[b]
السلام عليكم السلام عليكم وتحية طيبة و حياكم الله و بياكم-أي بوّءكم-
كلنا ضد التسييس مثلما كلنا مع التثقيف السياسي و الفرق واضح بينهما.ولأجل هذا الباب اريد التوضيح لعالمنا العربي:اننا كأمة لنا مشاكلنا على كل المستويات:الدينية و السياسية و الاجتماعية و غيرها.وهذه ظاهرة صحية و طبيعية كما قال الرسو ل الاعظم:اختلاف امتي رحمة.وهذا لايعني مطلقا خلو هذه الظاهرة من السلبيات او محاولة البعض الاصطياد في الماء العكر.وعلى الجميع ان يعلم ان اختلافنا او حتى تظالمنا لا يعني ان نرتمي بأحضان الآخر او الاجنبي بأي حال من الاحوال.ولتوضيح ذلك فأن الناس يتظالمون و لايكاد يمر يوم دون ان يظلم فيه المرء الآخرين:جيرانه او اصدقاءه و غيرهم.لكن من الناس من يطغى طغيانا فظيعا و هذا هو العدو الحقيقي.وعلى كل الاحوال فأن الخيانة ليست حلا لمعالجة المشاكل او مواجهة الطغيان.لانها نموذج من معاجة الخطأ بالخطأ وبحطأ اكبر منه.حيث ان الخيانة من الجريمة المعنوية التي تفوق الجريمة المادية التي غالبا ما تفوقها شكلا و ظاهرا و اعلاما.وعلى سبيل المثال فأن تحريف آية من القرآ ن هو اسوء من قتل الملايين.وللناس العاديين فأن خيانة الزوجة اسوء من ظلمها مهما كان.فأنها تفضل ان تبقى مع زوجها في احلك الظروف على ان تعيش مع زوج خائن ولو كان في قمة الرخاء.وعلى هذا المقياس الواضح فمن الافضل بل الواجب على المواطن ان يتحمل الاختلاف مع ابناء بلده:حكاما كانوا او احزابا او افرادا....الخ.على ان يلجأ الى الخارج,وان رأى في ذلك ظلما له.وهذه هي سيرتي شخصيا في التعامل مع ابناء بلدي و امتي كيفما كانوا.فالخير هو صفة الفاعل وليس صفة المفعول له.كما ان لاشرع و لا مباديء و لا رجولة و لا كرامة تبرر الخيانة-أي خيانة-انها خيانة الوطن-الخيانة العظمى-واذا كانت الخيانة للاجنبي اضحت عمالة.وهذه اسوء من سابقتها.وتقول الحكمة:احذروا خمسة:العلم بلا اخلاق و التجارة بلا آداب و العلوم بلا انسانية والعبادة بلا تضحية و السياسة بلا مبدأ.وليعلم الجميع بأن بلاده مهما كانت قاسية عليه فهي افضل من الاجنبي.وكما قال الشاعر:بلادي و ان جارت عليّ عزيزة.كما اني اعاتب الاعلام العربي لعدم توضيحه الكافي لهذا الموضوع مما سهل على الخونة التلاعب بمشاعر الناس البسطاء على حساب اوطانهم.خصوصا وان لدينا الكثير من الامثلة في التأريخ العربي و الاسلامي على مواقف عظيمة في هذا الاتجاه,منها واهمها دستور المدينة الذي وضعه نبينا الاعظم والذي ينص على ان يدافع الجميع عن المدينة اذا واجهها خطر.بمعنى الدين لله و الوطن للجميع وبمعنى عند الشدائد تذهب الاحقاد.اي ان الدفاع عن الوطن ضد أي هجمة خارجية من أي نوع هو واجب على الجميع لا ان تتحمله الحكومات فقط كما يحصل في عالم اليوم.كما ان في العهد الراشدي معاوية هدد الروم بمصالحة علي-كرم الله وجهه- في حال محاولتهم استغلال الصراع الدائر بينهما .وهذا ما قام به الامام الحسن بن علي بدوره عندما قبل بمبدأ التحكيم مع معاوية اثر تقدم الروم على الحدود وكان من اسباب الصلح بينهما و يقول المؤرخون :بصلح الحسن مع معاوية وجهت ضربة قاصمة للروم و الخوارج.ومما سبق يتضح بأن عدم الخيانة يغني تفضيل المصلحة العامة العليا.وانا شخصيا تعرضت الى ضغوط لا توصف في العراق لكني لم اخنه طرفة عين ولا بكلمة واحدة.واتمنى ان يرتقي الناس الى هذا المستوى و هم اهل لذلك.و الخيانة كما هو واضح من التعبير تأتي من الاخ او المواطن او الصديق لصالح الخارج.وهو من ظلم ذوي القربى:الاشد من الحسام المهند.كما ان مما يؤلمني ان في عالمنا العربي لمجرد الاختلاف على قضية بسيطة يجعل ما الخصم كافرا و عميلا و جبانا.........الخ.ولا نسمع العبارة اللطيفة:اني اتفق معهم في كذا و اختلف في كذا.كما ان هناك عبارة حنينة لا نسمعها الا نادرا وهي:رغم كل ما بيننا لا نقبل.وهي ما قالها العراق ضد محاولة الاحتواء الامريكي لايران في زمن كانت فيه ايران عدو.وايضا قالها العراق ضد التدخل التركي في الشمال ضد الاحزاب الكردية رغم انهم كانوا عملاء,لكنهم طبعا ليسوا قدوة لنا.وهي ما قاله التيار الصدري الشيعي ضد الهجوم الامريكي على اهل السنة في الفلوجة.وهي ما قالته المرجعية الشيعية في الايام العثمانية ضد الاحتلال البريطاني الذي يطيح بالعثمانيين.واخيرا اعود الى ما قبل الاسلام الى ايام جد الرسول الاعظم_قصي بن كلاب عندما عرض عليه قيصر الروم السماح له بسحق مكة على رؤوس اسيادها الكفرة.فأجابه نحن لا نستعين بالأغراب لتحرير ديارنا كما اني لا اكون سيدا على قومي و عبدا لغيرهم.ونهايات الخيانة معروفة في معظم الاحوال.ومن المعارضين للانظمة العربية اليوم من يلجأ الى الاجانب بدل التضحية.واي اجانب يهود و نصارى.وكأن الله لم يقل في كتابه:ولاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء من دون الله بعضهم اولياء بعض ومن يتولوهم منكم فهم منهم.ومعنى ذلك ان عليك ان تعاشرهم بالمعروف كما في العلاقات الطبيعية معهم ولكن ان لاتتخذهم عليك زعماء و موجهين وكمرجع.وهذا ما يساء التمييز له لدى الكثيرين.علما ان التفريط به هو من خيانة الدين و لن اكمل بعد ما وصل الموضوع الى خيانة الدين والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.