العمل، ويبلغ رسم استخدام هذا البرنامج عشرة آلاف دولار شهريا، في حين أن ثمنه يصل إلى خمسة ملايين دولار.
برنامج متابعة بيانات سوق الأسهم والسندات